الأخطبوط السوري بقلم: ناشط سوري
وهنا لست أتحدث عن أخطبوط يشابه الأخطبوط العراف بول والذي كان يتنبأ بنتائج المباريات , بل أتحدث عن النظام ( الأخطبوط ) السوري .
ورغم تلاقي الإثنين في موضوع التنبؤ بما سيحدث – وكلنا يعرف التمهيد الإعلامي لأي خطوة قذرة من قبل النظام – إلا أن الأخطبوط السوري يفوق أي أخطبوط على وجه الأرض بعدد الأذرع , هذه الأذرع المباشرة وغير المباشرة , القوية والضعيفة , القاسية واللينة , هي أذرع تشترك كلها بصفة واحدة وهي القذارة .
فالنظام السوري الذي يدرك جيداً كيف يخلق هذه الأذرع وكيف يحركها يستخدمها لغرض واحد فقط وهي الدفاع عن النفس , فكل من يقترب من هذا الأخطبوط هناك ذراع ما سوف تمتد اليه إما تهديداً أو فتكاً وذلك حسب خطورة العدو المتربص به .
أما من هو عدو هذا الأخطبوط فالكل أعداءه !
نعم فهذا الأخطبوط أي النظام ليس له صديق سوى نفسه وبالتالي فهو دائم التقوقع على نفسه , وكلما ازداد الخطر حوله انكمش ومد أحد أذرعه القذرة وكما قلت كل حسب خطورة هذا العدو .
-وفي ذكر سريع لبعض الأذرع لهذا الأخطبوط نجد أن أقواها يمتد في دول الجوار , أما باقي الأذرع فنراها تقريباً في كل دول العالم ولا مبالغة في هذا الطرح طالما أنه من المعروف عن النظام السوري أنه نظام ( مافيوي ) , فهو مرتبط بشبكات هائلة من المافيا العالمية ذات الأوجه المتعددة والعناوين المتفرقة منها المافيا الإقتصادية و السياسية والإعلامية والتي تعمل كلها خدمة للدولار بعيداً عن كل القيم والأعراف الإنسانية وهي الصورة الحالية الواضحة والجلية للنظام السوري .
أما الأذرع القوية لهذا الأخطبوط السوري فنراها في تركيا الدولة الجارة وذراعه فيها هو حزب العمال الكوردستاني – القلق الدائم للدولة التركية .وفي لبنان الدولة المجاورة أيضاً فحزب الله لا يحتاج منا إلى إشارة عن علاقته بالنظام السوري وقد أجزم أنه يتلقى تعليماته بالكامل من النظام السوري . وفي العراق فإن التركيبة الطائفية للحكم الحالي استطاع النظام السوري أن يحولها إلى ذراع تفتك بمعارضيه وما التقارير التي تتحدث عن وجود لعناصر من جماعة مقتدى الصدر على الأراضي السورية والتصريحات التي أدلى بها المالكي دعماً للأسد – وهو العدو البعثي الإرهابي السابق – إلا دليل على قدرة هذا النظام على ابتداع أذرع العبث بل وتحويل العدو إلى مناصر له فما أخبثه من أخطبوط .
-
في الأردن هناك ذراع ليست بالقوية ولكنها فاعلة وهي التيارات اليسارية والقومية . أما في فلسطين فالحال كلبنان هناك حركة حماس التي لا تستطيع أن تزيح عن كاهلها عبء دعم النظام لها وهي الحركة التي لم تجد من يتبناها حتى ارتمت في حضن هذا الأخطبوط القذر لتصبح أحد أذرعه التي يستخدمها متى شاء بحجة حمايته لها و رد الجميل , هذه الكذبة التي يمررها على مسامع الجميع فهو حامي الفلسطينيين و هو حامي العلويين و هو حامي حدود اسرائيل – كما صرح هرم الفساد في سوريا ابن خالة الرئيس – وهو حامي الأقليات وهو حامي الأستقرار بالشرق الأوسط بل والعالم أيضاً.
والسؤال المطروح هنا , هو كيف نقضي على هذا الأخطبوط وهو الآن يصرح علناً بإحراق المنطقة إذا ما اقترب أحد منه – وهو بالطبع يقصد أذرعه التي سوف يحركها كلها دفعة واحدة ليغير الخريطة السياسية والعلاقات الاستراتيجية والتوزعات الديموغرافية المرتاح لها الغرب أصلاً ولا يريد أن يدخل في دوامة كبيرة من المتاهات السياسية .
-
أما الجواب على السؤال فيمكن أن يكون بديهياً جداً وهو (قص) أذرع هذا النظام قبل اتخاذ أي خطوة للإنقضاض عليه وذلك بتفكيك تحالفاته جميعها أو وضع العراقيل والسدود لأي استجابة ممكنة لأوامره حين تضيق عليه دائرة الخطر . وأكاد أجزم أنه بدون هذه الأذرع من الضعف حيث يموت تلقائياً حيث يعتمد في وجوده على هذه الأذرع الشريرة وبدونها سيصبح كتلة من هلام يمكن سحقها بكل سهولة بل وإخفاءها من الوجود