جاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال) فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع والذي من دونه لا تتصور حياة له.. ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق.. كما كان الحال في الجاهلية.. وعند الرومان واليونان.. بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.. كما إن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة.. وإنما فصل تلك الحقوق.. وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كانسان مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها.. والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا.. وثروة عظيمة كانت قبله.. ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة.. والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية.. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات هي:
1ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) صدق الله العظيم..
2ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج.. وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان.. فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه.. ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). ويروى أن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ)..
3ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة.. وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن..
4ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن)..
5ـ حق الميراث قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) صدق الله العظيم..
6ـ حق العمل: وذلك وفق الشروط التالية:
أـ أن ينسجم العمل وطبيعة المرأة كالتعليم والمهن والوظائف الخاصة بالنساء.. وتنسجم وطبيعتهن.. أما الأعمال التي لا ينجح في القيام بها إلا الرجال فقد منعها الإسلام من ممارستها..
ب ـ أن يكون العمل بعيدا عن جو الاختلاط.. وذلك منعا للشبهات وحفاظا على الأخلاق الطيبة..
ج ـ الا يتعارض عمل المرأة مع رسالتها الحقيقية. وهي الأمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج.
وإن المجالات التي منع الإسلام المرأة من خوض غمارها.. إنما كان بدافع الحفاظ على المجتمع الاسلامي.. وبداعي مبدأ التخصص الذي يكون أكثر جدوى وعطاء للأمة.. وأن أحدث الدراسات الاجتماعية تتفق مع النظرة الاسلامية في تكوين الأسرة من حيث أن تربية الأولاد هي أثمن استثمار للامة وللرجال والمرأة معا.. وهكذا نرى أن الاسم قد رفع من شأن المرأة وأحلها مراكز ممتازة.. لأنها نصف المجتمع.. وعليها تتوقف تربية الأبناء الذين تنتظرهم الأمة ليسهموا في حماية أمتهم واغزار دينهم.. وما تدعو له الحضارات الغربية المعاصرة للمرأة اليوم من تحرير للمرأة.. بدعوة الإسلام دين رجالي فقط.. فهذه الدعوة باطلة.. بل الإسلام كرم المرأة كانسان قبل تلك الحضارات واعتبرها نصف المجتمع.. وشقيقة الرجل..
فهنا نرد على تلك الادعاءات غير صحيحة والباطلة بمعنى الكلمة لنعلن للبشرية أن الإسلام دين مساواة وعقيدة وحرية للمرأة والرجل معا وفق شروط ربانية سهلة وجميلة ومرنة.. وليست مقيدة أو دكتاتورية كما يدعي البعض الغريب عنا وعن الإسلام ومزاياه العديدة..