الوسط الأذيني..

[هشام منصوري]

نسعى بكل جهد بما أوتينا من قوة لرضى الله سبحانه و تعالى في كل حركة حتى تقلبنا في الفراش طمعا في غفرانه و قبوله ( اللهم تقبلنا عندك من عبادك الصالحين) لكننا و في أحيان أخرى نضعف و نهون عندما ننسى هذا الأساس فترانا نسرع باتجاه ارضاء الناس بأفعال و أقوال تزيد نسبة القبول (المؤقت )لديهم فنصيب شيئا من الراحة و يخيل لنا أننا حققنا المكسب المرغوب و المطلوب.
في غياب الشخصية و ضعفها يتحول الإنسان إلى تابع تافه ساذج يدخل برغبته أو مكرها (بقانون اجتماعي) في زمرة الإمعة فيتحول إلى بوق يعكس أحكام الناس العامة على بعضهم البعض دون اعتماد تجربة واقعية ملموسة تغني الكثير من العابثين عن هذا المنظور الإجتماعي الفاسد.
حدثني صديق لي (غفر الله له و لنا) كان ضحية أذنه ووسطه المتعفن بأنه كان يكره (فلانا) لدرجة البغض رغم أنه لا يعرفه و لم يجالسه يوما أو دخل بيته و أكل من طعامه و لم تكن له تجارة معه بل أنه لم يحصل أن سافر معه حتى نستطيع أن نقيس و نحكم وفقا لما جرى من تجارب ووقائع... هكذا يكرهه لأن الناس حكمت عليه احكاما شديدة تدينه فيها بالكبرياء و التكبر و القائمة طويلة طول بال الناس الذين نصبوا أنفسهم قضاة على غيرهم من البشر.. لكن الصدفة أو قل القدر كان فرصة رائعة و طيبة ليعمل هذا الصديق عند (فلان الذي يكرهه) فخالطه و عاشره أياما عديدة فيها الكثير من الأسرار الجديدة جعلته يكتشف هذه المرة بعينه (لا بأذنه) إنسانا آخر غير الذي سمع عنه وردد بببغائية ما كان يدور من كلام حوله.
أحس صديقي من جديد أنه يملك شخصية مستقلة فأراد أن يكفر عن الكثير من الذنوب التي ارتكبها في حق هذا (الفلان المسكين) فقرر أن يحكي له القصة كاملة متأسفا نادما عن سلوكات و أفكار اجتماعية غبية ساقته إلى مالا يرضي الله و عباده.
نسأل الله السلامة و العافية و حسن الخاتمة

[ithguel]

السلام عليكم ..

للأسف هذا واقع معيش وليس محصورا في زمن او منطقة ....

اولئك هم مرضى النفوس ...اذا ابغضوا شخصا ارادوا لجميع الناس ان يشاركوه مراده ....

وربما تجد السبب تافها لما كان سبب في البغض والكره ....

ارضاء الناس غاية لا تدرك اخي الكريم ....

شكرا على الموضوع القيم والهادف ..

[هشام منصوري]

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. فعلا أخي الكريم
إرضاء الناس غاية لا تدرك وصدقت بوصفك لهؤلاء الناس بالمرضى لعدم منطقية و مشروعية ما يقومون به أو يتصورونه
الحب في الله وحده و الكره في الله لدواعي مقنعة و واضحة
نسأل الله السلامة و العافية
أشكرك جزيل الشكر أخي الفاضل على الرد و المتابعة الحسنة ithguel

[syrus]

السلام عليكم و شكرا على إثارتك لهذا الموضوع المهم ...

لا أجدني اختلف معك إطلاقا حول الموضوع و أرى أنه من المخجل أن يجعل البعض للآخرين سلطة معرفية عليهم فيأخذوا بأحكامهم بوصفها أحكاما نهائية و قطعية و يعيدون نشرها و الدفاع عنها دون التأكد من تلك الأحكام سواء تعلقت بأخلاق شخص ما أو بأفكاره ... و شخصيا مررت بهذه التجربة من خلال قراءتي لبعض العناوين و لبعض الكتاب الذين طالما سمعت التحذير من قراءة كتبهم و تشكلت لدي عنهم تصورات سلبية بسبب قراءتي لخصومهم أو تعصب إيديولوجي كنت ضحيته...

منذ أيام التقيت صديقا لي فروى لي كيف أن أحد الأشخاص ممن لقيهم في إحدى المناسبات راح يكرر نفس الكلام الشائع عن واحد من الكتاب العرب... و لما أبدى صاحبي وجهة نظر مخالفة تعجب الشخص الآخر و أصر على موقفه الناقد "الجارح" لذلك الكاتب , و عندما طال النقاش بدأ يتبين لصاحبي أن محاوره لم يقرأ لمن ينتقده فسأله فجأة أن يحدثه عن محتوى احد الكتب التي قرأها لهذا الكاتب , و عندها أجابه الرجل انه لم يقرأ له و لا يحتاج لقراءة كتب مثل ذلك الكاتب , و بمعنى آخر أنه يجهل تماما ما كان يتناقش حوله , و مثل هذا الرجل كثيرون ...

و الكثيرون ممن أسلموا كانوا في البداية أصحاب رؤية مختلفة عن القرآن و عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم قبل قراءتهم للقرآن أو الإطلاع على سيرة النبي و أخلاقه ... و لا تزال الأغلبية من غير المسلمين تبني أحكامها على الدين من خلال ما تسمع أو ترى من تصرفات بعض المسلمين و ليس من خلال قراءة القرآن ...

لذا من المهم أن يكون الشخص مستقل التفكير و أن لا يسمح لأحد بأن ينوب عنه في بناء التصورات أو إصدار الأحكام سواء تعلق الأمر بأشخاص عاديين أو مفكرين و كتاب أو أفكار و كتب و مذاهب ...

[هشام منصوري]

"syrus" أخي الفاضل

أشكرك جميل الشكر على الإضافة القيمة و المداخلة الدسمة ..زادك الله بسطا في الخير و المعرفة
الحقيقة سعدت كثيرا بردكم الفاره و قرأت ما جاء فيه بإمعان و لم أجد بدوري ما يخالف المنطق و الفكر السليم بل آراء و نظريات متوازنة رصينة يقبلها كل عاقل حكيم.
بارك الله فيك و ثبت أجرك

[الفارس الجدَّاوي]

السلام عليكم:
تلك هي العادات و التقاليد البالية التي يجب أن نثور عليها.