مقـدمـــة :
الجلفة قطعة مرسومة على خريطة الجزائر حملت شعلة الحضارة في تلك المنطقة الشاسعة من المغرب العربي الكبير ولا تزال تشع بنورها الساطع عبر الأجيال والسنين ، والجلفة كما يعرف عنها عاصمة أولاد نائل الذين قيل عنهم أنهم فاقوا حاكم الطائي في كرمه .
كان لهذه المنطقة دور حضاريا كبيرا منذ أقدم العصور حيث عرفت هذه المدينة قمة ازدهارها في العهدين النوميدي والروماني ومن بقايا المدن الأثرية المنتشرة في نواحي المنطقة إلا دليل على عراقتها وشاهد على احتضانها لحضارات إنسانية فتحت بها صفحات مشرقة على دروب الحضارة والتمدن و أضافت للتاريخ تراثا حضاريا وكنوزا أثرية أضحت من أكبر المعالم التي تزخر بها الجزائر ، والمتتبع لمراحل تاريخ هذه المنطقة يلاحظ اختلاف وتعاقب الأزمنة عبر هذه المنطقة منذ العصور الغابرة بدءا بالعصور الحجرية القديمة وانتهاء بالفتوحات الإسلامية التي تمت على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه ومن جاء بعده .
وتمثل الرسومات الأثرية التي اكتشفت في عهد الاستعمار الفرنسي جناحا آخر لحضارة الطاسيلي العريقة ومن أهم هذه المناطق الأثرية :
1-منطقـة زكـار : بلدية حديثة النشأة تبعد عن مقر الولاية ب 30 كلم جنوبا بها مآثر تاريخية قديمة منذ العهد الروماني .
2-عين أفقـه: تقع في أقصى الشرق من عاصمة الولاية ،تبعد عنها ب 60 كلم ، وتزخر بمآثر تاريخية قديمة وخاصة مراكز الاتصال وأبراج المراقبة .
3-عين الناقـة : تقع إلى الجنوب من مقر الولاية تتميز بمآثر ومعالم تاريخية قديمة وحديثة ، تبعد عن مقر الولاية بحوالي 20 كلم .
4-دمـد: تقع إلى الشمال من مدينة مسعد أقصى جنوب عاصمة الولاية ، تتالت عليها بصمات الرومان التي ما تزال آثارها باقية في المنطقة دمد التي كانت تسمى بكستلمديمون سابقا ما بين 198 إلى 233 م ثم تغيرت إلى ( دميدي ) نسبة إلى القائد الروماني ( كاستيليوم دميدي ) تشهد عليها مقابر وآثار الرومان في شمال إفريقيا .
5-مويلـح : بلدية فتية تقع إلى الجنوب الشرقي من عاصمة الولاية تبعد عنها بحوالي 30 كلم تتميز بمآثر ومعالم تاريخية خاصة مراكز الاتصال وأبراج المراقبة .
6-ضايـة السطـل : تقع إلى الشمال من مقر الولاية تبعد عنها ب 30 كلم ، تتميز بمآثر تاريخية هامة وخاصة السجون والمعتقلات التي أقامها الاستعمار الفرنسي أثناء الثورة التحريرية .
7-عمــورة : بلدية حديثة النشأة تقع إلى الجنوب الشرقي من عاصمة الولاية تبعد عنها حوالي
70كلم ، تتميز بمآثر تاريخية قديمة أهمها أبراج المراقبة والمستشفيات والمقابر .
لمحــة تاريخيـة عن المنطقـة :
أسس الاستعمار الفرنسي مدينة الجلفة الحديثة – على الشكل التقريبي المعروف حاليا- سنة 1852 ، مع العلم أن نشأتها الفعلية تعود إلى التاريخ القديم إذ ينحدر سكانها من سيدي نائل الرجل الجليل والزعيم العربي المسلم الذي ينحدر أصله الشريف من أحفاد مولاي أدريس الأكبر الذي عاش فترة زمنية طويلة بالمغرب في عهد انسحاب العرب من الأندلس وقد كان حاكما مهابا بإقليم الساقية الحمراء ويتمتع بتقدير خالص واحترام كبير بفضل صفاته الرفيعة و أخلاقه النبيلة وقد اختلف الرواة في سبب تسمية هذه المنطقة ً الجلفة ً والراجح أنه قبل إنشاء المدينة كان سكان المناطق المجاورة ينظمون سوق أسبوعية يقصدونها من كل الجهات والأماكن البعيدة وترعى مواشيهم في هذه المنطقة المسقية بفيضانات الأودية حيث التربة الخصبة وبعد جفافها تشكل قشرة ( جلاف) ومنها جاءت تسمية الجلفة .