فوائد وأحكام من حديث لاتسبوا أصحابي

[الامام الغزالي]

01/ تحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم سواء من أهل بيته أوغيره فعند مالك ومشهور مذهبه انه من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الايه "يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار"(1)
وجاء في المدارك للقاضي عياض:"أنه دخل هارون الرشيد المسجد ،فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى مجلس مالك فقال :السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال مالك وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،ثم قال لمالك :هل لمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء حق قال لا ولاكرامة قال من أين لك ذلك قال:قال تعالى:"ليغيظ بهم الكفار"فمن عابهم فهو كافر ولاحق للكافر في الفيء."(2)
وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية :"ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك- رحمه الله-في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء على ذلك."(3)
وقال ابن تيميه:فقد أطلق الإمام أحمد انه يضرب ضربا نكالا وتوقف عن قتله وكفره وقال أبو طالب: سألت أحمد عمن شتم أصحاب النبي صلى الله علـيه وسلم
قال:القتل أجبن عنه،ولكن أضربه ضربا نكالا(4)
02/ وذهب بعض العلماء إلى التفصيل في ذلك بين من سب بعضهم دون الأخر حسب الأسبقية والفضل في الإسلام فأدنى الحالات أن يكون مغتابا وفاسقا لان سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
قال القاضي عياض في إكمال المعلم:وحكى عن سحنون مثل هذا"الكفر"فيمن قاله في الأئمة الأربعة قال وينكل في غيرهم.(5)
وقال محمد بن عـبد الوهاب: فإذا عرفت أن ءايات القران قد تكاثرت في فضلهم،والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم فمن اعتقد فسقهم أوفسق مجموعهم وارتدادهم أوإرتداد معظمهم عن الدين أوإعتقد حقيه سبهم وإباحته أوسبهم مع إعتقاد حقية سبهم أوحليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله فيما أخبرمن فضائلهم وكمالاتهم المستلزمة لبرائتهم عما يوجب الفسق والارتداد......وإن سب من غير إعتقاد حقية سبه أو‘باحته فقد تفسق..... وإن كان مما لم يتواتر النقل في فضله وكماله فالظاهر أن سابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله فإن ذلك كفر وغالب هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة لاسيما الخلفاء يعتقدون حلية ذلك وإباحته بل وجوبه وتقربون إلى الله تعالى مما يوجب لهم خسران الدين والله حافظ"(6)
03/ الفضائل والأجور لاتؤخذ بالقياس بل بحسب الحاجة والافتقار،فالإنـفاق في وقت الحاجة والشدة أنجـع وأنفع لصاحبه من وقـت اليسر والخير قال تعالى:ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"وهذه هي الأعمال التي نال بها الصحابة الدرجات السامقات.
04/وجوب محبة أصحاب رسول الهر صلى الله عليه وسلم وعدم الخوض فيما وقع بينهم وهذا مفهوم المخالفة للحديث.
قال عمر بن عبد العزيز" تلك دما ء طهرنا الله منها أفلا أطهربها لساني مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العيون،ودواءالعيون ترك مسها"(7)
وقال الحسن البصري:"قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغبنا ،وعلموا وجهلنا،واجتمعوا فاتبعنا، واختلفوا فتوقفنا"(8)
05/الحث على الانفاق في سبيل الله فهو من أعظم القربات التي يتقرب بها المخلصون إلى الله عز وجل خاصة في وقت الحاجة لهذا أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم
06/جواز المقارنة بين الفاضل والمفضول فيما قدم للإسلام والمسلمون وضرب المثل ليتضح الغموض قال تعالى "لايستوي منكن من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
07/هلاك من يتعرض للصحابة أو أل البيت من أي الطوائف والنحل كالشيعة والخوارج وغيرهم لمخالفتهم لظاهر القران وصريح السنة المطهرة فيما ثبت بالحجة والبرهان،فإن الله يمهل ولايهمل.
08 /سب الصحابة وانتشاره في بعض المناطق دون البعض الأخر أنه لما افتتح الفاروق إيران وكسر شوكتها وهدم فارس عبدة النار وأرسى التسامح والأخلاق وسوى بين الملوك والعبيد نقم أهل تلك البلاد على هذا العدل فبدأت نوايا الفتنة تظهر في عهده فلأجل ذلك تشيع أهل إيران لما يجدون من التسلية في سب الأخيار أهلاكهم الله بالعذاب الأليم،أوان شاء هداهم إلى صراطه مستقيم.
09/ الكتابة بالقلم دفاعا عن الصحابة يقتضيه مفهوم المخالفة للحديث وهو أضعف الإيمان لان الطعن فيهم طعن في الشهود الذين نقلوا إلينا هذا الدين"
10/ هذا الحديث قطرة من بحر وإلا ففضائل الصحابة كثيرة جدا في القران والسنة وأقوال أهل العلم يصعب إستقصاؤها فبلغت مبلغ القطع في فضلهم وسابقتهم ونصرتهم لنبيهم.
11/في الحديث معجزة من معجزات سيد الخلق يخبر فيه عن أمر من أمور الغيب ألا وهو سب الصحابة الذي وقع بعد موته بسنوات وظهور مايسمى بالشيعة والخوارج.
12/يحتوي الحديث على أمرا مهما قلما يتفطن اليه،وهو وجوب طاعة السابقين في الخيرات ،كالعلماء،والمجاهدين في سبيل الله ،والوالدين،والشيوخ المعلمين لكتاب الله ،وسنة الأمين.







01/الجامع لأحكام القران لأبي عبد الله محمد بن احمد القرطبي ت"671هـ"تحقيق:سالم مصطفى البدري،ج:16 ص195
دار الكتب العلمية الطبعة:الأولى 1420هـ/2000م بيروت-لبنان-
02/ترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك للقاضي عياض ج:2 ص46
03/تفسير القران العظيم لـ:أبو الفداء إسماعيل بن كثيرت"774هـ"ت أنس محمد الشامي ومحمد سعيد محمد ج4،ص:257 دار الوعي الجزائر2000م
04/ الفوائد البديعة في فضائل الصحابة وذم الشيعة جمع وترتيب أحمد فريد ص:103دار الضياء السعودية الرياض الطبعة الأولى:1409هـ/1989م
05/إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض ج/7،ص:581
06/رسالة في الرد على الرافضة لمحمد بن عبد الوهاب تحقيق د:ناصر سعد الراشد ص:18،19 دار طيبة

07/كتاب سيرة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للدكتور علي محمد الصلابي ص:533 مؤسسة إقرأ للنشر والتوزيع والترجمة الطبعة الأولى 1426هـ/2005م
08/المصدر نفسه ص:534

[أزيار]

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله