بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله؛ نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله – وحده لا شريك لهو أشهد أنّ محمداً عبده و رسوله: أما بعدفإن خير الحديث كتاب الله، و أحسن الهدي هدي محمّد ، و شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار.
.اما بعد..
فضل العلم
قال الله تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11] قال ابن عباس: العلماء فوق المؤمنين مائة درجة ما بين الدرجتين مائة عام.
وقال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28]، وقال تعالى: { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } [البينة: 7] إلى قوله: { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } [البينة: 8].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.
صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 1194
وعنه - صلى الله عليه وسلم -: العلماء ورثة الأنبياء .
حسنه لغيره الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب برقم 70
وحسبك هذه الدرجة مجدًا وفخرًا وبهذه الرتبة شرفًا وذكرًا فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف فوق شرف وارث تلك الرتبة.
وعنه - صلى الله عليه وسلم - لما ذُكِرَ عنده رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم.
( صحيح ) انظر حديث رقم : 4213 في صحيح الجامع للإمام الألباني رحمه الله
أيُفني العلماء حياتهَم وشبابَهم من أجل العلم والتعليم والدِّفاع عن دينِنا وعقيدتِنا، حتَّى إذا شابتْ لحاهُم، وتقوَّستْ ظهورُهم، أسلمنَاهم لنابتةِ السوءِ ودعاةِ الضلالةِ، يُسفِّهونَهمْ ويحتقرونهم مِلْءَ أَبصارِنا وأسماعِنا، ونحنُ ساكتونَ؟! فإلى الله وحدَه المُشتكى، ولا حَوْلَ ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.
وَلاَ خَيْرَ فِي قَوْمٍ يَذِلُّ كِرَامُهُمْ وَيَعْظُمُ فِيهِمْ نَذْلُهُمْ وَيَسُودُ
*******************
إنهم العلماء يا عباد الله علماء ورثة الانبياء
لينفطر القلب وتسمع في استهدافَ ثوابت الدِّين، والسخرية والاستهزاء بالإسلام والمسلمين، وانتقاص حَمَلَة الدين من العلماء والمصلحين،ة، التي ، عبر الكتب والرِّوايات، والمنتديات أو عبر الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيَّات.وحرب معلنة دون فهم ولا وعي ولا تدبر ولا المصدر الذي تتكل عليه .
في بلاد المسلمين يُسَبون ويُسفَّهُونَ؟!والله لا خيرَ في بلاد يُخوَّن ويُطعَن في كبار علمائها الصَّادقين، ويقودها أراذلُها المارقون
*********************
إنَّ علماء الأمة هم ورثة الأنبياء، وقُرَّة عين الأولياء، رفعهم الله بالعلم، وزينهم بالحِلْم، بهم يُعرف الحلالُ من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح، هم أركان الشَّريعة وحُماة العقيدة، ينفون عن دين الله تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضَّالين، فكم من طالبِ علمٍ علموه، وتائهٍ عن صراط الرُّشد أرشدوه، وحائرٍ عن سبيل الله بصَّروه ودلّوه، يكفيهم شرفًا وفضلاً اقترانُهم باسم المولى - سبحانه - واسم ملائكته في قوله: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
****************
انَّ جهادَ أولئك الناقمين على الدِّين والمستهزئين بالعُلماء والمصلحين، لهو من أفضلِ الجهادِ؛ لأنه دفاعٌ عن حَوْزةِ العقيدةِ والدينِ، فمطالب هؤلاءِ لنْ تقفَ عندَ حدٍّ حتى ننسلخَ من ديننا، ونغوصَ فِي أوحالِ الفكر الغربِي العَفنِ، الذي يحلمونَ أن يَرَوْه سائدًا في بلادنَا، ولنعلم - عبادَ الله - أنَّ الجهادَ بالحجةِ والبيانِ هو جهادُ وَرَثةِ الأنبياءِ، وهو أعظمُ منفعة منَ الجهادِ باليدِ والسنانِ؛ لشدةِ مؤنتِهِ وكثرةِ العَدوِّ فيهِ معَ قلةِ النَّاصرِ؛ يقولُ العلامةُ ابنُ القيمِ - رحمه الله -: "ولهذا كان الجهادُ نوعينِ: "جهادٌ باليدِ والسنانِ، وهذا المشاركُ فيه كثيرٌ"، والثَّاني: "الجهادُ بالحجةِ والبيانِ، وهذا جهادُ الخاصَّةِ من أتباعِ الرُّسلِ، وهو جهادُ الأئمةِ، وهو أفضلُ الجهادَيْنِ"؛ لعِظَمِ منفعتِه، وشدةِ مؤنتِهِ، وكثرةِ أعدائِه؛ قالَ تعالى في سورةِ الفرقانِ - وهي مكيَّةٌ -: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 51 - 52]، فهذا جهادٌ لهم بالقرآنِ، وهو أكبرُ الجهادَيْنِ، وهو جهادُ المنافقينَ أيضًا؛ فإنَّ المنافقينَ لم يكونوا يقاتلونَ المسلمينَ، بل كانوا معهم في الظَّاهرِ، ورُبَّما كانوا يقاتلونَ عدوَّهم معهم، ومع هذا فقدْ قالَ تعالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ} [التوبة: 73]، ومعلومٌ أنَّ جهادَ المنافقينَ بالحُجَّةِ والقرآنِ" ا. هـ.
قد رفع الله - تعالى - شأْنَ العلم وأهله، فشرفهم وكرمهم، ورفع منزلتهم، فقال - سبحانه وتعالى -: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
[المجادلة: 11].