السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
06 - في الشعر:
الديباج الحسرواني في شعر ابن هانئ : وهو عبارة عن كتاب شرح فيه ديوان الحسن محمد بن هانئ الأزدي الاندلسي (326 - 363هـ ) وركز على شغف ابن هانئ بالغريب والألفاظ الصعبة التي قام التيفاشي بشرها و التعليق عليها ، و أعلن أنه من المعجبين بشعره و اعتبره ذو طابع خاص مميز عند اهل المغرب لا يضاهيه فيه إلا المتنبي عند أهل المشرق.
- " درة الآل في عيون الأخبار مستحسن الأشعار" : هذا الكتاب يعتبر من مجاميع الاختيارات الشعرية ، حيث ضمنه مجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية وقد التزم بشرطه في الكتاب فكان لا يعرض إلا النصوص المختارة السبك والرصف والمعنى.
07 - في الأدب و الفنون:
- " مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء ": ذكره الحافظ الأديب محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري ( ت سنة 727 هـ ) في كتابه " الروض المعطار في خبر الأقطار: 1 / 146 " و قال عنه :" وهو كتاب مطول حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد ربه [ يقصد العقد الفريد ] فأبدع فيه وأجاد ".و هو مفقود أيضا.
- " كتاب في البديع": جمع فيه سبعين نوعا من أنواع البديع(08) ، وقد ذكر جملة كبيرة من أنواع البديع والألوان البلاغية الواردة في القرآن الكريم ، و في خطب العرب، وأشعارهم، و نهج فيه طريقة عبد الله بن المعتزّ العبّاسيّ ( ت سنة 296هـ) الذي جمع سبعة عشرة نوعا في أول مصنف لليديع و سماه " كتاب البديع "، وحسن بن عبد الله العسكري ( ت سنة 382 هـ) الذي جمع سبعة وثلاثين نوعا في كتابه " كتاب الصناعتين ".
08 - في الموسوعات:
" فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لاولي الالباب": موسوعة كبيرة في مختلف العلوم و التاريخ و الآداب و القانون و اللغة تقع في
40 مجلدا، وقد أكد الدكتور إحسان عباس – رحمه الله - في مقدمة نشرته لكتاب " سرور النفس بمدارك الحواس الخمس " نقلا عن الاستاذ الحسني الوهابي ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر: بيروت، 1400هـ 1980م ص31 بأن الموسوعة تقع في (40) جزءاً، لا يقل حجم الجزء عن (200) صفحة.
ألف التيفاشي هذه الموسوعة و أهداها للصاحب محيي الدين ابن ندي الجزري الكبير(ت651هـ) صاحب جزيرة ابن عمر، واستعان التيفاشي في جمع كتابه بمؤلفات الموفق التلعفري (ت602هـ) ومكتبة بني ندى أعيان جزيرة ابن عمر، وقد فقدت أجزاء كثيرة منها كما نُقِل عن كل من ذكرها، فها هو صلاح الدين الصفدي يقول بكل إنصاف ويصرح بعدم وقوفه عليها و إنما اطلع فقط على اختصار ابن منظور لها، قال في ترجمته للتيفاشي : " ... وله كتاب كبير إلى الغاية وهو في أربع وعشرين مجلدة [24] جمعه في علم الأدب وسمّاه فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب، ورتبّه وجمع فيه من كل شيء وتعب عليه إلى الغاية. ولم أقف عليه لكن رأيت الذي اختصره منه الفاضل جلال الدين محمد بن المكرّم "
[الصلاح الصفدي الوافي بالوفيات: 3/125.]
و الصفدي هنا يشير الى انه اطلع على المختصر الذي هذبه و نقحه اللغوي الأديب أبو الفضل محمد بن مكرم الشهير بابن منظور ( ت711هـ) صاحب المعجم الكبير " لسان العرب"، فلولا ابن منظور و اختصاره لبعض أجزاء من هذه الموسوعة لضاعت هي الأخرى كما ضاع غيرها من مؤلفات مترجمنا ، و السبب في تلخيصها كما ذكر ابن منظور في مقدمة سرور النفس: " ...كنت في أيام الوالد - رحمه الله - أرى تردد الفضلاء إليه، وتهافت الأدباء عليه؛ ورأيت الشيخ شرف الدين أحمد بن يوسف بن أحمد التيفاشي القيسي في جملتهم، وأنا في سن الطفولة لا أدري ما يقولونه، ولا أشاركهم فيما يلقونه؛ غير أني كنت أسمعه يذكر للوالد كتاباً صنّفه، أفنى فيه عمره، واستغرق دهره، وأنه سماه " فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب " ، وأنه لم يجمع ما جمعه كتاب. وكنت على صغر السن أنكر تجاسره على هذا الاسم الذي عده الله عز وجل من النعمة، ومنَّ على نبيه بأنه آتاه فصل الكتاب مع الحكمة.
وكنت شديد الشوق إلى الوقوف عليه، وتوفي الوالد رحمه الله في سنة خمس وأربعين وستمائة، وشُغلْتُ عن الكتاب، وتوفي شرف الدين التيفاشي بعده بمدة، فلما ذكرته بعد سنين، وقد جاوزت الستين، تطلّبتُه من كل جهة، ورمته من كل وجهة، فلم أجد من يدلني عليه، ولا من يذكر أنه نظر إليه؛ فبذلت الجهد في طلبه إلى أن ظفرت به عند شخص كان من أصحابه، فسعيت إلى بابه، وبذلت له جملة لم تكن في حسابه، فلم يسمح لي مع فقره ببيع ولا عارية، ولا استحسنتُ تملكه باليد العادِيَةِ؛ وعدت إلى طلبه منه، واستعنت عليه بمن لا غنى له عنه، فلم يفد فيه سؤال ولا شفاعة. ولم يعط لنا فيه طاعة. إلى أن قدَّر الله تعالى تملّكه في سنة تسعين وستمائة. فرأيته مجرداً في مسودات وجزازت. وظهور وتخريجات. وقد جعلته من تجزئة أربعين جزءاً. لم أجد منها سوى ست وثلاثين ربطة. وهو في غاية الاختلال، لسوء الحظ، وعدم الضبط. ولو لم يكن تكرر وقوفي على خطة في زمن الوالد، وعرفت اصطلاحه، في تعليقه. لما قدرت على قراءة حرف منه غير أني عرفت طريقته في خطه واصطلاحه، وتحققت فساده من صلاحه، ووقفت منه على أوراق في مفرقات ومفردات. وجزازات تفعل في مطالعها ما لا تفعل الزجاجات. فضممت ما وجدت منه بعضه إلى بعض. وأحرزته بتجليده من الأرضة والقرض." (09)
09 - في التفسير:
" كتاب في تفسير القرآن الكريم": ذكر القلقشندي في " صبح الأعشى: 1: 471" أن للتيفاشي تفسيرا تغلب عليه القصص، و أورد الدكتور إسماعيل سامعي ضمن مؤلفات التيفاشي تفسيرا للقرآن الكريم في مقالة كتبها بمجلة جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية (10) و قال عنه أنه مفقود ولم يذكر مصدره.
وقد وجدت في " تاج العروس " للعلامة المحدث اللغوي مرتضى الزبيدي إستشهادا بقول للتيفاشي أثناء عرضه لمختلف التفاسير و الشروح لكلمة غاسِقٍ من قولِه تَعالى في الآية الكريمة :{ ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب} [ الفلق : 3 ].
بالإضافة الى ذلك فإنني أثناء مطالعاتي لبعض آثاره وجدت له تفسيرا لبعض الآيات و أقوال تفسيرية مبثوثة هنا و هناك.
10 – في فنون شتى:
- "الدرة الفائقة في محاسن الأفارقة": أهدى المؤلف منه نسخة إلى ابن العديم حين لقيه بالقاهرة ، لعله كتاب يتحدث عن فضائل الأفارقة ودورهم العلمي و الثقافي ، ويذكر ما اتصفوا به من فروسية والأخلاق الحسنة.
[ انظر بغية الطلب 2: 160 وكشف الظنون: 742، وهدية العارفين 1: 94.]
- " قادمة الجناح في آداب النكاح " ذكره الحميري صاحب الروض المعطار ص 146 ، في مادة " تيفاش "،كما أن أبو محمد التونسي التجاني (721 هـ) في كتابه " تحفة العروس و نزهة النفوس " أكثر من النقل عنه في عدة مواضع.
- "كتاب في المسالك": ذكره الصلاح الصفدي في (الوافي 8: 291).
- " نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" : توجد منه نسخ كثيرة منها نسختين بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقمي : Arabe 3055 و Arabe 5943منه نسخة بالمكتبة الملكية بكونهاجن رقم Code Arabe CCXII و نسخة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 1333 ك، وقد طبع الكتاب سنة 1992 م بتحقيق جمال جمعة ونشرته رياض الريس للكتب والنشر بلندن في طبعة تجارية أطلعت عليها و أظن – والله أعلم – أن هذا الكتاب قد تعرض أيضا إلى الكثير من التحريف وأن هناك أيادي خبيثة أضافت إليه أمور و كلام لا يمكن ان يصدر من رجل عاقل، فكيف بالتيفاشي؟!.
لاحظت أن المخطوطات التي اعتمدها الكاتب اضطرابا كبيرا و اختلافا في الأسلوب داخل الفصل الواحد، فأنت تقرأ مرة كلاما فصيحا رصينا بلغة عربية فصيحة راقية، و مرة أخرى كلاما ركيكا وألفاظا سوقية بذيئة لا تصدر إلا عن مريض شاذ، كما لاحظت أن هناك تناقضا و اضطرابا في المتن حيث يختلط الاستشهاد بالآيات القرآنية و تفسيرها و الحديث الشريف و أقوال الصحابة رضي الله عنهم و التابعين و علماء الإسلام من المحدثين والفقهاء في الإحماض و ملح الآداب كما جاء في الورقة الأولى من المخطوطة " ... وجعل ملح الآداب جلاء للعقول و صيقلا لصدأ الألباب ، وحببها لأهل المروءة في الخلوات كما حببها لهم في الجلوات ، وجعلها مع الخواص من الحسنات ، ومع العوام من السيئات ..." و ما يتبعه من كلام هادف حول الظرافة و الفكاهة و نوادر الأدباء و الشعراء كل ذلك في أدب و احتشام، قلت يختلط مع الكلام الفاحش و الأشعار الساقطة والكلمات العامية التي لم تعرفها اللغة العربية في عصر المؤلف.
مع العلم أن التيفاشي بدأ في تسويد صفحات هذا الكتاب بعد أن جاوز الستين من العمر، فكيف بالله عليكم نقبل أن شيخا كبيرا في السن أمتهن القضاء وكان ملازما وصديقا للعلماء والفضلاء أمثال الإمام رشيد الدين الفرغاني والشيخ أثير الدين الأبهري وصدر الدين الخاصي وجلال الدين المكرم- والد العلامة ابن منظور- وضياء الدين أبو طالب السنجاري، و صهره الإمام العلامة مجد الدين أبو الحسن القشيري (زوج ابنة التيفاشي) وهو والد الحافظ ابن دقيق العيد وغيرهم، يكتب عن بائعات الهوى و الزناة ( حاشاكم) وعن نوادر أخبارهن، وملح أشعارهن
أعاذنا الله وأياكم من مكر الزنادقة واليهود.
ثناء العلماء عليه وتعليق بسيط:
ان التشويه الذي تعرضت له مصنفات هذا العالم هي خطة خبيثة لتنفير الناس من الاطلاع عليها و على إسهاماته العلمية و آثاره الحافلة، ولو كانت مؤلفاته تحتوى على هذا الكلام الفاحش البذيء ، لما قرأها العلماء والفضلاء أو لما سكتوا عن التشنيع بها، بل إن الكثير من المؤلفين الذين عرفوا بصلاح دينهم و فضلهم استشهدوا بأقواله ونقلوا عنه في كتبهم، ومنهم من أختصرها كالأديب اللغوي ابن منظور صاحب "لسان العرب" ومحمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري، والعماد الاصبهاني والإمام السيوطي والجبرتي ومحمد المرتضى الحسيني الزبيدي صاحب المعجم المشهور " تاج العروس من جواهر القاموس " وغيرهم.
فلو كان هو من صنف هذه الكتب المليئة بالإنحرافات الشاذة لما أثني عليه العلماء و كتاب السير و التراجم الذين كتبوا عنه أو ترجموا له، ومن بينهم من عاشروه وعرفوه وكانوا أقرب و أدرى به منا.
إننا نجدهم يطلقون عليه ألقابا ويصفونه بالقاضي والإمام والرجل الصالح، و العالم، و الفاضل، والعلامة، والأديب البارع،ولنذكر بعضا منها:
- ذكر الإمام المؤرخ ابن العديم ( ت 660 هـ) في كتابه " بغية الطلب في تاريخ حلب 1/447" بأنه التقى بالتيفاشي وأثنى عليه و مما قاله : " كان أبو العباس قاضي قفصة، وكان شيخاً حسناً فاضلاً، عارفا بالأدب وعلوم الأوائل، وله شعر حسن، ونثر جيد، ومصنفات حسنة في عدة فنون كثيرة الفائدة، أجتمعت به بالقاهرة، وقد توجهت إليها رسولاً، فوجدته شيخاً كيساً، ظريفاً، حريصاً على الاستفادة لما يورده في تصانيفه ويودعه مجاميعه وأوقفني على شيء من تصانيفه الحسان، وأهدى إلي بخطة منها كتاباً وسمه بالدرة الفائقة في محاسن الأفارقه، وأنشدني مقاطيع من شعره".
- ذكره العماد الاصبهاني وقال عنه: " الفقيه أبا عبد الله محمد بن أبي العباس التيفاشي " و نفس الوصف نقله عنه ابن خلكان في و فيات الأعيان 3 / 239 "
- ترجم له تلميذ الإمام الذهبي المؤرخ صلاح الدين الصفدي ( ت سنة 764 هـ) في (كتابه الوافي بالوفيات:3/125) و أثنى عليه ووصفه أيضا بالفقيه و بالرجل الصالح.
- نقل (الصلاح الصفدي في الوافي:7/215 ) أثناء ترجمة الوزير الأديب أبو القاسم بن محمد بن سعيد بن ندي أنه كتب إلى التيفاشي فخاطبه هكذا بخط يده :"... محل الأجل العالم شرف الدين سيد الفضلاء، أبقاه الله لجمال يحصله وجمال في الفضائل يفضله في الدهر، محل القلادة من النحر، ومثال الفضلاء معه مثل القطرة عند البحر، وأخلاقه عرائس تجلى على عاشق".
- المؤرخ الكبير المقريزي وصفه بالإمام لما استشهد بشعره في وصف أهرامات مصر، و الحديث عن الزلازل.
[ وهي الأبيات التي استشهد بها الأديب الكاتب محمد الخضر بن الحسين في مجلة المنار لصاحبها أحمد رضا في مقال بعنوان " الخيال في الشعر العربي " و اعتبرها من أبدع الوصف المنسوج على هذا المثال
أنظر مجلة المنار لمحمد رشيد رضا: الجزء 22 ص 288 ]، والأبيات هي:
أما ترى الأرض من زلزالها عجبًا ... تدعو إلى طاعة الرحمن كل تقي
أضحت كوالدة خرقاء مرضعة ... أولادها در ثدي حافل غدق
قد مهدتهم مهادًا غير مضطرب ... وأفرشتهم فراشًا غير ما قلق
حتى إذا أبصرت بعض الذي كرهت ... مما يشق من الأولاد من خلق
هزت بهم مهدهم شيئًا تنبههم ... ثم استشاطت وآل الطبع للخرق
فصحت المهد غضبى وهي لافظة ... بعضًا على بعض من شدة النزق
وانظرها أيضا في : " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي 1/152".
- أجازه أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد الغرناطي (ت سنة 685م): بكتابه " المغرب في حلى المغرب" كما سبق ذكره ووصفه بالشيخ القاضي الأجل، وهذا نص الإجازة كما وجدها أبو العباس أحمد المقري مكتوبة بخط المؤلف في آخر كتابه المغرب و قد نقلها حرفيا في كتابه " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: 2/332"
قال: " إجازته للتيفاشي رواية المغرب:وجد بخطه رحمه الله تعالى آخر الجزء من كتاب المغرب ما نصه: أجزت الشيخ القاضي الأجل أبا الفضل أحمد ابن الشيخ القاضي أبي يعقوب التيفاشي أن يروي عنى مصنفي هذا وهو المغرب في محاسن المغرب ويرويه من شاء ثقة بفهمه واستنامة إلى علمه وكذلك أجزت لفتاه النبيه جمال الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خطلخ الفارسي الأرموي أن يرويه عني ويرويه من شاء وكتبه مصنفه علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد في تاريخ الفراغ من نسخ هذا السفر". انتهى.
- ترجم له الإمام القاضي ابن فرحون في كتابه " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب 1:90 " و وصفه ب: " الإمام العلامة شرف الدين القفصي التيفاشي..."
- وصفه العلامة المحدث اللغوي مرتضى الزبيدي ( ت سنة 1205هـ ) بالإمام وذلك حين أستشهد بقوله أثناء عرضه لمختلف التفاسير و الشروح لكلمة غاسِقٍ من قولِه تَعالى في الآية الكريمة :{ ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب } [ الفلق : 3 ]. أنظر " تاج العروس: 26/251 ".
- ترجم له محمد مخلوف صاحب الشجرة وحلاه " بالإمام العلامة الفاضل البارع في الأدب و علوم الاوائل ..." [أنظر غير مأمور " شجرة النور الزكية: 1/170 ، الترجمة رقم 540].
و خلاصة القول انه أخطأ رحمه الله في الكتابة عن بعض المواضيع التي كان يعتبرها من الظرافة والملح نظرا لما تثيره من شبهات بما تضمنته من ذكر للقيان و الجواري و مجالس السماع، رغم أنها لا تخلو من بعض الفائدة والإمتاع في جوانب الأدب و الإحماض - ان صحت نسبة كل ما فيها إليه - كل ذلك يعتبره العلماء من سقطات وعثرات هذا الرجل، ولا ننسى أن لكل جواد كبوة فسامحه الله و غفر له و الله اعلم بالنيات، وفي الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال '' إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .... '' .
إن الأمة ليست بحاجة لمثل هذه التصانيف، وإنما هي بحاجة لعلماء يؤلفون لهم لتصحيح عقائدهم ، وتعليمهم دينهم ...أما تعليمهم هذه الأمور فلا، وهذا لم يعهد عند سلفنا الصالح تناقله، ولا تأليفه، بهذه الطريقة وفي دونها من الكتب غنية وكفاية لإخواننا المسلمين، وطبقات الصالحين. – و الله أعلى وأعلم -.
الهوامش:
(01) - مخطوطة " نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" الورقة رقم 07 نسخة باريس.
(02) – أبو العباس المقري " نفح الطيب 2/ 332." و ابن العديم " بغية الطلب في تاريخ حلب 1/447".
(03) - أطلع يوسف إليان سركيس على بعض هذه المخطوطات و منها نسخة أصلية نفيسة بمكاتب القسطنطينية كتبت سنة 695 هـ قارنها بالكتاب المطبوع و وجد نقصا كبيرا و تصحيفات عديدة أنظر معجم المطبوعات العربية - يوسف إليان سركيس: 1/ 652).
(04) – إدوارد فنديك " اكتفاء القنوع بما هو مطبوع : 1/80".
(05) - ترجمه الى التركية بطلب من السلطان العثماني سليم الأول و شيخ الإسلام كان منصبا علميا في الدولة العثمانية ، يحوزه عندهم أكابر علمائهم، وهو منصب يشمل إفتاء الدولة وما إلى ذلك.
(06) – مقدمة " سرور النفس بمدارك الحواس الخمس" إحسان عباس ص 22.
(07) - صحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه رواه مسلم في صحيحه (4/2183 ، رقم 2839) ، وأخرجه الإمام أحمد (2/289 ، رقم 7873).
(08) - " البديع هو علم يعرف به وجوه تفيد الحسن في الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى المقام ووضوح الدلالة على المرام ، وأما منفعته: إظهار رونق الكلام حتى يلج الأذن بغير إذن ويتعلق بالقلب من غير كد". انظر كشف الظنون لحاجي خليفة 2 / 126.
(09) – " سرور النفس بمدارك الحواس الخمس " للتيفاشي ، تلخيص و تهذيب ابن منظور ، تحقيق الذكتور إحسان عباس الصفحة الأولى.
(10) – مقالة بعنوان " التيفاشي حياته وآثاره " للدكتور اسماعيل سامعي منشورة في مجلة جامعة الأمير عبد القادر الاسلايمة ، العدد 10 رجب 1422هـ/ سبتمبر 2001 م ، ص 208 و 209.
المصادر و المراجع:
- "سرور النفس بمدارك الحواس الخمس" لأبي العباس التيفاشي ، اختصار و تهذيب ابن منظور ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت-لبنان،الطبعة 1 ، 1980 م.
- "نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" المنسوب لأبي العباس التيفاشي ، تحقيق جمال جمعة، رياض الريس للكتب والنشر لندن الطبعة 1 1992 م
- "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة" لجلال الدين السيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتاب العربي، ط الأولى 1387هـ.
- "جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم" لابن الاثير تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط ، مضافا اليه تعليقات أيمن صالح شعبان - مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان، الطبعة : الأولى.
- "الروض المعطار في خبر الأقطار" لمحمد بن عبد المنعم الحِميري، تحقيق إحسان عباس ، مؤسسة ناصر للثقافة ، مطابع دار السراج بيروت لبنان - الطبعة 2 - 1980 م.
- "تاج العروس من جواهر القاموس" لمرتضى الزَّبيدي ، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية.
- "اكتفاء القنوع بما هو مطبوع" لإدوارد فنديك ، دار النشر : دار صادر - بيروت - مصور عن طبعة القاهرة بتصحيح السيد محمد الببلاوي 1896م.
- "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" لابن فرحون - الشركة الوطنية للنشر و التوزيع - الجزائر 1982م.
- "نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب"لأبي العباس أحمد المقري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة القاهرة، الطبعة 1 سنة 1949م.
- " الاعلام" تأليف خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين بيروت - الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980م,
- " شجرة النور الزكية في طبقات المالكية" لمحمد بن محمد مخلوف - المطبعة السلفية القاهرة: 1349 هـ.
- "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سركيس - طبعة الهيئة المصرية - القاهرة 1977م.
- "معجم المطبوعات العربية والمعربة"ليوسف إليان سركيس . مطبعة سركيس بمصر ، 1346 ه ـ 1928 م.
- "معجم البلدان"لشهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- "هدية العارفين" لإسماعيل البغدادي، دار إحياء التراث العربي بيروت- لبنان طبعة بالأوفست عن طبعة استانبول 1951 م.
- "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" لابن خلكان. تحقيق إحسان عباس. دار الثقافة، بيروت، ط1، 1968م.
- "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" للمقريزي ، تحقيق خليل المنصور ، دار الكتب العلمية 1998 م.
- "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لحاجي خليفة، دار الفكر، دمشق، 1982م.
- "مجلة المنار" لصاحبها محمد رشيد رضا/ د.ت.
- مجلة جامعة الأمير عبد القادر العدد 10 رجب 1422هـ/ سبتمبر 2001 م.