ولد عبد القادر المجاوي في تلمسان (سنة 1267هجرية/1848م) من أب يدعى (محمد عبد الكريم), وبعد دراسته في مسقط رأسه انتقل لمتابعتها في كل من فاس وطنجة وجامع القرويين على الخصوص ب[[المغرب الأقصى ثم عاد إلى الجزائر سنة( 1292هجري), وقد أدى فريضة الحج ليتولى التدريس أولا في قسنطينة حيث أقام وتزوج فيها وأنجب.
علم في كل من جامع الكتاني ابتداء من سنة 1292هجري, و المدرسة الحكومية سنة 1295, بالإضافة إلى نشاطه خارج عمله الرسمي كمدرس ومحاضر في المدارس الحرة و لمساجد, كمسجد سيدي الأخضر, فأحدث تأثيرا كبيرا في الأواسط الفكرية و الشعبية بدروسه ومحاضراته العامة, أما دروسه الرسمية فقد تنوعت بين المنطق والبيان والمعاني واللغة و النحو والفلك, وفي السنة( 1315 هجري/1858 ميلادي) انتقل المجاوي إلى العاصمة للتدريس في مدرستها العليا (الثعالبية) كما عين إماما خطيباً بجامع سيدي رمضان بالجزائر العاصمة سنة 1326هجرية (1908م) و بقي في قمة نشاطه: إماما قديرا وأستاذا متمكنا و مؤلفا نشطا ورجل إصلاح في جميع الحالات بمستوى الوضع والظروف, و قد تخرج عليه في التدريس كثيرون مثل : حمدان الونيسي و أحمد الحبيباتي والمولود بن الموهوب وهم من الذين كان لهم تأثيرهم في الحياة الاجتماعية و الفكرية.اتسم بالموسوعة في الثقافة, و قد وصفه الأستاذ سعد الدين بن أبي شنب "بصاحب المعارف الواسعة":كان ريانا من العربية, فقيها متضلعا, مشاركاً في الكثير من العلوم, منها علم الكلام, علم الاقتصاد السياسي, والعلم التربوي, وعلم الهيئة, عكف عن التدريس, فتخرج عليه من التلامذة من أصبحوا بدورهم أساتذة.و قد أسهم إسهاما جيدا في حدود إمكانياته من أجل نهضة ثقافية, كما شارك في إحياء اللغة العربية والعلوم الإسلامية, وبذل جهداً جهيدا في سبيل ارتقاء مستوى الجزائر حسب اتجاهات جيله الشريفة. وكانت معظم كتاباته موجهة ضد الآفات الاجتماعية والخرافات والعادات القديمة.وقد توفي الأستاذ "عبد القادر المجاوي" (رحمه الله) بقسنطينة في 6 أكتوبر 1914م وبها دفن تاركا وراءه أثرا طيبا في بعض شباب تلك الفترة وشيوخها, كما ترك مؤلفات اختلفت نوعا و كيفا, ولكنها جميعها جاءت من وحي ما علم للطلاب, و ما تدارس مع تلامذته و زملائه, تجاوزت هذه المؤلفات خمسة عشر عملا: في اللغة و النحو, والبلاغة و الدين, وعلم الفلك.
من أقواله إن اللغة العربية هي أقدم لغات العالم المستعملة الآن وأوسعها, و أفضلها على غيرها, يشهد به كل من يعرفها ولو كان أعجمياً, فهي أفصح اللغات منطقا وبيانا, و أكثرها تصرفاً في أساليب الكلام, وأقبلها تفننا في النثر و النظم, قد ملأها الله من الآداب و الحكم, فنالت من الأمثال القديمة و الحديثة ما لم ينله غيرها.
مؤلفاته
إرشاد المتعلمين: وهو كتاب في اللغة والنحو والبلاغة، طبع بمصر.
نصيحة المريدين: رسالة توجيهية نشرت في تونس.
شرح ابن هشام: كتاب في اللغة والنحو والبلاغة، طبع بقسنطينة.
تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار
مخطوطة منظومة في علم الفلك
والعديد من الكتب والمخطوطات الأخرى.