«غش جماعي» وأولياء يوزعون أجوبة البكالوريا على أبنائهم!
«فضيحة» من العيار الثقيل بمتقنة الشيخ بلكبير بالمنيعة غرب غرداية
أساتذة ينتحلون صفة ممرضين لتجهيز حلول الأسئلة في العيادة
عرف مركز إجراء امتحانات البكالوريا بمتقنة الشيخ بلكبير بالمنيعة غرب ولاية غرداية، فضيحة «غش جماعي» من العيار الثقيل، حيث كشف بيان صادر عن المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، عن وقوع تجاوزات بالجملة على مستوى المركز المذكور خلال اليومين الأول والثاني من امتحانات البكالوريا، حيث تم تسريب موضوع امتحان الرياضيات كما تم تسجيل استفحال شتى طرق الغش، لدرجة بلغت حد دخول غرباء إلى ساحة المركز لتسليم حلول المواضيع إلى التلاميذ عبر النوافذ كما تم استغلال العيادة من طرف بعض الأساتدة لإنجاز الحلول.
وكشف ممثل نقابة «كنابست» ـ حسب بيان حصلت «البلاد» على نسخة منه ـ انه تم تسجيل تجاوزات بالجملة خصوصا مع دخول غرباء رجحت المصادر أنهم من أقارب وأولياء التلاميذ الممتحنين، إلى مركز الامتحان عبر السور بجوار المراحيض، وباستعمال السلالم وتم إعطاء أجوبة المواضيع عبر نوافذ المراحيض للتلاميذ وهذا بعد أن تم تسريب المواضيع إلى الخارج لحلها.
كما أشار المتحدث من خلال بيان للنقابة يحمل ختم التنظيم وتوقيع منسق الفرع بالولاية، أنه تم استغلال العيادة لحل المواضيع من طرف أساتدة غير معنيين بالحراسة متنكرين في زي ممرضين، وأشار البيان أيضا إلى استعمال الهاتف النقال في بعض القاعات وفي المراحيض وبطرق مختلفة، أي «اس ام اس» الصامت، بالرغم من أن وزارة التربية الوطنية أعطت تعليمات تقضي بنزع الهواتف النقالة للطلبة قبل دخول مراكز الامتحانات أو عند دخول قاعة الامتحانات.
وأشار البيان المذكور، إلى أنه في الفترة المسائية لليوم الثاني من الامتحان، سجل دخول غرباء بالقوة الى المركز مستغلين العدد المتواضع لرجال الأمن الموجودين في محيط المتقنة، مما تسبب في مشادات كلامية بين الحاجب وهؤلاء، علاوة على تعرض بعض الحراس إلى التهديد اللفظي من طرف الممتحنين داخل قاعة الامتحان وعند خروجهم من بوابة المركز بسبب منعهم من محاولات الغش.
وأعاب ممثل «كنابست» على رئيس المركز، عدم قدرته على توفير الإجراءات المناسبة لحماية الحراس من تهديد التلاميذ رغم تحرير تقارير بالقضايا المبلغ عنها، مطالبن إياه ايضا بمنع تجمع الأشخاص الغرباء أمام بوابة المركز مثلما حدث خلال اليومين الماضيين، خاصة وأن الأمر تسبب في ضغوط نفسية كبيرة على المترشحين والحراس أيضا. واستغرب أصحاب البيان، الحلول «البارعة» التي تم اللجوء إليها، على حد تعبيره، حيث أنه بعد تفشي ظاهرة الغش في اليوم الثاني تم إعفاء بعض الحراس الذين احتجوا على تنامي ظاهرة الغش. علما أن ممثل «كنابست» كان أحد الأساتدة المعفيين. الى جانب ذلك أشار «كنابست» إلى أنه تم رفع تقرير مكتوب إلى رئيس المركز بمعية الملاحظين الثلاثة على مستوى المركز وأعضاء الأمانة.