عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-31, 19:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18 عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله

عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله

1) جاء في طبقات الحنابلة [211]. : ( إن الإمام أحمد سُئل عن التوكل , فقال : قطع الاستشراق بالإياس من الخلق ).

(2) وجاء في كتاب المحنة [212]. لحنبل أن الإمام أحمد قال : ( لم يزل الله عز وجل متكلماً والقرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق وعلى كل جهة , ولا يوصف الله بشيء أكثر مما وصف به نفسه عز وجل ).

(3) وأورد ابن أبي يعلى عن أبي بكر المروزي قال : ( سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال : تلقتها الأمة بالقبول وتمرّ الأخبار كما جاءت ) [213].

(4) قال عبدالله بن أحمد في كتاب السُّنَّة : إن أحمد قال : ( من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر إلا أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت ) [214].

(5) وأخرج اللالكائي عن حنبل [215]. أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال : ( أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر , وكل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم , بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر ) [216].

(6) وأورد ابن الجوزي من المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد [217]. وفيه : ( صفوا الله بما وصف به نفسه , وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه .. ) [218].

(7) جاء في كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد قوله : ( وزعم – جهم بن صفوان – أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدّث عن رسوله كان كافراً وكان من المشبهة ) [219].

(8) وأورد ابن تيمية في " الدرء " قول الإمام أحمد : ( نحن نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حدّ ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد , فصفات الله منه وله وهو كما وصف نفسه لا تدركه الأبصار ) [220].

(9) وأورد ابن أبي يعلى عن أحمد أنه قال : ( من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن ) [221].

(10) وأورد ابن أبي يعلى عن عبدالله بن أحمد قال : ( سألت أبي عن قوم يقولون : لما كلّم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي : تكلم الله بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت ) [222].

(11) وأخرج اللالكائي عن عبدوس بن مالك العطار قال : ( سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول : ( ... والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق فإن كلام الله منه وليس منه شيء مخلوق ) [223].

ب – قوله رحمه الله في القدر :

(1) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد وفيه : ( ويؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومُرّه من الله ) [224].

(2) وأخرج الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ( سُئل أبو عبدالله فقال : الخير والشر مقدر على العباد ؟ فقيل له : الله خلق الخير والشر , قال : نعم , الله قدره ) [225].

(3) وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله : ( والقدر خيره وشره وقليله وكثيره , وظاهره وباطنه , وحلوه ومُرّه , ومحبوبه ومكروهه , وحسنه وسيئه , وأوله وآخره من الله قضاء قضاه على عباده وقدر قدره , ولا يعدو واحد منهم مشيئة الله عزّ وجل ولا يجاوز قضاءه ) [226].

(4) وأخرج الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الحارث قال : ( سمعت أبا عبدالله يقول : فالله عزّ وجل قدر الطاعة والمعاصي , وقدّر الخير والشر , ومن كتب سعيداً فهو سعيد ومن كتب شقياً فهو شقي ) [227].

(5) قال عبدالله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافراً ؟ قال : ( إذا جحد العلم إذا قال : إن الله لم يكن عالماً حتى خلق علماً فعلم فجحد علم الله فهو كافر ) [228].

(6) قال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري , فقال : إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه ) [229].

ج – قوله رحمه الله في الإيمان :

(1) أورد ابن أبي يعلى عن أحمد قال : ( من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) [230].

(2) وأورد ابن الجوزي عن ا؛مد قال : ( الإيمان يزيد وينقص كما جاء في الخبر : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) [231].... ) [232].

(3) وأخرج الخلال عن سليمان بن أشعث [233]. قال : ( إن أبا عبدالله قال : الصلاة والزكاة والحج والبر من الإيمان والمعاصي تنقص الإيمان ) [234].

(4) قال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي عن رجل يقول : الإيمان قول وعمل , يزيد وينقص ولكن لا يستثني أمرجىء ؟ قال : أرجو ألا يكون مرجئاً . سمعت أبي يقول : الحجـة على ما لا يستثني قول رسول صلى الله علـيه وسلم لأهل القبور : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) [235]. ... ) [236].

(5) قال عبدالله بن أحمد : ( سمعت أبي – رحمه الله – سُئل عن الإرجاء فقال : نحن نقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص , إذا زنى وشرب الخمر نقص إيمانه ) [237].

د – قوله رحمه الله في الصحابة :

(1) جاء في كتاب السنة للإمام أحمد ما يأتي : ( ومن السُّنَّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كلهم أجمعين , والكف عن ذكر مساوئهم والخلاف الذي شجر بينهم , فمن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أحداً منهم فهو مبتدع , رافضي خبيث , مجلف , لا يقبل الله من صرفاً , ولا عدلاً , بل حبهم سُنَّة والدعاء لهم قربة , والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة ) . ثم قال : ( ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأربعة خير الناس , ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص , فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته , ليس له أن يعفو عنه ) [238].

(2) أورد ابن الجوزي رسالة أحمد إلى مسدد وفيها : ( وأن تشهد للعشرة أنهم في الجنة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وأبوعبيدة بن الـجراح ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم , شهـدنا له بالجنة ) [239].

(3) قال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي عن الأئمة فقال : أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ) [240].

(4) وقال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي عن قوم يقولون : إن علياً ليس بخليفة , قال هذا قول سوء ردي ) [241].

(5) وأورد ابن الجوزي عن أحمد قال : ( من لم يثبت الخلافة لعلي فهو أضل من حمار أهله ) [242].

(6) وأورد ابن أبي يعلى عن أحمد قال : ( من لم يربع علي بن أبي طالب الخلافة فلا تكلموه , ولا تناكحوه ) [243].

هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين :

(1) أخرج ابن بطة عن أبي بكر المروزي قال : ( سمعت أبا عبدالله يقول : من تعاطى الكلام لم يفلح ومن تعاطى الكلام لم يخل أن يتجهم ) [244].

(2) وأورد ابن عبدالبر في جامع بيان العلم عن أحمد قال : ( إنه لا يفلح صاحب كلام أبداً ولا تكاد ترى أحداً نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل ) [245].

(3) وأخرج الهروي عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : ( كتب أبي إلى عبيد الله بن يحيي بن خاقان [246]. : لست بصاحب كلام , ولا أرى الكلام في شيء من هذا , إلا ما كان في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محدود ) [247].

(4) واخرج ابن الجوزي عن موسى بن عبدالله الطرسوسي قال : ( سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة ) [248].

(5) وأخرج ابن بطة عن أبي الحارث الصايغ قال : ( من أحب الكلام لم يخرج من قلبه , ولا ترى صاحب الكلام يفلح ) [249].

(6) وأخرج ابن بطة عن عبيد الله بن حنبل قال : ( حدثني أبي قال : سمعت أبا عبدالله يقول : عليكم بالسنة والحديث وينفعكم الله به , وإيّاكم والخوض والجدال والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام , وكل من أحدث كلاماً لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة , لأن الكلام لا يدعو إلى خير , ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال , وعليكم بالسُّنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به , ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمراء , أدركنا الناس ولا يعرفون هذا , ويجانبون أهل الكلام وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير , أعاننا الله وإياكم من الفتن وسلّمنا وإياكم من كل هلكة ) [250].

(7) أورد ابن بطة في الإبانة عن أحمد قال : ( إذا رأيـت الرجل يحـب الكلام فاحذروه ) [251].

فهذه أقواله رحمه الله في مسائل أصول الدين وهذا موقفه من علم الكلام .


[211] طبقات الحنابلة 1/416
[212] كتاب المحنة ص68
[213] طبقات الحنابلة 1/56
[214] السنة ص ( 71 دار الكتب العلمية )
[215] هو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد أبو علي الشيباني وهو ابن عم أحمد بن حنبل قال عنه الخطيب ( ثقة ثبت ) مات سنة 273هـ , تاريخ بغداد 5/286 , 287 , وانظر ترجمته في طبقات الحنابلة 1/143
[216] شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/507
[217] هو مسدد بن مسرهد بن مسر بل الأسدي البصري قال عنه الذهبي ( الإمام الحافظ الحجة ) مات سنة 288هـ و سير اعلام النبلاء 10/591
[218] مناقب الإمام أحمد ص221
[219] الرد على الجهمية ص104
[220] درء تعارض العقل والنقل 2/30
[221] طبقات الحنابلة 1/59 , 145
[222] طبقات الحنابلة 1/185
[223] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/157
[224] مناقب الإمام أحمد ص169 , 172 , ط / دار الآفاق الجديدة
[225] السنة للخلال ( ق – 85 )
[226] السنة ص68
[227] السنة للخلال ( ق-85 )
[228] السنة لعبدالله بن أحمد ص119
[229] السنة ص 1/384
[230] طبقات الحنابلة 2/275
[231] أخرجه أحمد في المسند 2/250 , وأبو داوود في كتاب السنة باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه 5/60 ( ح 4682 ) والترمذي في الرضاع باب ما جاء في حق المرأة على زوجها 3/457 ( ح 1162 ) جميعهم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة , وقال الترمذي ( هذا حديث حسن صحيح )
[232] مناقب الإمام أحمد ص173 , وانظر ص 153 , 168
[233] هو أبو داوود سليمان بن أشعث بن إسحاق السجستاني صاحب السنن , قال عنه الذهبي ( الإمام الثبت سيد الحفاظ ) مات سنة 275هـ , تذكرة الحفاظ 2/591 , وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 9/55
[234] السنة للخلال ( ق-96 )
[235] أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 2/669 ( ح974 ) من طريق عطاء عن عائشة رضي الله عنها
[236] السنة لعبدالله 1/307 , 308 , ط / المحققة
[237] السنة لعبدالله بن أحمد 1/307
[238] كتاب السنة للإمام أحمد ص77-78
[239] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص170 , ط دار الآفاق الجديدة
[240] السنة ص235
[241] السنة ص235
[242] مناقب الإمام أحمد ص163 , ط / دار الآفاق
[243] طبقات الحنابلة 1/45
[244] الإبانة 2/538
[245] جامع بيان العلم وفضله 2/95 , ط / دار الكتب العلمية
[246] هو أبو الحسن عبيد الله بن يحيي بن خاقان التركي ثم البغدادي , قال عنه الذهبي ( الوزير الكبير .. وزير المتوكل وللمعتمد .. وحظي عند المتوكل وكان سمحاً جواداً ) وقال أبي يعلى ( نقل عن إمامنا أشياء منها أنه قال : سمعت أحمد يقول " أنزه نفسي عن مال السلطان وليس بحرام ") مات سنة 263هـ , سير أعلام النبلاء 13/9 , طبقات الحنابلة 1/204
[247] ذم الكلام ( ق –216 ، ب )
[248] مناقب الإمام أحمد ص205
[249] الإبانة لابن بطة 2/539
[250] الإبانة لابن بطة 2/539
[251] الإبانة لابن بطة 2/540









 


قديم 2014-08-31, 19:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11

منقول للامانة










قديم 2014-08-31, 21:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
notajsim
محظور
 
إحصائية العضو










B8

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هاجر القحطاني مشاهدة المشاركة
عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله

1) جاء في طبقات الحنابلة [211]. : ( إن الإمام أحمد سُئل عن التوكل , فقال : قطع الاستشراق بالإياس من الخلق ).

(2) وجاء في كتاب المحنة [212]. لحنبل أن الإمام أحمد قال : ( لم يزل الله عز وجل متكلماً والقرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق وعلى كل جهة , ولا يوصف الله بشيء أكثر مما وصف به نفسه عز وجل ).

(3) وأورد ابن أبي يعلى عن أبي بكر المروزي قال : ( سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال : تلقتها الأمة بالقبول وتمرّ الأخبار كما جاءت ) [213].

(4) قال عبدالله بن أحمد في كتاب السُّنَّة : إن أحمد قال : ( من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر إلا أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت ) [214].

(5) وأخرج اللالكائي عن حنبل [215]. أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال : ( أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر , وكل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم , بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر ) [216].

(6) وأورد ابن الجوزي من المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد [217]. وفيه : ( صفوا الله بما وصف به نفسه , وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه .. ) [218].

(7) جاء في كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد قوله : ( وزعم – جهم بن صفوان – أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدّث عن رسوله كان كافراً وكان من المشبهة ) [219].

(8) وأورد ابن تيمية في " الدرء " قول الإمام أحمد : ( نحن نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حدّ ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد , فصفات الله منه وله وهو كما وصف نفسه لا تدركه الأبصار ) [220].

(9) وأورد ابن أبي يعلى عن أحمد أنه قال : ( من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن ) [221].

(10) وأورد ابن أبي يعلى عن عبدالله بن أحمد قال : ( سألت أبي عن قوم يقولون : لما كلّم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي : تكلم الله بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت ) [222].

(11) وأخرج اللالكائي عن عبدوس بن مالك العطار قال : ( سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول : ( ... والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق فإن كلام الله منه وليس منه شيء مخلوق ) [223].

ب – قوله رحمه الله في القدر :

(1) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد وفيه : ( ويؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومُرّه من الله ) [224].

(2) وأخرج الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ( سُئل أبو عبدالله فقال : الخير والشر مقدر على العباد ؟ فقيل له : الله خلق الخير والشر , قال : نعم , الله قدره ) [225].

(3) وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله : ( والقدر خيره وشره وقليله وكثيره , وظاهره وباطنه , وحلوه ومُرّه , ومحبوبه ومكروهه , وحسنه وسيئه , وأوله وآخره من الله قضاء قضاه على عباده وقدر قدره , ولا يعدو واحد منهم مشيئة الله عزّ وجل ولا يجاوز قضاءه ) [226].

(4) وأخرج الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الحارث قال : ( سمعت أبا عبدالله يقول : فالله عزّ وجل قدر الطاعة والمعاصي , وقدّر الخير والشر , ومن كتب سعيداً فهو سعيد ومن كتب شقياً فهو شقي ) [227].

(5) قال عبدالله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافراً ؟ قال : ( إذا جحد العلم إذا قال : إن الله لم يكن عالماً حتى خلق علماً فعلم فجحد علم الله فهو كافر ) [228].

(6) قال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري , فقال : إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه ) [229].

ج – قوله رحمه الله في الإيمان :

(1) أورد ابن أبي يعلى عن أحمد قال : ( من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) [230].

(2) وأورد ابن الجوزي عن ا؛مد قال : ( الإيمان يزيد وينقص كما جاء في الخبر : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) [231].... ) [232].

(3) وأخرج الخلال عن سليمان بن أشعث [233]. قال : ( إن أبا عبدالله قال : الصلاة والزكاة والحج والبر من الإيمان والمعاصي تنقص الإيمان ) [234].

(4) قال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي عن رجل يقول : الإيمان قول وعمل , يزيد وينقص ولكن لا يستثني أمرجىء ؟ قال : أرجو ألا يكون مرجئاً . سمعت أبي يقول : الحجـة على ما لا يستثني قول رسول صلى الله علـيه وسلم لأهل القبور : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) [235]. ... ) [236].

(5) قال عبدالله بن أحمد : ( سمعت أبي – رحمه الله – سُئل عن الإرجاء فقال : نحن نقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص , إذا زنى وشرب الخمر نقص إيمانه ) [237].

د – قوله رحمه الله في الصحابة :

(1) جاء في كتاب السنة للإمام أحمد ما يأتي : ( ومن السُّنَّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كلهم أجمعين , والكف عن ذكر مساوئهم والخلاف الذي شجر بينهم , فمن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أحداً منهم فهو مبتدع , رافضي خبيث , مجلف , لا يقبل الله من صرفاً , ولا عدلاً , بل حبهم سُنَّة والدعاء لهم قربة , والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة ) . ثم قال : ( ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأربعة خير الناس , ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص , فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته , ليس له أن يعفو عنه ) [238].

(2) أورد ابن الجوزي رسالة أحمد إلى مسدد وفيها : ( وأن تشهد للعشرة أنهم في الجنة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وأبوعبيدة بن الـجراح ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم , شهـدنا له بالجنة ) [239].

(3) قال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي عن الأئمة فقال : أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ) [240].

(4) وقال عبدالله بن أحمد : ( سألت أبي عن قوم يقولون : إن علياً ليس بخليفة , قال هذا قول سوء ردي ) [241].

(5) وأورد ابن الجوزي عن أحمد قال : ( من لم يثبت الخلافة لعلي فهو أضل من حمار أهله ) [242].

(6) وأورد ابن أبي يعلى عن أحمد قال : ( من لم يربع علي بن أبي طالب الخلافة فلا تكلموه , ولا تناكحوه ) [243].

هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين :

(1) أخرج ابن بطة عن أبي بكر المروزي قال : ( سمعت أبا عبدالله يقول : من تعاطى الكلام لم يفلح ومن تعاطى الكلام لم يخل أن يتجهم ) [244].

(2) وأورد ابن عبدالبر في جامع بيان العلم عن أحمد قال : ( إنه لا يفلح صاحب كلام أبداً ولا تكاد ترى أحداً نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل ) [245].

(3) وأخرج الهروي عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : ( كتب أبي إلى عبيد الله بن يحيي بن خاقان [246]. : لست بصاحب كلام , ولا أرى الكلام في شيء من هذا , إلا ما كان في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محدود ) [247].

(4) واخرج ابن الجوزي عن موسى بن عبدالله الطرسوسي قال : ( سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة ) [248].

(5) وأخرج ابن بطة عن أبي الحارث الصايغ قال : ( من أحب الكلام لم يخرج من قلبه , ولا ترى صاحب الكلام يفلح ) [249].

(6) وأخرج ابن بطة عن عبيد الله بن حنبل قال : ( حدثني أبي قال : سمعت أبا عبدالله يقول : عليكم بالسنة والحديث وينفعكم الله به , وإيّاكم والخوض والجدال والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام , وكل من أحدث كلاماً لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة , لأن الكلام لا يدعو إلى خير , ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال , وعليكم بالسُّنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به , ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمراء , أدركنا الناس ولا يعرفون هذا , ويجانبون أهل الكلام وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير , أعاننا الله وإياكم من الفتن وسلّمنا وإياكم من كل هلكة ) [250].

(7) أورد ابن بطة في الإبانة عن أحمد قال : ( إذا رأيـت الرجل يحـب الكلام فاحذروه ) [251].

فهذه أقواله رحمه الله في مسائل أصول الدين وهذا موقفه من علم الكلام .


[211] طبقات الحنابلة 1/416
[212] كتاب المحنة ص68
[213] طبقات الحنابلة 1/56
[214] السنة ص ( 71 دار الكتب العلمية )
[215] هو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد أبو علي الشيباني وهو ابن عم أحمد بن حنبل قال عنه الخطيب ( ثقة ثبت ) مات سنة 273هـ , تاريخ بغداد 5/286 , 287 , وانظر ترجمته في طبقات الحنابلة 1/143
[216] شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/507
[217] هو مسدد بن مسرهد بن مسر بل الأسدي البصري قال عنه الذهبي ( الإمام الحافظ الحجة ) مات سنة 288هـ و سير اعلام النبلاء 10/591
[218] مناقب الإمام أحمد ص221
[219] الرد على الجهمية ص104
[220] درء تعارض العقل والنقل 2/30
[221] طبقات الحنابلة 1/59 , 145
[222] طبقات الحنابلة 1/185
[223] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/157
[224] مناقب الإمام أحمد ص169 , 172 , ط / دار الآفاق الجديدة
[225] السنة للخلال ( ق – 85 )
[226] السنة ص68
[227] السنة للخلال ( ق-85 )
[228] السنة لعبدالله بن أحمد ص119
[229] السنة ص 1/384
[230] طبقات الحنابلة 2/275
[231] أخرجه أحمد في المسند 2/250 , وأبو داوود في كتاب السنة باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه 5/60 ( ح 4682 ) والترمذي في الرضاع باب ما جاء في حق المرأة على زوجها 3/457 ( ح 1162 ) جميعهم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة , وقال الترمذي ( هذا حديث حسن صحيح )
[232] مناقب الإمام أحمد ص173 , وانظر ص 153 , 168
[233] هو أبو داوود سليمان بن أشعث بن إسحاق السجستاني صاحب السنن , قال عنه الذهبي ( الإمام الثبت سيد الحفاظ ) مات سنة 275هـ , تذكرة الحفاظ 2/591 , وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 9/55
[234] السنة للخلال ( ق-96 )
[235] أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 2/669 ( ح974 ) من طريق عطاء عن عائشة رضي الله عنها
[236] السنة لعبدالله 1/307 , 308 , ط / المحققة
[237] السنة لعبدالله بن أحمد 1/307
[238] كتاب السنة للإمام أحمد ص77-78
[239] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص170 , ط دار الآفاق الجديدة
[240] السنة ص235
[241] السنة ص235
[242] مناقب الإمام أحمد ص163 , ط / دار الآفاق
[243] طبقات الحنابلة 1/45
[244] الإبانة 2/538
[245] جامع بيان العلم وفضله 2/95 , ط / دار الكتب العلمية
[246] هو أبو الحسن عبيد الله بن يحيي بن خاقان التركي ثم البغدادي , قال عنه الذهبي ( الوزير الكبير .. وزير المتوكل وللمعتمد .. وحظي عند المتوكل وكان سمحاً جواداً ) وقال أبي يعلى ( نقل عن إمامنا أشياء منها أنه قال : سمعت أحمد يقول " أنزه نفسي عن مال السلطان وليس بحرام ") مات سنة 263هـ , سير أعلام النبلاء 13/9 , طبقات الحنابلة 1/204
[247] ذم الكلام ( ق –216 ، ب )
[248] مناقب الإمام أحمد ص205
[249] الإبانة لابن بطة 2/539
[250] الإبانة لابن بطة 2/539
[251] الإبانة لابن بطة 2/540

كل الذي ذكرته يجب أن يخضع للتحقيق و البحث
فإذا كانت أحاديث مروية عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تخضع للتحقيق و الجرح و التعديل كما قام الشيخ الألباني و قبله علماء حديث قاموا بتحقيق أحاديث في البخاري ( أصح كتاب بعد القرآن ) فمن باب أولى أولى أن تحقق هذه الروايات عن الأئمة و العلماء ...

هذا دين ليس لعبة سياسية و أهواء شخصية و أهواء أحزاب و جماعات ...

حذار









قديم 2014-09-01, 13:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11

عقيدة إمام اهل السنة : محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله


انّ دين محمد دين عزيز ودين القول والفعل , فلا نقبل أن نتعلم العلم الشرعي الصحيح إلا ممن صحت عقيدته , وحسن عمله فالله عزّ وجل يقول ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون,كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون))الصف 2-3 ,فمن الذنوب العظيمة أن يقول الإنسان مالا يفعل , أو أن يبتغي بعلمه غير الله أعاذنا وإياكم من ذلك , ويقول أحد التابعين سُفْيَانَ رضي الله عنه : "كانَ يُقالُ العُلَمَاءُ ثلاثَةٌ عالِمٌ باللَّهِ يخشى اللَّهَ ليسَ بعالِمٍ بأمرِ اللَّهِ، وعالِمٌ باللَّهِ عالِمٌ بأمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ فذاكَ العالِمُ الكاملُ، وعالِمٌ بأمرِ اللَّهِ ليس بعالِمٍ باللَّهِ لا يخشى اللَّهَ فذلِكَ العالمُ الفاجِرُ". سنن الدرامي
و الذي يهمنا ويفيدنا نحن كطلاب علم وحق وحقيقة هو العالم الكامل الذي يتق الله ولديه من العلم ما يذهب به الجهل عن قلوبنا وعقولنا.
وقد رأيت الكثير من المسلمين يتساهلون بطلب العلم فكلّما سمعوا من يتحدث بأمور الدين أصغوا له دون معرفة علمه واستقامته.
وهناك من يخطأ ويقول نأخذ ما في رؤوس العلماء وندع ما في النفوس! بحجة أنه ذلك الشخص المتعلم يميز بين الخبيث والطيب , ونجيب ذلك المسلم المخطئ ونقول لعلّ ذلك العالم المدلس أو غير الثقة الذي تتعلم منه يخدعك بقضية فقهية أو بمسألة عقائدية فكيف سوف تعرف أنّك مخدوع ؟!.
وكان الصحابي الجليل مالك بن أنس يقول يقول: "إنَّ هذا العِلْـمَ دِين فـانظروا عن من تأخذونَ دينكُم" تهذيب الكمال جزء 16 صقحة 342
لذلك دوماً يقول العلماء الأتقياء لطلابهم – اللهم اجعلنا من طلاب العلم- خذوا العلم من رجل لديه علم يعصمه عن الجهل, وخشية من الله تعصمه عن الغش والكذب والتدليس .
نعود إلى عقيدة الشافعي رضي الله عنه والتي سوف نتناول فيها قول الشافعي في خلق القرآن وقوله فيمن يخوض في علم الكلام وقوله في صفات وأسماء الله عزّ وجل وأخيراً موقفه من التقليد:
أ- قوله في خلق القرآن:
إن فتنة القول في خلق القرآن كانت ظاهرة في عهد الشافعي رضي الله عنه ولكن هذه الفتنة قويت واشتد ساعدها في عهد المأمون بعد وفاة هارون الرشيد وكما عودونا أئمة الحق والخير على عدم سكوتهم على الحق وخصوصاً فيما يتعلق بحدود الله وما يمس العقيدة الإسلامية .
فالقرآن كلام الله الأزلي وليس بمخلوق , وإنّ القول بأنّ القرآن مخلوق يفضي والعياذ بالله إلى وصف إحدى صفات الله بأنّها مخلوقة وهذا كفر صريح وهذا قول المعتزلة وبعض أهل البدع والفتن , لذلك إنّ أهل السنة والجماعة يقولون أنّ القرآن هو كلام الله الأزلي وليس بمخلوق .
وقد سئل الشافعي عن القرآن فقال أف أف القرآن كلام الله من قال مخلوق فقد كفر[1] .
و عن الربيع بن سليمان قال حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب إلا أني اعلم انه حضر عبد الله ابن عبد الحكم ويوسف بن عمرو وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه حفصا المنفرد فسأل حفص عبد الله ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف فلم يجبه وأشار إلى الشافعي فسأل الشافعي واحتج عليه فطالت فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وبكفر حفص[2].


ب- قوله في الرد على المتكلمين في ذات الله عزّ وجلّ :
أخوتي المؤمنين بارك الله بكم المقصود بالكلام هو الخوض والعياذ بالله بذات الله وبمشيئة الله وبقدر الله , لذلك يجب معرفة هذه القاعدة العقائدية التي تقول " الخوض في ذات الله كفر وضلال والبحث في صفات الله هو تقوى وإيمان " معنى ذلك أنّ المسلم إذا تفكّر بماهية وشكل يد لله وكيف استوى إلى العرش وراح يجسم الله عزّ وجل والعياذ بالله ويصف الذات الإلهية بشيء من صفات المخلوقين هذا كله كفر وضلال أعاذنا الله منكم ومنه .
من جهة أخرى إذا بدأ المسلم يتفكر بصفات الله أي ما هي صفات الله ( الرحمة – الغفور- الخالق – المبدع – المصور-..... ) وما هو انعكاسها على أرض الواقع فإنّ هذا التفكير يعتبر عبادة وإيمان جعلنا الله وإياكم من أهل التفكر الصحيح والإيمان الصريح .
وكان علماء الهدى والخير ومنهم الإمام الشافعي دوماً وأبداً يتصدّون لأهل الكلام والبدع ويربّون طلابهم على ذلك, فقد روي عن الشافعي بعض الأقوال في الكلام وأهله من هذه الأقوال:
§ ما ارتدى احد بالكلام فأفلح[3] .
§ لو علم الناس ما في الكلام والأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد [4].
§ الشافعي يقول والله لأن يفتي العالم فيقال أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال زنديق وما شيء أبغض إلي من الكلام وأهله, قال الذهبي هذا دال على أن مذهب أبي عبد الله- أي الشافعي - أنّ الخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع [5], لذلك نرى أنّ علماءنا القدماء الأفاضل كانوا يتشددون في الأصول وفي العقيدة والحمد لله أنّ جميع أهل السنة متفقون على الأصول أمّا في مسائل الفروع فالاختلاف فيها توسعة ورحمة للمسلمين.
§ قال المزني سألت الشافعي عن مسألة من الكلام فقال سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت أخطأت ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت كفرت [6].
§ الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل و يطاف بهم في العشائر ينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام [7].

ج- تربية طلابه على وعلى عدم التفكير بأمور منهي عنها كالتفكير بذات الله وما شابه ذلك:
و هنا لا بدّ لنا أن نستعرض بعض القصص المفيدة التي نرى فيها الأسلوب التربوي العقائدي عند الشافعي لطلابه, فمن هذه القصص القصة التي يرويها المزني عن نفسه وهو أحد تلامذة الشافعي فيقول المزني[8]:
قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي, فصرت إليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك فما الذي عندك؟
فغضب- أي الشافعي - ثم قال أ تدري أين أنت؟!
قلت :نعم.
قال هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون!
أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك ؟
قلت: لا
قال هل تكلم فيه الصحابة ؟
قلت: لا
قال تدري كم نجما في السماء ؟
قلت: لا
قال :فكوكب منها تعرف جنسه طلوعه أفوله مم خلق ؟!
قلت : لا.
قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه!
ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه,
فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق ! إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله تعالى ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون إن في خلق السماوات والأرض ((البقرة 163-164 ,فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك!
قال المزني : فتبت . انتهى .
سبحان من علمك الحكمة والمنطق يا إمام ! ما شاء الله ما أعقلك يا شافعي! والله نحن بحاجة لمثلك والله شباب اليوم بحاجة إلى علماء مجددين لدين محمد أصحاب منطق وحجة وبرهان, وإقناع يضربون الأمثلة المنطقية والعلمية ثم يستشهدون بقال الله وقال رسول الله.
وأسلوب الشافعي في القصة السابقة يعطينا درساً دعوياً واضحاً في أسلوب الدعوة إلى الله , فعلى الداعي إلى الله أن لا يكتف بقال الله وقال رسول الله , بل عليه أن يطرح الأمثلة البسيطة و الأساليب العلمية ثم يتدرج رويداً رويداً حتى يصل إلى فكرته , فنلاحظ من القصة السابقة كيف تدرج الشافعي في تعليمه للمزني فلم يقل له مباشرة قال الله وقال رسول الله , بل تدرج معه في سلم الحكمة والمنطق السليم حتى أوصله إلى قناعة صحيحة بقول تعالى ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ----- ((البقرة 163-164 , لذلك حري بدعاتنا وعلماؤنا أن يتعلموا من الشافعي كيف تكون التربية العقائدية السليمة!.
و هناك بعض الدعاة للأسف يأتيهم رجل عنده مشكلة في التوحيد فيزجروه ويوبخوه أحياناً والبعض أحياناً يقوم بإعطائه ورداًً وذكراً خاصاً ؟!.... وهذا عين الجهل والخطأ بل يجب أن يناقش ذلك المسلم بأسلوب مبسط وأن يبين له مكان خطاه حتى يصل قناعة مفيدة, فلا الأذكار ولا غيرها تفيد ما لم يكن هناك عقيدة سليمة يعرف من خلالها المسلم أين يضع عقله وقلبه.

وفي حادثة أخرى جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام فقال إنِّي أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي لقد سمعت الشافعي يقول سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال: محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنَّه علَّم أمَّته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد, والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد[9]. انتهى
فحقيقة التوحيد هي لا إله إلا الله وأمّا التفكر والسؤال عن كيفية استواء الرحمن؟! وكيف وسع كرسيه السماوات والأرض ؟!......فهذه من الضلال والبدع أعاذنا الله وإياكم من شر محدثات الأمور.

ت- عقيدة الشافعي في الأسماء والصفات :
وقال شيخ الإسلام علي بن احمد بن يوسف الهكاري في كتاب عقيدة الشافعي ...حدثنا يونس بن عبد الأعلى سمعت أبا عبد الله الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به فقال أي الشافعي :
لله أسماء وصفات جاء بها كتابه, وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته , لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر , فأمّا قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر, ولا نكفِّر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه كما نفاه عن نفسه فقال ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) الشورى 11.






ط- توجيهاته لمقلديه بلزوم السنة النبوية وعدم تقديم رأيه والعياذ بالله على السنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
كان الأئمة رضوان الله عليهم أحرص الناس على إتباع سنة رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم , لأنهم يفهمون قول الله عزّ وجلّ (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) الأحزاب 21, ويعلمون أن السلامة تكون بتطبيق سنة أبي القاسم سلام الله عليه .
لذلك نرى دوماً أنّ الشافعي وغيره من أئمة الهدى كانوا دوماً ينبهون طلابهم ومقلديهم إلى أصل هام ألا وهو: إتباع السنة وعدم تقليد الشافعي ولا غيره في حال تعارض رأي الشافعي أو غيره مع السنة , ولكن للأسف هذه القاعدة لم يفهما بعض طلاب العلم وبعض الدعاة فنراهم لا يقبلون النقاش العلمي أو الانتقاد الصحيح لأي قول من أقوال الشافعي, ونسوا بذلك أنّ الإمام الشافعي بشر قد يخطئ وهذا هو الغلو والعياذ بالله .
فنحن لا نتبع أقوال أحد إلا أقوال محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإما أقوال العلماء والأئمة التي لم تستند على دليل من القرآن و السنة أو الإجماع أو القياس فهي للنقاش والاجتهاد.
وفي هذا المقام أجد من المفيد أن أذكر بعض أقوال الشافعي وتوجيهاته لمقلديه وتوصياته لأصحابه بإتباع السنة وترك العمل بقول الشافعي في حال تعارض مع السنة النبوية ومن هذه الأقوال كما وردت في سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء العاشر :
1- قال الشافعي: كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني.
2- الشافعي: يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها ودعوا ما قلته.
3- الشافعي يقول:وقد قال له رجل تأخذ بهذا الحديث يا أبا عبد الله فقال متى رويت عن رسول الله حديثاً صحيحاً ولم آخذ به فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب ؟!.
4- قال الحميدي روى الشافعي يوماً حديثاً فقلت أ تأخذ به ؟ فقال : رأيتني خرجت من كنيسة أو علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا أقول به !!
5- الشافعي يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أقل به.
6- و قال أبو ثور سمعت الشافعي يقول: كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ويروى أنه قال إذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط.
7- الشافعي يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت. انتهى
ويا حبذا لو أنّ طلبة العلم والعلماء يتركون التعصب لمشايخهم و علمائهم فللأسف وجدت بعض طلاب العلم تقول لهم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الصحيح كذا ! فيجيب بأنه يتبع شيخه ولا يأخذ بذلك الحديث ! يا سبحان الله يا سبحان الله متى كانت آراء الرجال مقدمة على السنة الصحيحة!.
يا سبحان الله أ بقي بعد هذا الغلو من غلو ؟!.... صحيح أننا نتبع منهجية الشافعي العلمية ونثق به ولكن نحن كطلبة علم وباحثين عن الحق والحقيقة, لا نقول قال الشافعي ونسكت ! لا وألف لا بل نقول على أية آية قرآنية أو حديث نبوي أو إجماع أو قياس استند الشافعي في إفتائه ؟! .


[1] (سير أعلام النبلاء للذهبي ج10) وإسناده صحيح .

[2] المصدر السابق

[3] سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء العاشر

[4] المصدر السابق

[5] المصدر السابق

[6] المصدر السابق

[7] المصدر السابق

[8] المصدر السابق

[9] سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء العاشر










قديم 2014-09-03, 01:05   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
notajsim
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هاجر القحطاني مشاهدة المشاركة
عقيدة إمام اهل السنة : محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله

انّ دين محمد دين عزيز ودين القول والفعل , فلا نقبل أن نتعلم العلم الشرعي الصحيح إلا ممن صحت عقيدته , وحسن عمله فالله عزّ وجل يقول ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون,كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون))الصف 2-3 ,فمن الذنوب العظيمة أن يقول الإنسان مالا يفعل , أو أن يبتغي بعلمه غير الله أعاذنا وإياكم من ذلك , ويقول أحد التابعين سُفْيَانَ رضي الله عنه : "كانَ يُقالُ العُلَمَاءُ ثلاثَةٌ عالِمٌ باللَّهِ يخشى اللَّهَ ليسَ بعالِمٍ بأمرِ اللَّهِ، وعالِمٌ باللَّهِ عالِمٌ بأمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ فذاكَ العالِمُ الكاملُ، وعالِمٌ بأمرِ اللَّهِ ليس بعالِمٍ باللَّهِ لا يخشى اللَّهَ فذلِكَ العالمُ الفاجِرُ". سنن الدرامي
و الذي يهمنا ويفيدنا نحن كطلاب علم وحق وحقيقة هو العالم الكامل الذي يتق الله ولديه من العلم ما يذهب به الجهل عن قلوبنا وعقولنا.
وقد رأيت الكثير من المسلمين يتساهلون بطلب العلم فكلّما سمعوا من يتحدث بأمور الدين أصغوا له دون معرفة علمه واستقامته.
وهناك من يخطأ ويقول نأخذ ما في رؤوس العلماء وندع ما في النفوس! بحجة أنه ذلك الشخص المتعلم يميز بين الخبيث والطيب , ونجيب ذلك المسلم المخطئ ونقول لعلّ ذلك العالم المدلس أو غير الثقة الذي تتعلم منه يخدعك بقضية فقهية أو بمسألة عقائدية فكيف سوف تعرف أنّك مخدوع ؟!.
وكان الصحابي الجليل مالك بن أنس يقول يقول: "إنَّ هذا العِلْـمَ دِين فـانظروا عن من تأخذونَ دينكُم" تهذيب الكمال جزء 16 صقحة 342
لذلك دوماً يقول العلماء الأتقياء لطلابهم – اللهم اجعلنا من طلاب العلم- خذوا العلم من رجل لديه علم يعصمه عن الجهل, وخشية من الله تعصمه عن الغش والكذب والتدليس .
نعود إلى عقيدة الشافعي رضي الله عنه والتي سوف نتناول فيها قول الشافعي في خلق القرآن وقوله فيمن يخوض في علم الكلام وقوله في صفات وأسماء الله عزّ وجل وأخيراً موقفه من التقليد:
أ- قوله في خلق القرآن:
إن فتنة القول في خلق القرآن كانت ظاهرة في عهد الشافعي رضي الله عنه ولكن هذه الفتنة قويت واشتد ساعدها في عهد المأمون بعد وفاة هارون الرشيد وكما عودونا أئمة الحق والخير على عدم سكوتهم على الحق وخصوصاً فيما يتعلق بحدود الله وما يمس العقيدة الإسلامية .
فالقرآن كلام الله الأزلي وليس بمخلوق , وإنّ القول بأنّ القرآن مخلوق يفضي والعياذ بالله إلى وصف إحدى صفات الله بأنّها مخلوقة وهذا كفر صريح وهذا قول المعتزلة وبعض أهل البدع والفتن , لذلك إنّ أهل السنة والجماعة يقولون أنّ القرآن هو كلام الله الأزلي وليس بمخلوق .
وقد سئل الشافعي عن القرآن فقال أف أف القرآن كلام الله من قال مخلوق فقد كفر[1] .
و عن الربيع بن سليمان قال حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب إلا أني اعلم انه حضر عبد الله ابن عبد الحكم ويوسف بن عمرو وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه حفصا المنفرد فسأل حفص عبد الله ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف فلم يجبه وأشار إلى الشافعي فسأل الشافعي واحتج عليه فطالت فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وبكفر حفص[2].


ب- قوله في الرد على المتكلمين في ذات الله عزّ وجلّ :
أخوتي المؤمنين بارك الله بكم المقصود بالكلام هو الخوض والعياذ بالله بذات الله وبمشيئة الله وبقدر الله , لذلك يجب معرفة هذه القاعدة العقائدية التي تقول " الخوض في ذات الله كفر وضلال والبحث في صفات الله هو تقوى وإيمان " معنى ذلك أنّ المسلم إذا تفكّر بماهية وشكل يد لله وكيف استوى إلى العرش وراح يجسم الله عزّ وجل والعياذ بالله ويصف الذات الإلهية بشيء من صفات المخلوقين هذا كله كفر وضلال أعاذنا الله منكم ومنه .
من جهة أخرى إذا بدأ المسلم يتفكر بصفات الله أي ما هي صفات الله ( الرحمة – الغفور- الخالق – المبدع – المصور-..... ) وما هو انعكاسها على أرض الواقع فإنّ هذا التفكير يعتبر عبادة وإيمان جعلنا الله وإياكم من أهل التفكر الصحيح والإيمان الصريح .
وكان علماء الهدى والخير ومنهم الإمام الشافعي دوماً وأبداً يتصدّون لأهل الكلام والبدع ويربّون طلابهم على ذلك, فقد روي عن الشافعي بعض الأقوال في الكلام وأهله من هذه الأقوال:
§ ما ارتدى احد بالكلام فأفلح[3] .
§ لو علم الناس ما في الكلام والأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد [4].
§ الشافعي يقول والله لأن يفتي العالم فيقال أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال زنديق وما شيء أبغض إلي من الكلام وأهله, قال الذهبي هذا دال على أن مذهب أبي عبد الله- أي الشافعي - أنّ الخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع [5], لذلك نرى أنّ علماءنا القدماء الأفاضل كانوا يتشددون في الأصول وفي العقيدة والحمد لله أنّ جميع أهل السنة متفقون على الأصول أمّا في مسائل الفروع فالاختلاف فيها توسعة ورحمة للمسلمين.
§ قال المزني سألت الشافعي عن مسألة من الكلام فقال سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت أخطأت ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت كفرت [6].
§ الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل و يطاف بهم في العشائر ينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام [7].

ج- تربية طلابه على وعلى عدم التفكير بأمور منهي عنها كالتفكير بذات الله وما شابه ذلك:
و هنا لا بدّ لنا أن نستعرض بعض القصص المفيدة التي نرى فيها الأسلوب التربوي العقائدي عند الشافعي لطلابه, فمن هذه القصص القصة التي يرويها المزني عن نفسه وهو أحد تلامذة الشافعي فيقول المزني[8]:
قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي, فصرت إليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك فما الذي عندك؟
فغضب- أي الشافعي - ثم قال أ تدري أين أنت؟!
قلت :نعم.
قال هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون!
أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك ؟
قلت: لا
قال هل تكلم فيه الصحابة ؟
قلت: لا
قال تدري كم نجما في السماء ؟
قلت: لا
قال :فكوكب منها تعرف جنسه طلوعه أفوله مم خلق ؟!
قلت : لا.
قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه!
ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه,
فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق ! إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله تعالى ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون إن في خلق السماوات والأرض ((البقرة 163-164 ,فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك!
قال المزني : فتبت . انتهى .
سبحان من علمك الحكمة والمنطق يا إمام ! ما شاء الله ما أعقلك يا شافعي! والله نحن بحاجة لمثلك والله شباب اليوم بحاجة إلى علماء مجددين لدين محمد أصحاب منطق وحجة وبرهان, وإقناع يضربون الأمثلة المنطقية والعلمية ثم يستشهدون بقال الله وقال رسول الله.
وأسلوب الشافعي في القصة السابقة يعطينا درساً دعوياً واضحاً في أسلوب الدعوة إلى الله , فعلى الداعي إلى الله أن لا يكتف بقال الله وقال رسول الله , بل عليه أن يطرح الأمثلة البسيطة و الأساليب العلمية ثم يتدرج رويداً رويداً حتى يصل إلى فكرته , فنلاحظ من القصة السابقة كيف تدرج الشافعي في تعليمه للمزني فلم يقل له مباشرة قال الله وقال رسول الله , بل تدرج معه في سلم الحكمة والمنطق السليم حتى أوصله إلى قناعة صحيحة بقول تعالى ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ----- ((البقرة 163-164 , لذلك حري بدعاتنا وعلماؤنا أن يتعلموا من الشافعي كيف تكون التربية العقائدية السليمة!.
و هناك بعض الدعاة للأسف يأتيهم رجل عنده مشكلة في التوحيد فيزجروه ويوبخوه أحياناً والبعض أحياناً يقوم بإعطائه ورداًً وذكراً خاصاً ؟!.... وهذا عين الجهل والخطأ بل يجب أن يناقش ذلك المسلم بأسلوب مبسط وأن يبين له مكان خطاه حتى يصل قناعة مفيدة, فلا الأذكار ولا غيرها تفيد ما لم يكن هناك عقيدة سليمة يعرف من خلالها المسلم أين يضع عقله وقلبه.

وفي حادثة أخرى جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام فقال إنِّي أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي لقد سمعت الشافعي يقول سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال: محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنَّه علَّم أمَّته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد, والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد[9]. انتهى
فحقيقة التوحيد هي لا إله إلا الله وأمّا التفكر والسؤال عن كيفية استواء الرحمن؟! وكيف وسع كرسيه السماوات والأرض ؟!......فهذه من الضلال والبدع أعاذنا الله وإياكم من شر محدثات الأمور.

ت- عقيدة الشافعي في الأسماء والصفات :
وقال شيخ الإسلام علي بن احمد بن يوسف الهكاري في كتاب عقيدة الشافعي ...حدثنا يونس بن عبد الأعلى سمعت أبا عبد الله الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به فقال أي الشافعي :
لله أسماء وصفات جاء بها كتابه, وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته , لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر , فأمّا قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر, ولا نكفِّر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه كما نفاه عن نفسه فقال ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) الشورى 11.






ط- توجيهاته لمقلديه بلزوم السنة النبوية وعدم تقديم رأيه والعياذ بالله على السنة الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
كان الأئمة رضوان الله عليهم أحرص الناس على إتباع سنة رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم , لأنهم يفهمون قول الله عزّ وجلّ (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) الأحزاب 21, ويعلمون أن السلامة تكون بتطبيق سنة أبي القاسم سلام الله عليه .
لذلك نرى دوماً أنّ الشافعي وغيره من أئمة الهدى كانوا دوماً ينبهون طلابهم ومقلديهم إلى أصل هام ألا وهو: إتباع السنة وعدم تقليد الشافعي ولا غيره في حال تعارض رأي الشافعي أو غيره مع السنة , ولكن للأسف هذه القاعدة لم يفهما بعض طلاب العلم وبعض الدعاة فنراهم لا يقبلون النقاش العلمي أو الانتقاد الصحيح لأي قول من أقوال الشافعي, ونسوا بذلك أنّ الإمام الشافعي بشر قد يخطئ وهذا هو الغلو والعياذ بالله .
فنحن لا نتبع أقوال أحد إلا أقوال محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإما أقوال العلماء والأئمة التي لم تستند على دليل من القرآن و السنة أو الإجماع أو القياس فهي للنقاش والاجتهاد.
وفي هذا المقام أجد من المفيد أن أذكر بعض أقوال الشافعي وتوجيهاته لمقلديه وتوصياته لأصحابه بإتباع السنة وترك العمل بقول الشافعي في حال تعارض مع السنة النبوية ومن هذه الأقوال كما وردت في سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء العاشر :
1- قال الشافعي: كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني.
2- الشافعي: يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها ودعوا ما قلته.
3- الشافعي يقول:وقد قال له رجل تأخذ بهذا الحديث يا أبا عبد الله فقال متى رويت عن رسول الله حديثاً صحيحاً ولم آخذ به فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب ؟!.
4- قال الحميدي روى الشافعي يوماً حديثاً فقلت أ تأخذ به ؟ فقال : رأيتني خرجت من كنيسة أو علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا أقول به !!
5- الشافعي يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أقل به.
6- و قال أبو ثور سمعت الشافعي يقول: كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ويروى أنه قال إذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط.
7- الشافعي يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت. انتهى
ويا حبذا لو أنّ طلبة العلم والعلماء يتركون التعصب لمشايخهم و علمائهم فللأسف وجدت بعض طلاب العلم تقول لهم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الصحيح كذا ! فيجيب بأنه يتبع شيخه ولا يأخذ بذلك الحديث ! يا سبحان الله يا سبحان الله متى كانت آراء الرجال مقدمة على السنة الصحيحة!.
يا سبحان الله أ بقي بعد هذا الغلو من غلو ؟!.... صحيح أننا نتبع منهجية الشافعي العلمية ونثق به ولكن نحن كطلبة علم وباحثين عن الحق والحقيقة, لا نقول قال الشافعي ونسكت ! لا وألف لا بل نقول على أية آية قرآنية أو حديث نبوي أو إجماع أو قياس استند الشافعي في إفتائه ؟! .


[1] (سير أعلام النبلاء للذهبي ج10) وإسناده صحيح .

[2] المصدر السابق

[3] سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء العاشر

[4] المصدر السابق

[5] المصدر السابق

[6] المصدر السابق

[7] المصدر السابق

[8] المصدر السابق

[9] سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء العاشر


كل هذا نسخ لصق ..

قلنا ماذا فهمت
يجب ان تجعل لكم مدرسة للنسخ و اللصق









 

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الله, الإمام, حنبل, رحمه, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc