شعوب لا تنتج و لا تصدر للولايات المتحدة شيئا، بل على العكس، تعيش على منتجاتها الولايات المتحدة و ابتكاراتها، و الأهم من ذلك، على معوناتها. نعم، معظم الدول العربية تعيش على المعونات الأمريكية، و هو أمر لا ينحصر فقط في الدول العربية، بل يتعداها إلى الدول الإسلامية أيضا، و هي معظمها دول “تأكل شعوبها من غلة الولايات المتحدة، و تسب ملتها” كما نقول في الجزائر، فهم الذين يسبون الولايات المتحدة و ينتقصون من شأنها و لا يتعبون أنفسهم في تقصي الحقائق و الاطلاع على الأرقام.
تقول الإحصائيات أن الدول العربية و الإسلامية تصنف في المراتب الأولى على جدول المساعدات الخارجية الأمريكية، و هي في معظمها دول تحمل شعوبها نظرة مشاعر عداء للولايات المتحدة الأمريكية، و الكثير منها يساند الإرهاب العالمي المعادي للولايات المتحدة و يتعاطف معه. الجدول أدناه يوضح أبرز هذه الدول، إجمالي المساعدات التي تلقتها منذ 2007، و نسبة من يحملون وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة.
استنادا إلى إحصاءات العام الماضي، وزعت الولايات المتحدة حوالي 45 مليار دولار على أكثر من 180 دولة في السنة المالية 2009. أفغانستان كانت على رأس تلك القائمة، بسبب تكاليف أشغال إعادة الإعمار التي تقوم بها الولايات المتحدة هنا، تليها إسرائيل و التي حصلت على 2.4 مليار دولار، و هو أمر متوقع و طبيعي نظرا لكونها حليفا أول للولايات المتحدة في المنطقة، و لا يحمل شعبها أي مشاعر عداء تجاه الولايات المتحدة.
سبعة من الدول الإحدى عشر الأولى في جدول المساعدات الأمريكية للعام المالي 2009 كانت موجهة لدول عربية أو مسلمه : أفغانستان (8.8 مليار دولار)، العراق ( 2.3 مليار دولار)، مصر (1.8 مليار دولار)، باكستان (1.8 مليار دولار)، السودان (1.2 مليار دولار)، الأراضي الفلسطينية (مليار دولار)، الأردن (816 مليون دولار). إجمالي ما استلمته تلك الدول بلغ 17.7 مليار دولار.
إضافة إلى ذلك، شمل جدول المساعدات دولا أخرى أيضا تعتبر دولا عربية و مسلمة، شملت الصومال (281 مليون دولار)، المغرب (244 مليون دولار) و إندونيسيا (226 مليون دولار).
في إحصائية أحدث، تلقت الجزائر 60 مليون دولار أمريكي على الرغم من تفشي مشاعر العداء للولايات المتحدة داخلها، فنسبة من كان لهم نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة لم تتجاوز 16% فقط. عُمَان و التي تلقت 74 مليون دولار، كانت النسبة فيها 18%. بينما الأراضي الفلسطينية التي تلقت ثلاثة مليارات دولار، كانت النسبة فيها 18% فقط.
في تحليل قامت به شبكة فوكس الإخبارية تبين أنه من إجمالي 34.5 مليار دولار و التي طلبها الرئيس الأمريكي ليتم تخصيصها للمساعدات الخارجية، 60% منها أو ما يعادل 20.1 مليار دولار أعطيت لدول مسلمة، أو دول ذات أغلبية مسلمة. حوالي 33% أو ما يعادل 11.6 مليار دولار منحت للدول العربية.
كل هذه المليارات التي توزع سنويا على الدول العربية، و خاصة على دول لا يمكنها النجاة بدونها مثل مصر و الأردن و اللتين لا يملكن الكثير من الموارد الطبيعية، كل هذا و لا زال العرب يحملون مشاعر الكراهية و الحقد للولايات المتحدة، بينما هم يعيشون من عرق دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، و الذين يساندون مواقف بلدهم تجاه القضايا الإنسانية في كل مكان حول العالم. كيف يرد العرب جميل الولايات المتحدة هذا؟ يردونه هكذا
سبعة من أعظم الاكتشافات العلمية الأمريكية
Hulton Archive / Getty Images عندما أعلنت المستعمرات استقلالها عن بريطانيا العظمى في العام 1776، كان العلماء في الأمريكيتين، فيما عدا استثناءات قليلة، كانوا معتمدين إلى حد كبير على الأوروبيين، من حيث شحن العينات النباتية، على سبيل المثال، عبر المحيط الأطلسي من أجل دراستها و تصنيفها، و فقا لمارك روتنبرغ، المؤرخ في المؤسسة الوطنية للعلوم. لكن القرن التاسع عشر شهد وضع البنية التحتية للعلوم و الهندسة الأمريكية المستقلة بذاتها.
” في القرن العشرين أصبحنا فعلا قادة للعالم” يقول روتنبرغ.
ما يلي هو بحث قامت به إم إس أن بي سي حددوا من خلاله بعضاً من الإنجازات و الاكتشافات الأمريكية التي أعطت للولايات المتحدة المركز الأول في العلوم و البحث العلمي، و هي قائمة صغيرة و لا تمثل الكمية الهائلة من الاختراعات التي قدمتها الولايات المتحدة، و لكنها تعتبر أبرزها و أكثرها تأثيرا.
تجارب بنجامين فرانكلين مع الكهرباء
بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، كان بطلا قوميا بالمعنى الحرفي للكلمة، فهو كان كاتبا، طابعا، سياسيا و رجل دولة، عالماً، بالإضافة إلى أعمال أخرى. وهو معروف اليوم بشكل كبير من خلال صورتين : صورته على ورقة المئة دولار أمريكي، و صورة مفترضة مبنية على كتيب له و هو يحمل طائرة ورقية في وسط عاصفة رعدية.
تقول بعض المصادر أن بنجامين فرانكلين جرب الطائرة الورقية و المفتاح في بدايات الخمسينيات من القرن الثامن عشر ليؤكد أن البرق كان ذو طبيعة كهربائية. البعض يدعي عدم صحة هذه القصة، و لكن على أية حال، بحوث فرانكلين في كتيبه أدت إلى اختراع مانعة الصواعق، و ساهمت في تمهيد الطريق لاختراع البطاريات، و هي – أي أبحاثه – مثلت بداية العلوم في الولايات المتحدة وفقا لروتنبرغ.
جوزيف هنري يبقي المسيرة نحو الكهرباء حية
جوزيف هنري كان أحد علماء القرن التاسع عشر و الذي يوازي في حياته الفيزيائي البريطاني مايكل فاراداي، و الذي غالبا ما يُرجع إليه فضل اكتشافات توصل إليها هنري أيضا. على سبيل المثال، في العام 1831، اكتشف هنري مبدأ الحث الكهرومغناطيسي، و الذي يكم وراء المولدات و المحركات الكهربائية، و لكنه لم ينشر نتائجه تلك. فاراداي قام باكتشاف المبدأ نفسه في نفس العام، و قام بنشر نتائج أبحاثه و ذهب الفضل إليه كله، على الرغم من أن هنري كان الأسبق.
يُنبه روتنبرغ أيضا إلى أن هنري ابتكر أو محرك كهربائي و أصبح السكرتير الأول لمعهد سميثسونيان في 1846، و هو المنصب الذي قام من خلاله بتعزيز توصيل العلوم للجمهور.
اوثينيل تشارلز مارش يمهد الطريق لعلم المتحجرات و الحفريات الأثرية في الولايات المتحدة
كان للولايات المتحدة دور قيادي في علم الحفريات في أواخر القرن التاسع عشر مع العديد من الاكتشافات الحجرية و الأثرية المهمة و التي يعود الفضل فيها إلى اوثينيل تشارلز مارش، و الذي قضى معظم حياته العلمية و المهنية في جامعة ييل. قام بنشر الكثير حول كل شيء اكتشفه من خلال دراسته لمتحجرات الخيول و الطيور و الديناصورات و العديد من المخلوقات الأخرى. ساعدت هذه الاكتشافات، جنبا إلى جنب مع اكتشافات منافسه إدوارد درينكر كوب، في وضع الولايات المتحدة كلاعب رئيس في علم الحفريات على المستوى العالمي، وفقا لروتنبرغ.
” منذ حوالي 1870 و إلى الآن، لازالت الولايات المتحدة تقود علم الحفريات بشكل منفرد، و يعود إليها فضل اكتشاف الكثير من العظام لديناصورات ضحمة في كل مكان حول العالم” يقول روتنبرغ.
توماس هانت مورجان يضع علم الوراثة و الجينات على خريطة العلوم الحديثة
مشروع تسلسل الجينوم البشري، المنشور في عام 2001 بواسطة مشروع الجينوم البشري الممول من القطاع العام و سيليرا جينوميكس ذات التمويل الخاص من طرف كريج فينترز، يعتبر أحد أعظم الإنجازات العلمية في القرن الحادي و العشرين. ذلك صحيح، و لكن علم الجينات تم وضع أسسه في أوائل القرن العشرين في جامعة كولومبيا الأمريكية، و تحديدا في مختبر توماس هانت مورجان.
قام توماس و طلابه أثناء عملهم على ذباب الفاكهة في ما كان يعرف بـ “غرفة الطيران” بتعيين و تخطيط أول جينات وراثية مرتبطة بالكروموسومات. يقول روتنبرغ ” مورغان و تلاميذه و مساعدوه في جامعة كولومبيا كانوا أول من إكتشف أن هناك شيئا ذو كتلة يمكننا ربطه بالوراثة”. فاز هانت بجائزة نوبل بفضل إنجازاته و ذلك في العام 1933.
ادوين هابل يكتشف أن الكون في توسع مستمر
ابتداء من العام 1870، تم تشييد أضخم تلسكوبات في العالم في الولايات المتحدة، مما منح الولايات المتحدة مكانا بارزا في علم الفلك و الرصد، وفقا لروتنبرغ. أعظم الاكتشافات في ذلك المجال تعود إلى إدوين هابل، و التي أمضى جل وقته يراقب النجوم في مرصد جبل ويلسون في كاليفورنيا.
في خلال 1920، على سبيل المثال، اكتشف هابل أن درب التبانة هو فقط مجرة من مجرات أخرى عديدة، و هو اكتشاف غير نظرة الفلكيين للأبد حول مكاننا في الكون. بعد ذلك، في العام 1929 أعلن هابل اكتشافه الجديد، و هو أن الكون يتوسع، و هو اكتشاف بناه على ملاحظاته و دراساته للنجوم و المجرات البعيدة. هذا الاكتشاف كان أساس نظرية الانفجار الكبير التضخمي.
تلسكوب هابل الفضائي دعم كافة اكتشافات هابل و يواصل إلى يومنا هذا مسيرة هابل في اكتشاف المزيد من الحقائق و التي تواصل إضفاء الجديد لعلم الفلك و الرصد.
التعاون الحكومي الأمريكي يؤدي إلى ظهور الإنترنت
تعرض نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور للكثير من السخرية عندما قال أثناء الحملة الانتخابية في العام 1999 و ذلك بعد أن صرح تصريحا تم فهمه على أنه هو شخصيا ابتكر الإنترنت. بينما في الحقيقة كان يقصد بقوله ” نحن” أي العلماء و المهندسين الأمريكيين.
كانت بداية الإنترنت الأولى عبارة عن تعاون بين الحكومة الفيدرالية و القطاع الخاص. المساهمون الرئيسيون في تحقيق ذلك في خلال 1960 كان وزارة الدفاع الأمريكية و المؤسسة الوطنية للعلوم، و ذلك عن طريق إنشاء شبكة اتصالات بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة.
اليوم، أي شخص كان يمكنه دخول مكتبة عامة و الولوج إلى الإنترنت بكل سهولة.
الهبوط على سطح القمر، عندما يلتقي العلم و التكنولوجيا
في 20 يوليو/تموز 1969، احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بأحد أعظم إنجازاتها التكنولوجية و التي قام من خلالها اثنان من رواد الفضاء بالهبوط على سطح القمر. و هي اللحظات التي قال فيها الرائد نيل أرمسترونغ عبارته الشهيرة و هو يحط قدمه على سطح القمر لأول مرة في التاريخ الإنساني ” هذه خطوة واحدة صغيرة لرجل، قفزة عملاقة للبشرية.” يقول روتنبرغ أن مثل هذا الإنجاز يمثل تكامل التكنولوجيا مع الاكتشافات العلمية، و كيف أن العلم يقودنا إلى تكنولوجيا تؤدي بنا إلى اكتشاف المزيد من الأشياء من حولنا.