تتجذر الثورة السورية، يوما بعد يوم. يزداد النظام المجرم استشراسا وضراوة. يتوهم النظام أن جرائمه ستعيد كابوس الخوف الى الشعب الثائر.
النظام وعصاباته، لا يقرؤون المشهد، بل مازالوا يراهنون على القتل ثم القتل. هم لا يدرون انهم يسيرون، هم وأذنابهم نحو حتفهم الحتمي، حيث إن النظام المأزوم وعصاباته، لم يتركوا لأحد فرصة الحياد، بل لقد وضعوا كل الشعب في حالة ثأر مع العصابات الحاكمة.
أدركت إيران وأذنابها خطورة وضع حليفهم –العصابات الحاكمة في سوريا-. ارتعبت إيران من تجذر الثورة، واشرافها على التحول الشامل الى ثورة شعبية مسلحة ناضجة. بحثت إيران عن الحلول، حاولت في الكويت –خلايا حزب الله- لكنها فشلت. حاولت، وتحاول أكثر من مرة في السعودية –أحداث القطيف-، لكنها تفشل دوما. حاولت قبل ذلك كله بالضرب في الخاصرة الرخوة للخليج –البحرين- لكنها فشلت في المرة الأولى. الآن إيران تعاود الكرة في البحرين، لكنها استفادت من الثورة السورية، حيث تحاول إرهاق القوى الأمنية في البحرين بإشعال الأطراف، كي ينشغل بها البحرينيون، ثم يكون الإنقضاض على المنامة.
للأسف لم يستفد شيعة البحرين، من تجربتهم الأولى، حيث تخلت عنهم إيران تماما عند دخول قوات درع الصحراء الى البحرين. الآن تعاود إيران تفعيل أدواتها في البحرين، كي تستخدمهم ورقة في المساومة على سوريا مع دول الخليج. أي إن إيران لا ترى بهم أكثر من ورقة، سيتخلون عنها عند تعرض مصالحها لخطر حقيقي، أو عند تنازل دول الخليج عن دعم الثورة في سوريا، -كما يخططون-. فهل من فرصة لنجاح الورقة البحرينية في إنقاذ العصابات في سوريا؟.
بداية، الذي يحصل في البحرين ليس ثورة، لأن الثورة الشاملة تنطلق كموج هادر، يغذيها شعور بالظلم والاضطهاد، يكون متلازما مع بطالة واسعة و اضمحلال الطبقة الوسطى، وتوسع رقعة الفقر بشكل سريع وكبير. مما يؤدي إلى انفلات الأمور من عقالها، وانفجار الغضب الكامن في شكل احتجاج شعبي، شامل، يتحدى كل جدر الخوف، والقتل، ويتخطى كل الخطوط الحمراء التي تضعها النخب للعلاقة بين الحاكم، ومعارضيه، هذا الشكل الناتج يسمى ثورة.
أما الذي يحصل في البحرين فهو احتجاج نخب فكرية شيعية طائفية، تحاول استغلال العواطف، والتجييش الطائفي، كي تصنع نموذج ثورة. لكنها فشلت في المرة الأولى، وستفشل مرة أخرى. لانتفاء العوامل التي تفجر ثورة، متمثلة في الفقر، والبطالة، مع ظلم واضطهاد. لذلك لن تفشل البحرين، أو دول مجلس التعاون في التعامل مرة أخرى، مع تثوير احتجاج نخبوي تحت مسمى ثورة.
الذي يحصل في سوريا، هو ثورة، ليس برأينا فقط، بل برأي مختلف المفكرين في العالم. هي ليست ثورة فقط عند الانطوائيين ذوي الرؤية من زاوية واحدة فقط مثل إيران، روسيا، الصين، حزب حسن، وعصابات النظام السوري.
إن تجذر الثورة السورية، واتساع نطاقها بشكل متسارع، وانخراط كافة أفراد الشعب السوري، في حراكها، بالإضافة الى التنسيق بين مختلف وحدات الجيش الحر الجاري على الارض، يجعل الرهان على انتصارها هو الرهان الرابح.
الثورة السورية لن تتوقف بأي حال، لأكثر من عامل، منها أن التوقف يعني الإنتحارـ لذلك لا طريق للتوقف سوى سقوط النظام. سيدرك العالم أجمع، بما فيه روسيا والصين، أن درس بابا عمرو، لم يفت في عضد الثورة السورية، بل زادها إصرار، هنا سيتدخل العالم بشكل جدي لأنه سيصبح أمام خيارين، إما استمرار القتل، وبالتالي الثورة الشعبية المسلحة الشاملة، وحدوث فوضى في المنطقة تمتد الى العراق ولبنان، أو إجبار العصابات على التنحي. بالتأكيد سيختار العالم الخيار الأقل كلفة وهو تنحي رئيس العصابة، وأذنابه "طوعا أو كرها".
لكل ما سبق، وقبل كل شيء لأواصر الأخوة، والدين، مع اخوتنا في الخليج، لن يتخلى عنا الخليج، فالبحرين هي للخليج، والثورة السورية أمرها محسوم نحو النصر. وقبل كل شيء الله معنا وهو ناصرنا، وهو معزنا بإذنه عزوجل.