الهجرة الجزائرية

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
أضع بين أيديكم هذا الموضوع حول الهجرة الجزائرية أتمنى أن تستفيدون منه
لا تنسونا بالدعاء في سجودكم

تاريخ الهجرة الجزائرية إلى فرنسا.

1 - تعريف الهجــرة:
لقد حاول العديد من الباحثين، وضع تعريف للهجرة من زوايا مختلفة.فعلماء النحو واللغة يرون أن المعنى العام للهجرة هو الانتقال من أرض إلى أرض أخرى(1)، أي من بلد إلى بلد آخر.
أما التعريف الاجتماعي للهجرة فإنه يأخذ بالأسباب الاجتماعية، فيقال أن الهجرة انتقال الإنسان من موطنه الأصلي وبيئته المحلية إلى وطن آخر للارتزاق وكسب وسائل العيش، أو لسبب آخر.(2)
وقد تكون الهجرة فردية أو جماعية، أي قد تحدث لفرد واحد من الأسرة أو لأسرة واحدة.
ويمكن أن نعرف أيضا الهجرة وفق المكان، بأنها هجرة داخلية أو خارجية أي قد تتم داخل حدود الوطن نفسه، أو خارج الحدود. ومن ناحية القانونية يمكن أن نقول هجرة شرعية أو غير شرعية، أما من الناحية الزمانية نقول هجرة مؤقت أو هجرة دائمة. وقد تتحول الهجرة المؤقت إلى هجرة دائمة والعكس صحيح وذلك وفق الظروف التي تحكم المهاجر.
أما الهجرة التي نقصدها في هذا البحث هو هجرة الآباء نحو الخارج وبشكل أدق إلى فرنسة، وذلك قصد العمل وتلبية حاجات الأسرة.
وعليه فنحن نقصد هنا الهجرة الفردية، أي فرد واحد من الأسرة ألا وهو الأب، وأيضا هي هجرة مؤقتة. يهدف من خلالها المهاجرون تقوية مراكزهم الاقتصادية والاجتماعية.

2- الهجرة قبل الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
يتفق أغلب الذين كتبوا عن الهجرة الجزائرية إلى فرنسا بأنها قد تمت في مرحلتها الأولى دون إثارة الانتباه إليها لذلك يصعب على الباحث تحديد سنة بداية هجرة الجزائري إلى فرنسا.
لكن المؤكد أنها بدأت قبل سنة 1874 وهي السنة التي صدر فيها مرسوم يقيد الهجرة إلى فرنسا بالحصول على إذن بالسفر، وكانت طليعة المهاجرين هم، الرعاة الذين رافقوا أغنام المعمرين إلى مدينة مرسيليا، والتجار المتجولون بالسجاجيد والتحف الجزائرية والخدم لدى الخواص من الفرنسيين أيضا.



(1) جبران مسعود، رائد الطلاب، (بيروت: دار العلوم للملايين،1979)،ط4،ص949.
(2) مصطفى الخشاب، علم الاجتماع ومدارسه، (القاهرة: دار القومية للطباعة والنشر 1965م)، ص657.

[فارس الجزائري]

وكان التحقيق الذي أجرته لجنة كونتها الولاية العامة سنة 1912م حول المهاجرين الأوائل قد تبين كيف تحول هؤلاء من عملهم الأصلي إلى عمال بالمصانع الفرنسية، وقد حدد التحقيق عددهم وأماكن عملهم بالشكل التالي(1):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدد العمال: 2000 / المناطق: مرسيليا / نوع العمل: المصانع، المصافي، المرافئ، مناجم، مصانع تعدينية.
عدد العمال: 1500 / المناطق: بادى كاليه / نوع العمل: مصانع السكر، شركات نقل، ورشات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا ما جعل بطبيعة الحال اللجنة، توصي بتشجيع الهجرة في المستقبل لكن إثر تذمر نواب فرنسة من سوء وضعية المهاجرين في منطقة بادي كاليه تم بعث لجنة سنة 1914م من قبل الولاية العامة للتأكد من الحقيقة ولكن هذه اللجنة كسابقتها تشجع هجرة الجزائريين إلأى فرنسا لعدة إعتبارات منها:
- أنهم يشكلون في نظر أرباب العمل والصناعة الفرنسية يدا عاملة إحتياجات تستخدم بوجه عام ساعة الاضراب.
- أن اليد العاملة الجزائرية ليست في المستوى المنافسة لليد العاملة الفرنسية.
- الحاجة إلى هذه اليد لسد حاجيات الصناعة الفرنسية.
ةعملا بتوصيات اللجنة ألغى الوالي العام قانون الهجرة 16 ماي 1847م المقيد للهجرة بقرار أصدره في 18 يونيو 1913م.

(1) Jacque. Augrde. La ;igration Algerienne (hommes et migration).Paris 1970. P32

[فارس الجزائري]

3 - الهجرة خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
كان للحرب العالمية الأولى الفصل الأول في فتح باب الهجرة أمام الجزائريين إلى فرنسا، فخلال الحرب تزايد حجم الهجرة الجزائرية لأسباب منها:
ü ارتفاع القيد عن الهجرة، مما شجع الهجرة الجزائرية إلى فرنسا.
ü الإشراف على تنظيم الهجرة سنة 1916م من قبل السلطة حيث أسست مصلحة (عمال المستعمرات) التي كانت تشرف عليها وزارة الحربية الفرنسية، وكانت هذه المصلحة تتولى مهمة تسجيل العمال في الجزائر ونقلهم إلى فرنسا ثم توزيعهم هناك.
ü إلحاق الشباب بوحدات الجيش الفرنسي قبل مرحلة الخدمة، بحيث أن دفعة سنة 1917م قد أجبرت على الالتحاق بالعمال العسكري قبل الأوان بسنة، وفي نفس الوقت كانت السلطة قد جندت 17000 عامل في الدفاع الوطني.
وهذا ما جعل الهجرة إلى فرنسا تزداد بأعداد ضخمة، وهذا ما توضحه البيانات التالية(1):
1914م: الذاهبون إلى فرنسا: 7444 العائدون إلى الجزائر: 6000 الباقي: 1444
1915م: الذاهبون إلى فرنسا: 20092 العائدون إلى الجزائر: 4970 الباقي: 15122.
1916م: الذاهبون إلى فرسنا: 30755 العائدون إلى الجزائر 9044 الباقي: 21711
1917م: الذاهبون إلى فرنسا: 34985 العائدون إلى الجزائر: 18849 الباقي: 1636
1918م: الذاهبون إلى فرنسا: 23340 العائدون إلى الجزائر: 20489 الباقي: 2851.

ويتبين من خلال البيانات السالفة الذكر أنه منذ 1916م وهي السنة التي صدر فيها مرسوم الإشراف الرسمي، كان عدد المهاجرين في ارتفاع وبقي كذلك طيلة الحرب و تبين في نهايتها أن التجميع الكلي للمهاجرين قدر بحوالي 270000 مهاجر.
عمل فيهم 120000 في التجهيزات العسكرية ومعامل الذخيرة، وفي المواصلات والمناجم وفي حفر الخنادق بجبهات القتال.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة الجزائرية إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى لم تحدث طواعية، إنما كانت إجبارية، اقتضت ظروف الحرب أن تجند السلطة الفرنسية هذه الإعداد للدفاع عن فرنسا، ولتعويض العمال الفرنسيين أيضا.
وكان هذا التصرف من طرف السلطة الفرنسية بداية لظهور مشكلة الهجرة الجزائرية إلى فرنسا، التي أثارت جدلا بين المعمرين والنواب الجزائريين من جهة ومن جهة أخرى سببا في كثير من الخلافات بين الدولتين الجزائرية والفرنسية.

(1) مرجع سبق ذكره ص 116.

[فارس الجزائري]

4 - الهجرة الجزائرية بين الحربين (1919م – 1939م).
لقد اكتشف المهاجرين إلى فرنسا بين سنتي (1914م – 1919م) حياة جديدة مختلفة – عن حياتهم التعيسة في بلادهم، وذلك راجع إلى إقامتهم بفرنسا التي أتاحت لهم فرصة الاحتكاك بالمجتمع الفرنسي ومكنتهم بالتالي من التعرف على عقلية الطبقة العاملة من الفرنسيين والأوربيين والإطلاع على الاتجاهات السياسية هناك في جو من الحرية المفقودة في بلادهم، الأمر الذي جعل من السلطة الفرنسية تفرض المراقبة والسهر على حمايتهم من الانحراف على حد تعبيرهم.
وعلى هذا الأساس، صدرت تعليمات وزارية خلال سنة 1914م تنظم الهجرة وتفرض على المهاجرين أن يحصلوا مقدما على تعاقد وعلى شهادة طبية بالخلو من الأمراض المعدية، والقدرة على العمل وأخيرا حصولهم على بطاقة تعريف عليها صورتهم (1)، وكان لهذا الإجراء أثره الفعال، ذلك أن عدد المهاجرين انخفض فجأة إلى 24753 خلال سنة 1925م بينما كان عددهم في السنة قبلها يقدر بـ: 71028.
وكان من نتيجة هذه الإجراءات، ظهور على نطاق واسع عمال التزوير في الأوراق المطلوبة حتى بلغت قيمة الشهادة الواحدة مأتي فرنك.
وقد تتابع صدور المراسيم المقيدة للهجرة بتأثير من المعمرين ففي 4 أوت 1926م صدر مرسوم يتضمن الاجراءات التالية:
- ورقة السوابق العدلية تثبت إنعدام صدور الاحكام الخطيرة ضد المهاجر.
- شهادة طبية تبين سلامة الشخص من الأمراض المعدية وبأنه مطعم ضد الأمراض.
- وجود مبلغ مالي لدى المهاجر ينفق منه ريثما يجد عملا في فرنسا.
وفي 4 أفريل 1928م صدر مرسوم آخر يتضمن الاجراءات الواردة في المرسوم السابق بالاضافة إلى دفع المهاجر تأمينا، والتأكد من صحة الشهادة الطبية.
وكان المعمرون يضجون بكل ما يتعلق بالمهجرة الجزائرية إلى فرنسا مطالبين بمراقبة أشد وإجراءات أعقد، ولعل الضجة التي آثارها حول مأساة سيدي فرج أحسن دليل على ذلك.

وأمام موقف المعمرون المتصلب عمت هزة أنحاء كل الدوائر الجزائرية فنجد في سنة 1926م تقدم بعض النواب المسلمون (ابن تامي ودهان والسعدي) إلى مجلس الدولة في فرنسا بطلب إلغاء جميع الإجراءات كما طالب بإلغائها المهاجرون بفرنسا وذلك في اجتماع نجم شمال إفريقيا في 20 يونيو 1926م.
ولكن إلغائها لم يدم سوى شهرين ونصف وعاد بالتالي العمل بها بالشكل أكثر تعقيدا، ولكن رغم ذلك فلقد تواصلت الهجرة نحو فرنسا إلى أن تضاءلت خلال سنة 1929م بشكل محسوس بسبب الكساد الاقتصادي الذي منيت به فرنسا وبقيت دول العالم.
وخلال الثلاثينات بقيت نسبة الذهاب والإياب متأرجحة فتارة يزداد عدد المهاجرون وأخرى عدد العائدون، إلى أن خفت نسبة الهجرة عندما لاحت بوادر الحرب العالمية الثانية وكادت الهجرة تتوقف عند اندلاعها.



(1) عبد الحميد زوزو، الهجرة ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين،(الجزائر: 1985م)،ص28

[فارس الجزائري]

وقد شهدت هذه الفترة أيضا، تدابير كانت في معظمها لصالح الهجرة. فالقرار الصادر في 17 يوليو 1936م قد أبطل كل القيود التي كانت تعرقل الهجرة قبل ذلك التاريخ.
والبيانات التي بين أيدينا توضح طبيعة حركة الهجرة الجزائرية(1):

1914م: العائدون 60000 المهاجرون 7444 عدد المهاجرين الفعلي +1444
1915م: العائدون 4970 المهاجرون 20092 عدد المهاجرون الفعلي: +15122
1916م: العائدون 9044 المهاجرون 34755 عدد المهاجرون الفعلي +21771
1917م: العائدون 18849 المهاجرون 34985 عدد المهاجرون الفعلي +16136
1918م: العائدون 20489 المهاجرون 23340 عدد المهاجرون الفعلي +2851
1919م: العائدون 17497 المهاجرون 5568 عدد المهاجرون الفعلي -11929
1920م: العائدون 17380 المهاجرون 21684 عدد المهاجرون الفعلي +3404
1921م: العائدون 17538 المهاجرون 17259 عدد المهاجرون الفعلي -279
1922م: العائدون 26289 المهاجرون 44466 عدد المهاجرون الفعلي +18197
1923م: العائدون 36990 المهاجرون 58586 عدد المهاجرون الفعلي +21596
1924م: العائدون 57467 المهاجرون 71028 عدد المهاجرون الفعلي +13561
1925م: العائدون 36328 المهاجرون 24753 عدد المهاجرون الفعلي -11575
1926م: العائدون 35102 المهاجرون 48677 عدد المهاجرون الفعلي +13575
1927م: العائدون 36073 المهاجرون 21472 عدد المهاجرون الفعلي -14601
1928م: العائدون 25008 المهاجرون 39726 عدد المهاجرون الفعلي +14718
1929م: العائدون 42227 المهاجرون 42948 عدد المهاجرون الفعلي +721
1930م: العائدون 43877 المهاجرون 40630 عدد المهاجرون الفعلي -3247
1931م: العائدون 329250 المهاجرون 20847 عدد المهاجرون الفعلي -12103
1932م: العائدون 14485 المهاجرون 14950 عدد المهاجرون الفعلي +465
1933م: العائدون 15083 المهاجرون 16684 عدد المهاجرون الفعلي +1061
1934م: العائدون 15354 المهاجرون 12013 عدد المهاجرون الفعلي -3341
1935م: العائدون 12195 المهاجرون 13915 عدد المهاجرون الفعلي +1720
1936م: العائدون 11222 المهاجرون 27200 عدد المهاجرون الفعلي +15978
1937م: العائدون 25622 المهاجرون 46562 عدد المهاجرون الفعلي +20940
1938م: العائدون 36063 المهاجرون 34019 عدد المهاجرون الفعلي -2044
1939م: العائدون 32674 المهاجرون 34419 عدد المهاجرون الفعلي -8255

من خلال هذه البيانات يتضح لنا أن تجمع المهاجرون في فرنسا كان يتماشى مع حجم المسافرون زيادة أو نقصانا.
فحيثما بلغ المسافرون سنة 1917م عدد 34985 كان تجمعهم هناك في نفس السنة يقارب 60000 يزول حجمهم إلى أدناه في سنة 1919م الذي بلغ 5568، كان تجمعهم في فرنسا قد انخفض تبعا لذلك.
ويلاحظ كذلك تضخم عدد المهاجرون إلى فرنسا خلال سنوات 1921/1922/1923، وذلك لحاجة الصناعة الفرنسية إلى اليد العاملة الجزائرية من جراء ما لحق فرنسا من خسائر.
ومما يلاحظ أيضا خلال الفترة المحصورة بين سنوات 1914م و 1939م أن عدد المهاجرون كان يزداد على عدد العائدون في معظم السنوات وأن السنوات التي فاق فيها عدد العائدون عدد المهاجرون كانت قليلة، فلقد زاد عدد المهاجرون على عدد العائدون سبعة عشر مرة في حين لم ينعكس الأمر سوى ثماني مرات.

(1)(J) aucagard. La migration Algerienne. Paris 1970 p14.

[فارس الجزائري]

5 - مميزات الهجرة الجزائرية.
إن من أهم ما يميز الهجرة الجزائرية إلى فرنسا أنها:
5 – 1 - هجرة مؤقت: ذلك أن مدة الإقامة بالنسبة للمهاجرين كانت تتراوح ما بين ثمانية أشهر وكانت نسبة 50% منهم لا تتعدى ثمانية أشهر ثم يعودون بعدها إلى الجزائر لحصد المحاصيل الزراعية وحرث الأرض قبل العودة من جديد إلى فرنسا.
5- 2 - تخص فئة الشباب:إن أغلب المهاجرين كانوا شباب ففي سنة 1938م سجلت مصلحة الحجر الصحي البحري أن 30% من المهاجرين كانت أعمارهم تتراوح بين 20 و40 سنة وأن 20% أعمارهم فوق 40سنة أو دون 20سنة.
5 – 3 – اقتصار الهجرة على الرجال دون النساء:إذ يقدر عدد المهاجرات الجزائريات إلى فرنسا سنة 1930م بنحو 20 امرأة فقط، ولم تكن هجرتهن بقصد العمل، بل لمرافقة أزواجهن مساعدة لهم على الاستقرار.
5 – 4 – الهجرة تمت بغير تنظيم من السلطة الفرنسية: إذ لم تشرف على تنظيمها سوى في سنوات الحرب الأولى، وما عداها فالهجرة كانت تلقائية، يسافر الجزائريون إلى فرنسا على نفقتهم. ويبحثون هناك عن عملهم بوسائلهم الخاصة، وكانت من نتيجة انعدام الإشراف أن عانى كثير من المهاجرين من محن التعطيل الذي أدى إلى الانحراف.

6 – أسباب هجرة الجزائريون إلى فرنسا.
6 – 1 – الدوافع الاقتصادية: إن ارتفاع الأجور في فرنسا جعل منها سببا اقتصاديا هاما، يفسر على ضوءه تفاقم الهجرة إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى، ولا اعتراض من جهتنا على كون ارتفاع الأجور يمثل عامل جذب، هام لأن ما يجذب المهاجر، إلى فرنسا هو الأمل في إيجاد عمل دائم وأجر مرتفع.
وإذا أجرينا مقارنة بين المدخول السنوي للعامل في الجزائر وبين مدخوله في فرنسا بحساب 40 فرنك يوميا وبحساب 313 يوم في السنة هو 1250 فرنك، بينما يكون مدخوله في الجزائر السنوي بحساب 20فرنك يوميا و 104 يوم في السنة هو 2080 فرنك.
6 – 2 – الأسباب السياسية والعسكرية:لقد كانت الهجرة خلال الحرب العالمية الأولى اضطرارية ذلك أن الدولة الفرنسية قد نقلت تحت ضغط الظروف الحربية عددا كبيرا من الجزائريين يقدر بنحو 270000 بين جنود في الجيش وعمال في المصانع أو الفلاحة(1) لكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها كان طريق الهجرة مفتوحة وغدت الهجرة ظاهرة قائمة، ذلك أن كثير من الجزائريين بعد تسريحهم من الخدمة بقوا هناك بفرنسا. ومن عاد منهم إلى الجزائر ما لبث أن رجع ثانية إليها.



(1) مرجع سبق ذكره ص 75.