ما هو المقصود بالمحكم والمتشابه في آيات القرآن الكريم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ما هو المقصود بالمحكم والمتشابه في آيات القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-07-20, 00:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلسبيل
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Thumbs up ما هو المقصود بالمحكم والمتشابه في آيات القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،
[overline]أما بعد



فتوى رقم (11627):
س: ما هو المقصود بالمحكم والمتشابه في آيات القرآن الكريم؟ وكيف ندفع الإشكال الذي يورده البعض من أنه إذا كان القرآن الكريم تبيانًا لكل شيء وهدى للعالمين؟ فما هو وجه التوفيق بين ذلك وبين قوله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } (1) ؟ وما المقصود بالراسخون في العلم؟ وما الفرق بين تأويل القرآن وتفسيره؟

ج: أولًا: يطلق الإحكام بمعنى: الإتقان، فإحكام الكلام: إتقانه ووضوح معناه فيتميز به الصدق من الكذب في الأخبار، والرشد من الغي في الأوامر، والقرآن كله محكم بهذا المعنى، واضح لا التباس فيه على أحد، قال الله تعالى: { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } (2) ، وقال سبحانه: { تِلْكَ آيَاتُ }{ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } (3) .
_________
(1) سورة آل عمران ، الآية 7 .
(2) سورة هود ، الآية 1 .
(3) سورة يونس ، الآية 1 .
ثانيًا: التشابه في الكلام يطلق على تماثله وتناسبه، بمعنى: أنه يصدق بعضه بعضًا في أوامره، فلا يأمر بشيء في موضع وينهى عنه في موضع آخر، ويصدق بعضه بعضًا في أخباره، فإذا أخبر بثبوت شيء في موضع لم يخبر بنفيه في موضع آخر، والقرآن كله متشابه بهذا المعنى فلا تناقض فيه ولا اضطراب، قال الله تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } (1) وقال تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ } الآية (2) .
والتشابه بهذا المعنى لا ينافي الإحكام بالمعنى العام، بل يصدق كل منهما الآخر ولا يتناقضان.
_________
(1) سورة النساء ، الآية 82 .
(2) سورة الزمر ، الآية 23 .
ثالثًا: التشابه بالمعنى الخاص: هو مشابهة الشيء غيره من وجه ومخالفته له من وجه، وفي القرآن آيات متشابهات بهذا المعنى تحتمل دلالتها على ما يوافق الآيات المحكمة وتحتمل الدلالة على ما يخالفها فيلتبس المقصود منها على كثير من الناس، ومن رد المتشابهات بهذا المعنى الخاص إلى الآيات المحكمات الواضحات بنفسها تبين له المقصود من المتشابهات وتعين له وجه الصواب، ومن وقف من العلماء عند الآيات المتشابهات ولم يرجع بها إلى المحكمات الواضحات ارتكس في الباطل وضل عن سواء السبيل، كالنصارى في احتجاجهم على أن عيسى ابن الله، يقول الله تعالى فيه: إنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وروح منه، وتركهم الرجوع إلى قوله تعالى في عيسى عليه السلام: { إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } (1) وقوله: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (2) وقوله سبحانه: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }{ اللَّهُ الصَّمَدُ }{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (3) وقد دل على هذا النوع من التشابه الخاص، والإحكام الخاص، وبين اختلاف الناس في موقفهم منه
_________
(1) سورة الزخرف ، الآية 59 .
(2) سورة آل عمران ، الآية 59 .
(3) سورة الإخلاص .
قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } (1) . وبهذا يعلم أن القرآن تبيان لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، ويتبين التوفيق بين النصوص، وأن الراسخين في العلم: هم الذين يبتغون الحق فيرجعون بالمتشابه من الآيات إلى الآيات المحكمات تحكيمًا لها، فيزول الالتباس فيما تشابه من الآيات بالمعنى الخاص ويتعين المقصود منها، بخلاف من في قلوبهم شك وزيغ فهم الذين يركبون رؤوسهم ويتبعون أهواءهم فيقصدون إلى المتشابه من النصوص دون رجوع به إلى المحكم؛ ابتغاء الفتنة، ورغبة في التلبيس على الناس وإضلالهم عن سواء السبيل. أما الفرق بين تأويل القرآن وتفسيره: فتأويله قد يراد به تفسيره بكلام يشرحه ويوضح المقصود منه، ولو برده إلى المحكم منه،
_________
(1) سورة آل عمران ، الآية 7 .
وعلى هذا يصح الوقف على كلمة العلم في قوله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } فإن الراسخين في العلم يعلمون معنى المتشابه من آيات القرآن والمقصود منها برده إلى المحكم من الآيات، ويفسرونها ويبينون معناها، فتكون الواو في قوله تعالى: { والراسخون } عاطفة على لفظ الجلالة. وقد يراد بتأويل القرآن حقيقته ومآله والواقع الذي يئول إليه الكلام، كما في قوله تعالى: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } (1) وكما ذكر تعالى في قصة يوسف -لما سجد له أبواه وإخوته- عن يوسف عليه السلام أنه قال: { يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ } (2) فجعل عين ما وجد في الخارج تأويل رؤياه: أي مآلها وحقيقتها التي وقعت، ومن ذلك كيفيات الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه؛ كالاستواء في قوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (3) وكمجيئه يوم القيامة والملائكة صفًا صفًا، قال الله تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } (4) فكل من معنى الاستواء والمجيء
_________
(1) سورة الأعراف ، الآية 53 .
(2) سورة يوسف ، الآية 100 .
(3) سورة طه ، الآية 5 .
(4) سورة الفجر ، الآية 22 .
معلوم للراسخين في العلم، أما كيفية ذلك فلا يعلمها إلا الله وحده. وعلى هذا يكون الوقوف على لفظ الجلالة في قوله سبحانه: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } وكل من القولين في الوقف الصحيح؛ لأن كلا منهما مبني على اعتبار معنى في بيان التأويل صحيح. ومما يمثل به للتأويل بمعنى بيان المآل والحقيقة، ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: « سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي » يتأول القرآن (1) ، تعني قوله تعالى: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ } (2) فالتأويل في كلامها بمعنى: المآل والحقيقة التي آل إليها الكلام. وقد يراد بتأويل القرآن ونحوه من النصوص الشرعية: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به، وهذا اصطلاح كثير ممن تكلم في الفقه وأصوله، وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وقد نقد شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك في آخر القاعدة الخامسة من كتاب [التدمرية]، فليرجع إليه من أراد التوسع في الموضوع.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
_________
(1) أحمد (6، 43، 49، 190)، والبخاري [فتح الباري] برقم (817، 4967) ومسلم برقم (484).
(2) سورة النصر ، الآية 3 .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
[/overline]


قال الشافعي رحمه الله تعالى:كلماأدبني الدهر أراني نقص عقلي و إذا ما إزددت علما زادني علما بجهلي.









 


قديم 2007-07-20, 04:30   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فداء الدعوة
عضو جديد
 
الصورة الرمزية فداء الدعوة
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



جزاك الله خير أخي ((سلسبيل))

مواضيعك كلها خير وبركة وتذكير جعلها
الله في موازين حسناتك
ونفع بها ....










قديم 2007-07-22, 16:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

اختي في الله بارك الله فيك وارجوا ان تستفيدي من مواضيعك التي تكتبينها وهادا كلام نربطه بكلامك ان شئت ربما له علاقة الإحْكام لغةً : الإتقان البالغ ، ومنه البناء المحكم الذي أتقن، فلا يتطرق إليه الخلل أو الفساد.

ب- اصطلاحاً فقد اختلف الأصوليون في تعريفه على أقوال منها:

أن المحكم ما عُرف المراد منه، إما بالظهور أو بالتأويل.
أن المحكم لا يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً.
أن المحكم هو الواضح الدلالة الذي لا يحتمل النسخ.
أن المحكم ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان.
أن المحكم هو المتقن الذي لا يتطرق إليه الإشكال.
تعريف المتشابه :
أ- لغةً : مأخوذ من الشَّبَه، وهو التماثل بين شيئين أو أشياء. ولما كان التماثل بين الأشياء يؤدي إلى الشك والحيرة، ويُوقع في الالتباس، توسعوا في اللفظ، وأطلقوا عليه اسم " المتشابه ". يقال: اشتبه الأمر عليه، أي التبس عليه.

ب- اصطلاحاً فقد اختُلف فيه أيضاً على أقوال:

ما استأثر الله بعلمه، كقيام الساعة، وخروج الدابة والدجال.
ما لم يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره.
ما احتمل أكثر من وجه.
ما كان غير واضح الدلالة ويحتمل النسخ. ولنا في الكلام بقية










قديم 2007-07-22, 16:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

القرآن الكريم من حيث الإحكام والتشابه:

يمكن اعتبار القرآن الكريم محكماً كله أو متشابهاً كله أو اعتبار بعضه محكماً وبعضه متشابهاً وتفصيله التالي:
القرآن الكريم كله محكم: بمعنى إحكام ألفاظه وعدم وجود خلل فيه، المراد بإحكامه أيضاً: إتقانه، وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه. قال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].
القرآن الكريم كله متشابه: بمعنى أن آياته متشابهة في الحق والصدق، والإعجاز، والهداية إلى الخير. قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23].
بعض القرآن الكريم محكم وبعضه متشابه: بمعنى أن الآيات المحكمة هي أم الكتاب أي أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله، فهي بمنزلة الأم له، لا غموض فيها ولا التباس، كآيات الحلال والحرام التي هي أصل التشريع، بخلاف الآيات المتشابهة التي تختلف فيها الدلالة، على كثير من الناس، فمن رد المتشابه إلى المحكم الواضح فقد اهتدى. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].










قديم 2007-07-22, 16:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53].
هذه الآية متشابهة تحتمل معنيين:

المعنى الأول: غفران الذنوب جميعاً لمن تاب.

المعنى الثاني: غفران الذنوب جميعاً لمن لم يتب.

رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي

قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [طه: 82].

تبين من الآية المحكمة أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وهو مؤمن واتبع طريق الهدى .

قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
هذه الآية تحتمل معنيين.

المعنى الأول: إن كلمة {إِنَّا نَحْنُ} تحتمل الواحد المعظم نفسه وهو حق.

المعنى الثاني: أنها للجماعة، وهو باطل، وتحتمل أيضاً الواحد ومعه غيره، فهي آية متشابهة تمسك بها النصارى الذين قالوا بالتثليث.

رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي:

قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل: 22].

وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنون: 91].

وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].

تبين من الآيات المحكمة أن المراد بقوله: {إِنَّا نَحْنُ} هو الله الواحد المعظم نفسه.










قديم 2007-07-22, 16:35   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

حكمة ورود المحكم والمتشابه :

إن الله سبحانه احتج على العرب بالقرآن، إذ كان فَخْرُهم ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان، والإيجاز والإطناب، والمجاز والكناية والإشارة والتلويح، وهكذا فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعها تحدياً وإعجازاً لهم.
أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالِمِهِ، فيَعْظُم به ثوابه، ويرتاب بها المنافق، فيستحق العقوبة. ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا} [البقرة: 26] ثم قال: جواباً لهم: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} .
فأما أهل السعادة فيعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، فيستوجبون الرحمة والفضل، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها،فيستوجبون الملامة.
أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويظهر بالبحث اهتمامهم، ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم، ويكرم عند الله مآبهم.
أنزل المتشابه لتشغل به قلوب المؤمنين ، وتتعب فيه جوارحهم وتنعدم في البحث عنه أوقاتهم، ومدد أعمارهم، فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من المشقة. وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيه الأفكار والعلوم.










قديم 2007-07-22, 16:36   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

منشـأ التشـابـه :

نشأ التشابه من خفاء مراد الشارع في كلامه، فمرة يرجع إلى اللفظ، ومرة يرجع إلى المعنى، ومرة يرجع إلى اللفظ والمعنى:
اللفظ: قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93]. فلفظة: اليمين تحتمل استعمال يده اليمنى غير الشمال، وتحتمل أيضاً أن الضرب كان بقوة، لأن اليمين أقوى الجارحتين، وتحتمل أن الضرب كان بسبب اليمين التي حلفها إبراهيم، وفي قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء: 57].
المعنى: مثل ما استأثر الله بعلمه من أهوال يوم القيامة، وعلامات الساعة، والجنة والنار.
اللفظ والمعنى: قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] فهذا الخفاء في المعنى وفي اللفظ معاً إذ لا يمكن معرفة معنى هذه الآية إلا بالرجوع إلى تفسيرها، فقد كان أهل الجاهلية يعتقدون أن الرجل إذا أحرم بالحج لم يدخل من باب البيت بل يخرق خرقاً أو يدخل من وراء البيت، فرد عليهم القرآن وبيَّن أن ليس شيء من ذلك من أبواب البر ولكن البر هو التقوى.










قديم 2007-07-25, 01:40   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عيشة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكر الأخت سلسبيل على نقل هذا الموضوع










قديم 2007-09-15, 17:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أختكم
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أختكم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للرفع و الفرز تماشيا مع التقسيم الجديد










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc