يروى عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال : كان في الأرض أمانان من عذاب الله وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به :
أما الأمان الذي رفع فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما الأمان الثاني فهو الاستغفار.
قال تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الأنفال 33.
دعاء في الاستغفار :
" اللهم اني أستغفرك لما تبت اليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك فيه ، وأستغفرك لما أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك ، و أستغفرك للنعم التي أنعمت بها عليّ فتقويت بها على معاصيك ، و أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم : لكل ذنب أذنبته و لكل معصية ارتكبتها ، ولكل ذنب أحاط به علم الله ".
- عن كتاب الأمان الثاني للد.فيصل بن مشعل بن عبد العزيز آل سعود -
كان فقيــه أهل زمانـه ، من جيـل التابعين الأوليــن بكر بن عبد الله المازنــي عندما كان يمشــي و أمامـه رجــل حطـاب يمشي ويقــول : ( الحمــد لله ، أستغفــر الله ) فقال لــه : ألا تجيــد غيرهـا ؟ فقــال الحطاب : بلــى فانـي أحفــظ القـرآن و أعلــم الكثيــر ولكن الــمرء لا يــزال يتقلــب بين ذنب أو نعمــة و أنا أستغفــر الله من الذنــب و أحمـده على النعمــة . فقال الفقيــه : ( جهــل بكر وعلـم الحطــاب ) .
- عن شـــداد بن أوس رضي الله عنه عن النبــي صلى الله عليه وسلــم قال"( سيــد الاستغفــار أن يقــول العبــد اللهــم أنت ربي لا إله إلا أنــت ، خلقتنــي وأنا عبدك وأنا علــى عهدك ووعدك ما استطعــت أعـــوذ بك من شــر ما صنعـــت، أبـوء لك بنعمتــك عليّ وأبوء بذنبـي ، فاغفــر لـــي فانــه لا يغفــر الذنـــوب إلا أنـت ) من قالهـــا في النهار موقناً بها فمــات من يومـــه قبل أن يمســي فهو من أهـــل الجنـــة ومن قالهــا من الليــل وهو موقنــاً بها فمات قبل أن يصبح فهــو من أهـــل الجنــة[/ . أخرجه البخاري.
يقــول تعالى :
( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) النساء 110.
سبحـــان الله العظيــــم
ربنــــــــا ولك الحمـــد
الاستغفـــار يضاعـــف الحسنــات و يمحـــوا السيئــــات و يرفــع الدرجـــات .
قال الله تعالى :
( وَأَنِ اسْتَغْفِـــرُواْ رَبَّكُــمْ ثُمَّ تُوبُــواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُــم مَّتَاعــًا حَسَنــًا إِلَى أَجَـــلٍ مُّسَمًّى وَيُــؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْــلٍ فَضْلَــهُ وَإِن تَوَلَّــوْا فَإِنِّيَ أَخَــافُ عَلَيْكُــمْ عَــذَابَ يَــوْمٍ كَبِيــرٍ )
هود 3 .
المكثـــر من الاستغفـــار و التوبــة قريـــب من الله حــريّ بإجابــة استغفــاره ودعـــوته.
قال تعالى :
( فَاسْتَغْفِـــرُوهُ ثُمَّ تُوبُـــواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّـــي قَرِيــبٌ مُّجِيـــــبٌ )
هـــود 61.
و المستغفــر قريــب من رحمــة الله و محبتــه و لطفــه من تقريـــب الخيــر و دفــع الشـر ، رحيــم ودود بالمستغفريــن التائبيــن .
قال عز و جل :
( وَاسْتَغْفِـــرُواْ رَبَّكُــمْ ثُمَّ تُوبُــواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّـــي رَحِيــمٌ وَدُودٌ )
هـــود90.
المستغفـــر دائــم الإحســان إلى الناس كثيــر الاستغفــار لإخوانــه المؤمنيـــن ، كثير قول : رب اغفر لي و لوالــدي وللمسلميــن و المسلمات ، فيعلـــم أن إخوانــه بحاجــة إلى الاستغفــار و التوبــة كما يحــب أن يستغفــر له أخـــوه المسلــم يجـب عليه كذلك أن يستغفـــر لأخيـــه المسلــم .
قال الله تعالى :
( وَاسْـتَـغْـفِـــرْ لِـذَنـبِــــكَ وَلِلْـمُـؤْمِـنِـيـــنَ وَالْـمُـؤْمِنَـــاتِ )
سورة محمـــد19 .
الإستغفار يحفظ الصحة و يزيد القوة و يذهب الوهن و العجز النفسي و يريح الضمير و يهدي الأعصاب و يزيد السلطان و الحجة .وزيادة القوة تشمل كل شيء.
وتؤدي ملازمة الإستغفار إلى تتابع الخير و عدم إنقطاعه و نزول المطر و كثرته و خصوبة الأرض و إدرار الضرع.
قال الله تعالى :
( وَيَا قَـــوْمِ اسْتَغْفِــرُواْ رَبَّكُــمْ ثُمَّ تُوبُــواْ إِلَيْهِ يُرْسِـــلِ السَّمَــاء عَلَيْكُـــم مِّـــدْرَارًا وَيَزِدْكُـــمْ قُــــوَّةً إِلَى قُوَّتِكُـــــمْ وَلاَ تَتَوَلَّــوْا مُجْرِمِيــنَ )
هـــود 52 .
اللّهم يا حي يا قيــوم اجعــل الأعمال الصالحــات لنا و للمسلميـــن أجمعيــن ، خالصة لوجهك الكريم ، و اجعلهــا شاهدا لنا بالخيــــر و الفـــلاح ، يوم نلاقيـــك مجرديـــن من كل شيء ، سوى ما قدمنــاه من عمــل صالـــح في هذه الدنيا ، و اجعل اللهم الاستغفــار و الذكــر و الشكــر لنعمــك لا يفــارق ألسنتنــا جميعا ، كما أسألــك اللّهم أن تجعــل آخــر كلامنا شهـــادة أن لا إله الاّ الله و أن محمـــدا رسول الله .
اللّهــم اجعـــل الإستغفــار والذكــر والشكـــر لنعمــك لا يفــارق ألسنتنــا جميعــًا كما نسألـــك اللّهــم أن تجعــل آخــر كلامنا شهــادة أن لا إله إلا الله و أن محمدًا رســول الله.
اللّهم اجعــل هذا البلــد آمنـــًا وسائـــر بلاد المسلميـــن،،،
جعلني الله واياكم من المستغفرين والتوابين انه سميع مجيب.