إلى أخواتي وأخواني العاملين في مجال صعوبات التعلم،وإلى المهتمين بالصعوبات القرائية عموماً ،أقدم بين يديكم خبرتي المتواضعة في التعامل مع التلاميذ الذين يعانون من صعوبة القراءة،والذي أظهرت نتائج التقويم لهؤلاء التلاميذ تقدماً ملحوظاً ، انعكس على تحسين قدرتهم الذاتية .
ولكن دعوني أسلط الضوء على أصل كلمة ديسلكسيا ،وعلى تعريفها،وهل هي مرتبطة بالذكاء،وأختمها بتقديم إرشادات للمعلمين للتعامل مع هذه الفئة.
** بدأت الأضواء تسلط على صعوبة القراءة عندما احتاج الإنسان إلى التواصل مع الآخرين بالكلمة المكتوبة، والكلمة ديسلكسيا أصلها يوناني ومعناها الصعوبة في القراءة.
** التعريف الحديث للديسلكسيا:صعوبة تعلم القراءة والكتابة وخاصة تعلم التهجئة الصحيحة والتعبير عن الأفكار كتابة.
** بعض المشكلات المصاحبة
والتي وجدتها لدى هؤلاء التلاميذ،وللأسف الكثير من أولياء الأمور لا يعلمون عنها إلا القليل،ومنها:
- صعوبة في التمييز بين اليمين واليسار
- صعوبة في تعلم الوقت.
- تعلم ربط شريط الحذاء.
- صعوبة في اتباع التعليمات.
- التأخر في اختيار اليد المستخدمة.
- صعوبة في المقدرة الفراغية على التعامل مع الأشكال والمجسمات، مثال ذلك:
( لو أعطينا التلميذ خطان يحملان عدداً متساوياً من النقاط ولكن أحد الخطين أطول من الآخر، أي النقاط متباعدة،لوجدنا أن التلميذ يعتقد أن هناك نقاط أكثر في الخط الأطول)
- الخلط بين أصوات الحروف المتشابهة مثل:ح وخ ع وغ ، حروف و خروف.
** هل الديسلكسيا مرتبطة بالذكاء:
أن أكثر ما يميز هذه الفئة هو عدم تعادل قدراتهم في القراءة والكتابة مع قدراتهم العقلية ،وهذا ما لاحظته مع تلاميذي حيث وجدت أن ذكاءهم يفوق المستوى الذي وجدت عليه عملهم الكتابي.
وهذه القائمة من المشاهير والعلماء تثبت أن هذه الفئة ليسوا أغبياء:
- أديسون مخترع المصباح الكهربائي والمايكرفون والفونوغراف.
- اينشتاين صاحب النظرية النسبية.
- دافنشي فنان ومهندس معماري وعالم إيطالي.
- ويلسون رئيس أمريكي وقت الحرب العالمية الأولى.
- بيل مخترع الهاتف.
- ولت ويزني مخترع ألعاب ديزني.
- تشرشل رئيس وزراء بريطانيا.
- آندرسون مؤلف دنيماركي.
- باتون قائد الجيش الأمريكي في اوروبا في الحرب العالمية الثانية.
- كوشنج جراح دماغ أمريكي وكاتب مشهور.
وهناك العديد من رجال الأعمال والمفكرين في مجتمعاتنا العربية منهم لا يستطيع القراءة والكتابة .
** إرشادات إلى معلم صعوبات التعلم في التعامل مع هذه الفئة:
- تقبل الطفل كما هو ، ولا تنتظر منه المستحيل.
- لا تصدر أحكاماً في البداية ،ولتكن واضح فيما تريد ومالا تريد.
- اجعل التلميذ يشعر باهتمامك به كإنسان له خصوصياته.
- أعطه الحرية في طرح الأسئلة دون الخوف من الضحك عليه.
- شجعه على التحدث عن مشكلته ونقاط ضعفه.
- خطط الدروس بعناية، من شأنه الوصول إلى الهدف.
- انتقل من المادي والمحسوس إلى المجرد والمعنوي قدر الإمكان، وتأكد أن التلميذ قد تعلم ما تعلمه له، ولا تنسى ربط الخبرات الجديدة بالقديمة.
- التأكد من أن التلميذ يعرف ما هو مطلوب منه بخصوص الواجب ولا تثقل عليه بكثرة الواجبات.
- لا تنخدع بهز التلميذ لرأسه،فليس هذا بالضرورة الفهم،ربما ينم عن الملل أو الخوف من سؤاله.
- اختيار الاستراتيجيات المناسبة لهؤلاء التلاميذ والحرص على التقيد بالخطوات.
- لكل تلميذ فروق فردية يختلف بها عن أقرانه لذلك يجب عليك مراعاة ذلك.
- لا تطلب من التلميذ أن يقرأ دائماً قراءة جهرية، حاول أن تبادله الدور.
- يجب أن تفرق بين ما يقدمه التلميذ في القراءة وما يقدمه في الكتابة.
- المرونة في إعطاء الدرجة للتلميذ ،حتى لا تنحط ذاته، وعدم ملأ ورقة التلميذ بالخطوط الحمراء أثناء التصحيح.
- تجنب إعطاء التلميذ كلمات كثيرة ليتعلمها من أنماط تهجئة مختلفة.
- ابتعد عن الكلمات القاسية مثل غبي أو متخلف أو كسول ،أو التأفف من استجابة التلميذ الخاطئة، فهي كفيلة بجرح الأنا لديه.
- تأكد من أن تكتب بخط واضح على السبورة أو الدفتر ،وخصوصاً إذا كنت تطلب منه نسخ ما تكتب.
- كن طيباً ودوداً مرحاً عطوفاً فهذه الصفات من شأنها خلق الأمان للتلمذ وبالتالي النجاح.
- توقف إذا أحسست بأن الجو الدراسي بدأ يأخذ جانب الملل.
- لا تنسى التغذية الراجعة قبل بداية الدرس.
- تحدث ببطء ووضوح وواجه التلميذ ولا مانع من إعادة الشرح.
- أدخل على التعليم بعض التلميحات البصرية كالصور والرسوم والمخططات.
- التدرج في تعقيد التعليمات المطلوبة من التلميذ.
- التعاون مع معلم الفصل وأعضاء اللجنة الخاصة بصعوبات التعلم.
- حاول أن تنمي نقاط القوة لدى التلميذ وحاول أن تبتعد عن إثارة نقاط الضعف.
- عند انتهاء الخطة لا تبتعد عن التلميذ بل عليك المشاركة في تقييمه فأنت أقرب شخص له بحكم ملازمتك له.
- استفد من اللوائح التي تساعد هؤلاء التلاميذ قدر الإمكان .
- لا تنسى تعزيز التلميذ وخصوصاً الجانب المعنوي.
- التدريب على التعبير الشفوي مع الصغار والكتابي مع الكبار يساعد على القراءة من جهة والتهجئة من جهة أخرى.
من المسلمات التي لا تحتاج إلى تأكيد أن ذوي الصعوبات التعليمية يختلفون في عدة مجالات عن التلاميذ الأسوياء ،وهذا يعني أنهم يحتاجون إلى أساليب وتقنيات واستراتيجيات تعليمية تختلف عن تلك التي تقدم لزملائهم من الأسوياء، وعموماً إذا أريد لهذه الفئة أن تحقق تقدماً في النظام التربوي ،يجب أن تنمى قدراتهم على الإلمام بتعقيدات النظام اللغوي المكتوب،وأن يؤخذ بالحسبان عند التخطيط للتعليم أن تكون الطرائق والمواد المستخدمة تدور حول نقاط القوة الموجودة لدى هذه الفئة وهذه زبدة الكلام.
** الطريقة الصوتية اللغوية المنهجية:
تعتبر من أنجح الطرق التي استخدمت ،وحقيقة لقد قمت باستخدامها مع أكثر من تلميذ وحققت نتائج جيدة، فهي تعتمد على مهارات الكتابة والتهجئة والخط والمقدرة على تكوين الجمل والتعبير عن الأفكار،ولكن يجب في الأول تدريس التلاميذ أسماء الأحرف حتى يتعلموا الصوت الذي يمثله كل حرف،
* عرض الطريقة:
1- يقوم المعلم بتقديم الحرف مكتوباً على البطاقة والصورة على ظهرها،والمطلوب من التلميذ نطق اسم الحرف.نطق: – س-
2- ينطق المعلم الكلمة الخاصة بالصورة ثم ينطق صوت الحرف.نطق: ( سمك ) – سين -
3- يكرر التلميذ الكلمة الخاصة بالصورة والصوت.نطق: ( سمك) – سين -
4- ينطق المعلم صوت الحرف ثم اسمه. نطق: ( سين ) – س -
5- يكرر التلميذ الصوت واسم الحرف وهو يتولى كتابته مترجماً الصوت الذي سمعه لتوه إلى حروف مكتوبة. نطق: ( سين ) – س – كتابة: ( س – ي – ن )
6- يقرا التلميذ ما كتبه لتوه لينطق بالصوت ( أي أنه يترجم الحروف التي كتبها إلى الأصوات التي تسمع ) نطق: ( سين ).
7- يكتب التلميذ الحرف مغمض العينين ليتوفر لديه إحساس الحرف( عند حجب إحدى الحواس كالنضر تصبح الحواس الأخرى ،مثل اللمس أكثر حدة وحساسية).
عندما يصبح التلميذ معتاداً بصورة مقبولة على أسماء الحروف وأصواتها وأشكالها يمكن تعديل الطريقة السابقة لتصبح:
1- يمر التلميذ على البطاقات ناطقاً بأصوات الحروف جهراً ( عملية القراءة ).
2- بعدها يقوم المعلم بإملاء صوت كل حرف بلا ترتيب حتى يكرر التلميذ اسم الحرف ويكتبه ( تهجئة ).