الانتصار لام الؤمنين عائشة رضي الله عنها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الانتصار لام الؤمنين عائشة رضي الله عنها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-09-09, 11:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










B1 الانتصار لام الؤمنين عائشة رضي الله عنها

September 2010 - 01:24 PM السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة وعبرة لمن ابتليا اشد ابتلاء
من حكمة الله سبحانه وتعالى أن يبتلي عباده الصالحين
حتى يرفع بذلك درجاتهم، ويكفر بها من سيئاتهم،وحتى يكونوا قدوة لمن بعدهم إذا مسهم البلاء
يقتدون بهم في الصبر والاحتساب،
ويتسلون بما أصابهم فإنّ عِلْمَ المبتلى بمصيبة غيره إذا كانت مثل مصيبته أو أشد مما يخفف وقعها عليه،
وقـد ابتليت عائشة ببليــة عظيمـة
ألا وهي حـادثة الإفـك
التي اتهمت فيها بالفاحشة _عمداً_
من قبل بعض المنافقين يريدون بذلك أذية الرسول صلى الله عليه وسلم وتلطيخ فراشه، وإسقاط الثقة به، وشغله عن القيام بواجبه في الدعوة إلى الله تعالى،
ولكن
الله خيب سعيهم، وأبطل كيدهم، وجعل من ذلك البلاء رفعة لعائشة،
ونزول براءتها من السماء قرآنا يتلى إلى قيام الساعة،
أنتبهن القصة ترويها صاحبتها رضي الله عنها وأرضاها

ونترك عائشة رضي الله عنها تروي لنا حادثة الإفك بأسلوبها الجليل البليغ الذي تأسر روعته القلوب (1)


تقول رضي الله عنها كما في رواية الزهري عن جماعة عنها :

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا
أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.
قالت عائشة رضي الله عنها :
فأقرع بيننا في غزوة غزاها (2) فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي (3) وأنزل فيه مسيرنا.
حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه وقفل (4) ودنونا من المدينة آذن (5)ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش (6) فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي (7)
من جزع (8) ظفار (9) قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط (10) الذين كانوا يرحلون لي (11)
فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه
قالت: وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلهن (12)
ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العُلقة من الطعام (13) فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا.
ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش (14) فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب (15)
فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي.

فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطَّل السلمي ثم الذكواني قد عَرَّسَ من وراء الجيش (16) فأدلجَ (17) فأصبحَ عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم (18) فأتاني فعرفني حين رآني _ وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب علي _ فاستيقظت باسترجاعه (19) حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني كلمة (20)
ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطىء
على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين (21)في نحر الظهيرة (22)
فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كِبْرَه (23)
عبد الله بن أبيّ بن سلول.
فقدمنا المدينة فاشتكيت (24)
حين قدمنا المدينة شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف(25)
الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم؟(26)

فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت (27) وخرجتْ معي أم مسطح قِبَلَ المناصع (28) _وهو متبرزنا_ (29) ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف (30) قريباً من بيوتنا. وأمرنا أمر العرب الأول في التنـزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا.

فانطلقت أنا وأم مسطح _وهى بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب
_ فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قِبَلَ بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت:
"تَعِس مِسْطح"(31) .
فقلت لها: بئس ما قلت. أتسبين رجلاً قد شهد بدراً؟!.
قالت: أيْ هنْتاه (32) أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وماذا قال؟
قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي.
فلما رجعت إلى بيتي فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال:كيف تيكم؟ قلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟
قالت: _ وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما_ فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فجئت أبوي فقلت لأمي:
يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ فقالت: يا بنية هوّني عليك.
فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة (33) عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثّرنَ عليها.
قالت: قلت: سبحان الله!! وقد تحدث الناس بهذا؟!.
قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع(34)ولا أكتحل بنوم(35).
ثم أصبحت أبكي.

ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي (36)يستشيرهما في فراق أهله ،قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود.
فقال يا رسول الله: هم أهلك (37) ولا نعلم إلا خيراً.


وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير. وإن تسأل الجارية تصدقك (38).

قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال:
أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟
قالت له بريرة:
والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه (39) عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن
تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن (40) فتأكله(41).
قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر (42) من عبد الله بن أبي ابن سلول
قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي؟!! فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي.
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله. إن كان من الأوس ضربنا عنقه. وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.

قالت: فقام سعد بن عبادة _ وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن اجتهلته الحمية(43)
_ فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله.

فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت
_ لعمر الله _ لنقتلنه. فإنك منافق تجادل عن المنافقين.

فثار الحيان الأوس والخزرج حتى همّوا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.

قالت: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم. ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي.


فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي.
قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس.
قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني بشيء.

قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه.
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قَلَص دمعي (44) حتى ما أحس منه قطرة

فقلت لأبي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال.
فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن:

إني والله لقد عرفتُ أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إني بريئة واللهُ يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقونني وإني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)(يوسف: من الآية18) قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي.

قالت وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكنْ والله ما كنت أظن أن ينـزل في شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقرَ في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل فيّ بأمر يُتلى. ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت: فوالله ما رام (45) رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء (46) عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان (47) من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه.
قالت: فلما سُرِّيَ (48)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك.
فقالت لي أمي: قومي إليه.
فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي.

قالت: فأنزل الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ )(النور: من الآية11) عشر آيات فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي.

قالت: فقال أبو بكر:
_ وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره
_ والله لا أنفق عليه شيئا أبداً بعد الذي قال لعائشة
فأنزل الله عز وجل (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى)(النور: من الآية22) إلى قوله (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)(النور: من الآية22)
فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي.

فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه. وقال لا أنزعها منه أبدا؟

قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري
ما علمت أو ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيراً.
قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله
بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك" .
قال الزهري: فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط(49)


نقلتها وعيني تسيل دمعا لو كنت مكانها
هل يكون لي نفس الموقف ؟؟؟هل اكون صبورة واصبر واحتسب ؟؟؟
عائشة وضي الله عنها كانت حديثة السن وابتليت اشد ابتلاء
اقتدين بها في الصبر عند المحن والابتلاء .
فكم هي الفتن التي تمر بها المسلمة اليوم ،فما لم تعتصم بربها وتستمسك بدينها
جرفتها تلك الفتن وهوت بها في مكان سحيق .

والله المستعان










 


رد مع اقتباس
قديم 2011-09-09, 16:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصيدة إبن بهيج الأندلسي في الدفاع عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. ما شانُ أمّ المؤمنينَ وَشاني
هُدِيَ المُحبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقُول مُبيِّناً عن فضلها
ومُتَرْجِـماً عن قولـها بلـساني
يا مبغضي لا تأت قبر محمدٍ
فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خُصصت على نساءِ مُحمدٍ
وسبقتُـهـنّ إلى الـفضـائل كُلّهـا
بصفاتِ بـرٍّ تَحتهنّ معـاني
فالسَّبق سًبْقي والعِنَان عناني
مَرِضَ النبي وماتَ بين ترائبي
فاليومُ يَوْمي والزَّمان زَماني
زوجي رسول الله لم أر غيره
اللهُ زوّجنـي بـه وحَبانـي
وأتاه جبريل الأمين بصورتي
فأحبّني المختار حين رآني
أنا بكْرهُ العذراء عندي سرُّهُ
وضجيعه في منزلي قمران
وتكلّم الله العظيمُ بِـحُجَّتـي
وبراءتي في مُحكم القرآنِ
والله خفّرنـي وعَظّم حُرمتي
وعلى لسـان نَـبـيّه بـرّانـي
والله في القرآن قد لعن الذي
بَعْدَ البَراءة بالقَبيح رمـانـي
واللهُ وبّـخ من أراد تـنـقّصي
إفكاً وسبّح نفسه في شاني
إنّـي لمُحصنـةُ الإزار بـريـئـة
ودليل حُسن طهارتي إحصاني
واللهُ أحصنني بـخاتـم رسله
وأذلَّ أهـل الإفـك والبهتـان
وسمعتُ وحي الله عند مُحمّد
من جبرئيل ونوره يغشاني
أوحى إليه وكنتُ تـحت ثيابـه
فحنـا عليَّ بثوبـه خبّـانـي
من ذا يُفاخرني ويُنكر صُحبتي
ومحمّد في حِجره ربّاني؟
وأخذتُ عن أبويَّ دين مُحَمّد
وهما على الإسلام مصطحبان
وأبي أقـامَ الديـنَ بَـعْـدَ محمّد
فالنّصل نصلي والسّنان سناني
والفخر فخري والخلافة فـي أبي
حسبـي بـهذا مَفْخَراً وكفـاني
وأنا ابنة الصِّدّيق صاحبِ أحمـدٍ
وحبيبـه فـي السِّـرِّ والإعـلان
نـصرَ النّبيَّ بماله وفِعالــه
وخـروجـه معه مـن الأوطـان
ثانيه فـي الغار الـذي سدّ الكوى
بـردائـه أكـرم به مـن ثـان
وجـفـا الغنى حتى تخلّل بالعَبـَا
زُهـداً وأذعـنَ أيّـمـا إذعـان
وتـخلّلـت مـعه ملائكة السَّما
وأتـتـه بُشرى الله بـالـرّضوان
وهو الذي لـم يـخشَ لومة لائم
في قـتـل أهـل البغي والعدوان
قتل الأُلى منعـوا الزكاةَ بكفرهم
وأذلَّ أهلَ الكـفـر والطـغيـان
سبق الصّحـابة والقرابة للـهُدى
هو شيخهم في الفضل والإحسان
والله ما استـبقـوا لنيل فـضيلة
مثلَ استباقِ الخـيلِ يـومَ رهـان
إلا وطار أبي إلـى عليـائِـها
فـمكـانـه منـها أجـلُّ مكان
ويـل لعبدٍ خـان آل مـحمدٍ
بـعداوة الأزواج والأَخـتـان
طوبى لمن والى جماعة صحبه
ويكون من أحبابه الحَسَنانِ
بـيـن الصحابة والقرابة أُلـفـة
لا تستحيل بنزغـة الشيطـان
هُمْ كالأصابع في اليدين تواصلاً
هل يستوي كـفّ بغير بـنـان
حَصِرتْ صدور الكافرين بوالدي
وقلوبهم مُلئت من الأضغان
حُبُّ البتول وبعلها لم يختلف
من ملّة الإسلام فيه اثنان
أكرم بـأربعـةٍ أئمـة شـرعنـا
فهُمُ لبيت الـدِّيـن كـالأركـان
نُسِجت مودتهم سُدى في لُحمة
فـبـنـاؤها من أثـبت البـنيان
الـلّـه ألّف بيـن وُدّ قـلـوبهم
ليغيظَ كُلّ مُـنـافـق طـعّـان
رُحماء بـيـنـهم صفت أخلاقُهُم
وخلـت قلـوبـهـمُ من الشّنآن
فدخولهم بين الأحبّة كلفة
وسبابهم سَبَبٌ إلى الحرمان
جمع الإله المسلمين على أبي
واستُبْدِلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد الله نـصـرة عـبـده
من ذا يُطيق له على خذلان!؟
من حبّني فليجتنب من سبّني
إن كان صان محبّتـي ورعانـي
وإذا مُحبّي قد ألـظّ بمبغضي
فكلاهما في البغض مستويـان
إنّي لطيّبةٌ خُلقت لطيّبٍ
ونساءُ أحمدَ أطيبُ النسوان
إني لأمُّ المؤمنين فمن أبى
حُبّي فسوف يبوء بالخسْرَان
الله حبّبنـي لـقلب نبيّـه
وإلى الصراط المستقيم هداني
واللهُ يُكرم من أراد كرامتي
ويُهين ربّي من أراد هواني
والله أسأله زيادة فضله
وحَمدتُه شكراً لما أولاني
يـا من يلوذُ بـأهل بيتِ مـحُمّدٍ
يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صلْ أمّهاتِ المؤمنين ولا تَـحِـدْ
عنّـا فـتُسلبَ حـلّـة الإيمان
من ذا يُفاخرني ويُنكر صُحبتي
ومحمّد في حِجره ربّاني؟
إنّي لصادقة المقال كريمة
إي والذي ذلّت له الثَّقلان
خذها إليك فإنّما هي روضة
محفوفة بالروح والرَّيـحان
صَلّى الإلـهُ على النّبيّ وآلـه
فبهمْ تُشمُّ أزاهـر البُستان
المصدر










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-10, 12:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لفوائــد من هذه الحادثة :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
ومَنْ قَويتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عندَ اللهِ في قلبه، قال كما قال أبو أيوب وغيره مِن سادات الصحابة، لما سمعوا ذلك: ]سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ[.([6])
وتأمل ما في تسبيحهم للهِ، وتنـزيههم له في هذا المقامِ مِن المعرفةِ به، وتنـزيهه عما لا يليقُ به، أن يجعلَ لِرسوله وخليلهِ وأكرمِ الخلق عليه إمرأةً خبيثةً بغيَّا فمن ظنَّ به سُبحانه هذا الظَّنَّ، فقد ظَنَّ به ظنَّ السوءِ،وعرف أهلُ المعرفة باللهِ ورسوله أن المرأة الخبيثةَ لا تليقُ إلا بمثلها ، كما قال تعالى : ]الخَبِيثات لِلخَبِيِثينَ[ .([7]
فقطعوا قطعاً لا يشُكُّونَ فيهِ أن هذا بُهتان عظيم ، وفِريةٌ ظاهرة.
فإن قيل: فما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقف في أمرها وسأل عنها وبحث واستشار وهو أعرف بالله وبمنـزلته عنده وبما يليق به قال ]سبحانك هذا بهتان عظيم[.
فالجواب: إن هذا من تمام الحكم الباهرة التي جعل الله هذه القصة سبباً لها وامتحاناً وابتلاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة إلى يوم القيامة ليرفع بهذه القصة أقواماً ويضع بها آخرين. ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وإيمانا ولا يزيد الظالمين إلا خساراً.
واقتضى تمامُ الامتحان والابتلاء أن حُبِسَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ شهراً في شأنها، ولا يُوحى إليه في ذلك شيء لتتم حِكمتُهُ التي قدَّرها وقضَاهَا، وتظهرَ على أكمل الوجوه، ويزدادَ المؤمنونَ الصادِقُونَ إيماناً وثباتاً على العدل والصدق، وحُسْنِ الظنِّ باللهِ ورسولهِ، وأهل بيتهِ، والصِّدِّقينَ مِن عباده، ويزدادَ المنافقون إفكاً ونفاقاً، ويُظهِرَ لرسوله وللمؤمنين سرائرهم، ولتتم العبوديةُ المرادة مِن الصِّدِّيقةِ وأبويها، وتتمَ نعمةُ اللهِ عليهم، ولتشتد الفاقةُ والرغبةُ منها ومِن أبويها، والافتقارُ إلى اللهِ والذلُّ له، وحُسن الظن به، والرجاء له، ولينقطع رجاؤها من المخلوقين، وتيأسَ مِن حصول النُّصرةِ والفرح على يد أحد من الخلق، ولهذا وفّت هذا المقَام حقَّه، لما قال لها أبوها، قُومي إليه، وقد أنزلَ اللهُ عليه براءتَها، فقالت: واللهِ لا أَقومُ إليهِ، ولا أَحْمَدُ إلا اللهَ، وهُو الذي أَنزَلَ براءَتِي.
وأيضاً فكان من حكمهِ حَبْسِ الوحي شهراً، أن القضية مًحِّصَتْ وتمحَّضتْ، واستشرفت قلوبُ المؤمنين أعظمَ استشرافٍ إلى ما يُوحيه اللهُ إلى رسوله فيها، وتطلَّعت إلى ذلك غايةَ التطلُّع، فوافى الوحيُ أحوجَ ما كان إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهلُ بيته، والصِّدِّيقُ وأهلُه، وأصحابه والمؤمنون، فورد عليهم ورودَ الغيثِ على الأرضِ أحوجَ ما كانت إليه، فوقع منهم أعظمَ موقع وألطَفَه، وسرُّوا به أتمَّ السُّرورِ، وحصل لهم به غايةُ الهناء، فلو أطلع اللهُ رسولَه على حقيقة الحالِ مِن أوَّلِ وَهلة، وأنزل الوحيَ على الفور بذلك، لفاتت هذه الحِكمُ وأضعافُها بل أضعافُ أضعافها.
وأيضاً فإن الله سبحانه أحبَّ أن يُظْهِرَ منـزلَةَ رسوله وأهلِ بيته عنده، وكرامتهم عليه.
وأيضاً فإن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان هو المقصودَ بالأذى، والتي رُميَتْ زوجتُه، فلم يكن يليقُ به أن يشهد ببراءتها مع علمه، أو ظنه الظنَّ المقاربَ للعلم ببراءتها، ولم يظنَّ بها سُوءاً قطُّ، وحاشاه، وحاشاها.
ولما جاء الوحي ببراءتها، أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن صرَّح بالإفك، فَحُدُّوا ثمانين ثمانين، ولم يُحد الخبيثُ عبد الله بن أبي، مع أنه رأسُ أهل الإفك، فقيل: لأن الحدودَ تخفيفٌ عن أهلها وكفارة، والخبيث ليس أهلاً لذلك، وقد وعَدَهُ الله بالعذابِ العظيم في الآخرةِ، فيكفيه ذلك عن الحد.
فبعد هذا البيان وتبرأت الله تعالى لها من فوق سبع سموات فهل بقي لمن في قلبه مرض ، أو نفاق أدنى كلام .






[1]) ) زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى .

(1) حادثة الإفك، رواها البخاري في تفسير سورة النور برقم (4750) باب (6) عن عائشة رضي الله عنها.
الإفك: يقال: إفكهم أفكهم وأفكهم فمن قال أفكهم يقول: حرضهم على الإيمان وكذبهم كما قال تعالى ]يؤفك عنه من أفك[ يصرف عنه من صرف0
والإفك : الكذب ، وقيل هو أشد أنواع الكذب يقال رجل أفاك : أي كذاب .
وقال البخاري رحمه الله تعالى: والأفك بمنـزلة النَّجْس والنَّجَس0
"أفكه" أي قلبه وصرفه عن الشيء ومنه قوله تعالى ]أجئتنا لتأفكنا عما وجدنا عليه آباءنا[.

[3]) ) قالت عائشة رضي الله عنها : والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقونني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فو الله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وإن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله e في النوم رؤيا يبرئني الله بها فو الله ما رام رسول الله e مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فسري عن رسول الله e وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال : "يا عائشة أما الله فقد برأك"، قالت: فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه فإني لا أحمد إلا الله عز وجل قالت وأنزل الله تعالى : ]إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [- إلى آخر العشر الآيات من سورة النور - ثم أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق ، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال ، فأنزل الله ]ولا يأتل أولوا الفضل منكم[إلى قوله]غفور رحيم[قال أبو بكر الصديق بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله e سأل زينب بنت جحش عن أمري ، فقال لزينب : ماذا علمت أو رأيت ، فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي e فعصمها الله بالورع.
حادثة الإفك أخرجها البخاري في كتاب المغازي برقم (3910) .

[4]) ) انظر زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية .

[5]) ) تفسير ابن كثير (3/269) .

[6]) ) النور الآية (16) .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الانتصار, الؤمنين, عائشة, عنها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc