|
الجزائر ... مدن و أرياف كل مايتعلق بوصف الجزائر ... سياحة، مناظر خلابة... من نصوص، صور أو فيديو ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-08-23, 14:43 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
ولاية سطيف
ولاية سطيف ولاية سطيف ليكن في علمكم بأن ولاية السطيف هي الولاية الثانية في الجزائر بعد العاصمة الجزائر من حيث الكثافة السكانية وهي تمثل المركز الإقتصادي للجزائر ولاية سطيف سطيف هي ولاية جزائرية تقع في شرق الجزائر، تحمل عاصمتها نفس الاسم : مدينة سطيف. تعني كلمة سطيف، التربة السوداء بالرومانية. تقع على بعد 300 كلم شرق الجزائر العاصمة، وتعتبر إحدى أهم المدن، فهي ثاني ولاية بعد ولاية الجزائر من حيث الكثافة السكانية، ويطلق عليها الجزائريون في الغالب عاصمة الهضاب العليا. موقعها المتميز على هضبات جبال مغرس وبابور جعل مناخها السهبي قاريا، حيث تزدهر فيه زراعة القمح والشعير والخضروات والحمضيات، وقد أضاف لها سد عين زادة الذي يعتبر من السدود الكبيرة بالجزائر إمكانية ري مساحات واسعة. تطورت سطيف في السنوات الأخيرة بسرعة فائقة حيث أصبحت مركزا اقتصاديا وتجاريا كبيرا، عبرت عنه بإنشاء مناطق صناعية وتجارية عديدة، وازدهرت فيها الحرف التقليدية والخدمات والفنون. والى جانب أنها تضم جامعتين كبيرتين، فهي تحتوي أيضا على العديد من المعاهد والمراكز العلمية والتكنولوجية. تعتبر سطيف من بين المدن الجزائرية التي تتميز بديناميكية اقتصادية وثقافية قلت مجاراتها في الجزائر، لاغرو فهي ملتقى طرق كل الجهات الجزائرية، ومعبر اقتصادي وسياحي لا يمكن الاستغناء عنه. بلديات ودوائر ولاية سطيف: قائمة الدوائر عين ولمان عين أرنات عين آزال عين الكبيرة العلمة عموشة بابور بني عزيز بني ورتلان بئر العرش بوعنداس بوقاعة جميلة العلمة قنزات قجال حمام قرقور السخنة معقلان صلاح باي سطيف البلديات عين أرنات بني عزيز بني ورتلان بوعنداس عين ولمان عين آزال العلمة بوقاعة عين الكبيرة صلاح باي حمام قرقور عموشة قجال بابور حمام السخنة جميلة معقلان قنزات بئر العرش دائرة-بلدية: سطيف سطيف سطيف مدينة سطيف ، عاصمة ولاية سطيف ، ومن أهم مدن الشرق الجزائري . بل من أهم مدن الجزائر . الموقع والمناخ تقع على بعد 300 كلم، شرق الجزائر العاصمة، ويبلغ عدد سكانها 1498953 نسمة تقريباً.وعني كلمة سطيف التربة السوداء بالرومانية وتعتبر سطيف احداهم الولايات في الوطن المدينة اليوم تعتبر اليوم مدينة سطيف من أهم المناطق السياحية نظرا لما تتميز به من آثار رومانية مثل صرح جميلة وآثار فاطمية مثل منطقة (بني عزيز) وحمامات معدنية للاستشفاء كحمام السخنة وقرقور وأولاد يلس وأولاد تبان وكذلك حمام الصالحين بالحامة جنوبا المعروف بدرجة الحرارة العالية لمياهه المعدنية. تتميز بتنوع الأنشطة الاقتصادية بها إذ نجد الزراعة، خاصة زراعة القمح والحبوب وافرة في مناطق مثل قلال الرصفة بئر حدادة وبني فضة التي يعتبر قمحها من أجود أنواع القمح في العالم. كما ازدهرت الصناعة بنوعيها الخفيفة والثقيلة في سطيف بمركب المطاط، والمدن المجاورة، العلمة وعين الكبيرة وعين ولمان وتيزي نبشار. من الأسماء الثقافية والأدبية المعروفة حاليا والتي تنتمي إلى منطقة سطيف الروائي الكبير عبد العزيز غرمول والروائي الخير شوار وكذا الشاعر الذي يكتب بالفرنسية سعيد زلاقي.و الكاتب الباحث حرفوش مدني. الرياضة بسطيف كرة القدم: تمثل كرة القدم في مدينة سطيف أهمية بالغة وتلقى متابعة من طرف السكان خصوصاً لفريق وفاق سطيف الذي استأثر الاموال الباهضة تاريخ المدينة ما قبل التاريـخ دلت الأبـحاث والتقنيات الأثرية علـى وجود موقعيـن هامـيـن يـمثلان حقبة ما قبل التاريـخ هما : عيـن الـحنش ومزلوق شعار المدينة خلال الاستعمار زراية تعد من أقدم المناطق الأثرية على الإطلاق حيث تضم المنطقة الريفية الواقعة على بعد 78كم جنوب عاصمة الولاية أكثر من ست مواقع تاريخية يعود أقدمها إلى العصر الجوراسي - كاف الزمان- إلا أن قلة الدراسات بسبب اللامبالاة من طرف الجهات المعنية تركت هذا الكنز تحت رحمة عوامل الزمن. عيـن الـحنش اكتشفت خلال الـحفريات الباليونتولوجية لسنة 1948 من طرف الـباحث ك.أرامبورغ وتمثلت نتائـج هذه الـبحوث فـي مـجموعة من الأدوات الـحجرية الـجد بدائية وبقايا عظمية حيوانية منقرضة أوحت ببداية الزمن الـجيولوجـي الرابع - البلاستيوسيـن الأسفل - وقد جلبت ندرة هذا النوع من الصناعات الـحجرية اهتمام فئة كبيـرة من الباحثيـن الذين أرجعوها إلـى أولـى الثقافات البشرية للعصر الـحجري القديم الأسفل لـما قبل التاريـخ. وتعتبـر بقايا الأدوات الـحجرية لـموقع عيـن الـحنش استمرارية ثقافية لـما اكتشف فـي شرق إفريقيا أو علـى وجه الـخصوص مـوقع أولدوفاي بطنزانيا. ونظرا للأهـمية العلـمية والأثرية لـهذا الـموقع ،تشجع باحثون جزائريون واستأنفوا الأبـحاث الـميدانية (حفريات 1992، 1995) لتأكيد ما افترضه علـماء أجانب من أن موقع عيـن الـحنش يـمكن أن يـمد البشرية ويزودها بأقدم بقايا عظمية إنسانية. عين ارنات تم اكتشاف هذا الـموقع سنة 1927، حيث أجريت حفريات وبـحوث أثرية من طرف الباحث م. برسيون الذي عثر من خلالـها علـى أدوات حجرية من الصوان وبقايا عظمية كانت مـحل دراسة لعدة باحثيـن كـ: م.ماسييـرا، رفوفري الذيـن أدرجوا هذا الـموقع ضمن ثقافات العصر الـحجري ونخص بالذكر الثقافة الـقفصية التـي عرفت نوعا من التطور الـملحوظ فـي الصناعة الـحجرية، وذلك بابتكار تقنيات جديدة، أضف إلـى ذلك وفرة الصناعة العظمية والتي تعد من ابتكارات العصر الـحجري القديم الـمتأخر، دون أن ننسـى عادات الدفن التـي عرفها الإنسان فـي هذه الفتـرة. عهد الرومان كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنيـن سلالة تنتمـي إلـى رجل كرومانيو الذي انـحدر من ذريته الأمازيغ - الرجال الأحرار - والذين تنظموا علـى شكل قبائل، ولـم تظهر الدولة الـجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالث والثانـي قبل الـميلاد عندما برزت مـملكتيـن : المـملكة الـمسياسلية التـي كان يـحكمها سيفاكس، والمـملكة الثانية هـي مسيليا بقيادة مسينيسا. واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لـمملكة مسينسا أو مـملكة سيفاكس، والأرجـح أنها كانت للمملكة الـمسياسيلية وهذا لأن مسينسا كان حليفا مـخلصا لروما - وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه - عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.م ولـم تفقد هذه الـمكانة إلا بعد قدوم "جـوبا" الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشال عاصمة له. وبعد انهزام قرطاجنة تـحصل ماسينسا نوميديا جزاء علـى تـحالفه وبقـي تـحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت الـمنافسة بيـن الأحفاد ومنهم وأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلـى نوميديا، ولـم يتمكن من تـحقيق حـلمه وهدفه، وسـمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لـم ييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتـى أن سطيف شهدت أراضيها الـمعركة الشهيـرة والفاصلة بيـن يوغرطا وماريوس. ومنذ 105 ق.م حتـى 42 م إزداد تدخل الرومان وأصبح أكثر سفورا، مـما أدى إلـى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا فـي الـجيش الرومانـي، وفـي الفترة ما بيـن 17م و 24م نظم جيشا من الأهالـي من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا مساهـمة فعالة فـي تلك الثورة. ثم جاء من بعدهم قبائل الريغة القبالة كما يعرفون الآن وهم من قبائل الزناتة ومن قادتهم ،وكان على رأسهم الملك البربري ألقاتهن فريدهان ماسكيولس الذي لم ينصفه التاريخ وربما يتجاهلونه عن قصد، ملك شاب شرس ومغوار ،لكنه لم يفلح في إنشاء مملكة نوميدية خالصة للعرق الشاوي البربري رغم أن له من يناصرونه من أمراء البربر أي من امراء الجيوش وعلى رأسهم الأمير الكهم زيليوس ريزاميه البطل الشجاع المذكور في الروايات والقصائد البربرية الشعبية ودخلوا مدينة مزلوق وأقامو فيها وهناك من كتب التاريخ من يقول أنهم هم من أسسوا مدينة مزلوق وكانو يهيؤونها لتكون عاصمة نوميدية جديدة بدل التي خسروها في الشرق_ أنظر كتاب ملوك الشرق (كتاب تركي)، وكتاب آخر المعارك البربرية طبعة بالفرنسية موجود حاليا بالمكتبة الكبرى بباريس ولكن أدى غدر الخدام أو السيس وهم من يعرفون الآن بريغة الضهرة إلى مقتل الملك ماكسيلوس القاتهن والأمير الكهم زيليوس ريزاميه بالسم غدرا وغيلة لأنهم عجزو عن مجابهتهم في الميدان فلجؤو إلى الحيلة وسمموهم في مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف القبائل المنضمة تحت لواءه في يوم الناير كما تذكر الروايات الشعبية.وكانت للأمراء المتبقون عدت معارك مع ملوك بربر آخرون من جهة ومع الدولة الرومانية من جهة والتي كان لهم من يحارب لهم بالنيابة فلمااجتمعت الجيوش عليهم طلبوا من قبائلهم ترك مزلوق والتوجه إلى كاستيلوم فارطانيانس قصر الطير - قصر الأبطال حاليا- لكن آثرت بعض القبائل العودة إلى الموطن الأول خاصة قبائل القائد ريزاميه وقرروا عودتهم إلى خنشلة بعدما عملت أيدي الغدر من العبيد الخدم ريغة الضهرة ما عملت من اغتيالات في صفوف الأمراء وأبنائهم حتى شارفو من إبادة النسل كله وذالك عملا برأي المنجمون اليهود الذين نصحوهم بئبادت كل أبناء الملك الشاب منعا من تحقق النبوءة التي تحكي عن ضهور القيصر الموعود الذي سيسترد عرش أبيه ويبني مملكته على كافة الشمال ومن البحر إلى النهر. وبقيت سطيف بين المد والجزر إلى أن فتحها المسلمون حوالي سنة 90 هجرية، أما من الجانب العمراني والاقتصادي: اهتـم الرومان بسطيف نظرا لـموقعها الـجغرافـي الـممتاز الذي يسيطر علـى السهول والـهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها علـى حقول كبيـرة للـمياه الـجوفية، وموقعها الإستراتيـجـي عند سفح جبل بابور، التـي كانت مناسبة للـمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان. ولـهذه الأسباب قرر الإمبراطور "نـيـرفا" سنة 97م إنشاء مستعمرة لقدماء الـجيش فـي موقع "سيتيفيس" والتـي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيا نيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم... وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية "أزديف" ومعناها التربة السوداء، لذا كانت منطقة سطيف مـخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف. وفـي بداية التوسع العـمرانـي للرومان إتخذوا من "سيتيفيس" و"كويكول" مراكز عسكرية تطورت فيـما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيف لتصبح عاصمة لـموريطانيا السطائفية. والتـي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست علـى الـجانب الاقتصادي فـي صبغة مـحلية ودولية أوصلها إلـى الـتحكم فـي التبادل الـتجاري وبـخاصة الـحبوب. ومن أجل تثبيت أقدام الاستعمار الرومانـي وفرض سيطرته، تـم إنشاء مراكز للحراسة تسمـى : "كاستيلا" أو"كاستيلوم" عبـر جـميع الـمستعمرات ومنها سطيف التـي يوجد فيها عدة مراكز للحراسة هـي : - كاستيلوم فارطانيانس (قصر الأبطال) - كاستيلوم ديانانس (سيدي مسعود - قجال) - كاستيلوم ثيب (ملول - قلال) - كاستيلوم (بئر حدادة) - كاستيلوم لوبيرينانس (الـمغفر-صالـح باي) - بالإضافة إلـى أخرى فـي حـمام قرقور، عيـن أروى... الخ. هذا التحصيـن الأمنـي لـم يسمح إلا بسيطرة نسبية علـى الأمن والسلم الرومانـي فـي إفريقيا الشمالية، حيث تزعزعت الدولة الرومانية سنة 235م وعرفت بعدها اخطر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التـي أدت بانتفاضات وثورات عبـر كل إفريقيا الشمالية، واشهرها ثورة "فيرميس" واخيه "جيلدون" والتـي ساهم فيها أهالي وسكان سطيف بصفة كبيـرة وفعالة. ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع الـمتردي قرر الإمبراطور "ديوكرتيان" سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلـى ناحيتيـن : موريطانيا القيصرية وموريطانيا ستيفانيس التـي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداري الـجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جـميلة-، ومونس، واد الذهب وبنـي فودة وطبعا سيتيفيس. وباعتراف"قسطنطيـن الأول" سنة 306م بالـمسيحية دينا للدولة شهدت سيتيفيس وكويكول خاصة حركة عـمرانية مـميزة تـمثلت فـي أحياء مسيحية كـحـي الكنائس بسطيف، لكن هذا التطور العمرانـي الـجديد وهذه الإجراءات الـمتخذة لـم تفلح فـي إيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي، وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5 سنة 419 م حيث يصف القديس "أوغيستان" هذه الكارثة قائلا : "لقد كانت الـهزات عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهم طيلة 5 أيام". ثـم بعد ذلك كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندما قدموا من "طـانـجـا" باتجاه "قــرطاج" ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلـى غاية سنة 539 م. حيـن بدأ العهد البيزنطـي باحتلال العميد "سالمون" للـمدينة وقام بتـرميمها - لأنها دمرت علـى إثر الزلزال ولـم يبق إلا عدد قليل من السكان - وجعلها عاصمة لإقليم موريطانيا الأولـى. وقد شيد بها القلعة البيزنطية التـي لا يزال سورها الغربـي والـجنوبـي قائما إلـى الآن والتـي تشهد وتدل علـى أن البيزنطييـن ركزوا علـى الـجانب الدفاعـي بـحيث أنهم حصنوا الـمدن ودعموها بـمراكز حراسة متقدمة فـي كامل الـمنطقة. وكـخلاصة نقول أن مـجـيء البيزنطييـن إلـى شـمال إفريقيا كان مـحاولة فاشلة فـي إحياء مـجد الإمبراطورية الرومانية لأن الـهيمنة البيزنطية لـم تستـمر طويلا نظرا لعدم سيطرتها علـى زمام الـحكم نتيجة تزايد الثورات وحتـى الإمبراطورية البيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الـحق والعدل والـحرية والإسلام. وخلال كل هذه الفترة برزت عدة مناطق أثرية لـها قيمتها الـمحلية وحتـى الدولية عــهد الإسـلام بقيت الـمدينة علـى هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتـى العهد العثمانـي لـم تشهد فيه سطيف تطورا مـلحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هـي بايلك الشرق وبذلك ذهب الاهتمام إليها - قسنطينة - وقد شهدت الـمدينة عدة معارك كبرى بيـن باي تونس وباي قسنطينة فـي العهد التـركـي. كـما نـجد بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة فـي سطيف حيث نـجد بعض الزوايا الـمتواجدة فـي الـمرتفعات والـجبال، وكذلك مـسجد العتيق الـواقع وسط الـمدينة فهو يـمتد إلـى العهد العثمانـي، وخاصة مئذنته التـي ما زالت تشهد إلـى اليوم عبقرية الفن الإسلامـي. أما آثار هذه الـحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلـى 1982 بالقلعة البيزنطية - حديقة التسلية - كشفت لأول مرة عن وجود حـي إسلامـي يعود تاريـخه إلـى القرنيـن 9 و10 م يعكس بداية العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الـجغرافيون والـمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى علـى أن الـمدينة كانت فـي أوج تطورها وازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تـجاري مكثف - كـما ذكرنا سابقا - ويتـمثل فيها الـمستوى العمرانـي الإسلامـي فـي تـجمع عدد كبيـر من الـمنازل مـخططة ومربعة الشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات نظمت علـى شكل أجنحة تـحيط بالفناء وتتـمثل هذه الأجنحة فـي قاعة الاستقبال، غرفة النوم، الـمطبخ، الإسطبلات... إلخ. وفـي عهد الـخليفة "الناصر" شهدت عاصمة الـحمادييـن تغييـرا عـمرانيا هاما جعل منها مقصد كل سكان الـمغرب خاصة بعد سقوط" القيروان" فـي يد "الـهلالييـن"، كـما نشيـر فـي عهده إلـى توسيع الـمساجد وبناء القصور، ورغـم انتقال الـخلافة إلـى مدينة بـجاية بقيت القلعة تلعب دورها كـمدينة هامة فـي الـمغرب الأوسط، وابتداء من 1105 م - حكم الـخليفة العزيز - بدأت القلعة تفقد مكانتها خاصة بعد حصار الـهلالييـن لـها وهـجرة سكانها إلـى مدن مـجاورة، وتـم القضاء عليها نـهائيا من طرف الـموحدين فـي عهد "عبد الـمؤمن بن علـي" الذي جهز جيشا ضخما وزحف علـى كل معارضيه وقـضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب الـمعارك. وبعد هذه الفترة لـم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التـي اكتسبتها من قبل عهد الاستعمار الفــرنسـي
بعد دخول فرنسا للجزائر سنة 1830 م بدأت تـحتل الولايات تباعا، وكان نصيب ولاية سطيف أن احتلت يوم 15 ديـسمبر 1848 م بقيادة الـجنرال "غـالبـوا" وانتهج الاستعمار سياسة ماكرة قاهرة حقيـرة اتـجاه الأهالـي، فقد انتزعت منهم أراضيهم وسلمت للأهالـي وكذلك جـميع الامتيازات الأخرى، وساعدت البنوك الكبرى والشركات العقارية الرأسمالية هذه العملية، وكانت النتيجة الطبيعية تدهور معيشة الـمواطنيـن مـما أدى إلـى نشوب ثورات وحركات مسلحة أهمها ثورة" الـمقرانـي" سنة 1871 م والتـي مست جزءا كبيـرا من منطقة سطيف، لكن هذه الثورات فشلت ولـم تـحقق هدفها النهائـي الـمنشود. إن الاستعمار الفرنسـي لـم يولـي أية عناية بالآثار التاريـخية التـي وجدها بالـمنطقة إذ استعمل الـحجارة الـمنحوتة التـي تعود إلـى العهد الرومانـي فـي بناء الثكنات العسكرية. ولقد أصبحت مدينة سطيف رسـميا بلدية بـموجب أمر ملكـي، كـما أحيطت الـمدينة أثناء الاحتلال الفرنسـي بسور له أربعة أبواب هـي : باب الـجزائر، باب بسكرة، باب قسنطينة، باب بـجاية. هذه ونشيـر إلـى أن الـمدينة لـم تشهد توسعا عـمرانيا كبيـرا إلا فـي عام 1918 م – بعد الحرب العالمية الأولى - وقد استرجعت مدينة سطيف أهـميتها من الناحية الإستراتيجية خاصة حيـن اتخذها الاستعمار مركزا لبسط نفوذه علـى بقية الـمناطق والدليل وجود عمارة أوروبية ذات طابع حديث نوعا ما فـي مدينة سطيف - خاصة وسط الـمدينة -. واستمر الحال كذلك حتـى بدأت حركة الوعـي تنتشر بعد تأسيس جـمعية العلماء الـمسلميـن الجزائريين خاصة أن أحد مؤسسيها من منطقة سطيف - كـما يذكر أن الشيخ ابن باديس قد جاء إلـى مدينة سطيف متخفيا ومكث بعض الوقت وكان يبيت فـي منزل بـمنطقة المعدمين الـخمسة - لـجنـان -. ومع مرور الوقت اكتسب سكان سطيف وعيا سياسيا - خاصة بعد تأسيس الأحزاب السياسية الـحديثة ذات الاتجاه الاستقلالي وظهور الكشافة الإسلامية الـجزائرية التـي أسسها الشهيد" مـحمد بوراس" وأول من أدخلها - الكشافة - إلـى سطيف هو الشهيد "حسان بـلخيـر" وهذا سنة 1938 م وأسس أول فوج سـماه فوج الـحياة بعد كل هذه الـمعالـم جاءت الظروف لتبرهن عـما يـختلج من صدق وحـماس فـي ضميـر كل وطنـي غيور علـى وطنه ودينه ولغته وقوميته وكانت أحداث 08 مـاي 1945 حيث بدأت الـمظاهرات السياسية الـمطالبة بالـحرية والاستقلال وتـحقيق الوعود الـمعسولة، ورد الـحقوق الشرعية للشعب فكان رد الاستعمار حاسـما حازما بشعا مأساويا.
|
||||
2011-08-23, 14:53 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
2011-08-23, 15:00 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
تاريخ ولاية سطيف العالي
تاريخ ولاية سطيف العالي
ما قبل التاريـخ دلت الأبـحاث و التقنيات الاثرية علـى وجود موقعيـن هامـيـن يـمثلان حقبة ما قبل التاريـخ هما : عيـن الـحنش ومزلوق عيـن الـحنش اكتشفت خلال الـحفريات الباليونتولوجية لسنة 1947 من طرف الـباحث ك.أرامبورغ وتمثلت نتائـج هذه الـبحوث فـي مـجموعة من الأدوات الـحجرية الـجد بدائية وبقايا عظمية حيوانية منقرضة أوحت ببداية الزمن الـجيولوجـي الرابع - البلاستيوسيـن الأسفل - وقد جلبت ندرة هذا النوع من الصناعات الـحجرية اهتمام فئة كبيـرة من الباحثيـن الذين أرجعوها إلـى أولـى الثقافات البشرية للعصر الـحجري القديم الأسفل لـما قبل التاريـخ . وتعتبـر بقايا الأدوات الـحجرية لـموقع عيـن الـحنش استمرارية ثقافية لـما أكتشف فـي شرق إفريقيا أو علـى وجه الـخصوص مـوقع أولدوفاي بطنزانيا . ونظرا للأهـمية العلـمية و الأثرية لـهذا الـموقع ،تشجع باحثون جزائريون واستأنفوا الأبـحاث الـميدانية (حفريات 1992 ، 1995 ) لتأكيد ما افترضه علـماء أجانب من أن موقع عيـن الـحنش يـمكن أن يـمد البشرية ويزودها بأقدم بقايا عظمية إنسانية . مزلوق تم اكتشاف هذا الـموقع سنة 1927، حيث أجريت حفريات وبـحوث أثرية من طرف الباحث م. برسيون الذي عثر من خلالـها علـى أدوات حجرية من الصوان وبقايا عظمية كانت مـحل دراسة لعدة باحثيـن كـ: م.ماسييـرا، رفوفري الذيـن أدرجوا هذا الـموقع ضمن ثقافات العصر الـحجري ونخص بالذكر الثقافة الـقفصية التـي عرفت نوعا من التطور الـملحوظ فـي الصناعة الـحجرية، وذلك بابتكار تقنيات جديدة، أضف إلـى ذلك وفرة الصناعة العظمية والتي تعد من ابتكارات العصر الـحجري القديم الـمتأخر، دون أن ننسـى عادات الدفن التـي عرفها الإنسان فـي هذه الفتـرة. عهد الرومان كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنيـن سلالة تنتمـي إلـى رجل كرومانيو الذي انـحدر من ذريته الأمازيغ - الرجال الأحرار - والذين تنظموا علـى شكل قبائل، ولـم تظهر الدولة الـجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالث والثانـي قبل الـميلاد عندما برزت مـملكتيـن : المـملكة الـمسياسلية التـي كان يـحكمها سيفاكس، والمـملكة الثانية هـي مسيليا بقيادة مسينيسا. واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لـمملكة مسينسا أو مـملكة سيفاكس، و الأرجـح أنها كانت للمملكة الـمسياسيلية وهذا لأن مسينسا كان حليفا مـخلصا لروما - وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه - عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.م ولـم تفقد هذه الـمكانة إلا بعد قدوم "جـوبا" الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشال عاصمة له. وبعد انهزام قرطاجنة تـحصل ماسينسا نوميديا جزاء علـى تـحالفه وبقـي تـحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت الـمنافسة بيـن الأحفاد ومنهم وأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلـى نوميديا، ولـم يتمكن من تـحقيق حـلمه وهدفه، وسـمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لـم ييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتـى أن سطيف شهدت أراضيها الـمعركة الشهيـرة والفاصلة بيـن يوغرطا وماريوس. ومنذ 105 ق.م حتـى 42 م إزداد تدخل الرومان واصبح أكثر سفورا، مـما أدى إلـى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا فـي الـجيش الرومانـي، وفـي الفترة ما بيـن 17م و 24م نظم جيشا من الأهالـي من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا مساهـمة فعالة فـي تلك الثورة. وقد أدى تعدد الثورات والانتفاضات والـمقاومات إلـى دفع الرومان بضم كل الشمال الإفريقـي إلـى إمبراطوريتهم سنة 42م. واهتـم الرومان بسطيف نظرا لـموقعها الـجغرافـي الـممتاز الذي يسيطر علـى السهول والـهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها علـى حقول كبيـرة للـمياه الـجوفية، وموقعها الإستراتيـجـي عند سفح جبل بابور، التـي كانت مناسبة للـمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان. ولـهذه الأسباب قرر الإمبراطور "نـيـرفا" سنة 97م إنشاء مستعمرة لقدماء الـجيش فـي موقع "سيتيفيس" والتـي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيا نيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم ... وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية "أزديف" ومعناها التربة السوداء، لذا كانت منطقة سطيف مـخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف. وفـي بداية التوسع العـمرانـي للرومان إتخذوا من "سيتيفيس" و"كويكول" مراكز عسكرية تطورت فيـما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيف لتصبح عاصمة لـموريطانيا السطائفية. والتـي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست علـى الـجانب الاقتصادي فـي صبغة مـحلية ودولية أوصلها إلـى الـتحكم فـي التبادل الـتجاري وبـخاصة الـحبوب. ومن أجل تثبيت أقدام الاستعمار الرومانـي وفرض سيطرته، تـم إنشاء مراكز للحراسة تسمـى : "كاستيلا" أو"كاستيلوم" عبـر جـميع الـمستعمرات ومنها سطيف التـي يوجد فيها عدة مراكز للحراسة هـي : - كاستيلوم فارطانيانس (قصر الأبطال) - كاستيلوم ديانانس (سيدي مسعود - قجال) - كاستيلوم ثيب (ملول - قلال) - كاستيلوم (بئر حدادة) - كاستيلوم لوبيرينانس (الـمغفر-صالـح باي) - بالإضافة إلـى أخرى فـي حـمام قرقور، عيـن أروى ... الخ. هذا التحصيـن الأمنـي لـم يسمح إلا بسيطرة نسبية علـى الأمن والسلم الرومانـي فـي إفريقيا الشمالية، حيث تزعزعت الدولة الرومانية سنة 235م وعرفت بعدها اخطر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التـي أدت بانتفاضات وثورات عبـر كل إفريقيا الشمالية، واشهرها ثورة "فيرميس" واخيه "جيلدون" والتـي ساهم فيها أهالي وسكان سطيف بصفة كبيـرة وفعالة. ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع الـمتردي قرر الإمبراطور "ديوكرتيان" سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلـى ناحيتيـن : موريطانيا القيصرية و موريطانيا ستيفانيس التـي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداري الـجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جـميلة-، ومونس، واد الذهب وبنـي فودة وطبعا سيتيفيس. |
|||
2011-08-23, 15:03 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
تعتبر ولاية سطيف عاصمة للهضاب العليا في هذا الوطن |
|||
2011-08-23, 15:10 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
سطيف.. تاريخ الإنسان منذ آلاف السنين
• منظر عام لمدينة سطيف الجبلية • بوابة فنية • الخزان الروماني • متحف سطيف • آثار المدينة |
|||
2011-08-23, 15:14 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
تاريخ مدينة سطيف
محطات في تاريخ مدينة سطيف سطيف: ما قبل التاريخ يعود تاريخ ولاية سطيف إلى العصور الغابرة – ما قبل التاريخ – والمحطات التاريخية التي اكتشفت عبر ترابها تدل على ذلك. سطيف : عهد الرومان لقد كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنين سلالة تنتمي إلى رجل كرومانيو الذي انحدر من ذريته الأمازيغ – الرجال الأحرار – والذين تنظموا على شكل قبائل، ولم تظهر الدولة الجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالث والثاني قبل الميلاد عندما برزت مملكتين : المملكة المسياسلية التي كان يحكمها سيفاكس، والمملكة الثانية هي مسيليا بقيادة مسينيسا. واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لمملكة مسينسا أو مملكة سيفاكس، و الأرجح أنها كانت للمملكة المسياسيلية وهذا لأن مسينسا كان حليفا مخلصا لروما – وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه – عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.م ولم تفقد هذه المكانة إلا بعد قدوم “جوبا” الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشال عاصمة له. وبعد انهزام قرطاجنة تحصل ماسينسا نوميديا جزاء على تحالفه وبقي تحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت المنافسة بين الأحفاد ومنهم وأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلى نوميديا، ولم يتمكن من تحقيق حلمه وهدفه، وسمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لم ييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتى أن سطيف شهدت أراضيها المعركة الشهيرة والفاصلة بين يوغرطا وماريوس. ومنذ 105 ق.م حتى 42 م إزداد تدخل الرومان واصبح اكثر سفورا، مما أدى إلى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا في الجيش الروماني، وفي الفترة ما بين 17م و 24م نظم جيشا من الأهالي من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا مساهمة فعالة في تلك الثورة. وقد أدى تعدد الثورات والانتفاضات والمقاومات إلى دفع الرومان بضم كل الشمال الإفريقي إلى إمبراطوريتهم سنة 42م. واهتم الرومان بسطيف نظرا لموقعها الجغرافي الممتاز الذي يسيطر على السهول والهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها على حقول كبيرة للمياه الجوفية، وموقعها الإستراتيجي عند سفح جبل بابور، التي كانت مناسبة للمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان. ولهذه الأسباب قرر الإمبراطور “نيرفا” سنة 97م إنشاء مستعمرة لقدماء الجيش في موقع “سيتيفيس” والتي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيا نيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم … وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية “أزديف” ومعناها التربة السوداء، لذا كانت منطقة سطيف مخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف. وفي بداية التوسع العمراني للرومان إتخذوا من “سيتيفيس” و”كويكول” مراكز عسكرية تطورت فيما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيف لتصبح عاصمة لموريطانيا السطائفية. والتي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست على الجانب الاقتصادي في صبغة محلية ودولية أوصلها إلى التحكم في التبادل التجاري وبخاصة الحبوب. ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع المتردي قرر الإمبراطور “ديوكرتيان” سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلى ناحيتين : موريطانيا القيصرية و موريطانيا ستيفانيس التي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداري الجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جميلة-، ومونس، واد الذهب وبني فودة وطبعا سيتيفيس. وباعتراف”قسطنطين الأول” سنة 306م بالمسيحية دينا للدولة شهدت سيتيفيس و كويكول خاصة حركة عمرانية مميزة تمثلت في أحياء مسيحية كحي الكنائس بسطيف، لكن هذا التطور العمراني الجديد وهذه الإجراءات المتخذة لم تفلح في إيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي، وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5 سنة 419 م حيث يصف القديس “أوغيستان” هذه الكارثة قائلا : “لقد كانت الهزات عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهم طيلة 5 أيام”. ثم بعد ذلك كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندما قدموا من “طانجا” باتجاه “قرطاج” ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلى غاية سنة 539 م. حين بدأ العهد البيزنطي باحتلال العميد “سالمون” للمدينة وقام بترميمها – لأنها دمرت على إثر الزلزال ولم يبق إلا عدد قليل من السكان – وجعلها عاصمة لإقليم موريطانيا الأولى. وقد شيد بها القلعة البيزنطية التي لا يزال سورها الغربي والجنوبي قائما إلى الآن والتي تشهد وتدل على أن البيزنطيين ركزوا على الجانب الدفاعي بحيث أنهم حصنوا المدن ودعموها بمراكز حراسة متقدمة في كامل المنطقة. وكخلاصة نقول أن مجيء البيزنطيين إلى شمال إفريقيا كان محاولة فاشلة في إحياء مجد الإمبراطورية الرومانية لأن الهيمنة البيزنطية لم تستمر طويلا نظرا لعدم سيطرتها على زمام الحكم نتيجة تزايد الثورات وحتى الإمبراطورية البيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الحق والعدل والحرية والإسلام. وخلال كل هذه الفترة برزت عدة مناطق أثرية لها قيمتها المحلية وحتى الدولية نذكر منها على سبيل المثال المواقع الأكثر شهرة : الموقع الأول : كويكول (جميلة ) في شمال السهول العالية، وفي قلب الجبال بنى الرومان مدينة كويكول أي كما نسميها حاليا “جميلة” فقد بنيت هذه المدينة في سنة 96-97 م على ارتفاع محجر في واد منفرج بين سلسلة جبال لها إمكانيات للدفاع طبيعية ممتازة. في وسط هذه المدينة توجد ساحة كبيرة تدور حولها الحياة السياسية والحياة الاجتماعية في بناءات عمومية منها : المحكمة – كما تدعى البازيليك – وقاعة المجلس البلدي، والمعبد المهدى إلى الآلهة “جوبيتير” حامية المدينة، وبالقرب من هذه البناءات تدور الحياة الاقتصادية في السوق. وقد اشترك في هذا التشييد المعماري الرائع أعيان الأسر في جميلة، التي توجد حتى الآن آثار منازلهم على حافة الطريق التي تشق المدينة من الشمال إلى الجنوب، هذه المنازل كانت مفروشة بالفسيفساء التي حفظت منها أشكال كثيرة في المتحف، وتبين لنا مظاهر من الحياة الاجتماعية كما تقدم لنا صورا عن الحيوان أو تشكيلات هندسية وكل هذا كان النقش الذي يميل إليه أهل جميلة. لقد كانت الحياة الاقتصادية مزدهرة في القرن 2 م وأوائل القرن 3 م واستفادت جميلة خصوصا من هذا الرخاء، لهذا شيدت بناءات من وراء الأسوار البدائية ومن هذه البناءات الحمام والمسرح، والساحة الكبيرة، المعابد وخاصة معبد الأسرة القيصرية “سفيروس”، وقوس “كركلا” ودهاليز و فوارات … كذلك بنيت منازل رائعة كمنزل باخوس، كما بنى المسيحيون معابد متواضعة قربها مساكن لرجال الدين. فجميلة حقيقة مدينة رائعة ومتواضعة، أغلب مواردها فلاحية، وإنتاجها الرئيسي يستخرج من المزارع المحيطة بالمدينة أو من أراضي السهول والجبال. ويبقى التساؤل المطروح : كيف توارت هذه المدينة واختفت وانجلت ؟ في الواقع لا أحد يعلم ذلك، إلا وجود بعض المعالم تدل على أن جميلة كانت مسكونة وفيها حركة ولو بطيئة في خلال القرنين 11 م و12 م والفخار المكتشف هناك يدل على ذلك. لكن كيف كانت الحياة ومن عاش هناك؟ هنا يحدث الارتباك، ولا أحد يملك الجواب. سطيف عهد الإسلام وبقيت المدينة على هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتى العهد العثماني لم تشهد فيه سطيف تطورا ملحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هي بايلك الشرق وبذلك ذهب الاهتمام إليها – قسنطينة – وقد شهدت المدينة عدة معارك كبرى بين باي تونس و باي قسنطينة في العهد التركي. كما نجد بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة في سطيف حيث نجد بعض الزوايا المتواجدة في المرتفعات والجبال، وكذلك مسجد العتيق الواقع وسط المدينة فهو يمتد إلى العهد العثماني، وخاصة مئذنته التي مازالت تشهد إلى اليوم عبقرية الفن الإسلامي. أما آثار هذه الحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلى 1982 بالقلعة البيزنطية – حديقة التسلية – كشفت لأول مرة عن وجود حي إسلامي يعود تاريخه إلى القرنين 9 و10 م يعكس بداية العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الجغرافيون والمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى على أن المدينة كانت في أوج تطورها و ازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تجاري مكثف – كما ذكرنا سابقا – ويتمثل فيها المستوى العمراني الإسلامي في تجمع عدد كبير من المنازل مخططة ومربعة الشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات نظمت على شكل أجنحة تحيط بالفناء وتتمثل هذه الأجنحة في قاعة الاستقبال، غرفة النوم، المطبخ، الإسطبلات … إلخ. وبهذا المثال يتضح لنا مدى التطور والمدنية التي بلغتها الحضارة الإسلامية . تاريخ قلعة بني حماد بدأت المصادر العربية في ذكر القلعة الحمادية ابتداء من القرن (4ه/10م)، وقد دخلت القلعة مرحلتها التاريخية بالضبط سنة 1007-1008 عندما طالب “حماد بن بولوغين” أمير الدولة الزيرية بالمغرب الأوسط مولاه “باديس” السماح له بتأسيس القلعة، وحسب” ابن خلدون” فإن مدة بنائها دامت سنتين، ثم تم تعميرها بالسكان بعدما أحيطت بسور فتحت فيه ثلاث أبواب. وفي عهد الخليفة “الناصر” شهدت عاصمة الحماديين تغييرا عمرانيا هاما جعل منها مقصد كل سكان المغرب خاصة بعد سقوط” القيروان” في يد “الهلاليين”، كما نشير في عهده إلى توسيع المساجد وبناء القصور، ورغم انتقال الخلافة إلى مدينة بجاية بقيت القلعة تلعب دورها كمدينة هامة في المغرب الأوسط، و ابتداء من 1105 م – حكم الخليفة العزيز – بدأت القلعة تفقد مكانتها خاصة بعد حصار الهلاليين لها وهجرة سكانها إلى مدن مجاورة، وتم القضاء عليها نهائيا من طرف الموحدين في عهد “عبد المؤمن بن علي” الذي جهز جيشا ضخما وزحف على كل معارضيه وقضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب المعارك. وبعد هذه الفترة لم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التي اكتسبتها من قبل. سطيف عهد الاستعمار الفرنسي بعد دخول فرنسا للجزائر سنة 1830 م بدأت تحتل الولايات تباعا، وكان نصيب ولاية سطيف أن احتلت يوم 15 ديسمبر 1848 م بقيادة الجنرال “غالبوا” وانتهج الاستعمار سياسة ماكرة قاهرة حقيرة اتجاه الأهالي، فقد انتزعت منهم أراضيهم وسلمت للأهالي وكذلك جميع الامتيازات الأخرى، وساعدت البنوك الكبرى والشركات العقارية الرأسمالية هذه العملية، وكانت النتيجة الطبيعية تدهور معيشة المواطنين مما أدى إلى نشوب ثورات وحركات مسلحة أهمها ثورة” المقراني” سنة 1971 م والتي مست جزءا كبيرا من منطقة سطيف، لكن هذه الثورات فشلت ولم تحقق هدفها النهائي المنشود. إن الاستعمار الفرنسي لم يولي أية عناية بالآثار التاريخية التي وجدها بالمنطقة إذ استعمل الحجارة المنحوتة التي تعود إلى العهد الروماني في بناء الثكنات العسكرية. ولقد أصبحت مدينة سطيف رسميا بلدية بموجب أمر ملكي، كما أحيطت المدينة أثناء الاحتلال الفرنسي بسور له أربعة أبواب هي : باب الجزائر، باب بسكرة، باب قسنطينة، باب بجاية. هذه ونشير إلى أن المدينة لم تشهد توسعا عمرانيا كبيرا إلا في عام 1918 م – بعد الحرب العالمية الأولى – وقد استرجعت مدينة سطيف أهميتها من الناحية الإستراتيجية خاصة حين اتخذها الاستعمار مركزا لبسط نفوذه على بقية المناطق والدليل وجود عمارة أوروبية ذات طابع حديث نوعا ما في مدينة سطيف – خاصة وسط المدينة -. و استمر الحال كذلك حتى بدأت حركة الوعي تنتشر بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خاصة أن أحد مؤسسيها من منطقة سطيف – كما يذكر أن الشيخ ابن باديس رحمه الله قد جاء إلى مدينة سطيف متخفيا ومكث بعض الوقت وكان يبيت في منزل بمنطقة المعدمين الخمسة – لجنان -. ومع مرور الوقت اكتسب سكان سطيف وعيا سياسيا – خاصة بعد تأسيس الأحزاب السياسية الحديثة ذات الاتجاه الاستقلالي وظهور الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أسسها الشهيد” محمد بوراس” وأول من أدخلها – الكشافة – إلى سطيف هو الشهيد “حسان بلخير” وهذا سنة 1938 م وأسس أول فوج سماه فوج الحياة بعد كل هذه المعالم جاءت الظروف لتبرهن عما يختلج من صدق وحماس في ضمير كل وطني غيور على وطنه ودينه ولغته وقوميته وكانت أحداث 08 ماي 1945 حيث بدأت المظاهرات السياسية المطالبة بالحرية و الاستقلال وتحقيق الوعود المعسولة، ورد الحقوق الشرعية للشعب فكان رد الاستعمار حاسما حازما بشعا مأساويا. أحداث 08 ماي 1945 م في سطيف منذ الفاتح ماي والجزائر في توتر شديد وفي جو عاصف وقد كانت سطيف أقل عنفا وتوترا، حتى إذا ما وصل يوم 07 ماي وأعلن الحلفاء إنتصارهم، وبدأ الشعب يشتم رائحة الكذب والخيانة والغدر فكانت المظاهرات : لقد خرج السكان – بعدما أجيزت المظاهرات من نيابة الولاية – وتوجهوا إلى المسجد القريب من المحطة “مسجد أبي ذرة الغفاري” وهو مكان التجمع، وكان العدد يتزايد باستمرار حتى الساعة 08:00 صباحا حيث انطلقت المظاهرات على الساعة 08:15 وكانت الكشافة تتقدم الموكب ووراءهم حاملوا الزهور، ثم الجماهير المتظاهرة التي قدرت بحوالي 15 ألفا، وكان يوم السوق الأسبوعي للمدينة. وقد عبر الموكب الطريق الرئيسي للمدينة، وأثناء الطريق رفع العلم من طرف شاب يدعى “سعال بوزيد” وكان الموكب آنذاك مراقبا من قبل الشرطة وأصحاب الدراجات النارية وكانت النسوة تحمس المتظاهرين بالزغاريد، وعند مقهى فرنسا خرج محافظ الشرطة القضائية “أوليفري” آمرا المتظاهرين بالتوقف وسحب العلم الجزائري، وحين لم يستجب له حاول نزعه بالقوة و من زملائه التدخل، فتدخل المفتش “لافاوون” وأطلق الرصاص على حامل العلم – الشاب سعال بوزيد – فأرداه قتيلا وهو ما أدى إلى حدوث الهلع في صفوف المتظاهرين الذين فروا وازداد هيجانهم، خاصة لما وصلوا إلى السوق وصاحوا بالجهاد ليبدأ العنف والتقتيل بالأسلحة البيضاء، حيث قتل رئيس محكمة سطيف في شارع” العقيد عميروش” حاليا وأربعة أوروبيين آخرين ورئيس البلدية “دولوكا” ورغم استعمال القوة ضد المتظاهرين واصل البعض من الموكب سيره لوضع باقة الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول.وحين وصلت الساعة 12:00 كان عدد القتلى من الأوروبيين قد بلغ 12 قتيلا، وعم خلال تلك اللحظة الصمت المفجع كل أنحاء المدينة. أما في مساء ذلك اليوم فقد اتخذ قرار منع التجول، ولكن شرارة المظاهرات كانت قد نقلت إلى نواحي سطيف مثل : عين عباسة، أوريسيا، عموشة، تيزي نبشار، عين الكبيرة، بني عزيز، خراطة … التي وصلها الخبر على الساعة الثالثة زوالا عندما وصلتها حافلة “ديشانيل” الآتية من سطيف والتي هوجمت أثناء الطريق، وفي صباح اليوم الموالي حوصرت خراطة من كل الجهات من طرف سكان المنطقة الذين قتلوا القاضي وزوجته وأحد المعمرين، كما أحرقوا دار البلدية والمحكمة وإدارة الضرائب… وهكذا كان الأمر في الضواحي الأخرى خاصة بني عزيز، وقد كان استرجاع الهدوء على حساب مئات القتلى والجرحى، وكانت النهاية مأساوية جدا. واختلفت المصادر في تحديد عدد القتلى والمشهور هو 45000 شهيد، أما من المعمرين الأوروبيين فقد قتل 102 وجرح 150، وقد قتل منهم في سطيف فقط 88 قتيلا – سطيف وضواحيها – والأرقام سيدة الموقف بعدها كانت الثورة المباركة وكان لأهل سطيف فضل المشاركة وإشعال نار المعركة، خاصة أن موقع سطيف الجغرافي يسمح بذلك – فهي تتوسط الولايات الأولى والثانية والثالثة – لهذا تم إنشاء مراكز للقيادة عبر المنطقة أهمها جبل بابور، جبل بوطالب، جبال بني ورثلان …الخ . سطيف عهد الاستقلال أواخر سنوات الثورة تم إنشاء عمالات – ولايات – وأنشئت عمالة سطيف سنة 1956 والتي تضم 9دوائر 186بلدية، وبعد الاستقلال احتفظت ولاية سطيف بحدودها الإقليمية القديمة : ولاية سطيف الحالية و ولايتي بجاية وبرج بوعريريج وجزء من ولاية المسيلة. وطبقا للأمر رقم 74/69 المؤرخ في 02 جويلية 1974م والقانون رقم 84/09 المؤرخ في 04 فيفري 1984م المتعلقان بإعادة التنظيم الإقليمي للوطن نتج عنهما ترقية بجاية والمسيلة والبرج إلى ولايات. وتعتبر سطيف عاصمة للهضاب العليا، ونظرا لموقعها الممتاز فهي من المدن الرئيسية للبلاد خاصة أنها تمتلك شبكة طرق واسعة طولها 3131كلم منها 600كلم وطنية، و516 كلم طرق ولائية، و 2015كلم طرق بلدية. تقع مدينة سطيف على ارتفاع 1100م عن مستوى سطح البحر، تمتاز بمناخ شديد الحرارة صيفا والبرودة شتاءا، تبعد عن الجزائر العاصمة غربا ب :300كلم وعن قسنطينة شرقا ب :127كلم وعن بجاية شمالا ب :111كلم وعن باتنة جنوبا ب :130كلم. توجد ولاية سطيف بالضبط بين خطي طول 5° و6° شرق خط غرينويتش وبين خطي 35° و50° شمال خط الاستواء. تنقسم تضاريس ولاية سطيف إلى ثلاث مناطق : منطقة جبلية وتتمثل في سلسلة جبال بابور التي تغطي 100كلم من شمال الولاية، منطقة الهضاب العليا وتنحصر ارتفاعاتها بين 800 م و 1300م وبها عدة تلال وجبال منها مقرس، بوطالب، جبل يوسف. منطقة الشريط الجنوبي وتحتوي على مخفضات توجد بها شطوط أهمها : شط ملول(قلال)، شط البيضة(حمام السخنة)، وشط الفرين(عين الحجر). أما عن المياه والأودية فأهمها واد بوسلام الدائم الجريان الذي يصل حتى واد الصومام ببجاية ولقد تم إنجاز سد “عين زادة” فوق هذه الوادي – ببرج بوعريريج -. أما عن النباتات فالمساحة الغابية تقدر بحوالي 109.000 هكتار، أهم الأشجار : صنوبر، فلين، أرز، بلوط…الخ. ونشير إلى أن منطقة سطيف أصلا منطقة فلاحية بالدرجة الأولى، لكنها عرفت تغييرات جذرية خاصة منذ سنة 1971م حين بدأت مشاريع التنمية تنجز، فتحولت المدينة إلى قطب صناعي هام والمركبات التي تمتلكها لدليل على ذلك. كما تحتوي الولاية تقريبا على جميع المرافق العمومية من جامعة، مدارس، ثانويات، مراكز صحية مستشفيات، دور الشباب، دار الثقافة، المتحف، المركب الرياضي، حديقة التسلية، إذاعة، مساجد … إذا أطللنا إطلالة خفيفة على مساجد المدينة فنقول أن سطيف قبل الاستقلال كانت تملك مسجدين فقط أما اليوم فتضم الولاية 488 مسجد يوجد في بلدية سطيف فقط 22 مسجد حسب آخر الإحصائيات. مساحة ولاية سطيف تبلغ :6504 كلم2 أي 0.27 من مساحة التراب الوطني وعدد سكان الولاية يقدر ب:1.287.114 نسمة أما مساحة البلدية -بلدية سطيف- فتبلغ 145كلم2 وعدد سكانها :245.495 نسمة. أما عدد المصليات فهو بكل صراحة0. في جميع قطر الولاية، بعدما كانت منتشرة منذ أعوام فقط بصفة مذهلة، وهذا كله حصاد الفتنة النتنة التي سلطت علينا. أما عن المدارس القرآنية فقد انتشرت مؤخرا وبدأ اهتمام الدولة بها وتفوق 20مدرسة قرآنية. أما الزوايا فأغلبها أغلقت وكان عددها 11 زاوية يرجع تاريخ بعضها إلى 1200 م كزاوية “سيدي حسن” الموجودة بعين الروى والتي يبلغ عدد تلاميذها 50 تلميذا. والآن ذكر لبعض أشهر مساجد المدينة : مسجد العتيق : أقدم مساجد المدينة، مستوحى من الطابع الأندلسي، سعته الأولية 300 مصلي و2500 بعد توسيعه، وهو بناء أثري مصنف من طرف وزارة الثقافة. مسجد أبي ذرة الغفاري : بني سنة 1928م تم تدشينه عام 1931م من طرف أعضاء جمعية العلماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ الإمام ابن باديس، ويعد الشيخ البشير الإبراهيمي أول خطيب بالمسجد، والمسجد طراز مغربي سعته 1000 مصلي، و أدى هذا المسجد دورا حاسما على الصعيد السياسي في حوادث 08 ماي 1945. مسجد البشير الإبراهيمي : بني عام 1982م سعته 3000 مصلي له مئذنتان. كما تمتاز ولاية سطيف بمواقع أثرية هامة – ذكرنا في عرضنا السابق – إلا أن الشيء المميز فيها هو عين الفوارة – التي لم نضعها ولم نصنعها لأنها بكل بساطة مخالفة لعلاقاتنا وآدابنا، فكيف لشعب أبي مسلم عزيز النفس والنيف يضع تمثالا لامرأة عارية وسط المدينة، والتي تشتهر بكثرة مياهها العذبة حتى أن بعض المغرومين بها قال : “من شرب ماءها لابد أن يعود إليها يوما “. كما شيد بالمدينة مقام الشهيد تمجيدا لذكرى الشهداء، وهو نصب تذكاري يبلغ ارتفاعه 35 م وقد شيد فوق هضبة تطل على المدينة، ويحتوي بطابقه السفلي على مكتبة ومتحف للجهاد |
|||
2011-08-23, 15:19 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
سطيف العاصمة الاقتصادية
سطـيـف : ما قبل التاريـخ يعود تاريـخ ولاية سطيف إلـى العصور الغابرة - ما قبل التاريـخ - والـمحطات التاريـخية التـي اكتشفت عبـر ترابـها تدل علـى ذلك. سطيـف : عهد الرومان لقد كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنيـن سلالة تنتمـي إلـى رجل كرومانيو الذي انـحدر من ذريته الأمازيغ - الرجال الأحرار - والذين تنظموا علـى شكل قبائل، ولـم تظهر الدولة الـجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالث والثانـي قبل الـميلاد عندما برزت مـملكتيـن : المـملكة الـمسياسلية التـي كان يـحكمها سيفاكس، والمـملكة الثانية هـي مسيليا بقيادة مسينيسا. واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لـمملكة مسينسا أو مـملكة سيفاكس، و الأرجـح أنها كانت للمملكة الـمسياسيلية وهذا لأن مسينسا كان حليفا مـخلصا لروما - وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه - عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.م ولـم تفقد هذه الـمكانة إلا بعد قدوم "جـوبا" الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشال عاصمة له. وبعد انهزام قرطاجنة تـحصل ماسينسا نوميديا جزاء علـى تـحالفه وبقـي تـحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت الـمنافسة بيـن الأحفاد ومنهم وأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلـى نوميديا، ولـم يتمكن من تـحقيق حـلمه وهدفه، وسـمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لـم ييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتـى أن سطيف شهدت أراضيها الـمعركة الشهيـرة والفاصلة بيـن يوغرطا وماريوس. ومنذ 105 ق.م حتـى 42 م إزداد تدخل الرومان واصبح اكثر سفورا، مـما أدى إلـى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا فـي الـجيش الرومانـي، وفـي الفترة ما بيـن 17م و 24م نظم جيشا من الأهالـي من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا مساهـمة فعالة فـي تلك الثورة. وقد أدى تعدد الثورات والانتفاضات والـمقاومات إلـى دفع الرومان بضم كل الشمال الإفريقـي إلـى إمبراطوريتهم سنة 42م. واهتـم الرومان بسطيف نظرا لـموقعها الـجغرافـي الـممتاز الذي يسيطر علـى السهول والـهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها علـى حقول كبيـرة للـمياه الـجوفية، وموقعها الإستراتيـجـي عند سفح جبل بابور، التـي كانت مناسبة للـمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان. ولـهذه الأسباب قرر الإمبراطور "نـيـرفا" سنة 97م إنشاء مستعمرة لقدماء الـجيش فـي موقع "سيتيفيس" والتـي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيا نيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم ... وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية "أزديف" ومعناها التربة السوداء، لذا كانت منطقة سطيف مـخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف. وفـي بداية التوسع العـمرانـي للرومان إتخذوا من "سيتيفيس" و"كويكول" مراكز عسكرية تطورت فيـما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيف لتصبح عاصمة لـموريطانيا السطائفية. والتـي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست علـى الـجانب الاقتصادي فـي صبغة مـحلية ودولية أوصلها إلـى الـتحكم فـي التبادل الـتجاري وبـخاصة الـحبوب. ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع الـمتردي قرر الإمبراطور "ديوكرتيان" سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلـى ناحيتيـن : موريطانيا القيصرية و موريطانيا ستيفانيس التـي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداري الـجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جـميلة-، ومونس، واد الذهب وبنـي فودة وطبعا سيتيفيس. وباعتراف"قسطنطيـن الأول" سنة 306م بالـمسيحية دينا للدولة شهدت سيتيفيس و كويكول خاصة حركة عـمرانية مـميزة تـمثلت فـي أحياء مسيحية كـحـي الكنائس بسطيف، لكن هذا التطور العمرانـي الـجديد وهذه الإجراءات الـمتخذة لـم تفلح فـي إيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي، وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5 سنة 419 م حيث يصف القديس "أوغيستان" هذه الكارثة قائلا : "لقد كانت الـهزات عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهم طيلة 5 أيام". ثـم بعد ذلك كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندما قدموا من "طـانـجـا" باتجاه "قــرطاج" ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلـى غاية سنة 539 م. حيـن بدأ العهد البيزنطـي باحتلال العميد "سالمون" للـمدينة وقام بتـرميمها - لأنها دمرت علـى إثر الزلزال ولـم يبق إلا عدد قليل من السكان - وجعلها عاصمة لإقليم موريطانيا الأولـى. وقد شيد بها القلعة البيزنطية التـي لا يزال سورها الغربـي والـجنوبـي قائما إلـى الآن والتـي تشهد وتدل علـى أن البيزنطييـن ركزوا علـى الـجانب الدفاعـي بـحيث أنهم حصنوا الـمدن ودعموها بـمراكز حراسة متقدمة فـي كامل الـمنطقة. وكـخلاصة نقول أن مـجـيء البيزنطييـن إلـى شـمال إفريقيا كان مـحاولة فاشلة فـي إحياء مـجد الإمبراطورية الرومانية لأن الـهيمنة البيزنطية لـم تستـمر طويلا نظرا لعدم سيطرتها علـى زمام الـحكم نتيجة تزايد الثورات وحتـى الإمبراطورية البيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الـحق والعدل والـحرية والإسلام. وخلال كل هذه الفترة برزت عدة مناطق أثرية لـها قيمتها الـمحلية وحتـى الدولية نذكر منها علـى سبيل الـمثال الـمواقع الأكثر شهرة : الـمـوقــع الأول : كــويكــول (جـمـيلة ) فـي شـمال السهول العالية، وفـي قلب الـجبال بنـى الرومان مدينة كويكول أي كما نسميها حاليا "جـميلة" فقد بنيت هذه الـمدينة فـي سنة 96-97 م علـى ارتفاع مـحجر فـي واد منفرج بيـن سلسلة جبال لـها إمكانيات للدفاع طبيعية مـمتازة. فـي وسط هذه الـمدينة توجد ساحة كبيـرة تدور حولـها الـحياة السياسية والـحياة الاجتماعية فـي بناءات عـمومية منها : الـمحكمة - كـما تدعـى البازيليك - وقاعة الـمجلس البلدي، والـمعبد الـمهدى إلـى الآلهة "جوبيتيـر" حامية الـمدينة، وبالقرب من هذه البناءات تدور الـحياة الاقتصادية فـي السوق. وقد اشترك فـي هذا التشييد الـمعماري الرائع أعيان الأسر فـي جـميلة، التي توجد حتـى الآن آثار منازلـهم علـى حافة الطريق التـي تشق الـمدينة من الشمال إلـى الـجنوب، هذه المنازل كانت مفروشة بالفسيفساء التـي حفظت منها أشكال كثيـرة فـي الـمتحف، وتبيـن لنا مظاهر من الـحياة الاجتماعية كـما تقدم لنا صورا عن الـحيوان أو تشكيلات هندسية وكل هذا كان النقش الذي يـميل إليه أهل جـميلة. لقد كانت الـحياة الاقتصادية مزدهرة فـي القرن 2 م وأوائل القرن 3 م واستفادت جـميلة خصوصا من هذا الرخاء، لـهذا شيدت بناءات من وراء الأسوار البدائية ومن هذه البناءات الـحمام والـمسرح، والساحة الكبيرة، الـمعابد وخاصة معبد الأسرة القيصرية "سفيروس"، وقوس "كركلا" ودهاليـز و فوارات ... كذلك بنيت منازل رائعة كـمنزل باخوس، كـما بنـى الـمسيحيون معابد متواضعة قربها مساكن لرجال الدين. فـجميلة حقيقة مدينة رائعة ومتواضعة، أغلب مواردها فلاحية، وإنتاجها الرئيسـي يستخرج من الـمزارع الـمحيطة بالـمدينة أو من أراضـي السهول والـجبال. ويبقـى التساؤل الـمطروح : كيف توارت هذه الـمدينة واختفت وانجلت ؟ فـي الواقع لا أحد يعلم ذلك، إلا وجود بعض الـمعالم تدل علـى أن جـميلة كانت مسكونة وفيها حركة ولو بطيئة فـي خلال القرنيـن 11 م و12 م والفخار الـمكتشف هناك يدل علـى ذلك. لكن كيف كانت الـحياة ومن عاش هناك؟ هنا يـحدث الارتباك، ولا أحد يـملك الـجواب. سـطيـف عــهد الإسـلام وبقيت الـمدينة علـى هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتـى العهد العثمانـي لـم تشهد فيه سطيف تطورا مـلحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هـي بايلك الشرق وبذلك ذهب الاهتمام إليها - قسنطينة - وقد شهدت الـمدينة عدة معارك كبرى بيـن باي تونس و باي قسنطينة فـي العهد التـركـي. كـما نـجد بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة فـي سطيف حيث نـجد بعض الزوايا الـمتواجدة فـي الـمرتفعات والـجبال، وكذلك مـسجد العتيق الـواقع وسط الـمدينة فهو يـمتد إلـى العهد العثمانـي، وخاصة مئذنته التـي مازالت تشهد إلـى اليوم عبقرية الفن الإسلامـي. أما آثار هذه الـحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلـى 1982 بالقلعة البيزنطية - حديقة التسلية - كشفت لأول مرة عن وجود حـي إسلامـي يعود تاريـخه إلـى القرنيـن 9 و10 م يعكس بداية العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الـجغرافيون والـمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى علـى أن الـمدينة كانت فـي أوج تطورها و ازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تـجاري مكثف - كـما ذكرنا سابقا - ويتـمثل فيها الـمستوى العمرانـي الإسلامـي فـي تـجمع عدد كبيـر من الـمنازل مـخططة ومربعة الشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات نظمت علـى شكل أجنحة تـحيط بالفناء وتتـمثل هذه الأجنحة فـي قاعة الاستقبال، غرفة النوم، الـمطبخ، الإسطبلات ... إلخ. وبـهذا الـمثال يتضح لنا مدى التطور والـمدنية التـي بلغتها الـحضارة الإسلامية . تــاريــخ قــلعة بنـي حــمــاد بدأت الـمصادر العربية فـي ذكر القلعة الـحمادية ابتداء من القرن (4هـ/10م)، وقد دخلت القلعة مرحلتها التاريخية بالضبط سنة 1007-1008 عندما طالب "حـماد بن بولوغيـن" أميـر الدولة الزيرية بالـمغرب الأوسط مولاه "بـاديـس" السماح له بتأسيس القلعة، وحسب" ابن خلدون" فإن مدة بنائها دامت سنتيـن، ثـم تـم تعميـرها بالسكان بعدما أحيطت بسور فـتحت فيه ثلاث أبواب. وفـي عهد الـخليفة "الناصر" شهدت عاصمة الـحمادييـن تغييـرا عـمرانيا هاما جعل منها مقصد كل سكان الـمغرب خاصة بعد سقوط" القيروان" فـي يد "الـهلالييـن"، كـما نشيـر فـي عهده إلـى توسيع الـمساجد وبناء القصور، ورغـم انتقال الـخلافة إلـى مدينة بـجاية بقيت القلعة تلعب دورها كـمدينة هامة فـي الـمغرب الأوسط، و ابتداء من 1105 م - حكم الـخليفة العزيز - بدأت القلعة تفقد مكانتها خاصة بعد حصار الـهلالييـن لـها وهـجرة سكانها إلـى مدن مـجاورة، وتـم القضاء عليها نـهائيا من طرف الـموحدين فـي عهد "عبد الـمؤمن بن علـي" الذي جهز جيشا ضخما وزحف علـى كل معارضيه وقـضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب الـمعارك. وبعد هذه الفترة لـم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التـي اكتسبتها من قبل. سطيف عهد الاستعمار الفــرنسـي بعد دخول فرنسا للجزائر سنة 1830 م بدأت تـحتل الولايات تباعا، وكان نصيب ولاية سطيف أن احتلت يوم 15 ديـسمبر 1848 م بقيادة الـجنرال "غـالبـوا" وانتهج الاستعمار سياسة ماكرة قاهرة حقيـرة اتـجاه الأهالـي، فقد انتزعت منهم أراضيهم وسلمت للأهالـي وكذلك جـميع الامتيازات الأخرى، وساعدت البنوك الكبرى والشركات العقارية الرأسمالية هذه العملية، وكانت النتيجة الطبيعية تدهور معيشة الـمواطنيـن مـما أدى إلـى نشوب ثورات وحركات مسلحة أهمها ثورة" الـمقرانـي" سنة 1971 م والتـي مست جزءا كبيـرا من منطقة سطيف، لكن هذه الثورات فشلت ولـم تـحقق هدفها النهائـي الـمنشود. إن الاستعمار الفرنسـي لـم يولـي أية عناية بالآثار التاريـخية التـي وجدها بالـمنطقة إذ استعمل الـحجارة الـمنحوتة التـي تعود إلـى العهد الرومانـي فـي بناء الثكنات العسكرية. ولقد أصبحت مدينة سطيف رسـميا بلدية بـموجب أمر ملكـي، كـما أحيطت الـمدينة أثناء الاحتلال الفرنسـي بسور له أربعة أبواب هـي : باب الـجزائر، باب بسكرة، باب قسنطينة، باب بـجاية. هذه ونشيـر إلـى أن الـمدينة لـم تشهد توسعا عـمرانيا كبيـرا إلا فـي عام 1918 م – بعد الحرب العالمية الأولى - وقد استرجعت مدينة سطيف أهـميتها من الناحية الإستراتيجية خاصة حيـن اتخذها الاستعمار مركزا لبسط نفوذه علـى بقية الـمناطق والدليل وجود عمارة أوروبية ذات طابع حديث نوعا ما فـي مدينة سطيف - خاصة وسط الـمدينة -. و استمر الحال كذلك حتـى بدأت حركة الوعـي تنتشر بعد تأسيس جـمعية العلماء الـمسلميـن الجزائريين خاصة أن أحد مؤسسيها من منطقة سطيف - كـما يذكر أن الشيخ ابن باديس رحمه الله قد جاء إلـى مدينة سطيف متخفيا ومكث بعض الوقت وكان يبيت فـي منزل بـمنطقة المعدمين الـخمسة - لـجنـان -. ومع مرور الوقت اكتسب سكان سطيف وعيا سياسيا - خاصة بعد تأسيس الأحزاب السياسية الـحديثة ذات الاتجاه الاستقلالي وظهور الكشافة الإسلامية الـجزائرية التـي أسسها الشهيد" مـحمد بوراس" وأول من أدخلها - الكشافة - إلـى سطيف هو الشهيد "حسان بـلخيـر" وهذا سنة 1938 م وأسس أول فوج سـماه فوج الـحياة بعد كل هذه الـمعالـم جاءت الظروف لتبرهن عـما يـختلج من صدق وحـماس فـي ضميـر كل وطنـي غيور علـى وطنه ودينه ولغته وقوميته وكانت أحداث 08 مـاي 1945 حيث بدأت الـمظاهرات السياسية الـمطالبة بالـحرية و الاستقلال وتـحقيق الوعود الـمعسولة، ورد الـحقوق الشرعية للشعب فكان رد الاستعمار حاسـما حازما بشعا مأساويا. أحداث 08 مــاي 1945 م فـي سطــيف منذ الفاتـح مــاي والـجزائر فـي توتر شديد وفـي جو عاصف وقد كانت سطيف أقل عنفا وتوترا، حتـى إذا ما وصل يوم 07 مــاي وأعلن الـحلفاء إنتصارهم، وبدأ الشعب يشتـم رائحة الكذب والـخيانة والغدر فكانت الـمظاهرات : لقد خرج السكان - بعدما أجيزت الـمظاهرات من نيابة الولاية - وتوجهوا إلـى الـمسجد القريب من الـمحطة "مسجد أبي ذرة الغفاري" وهو مكان التجمع، وكان العدد يتزايد باستمرار حتـى الساعة 08:00 صباحا حيث انطلقت الـمظاهرات علـى الساعة 08:15 وكانت الكشافة تتقدم الـموكب ووراءهم حاملوا الزهور، ثـم الـجماهيـر الـمتظاهرة التـي قدرت بـحوالـي 15 ألفا، وكان يوم السوق الأسبوعـي للمدينة. وقد عبر الـموكب الطريق الرئيسـي للمدينة، وأثناء الطريق رفع العلم من طرف شاب يدعـى "سعال بوزيد" وكان الـموكب آنذاك مراقبا من قبل الشرطة وأصحاب الدراجات النارية وكانت النسوة تـحمس الـمتظاهريـن بالزغاريد، وعند مقهـى فرنسا خرج محافظ الشرطة القضائية "أوليفري" آمرا الـمتظاهريـن بالتوقف وسحب العلم الـجزائري، وحيـن لـم يستجب له حاول نزعه بالقوة وطلب من زملائه التدخل، فتدخل الـمفتش "لافاوون" وأطلق الرصاص علـى حامل العلم - الشاب سعال بوزيد - فأرداه قتيلا وهو ما أدى إلـى حدوث الـهلع فـي صفوف الـمتظاهريـن الذين فروا وازداد هيجانهم، خاصة لـما وصلوا إلـى السوق وصاحوا بالـجهاد ليبدأ العنف والتقتيل بالأسلحة البيضاء، حيث قتل رئيس مـحكمة سطيف فـي شارع" العقيد عـميروش" حاليا وأربعة أوروبييـن آخـرين ورئيس البلدية "دولوكا" ورغـم استعمال القوة ضد الـمتظاهرين واصل البعض من الـموكب سيره لوضع باقة الزهور علـى النصب التذكاري للجندي الـمجهول.وحـين وصلت الساعة 12:00 كان عدد القتلـى من الأوروبييـن قد بلغ 12 قتيلا، وعـم خلال تلك اللحظة الصمت الـمفجع كل أنـحاء الـمدينة. أما فـي مساء ذلك اليوم فقد اتخذ قرار منع الـتجول، ولكن شرارة الـمظاهرات كانت قد نقلت إلـى نواحـي سطيف مثل : عيـن عباسة، أوريسيا، عـموشة، تيزي نبشار، عيـن الكبيـرة، بنـي عزيز، خراطة ... التـي وصلها الـخبـر علـى الساعة الثالثة زوالا عندما وصلتها حافلة "ديشانيل" الآتية من سطـيف والتـي هوجـمت أثناء الطريق، وفـي صباح اليوم الـموالـي حوصرت خراطة من كل الـجهات من طرف سكان الـمنطقة الذين قتلوا القاضـي وزوجته وأحد الـمعمرين، كـما أحرقوا دار البلدية والـمحكمة وإدارة الضرائب... وهكذا كان الأمر فـي الضواحـي الأخرى خاصة بنـي عزيز، وقد كان استرجاع الـهدوء علـى حساب مئات القتلـى والـجرحـى، وكانت النهاية مأساوية جدا. واختلفت الـمصادر فـي تـحديد عدد القتلـى والـمشهور هو 45000 شهيد، أما من الـمعمرين الأوروبييـن فقد قتل 102 وجرح 150، وقد قتل منهم فـي سطيف فقط 88 قتيلا - سطيف وضواحيها - والأرقام سيدة الـموقف بعدها كانت الثورة المباركة وكان لأهل سطيف فضل المشاركة وإشعال نار الـمعركة، خاصة أن موقع سطيف الـجغرافـي يسمح بذلك - فهـي تتوسط الولايات الأولـى والثانية والثالثة - لـهذا تـم إنشاء مراكز للقيادة عبـر الـمنطقة أهمها جبل بابور، جبل بوطالب، جبال بنـي ورثلان ...الخ . سطـيف عــهــد الاستقلال أواخر سنوات الثورة تـم إنشاء عـمالات - ولايات - وأنشئت عـمالة سطـيف سنة 1956 والتـي تضم 9دوائر 186بلدية، وبعد الاستقلال احتفظت ولاية سطيـف بـحدودها الإقليمية القديـمة : ولاية سطـيف الـحالية و ولايتـي بـجاية وبرج بوعريريـج وجزء من ولاية الـمسيلة. وطبقا للأمـر رقم 74/69 الـمؤرخ فـي 02 جويلية 1974م والقانون رقـم 84/09 الـمؤرخ فـي 04 فيفري 1984م الـمتعلقان بإعادة التنظيم الإقليمـي للوطن نتـج عنهما ترقية بـجاية والـمسيلة والبـرج إلـى ولايات. وتعتبـر سطيف عاصمة للهضاب العليا، ونظرا لـموقعها الـممتاز فهـي من الـمدن الرئيسية للبلاد خاصة أنها تـمتلك شبكة طرق واسعة طولـها 3131كلم منها 600كلم وطنية، و516 كلم طرق ولائية، و 2015كلم طرق بلدية. تقع مدينة سطـيف علـى ارتفاع 1100م عن مستوى سطح الـبحر، تـمتاز بـمناخ شديد الـحرارة صيفا والبرودة شتاءا، تبعد عن الـجزائر العاصمة غربا بـ :300كلم وعن قسنطينة شرقا بـ :127كلم وعن بـجاية شـمالا بـ :111كلم وعن باتنة جنوبا بـ :130كلم. توجد ولاية سطـيف بالضبط بيـن خطـي طول 5° و6° شرق خط غرينويتش وبيـن خطـي 35° و50° شـمال خط الاستواء. تنقسم تضاريس ولاية سطـيف إلـى ثلاث مناطق : منطقة جبلية وتتـمثل فـي سلسلة جبال بابور التـي تغطـي 100كلم من شـمال الولاية، منطقة الـهضاب العليا وتنحصر ارتفاعاتها بيـن 800 م و 1300م وبـها عدة تلال وجبال منها مقرس، بوطالب، جبل يوسف. منطقة الشريط الـجنوبـي وتـحتوي علـى مخفضات توجد بـها شطوط أهمها : شط ملول(قلال)، شط البيضة(حمام السخنة)، وشط الفرين(عين الحجر). أما عن الـمياه والأودية فأهمها واد بوسلام الدائم الـجريان الذي يصل حتـى واد الصومام ببـجاية ولقد تـم إنـجاز سد "عيـن زادة" فوق هذه الوادي - ببـرج بوعريريـج -. أما عن النباتات فالـمساحة الغابية تقدر بـحوالـي 109.000 هكتار، أهـم الأشجار : صنوبر، فليـن، أرز، بلوط...الخ. ونشيـر إلـى أن منطقة سطـيف أصلا منطقة فلاحية بالدرجة الأولـى، لكنها عرفت تغييـرات جذرية خاصة منذ سنة 1971م حين بدأت مشاريع التنمية تنجز، فتحولت الـمدينة إلـى قطب صناعـي هام والـمركبات التـي تـمتلكها لدليل علـى ذلك. كـما تـحتوي الولاية تقريبا علـى جـميع الـمرافق العمومية من جامعة، مدارس، ثانويات، مراكز صحية مستشفيات، دور الشباب، دار الثقافة، الـمتحف، الـمركب الرياضـي، حديقة التسلية، إذاعة، مساجد ... إذا أطللنا إطلالة خفيفة علـى مساجد الـمدينة فنقول أن سطيف قبل الاستقلال كانت تـملك مسجدين فقط أما اليوم فتضم الولاية 488 مسجد يوجد فـي بلدية سطـيف فقط 22 مسجد حسب آخر الإحصائيات. مساحة ولاية سطـيف تبلغ :6504 كلم2 أي 0.27 من مساحة التراب الوطنـي وعدد سكان الولاية يقدر بـ:1.287.114 نسمة أما مساحة البلدية -بلدية سطـيف- فتبلغ 145كلم2 وعدد سكانها :245.495 نسمة. أما عدد الـمصليات فهو بكل صراحة0. فـي جـميع قطر الولاية، بعدما كانت منتشرة منذ أعوام فقط بصفة مذهلة، وهذا كله حصاد الفتنة النتنة التـي سلطت علينا. أما عن الـمدارس القرآنية فقد انتشرت مؤخرا وبدأ اهتمام الدولة بها وتفوق 20مدرسة قرآنية. أما الزوايا فأغلبها أغلقت وكان عددها 11 زاوية يرجع تاريخ بعضها إلـى 1200 م كزاوية "سيدي حسن" الـموجودة بعين الروى والتـي يبلغ عدد تلاميذها 50 تلـميذا. والآن ذكر لبعض أشهر مساجد المدينة : - مسجد العتيق : أقدم مساجد الـمدينة، مستوحى من الطابع الأندلسـي، سعته الأولية 300 مصلـي و2500 بعد توسيعه، وهو بناء أثري مصنف من طرف وزارة الثقافة. - مسجد أبـي ذرة الغفاري : بنـي سنة 1928م تم تدشينه عام 1931م من طرف أعضاء جـمعية العلماء الـمسلمين وعلـى رأسهم الشيخ الإمام ابن باديس، ويعد الشيخ البشيـر الإبراهيمـي أول خطيب بالـمسجد، والـمسجد طراز مغربـي سعته 1000 مصلـي، و أدى هذا الـمسجد دورا حاسـما علـى الصعيد السياسـي فـي حوادث 08 مــاي 1945. - مسجد البشيـر الإبراهيمـي : بنـي عام 1982م سعته 3000 مصلـي له مئذنتان. كـما تـمتاز ولاية سطـيف بـمواقع أثرية هامة - ذكرنا فـي عرضنا السابق - إلا أن الشـيء الـمميز فيها هو عيـن الفوارة - التـي لـم نضعها ولـم نصنعها لأنها بكل بساطة مـخالفة لعلاقاتنا وآدابنا، فكيف لشعب أبـي مسلم عزيز النفس والنيف يضع تـمثالا لامرأة عارية وسط الـمدينة، والتـي تشتهر بـكثرة مياهها العذبة حتـى أن بعض الـمغروميـن بها قال : "من شرب ماءها لابد أن يعود إليها يوما ". كـما شيد بالـمدينة مقام الشهيد تـمجيدا لذكرى الشهداء، وهو نصب تذكاري يبلغ ارتفاعه 35 م وقد شيد فوق هضبة تطل علـى الـمدينة، ويـحتوي بطابقه السفلـي علـى مكتبة ومتحف |
|||
2011-08-23, 15:20 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
تعتبر ولاية سطيف عاصمة للهضاب العليا في هذا الوطن الحبيب ، ونظرا لـموقعها الـممتاز فهـي من الـمدن الرئيسية للبلاد خاصة أنها تـمتلك شبكة طرق واسعة طولـها 3131كلم منها 600كلم وطنية، و516 كلم طرق ولائية، و 2015كلم طرق بلدية.
موقع ولاية سطيف: الموقع الفلكي : تقع ولاية سطيف بالضبط بيـن خطـي طول 5° و6° شرق خط غرينويتش وبيـنخطـي 35° و50° شـمال خط الاستواء. الموقع الجغرافي : تقع ولاية سطيف على ارتفاع 1100م عن مستوى سطح الـبحر، فهي تتميز بموقعها الجغرافي المتميز الرابط بين الوطن شمالا وجنوبا، شرقاوغربا ، تقع ولاية سطيف جنوب شرق الجزائر العاصمة على بعد 300 كلم ، يحدها من الشمال كل من ولايتي جيجل وبجاية ، و من الجنوب ولايتي باتنة و المسيلة ، و من الشرق ولاية ميلة ، و من الغرب ولاية برج بوعريرج. المساحة : تبلغ مساحة ولاية سطيف حوالي :6504 كلم2 أي 0.27 من مساحة التراب الوطنـي. المناخ : تتميز ولاية سطيف بمناخ قاري شبه جاف، حار صيفا و قارس شتاءا، أمطار الشتاء غزيرة ومضرة بالأرض، حيث تساهم في تعرية الأرض و انجراف التربة، ، أما في فصل الصيف فترتفعدرجة الحرارة إلى الحد الذي تتسبب في اندلاع الحرائق ، كما تتميز بسقوط البرد والثلوج أثناء فصل الشتاء خاصة في قمم الجبال، أين تدوم حتى شهر مارس أو أفريل٠ التضاريس : . تنقسم تضاريس ولاية سطـيف إلـى ثلاث مناطق : 1- منطقة جبلية وتتـمثل فـي سلسلة جبال بابور التـي تغطـي 100كلم من شـمال الولاية 2- منطقة الـهضاب العليا وتنحصر ارتفاعاتها بيـن 800 م و 1300م وبـها عدة تلال وجبالمنها مقرس، بوطالب، جبل يوسف. منطقة الشريط الـجنوبـي 3- منطقة المخفضات توجدبـها شطوط أهمها : شط ملول(قلال)، شط البيضة(حمام السخنة)، وشط الفرين(عين الحجر) أما عن الـمياه والأودية فأهمها واد بوسلام الدائم الـجريان الذي يصل حتـى وادالصومام ببـجاية ولقد تـم إنـجاز سد "عيـن زادة" فوق هذه الوادي - ببـرج بوعريريـج سطـيـف ما قبل التاريـخ يعود تاريـخ ولاية سطيف إلـى العصور الغابرة - ما قبل التاريـخ - والـمحطات التاريـخية التـي اكتشفت عبـر ترابـها تدل علـىذلك. سطيـف عهد الرومان : لقد كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنيـن سلالةتنتمـي إلـى رجل كرومانيو الذي انـحدر من ذريته الأمازيغ - الرجال الأحرار - والذينتنظموا علـى شكل قبائل، ولـم تظهر الدولة الـجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالثوالثانـي قبل الـميلاد عندما برزت مـملكتيـن : المـملكة الـمسياسلية التـي كانيـحكمها سيفاكس، والمـملكة الثانية هـي مسيليا بقيادة مسينيسا. واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لـمملكة مسينسا أومـملكة سيفاكس، و الأرجـح أنها كانت للمملكة الـمسياسيلية وهذا لأن مسينسا كانحليفا مـخلصا لروما - وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه - عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.مولـم تفقد هذه الـمكانة إلا بعد قدوم "جـوبا" الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشالعاصمة له. وبعد انهزام قرطاجنة تـحصل ماسينسا نوميديا جزاء علـى تـحالفه وبقـيتـحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت الـمنافسة بيـن الأحفاد ومنهموأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلـى نوميديا، ولـم يتمكن من تـحقيقحـلمه وهدفه، وسـمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لـمييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتـى أن سطيف شهدت أراضيها الـمعركة الشهيـرةوالفاصلة بيـن يوغرطا وماريوس. ومنذ 105 ق.م حتـى 42 م إزداد تدخل الرومان واصبح اكثر سفورا، مـماأدى إلـى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا فـي الـجيشالرومانـي، وفـي الفترة ما بيـن 17م و 24م نظم جيشا من الأهالـي من بينهم سكانمنطقة سطيف الذين ساهموا مساهـمة فعالة فـي تلك الثورة. وقد أدى تعدد الثورات والانتفاضات والـمقاومات إلـى دفع الرومان بضمكل الشمال الإفريقـي إلـى إمبراطوريتهم سنة 42م. واهتـم الرومان بسطيف نظرا لـموقعها الـجغرافـي الـممتاز الذي يسيطرعلـى السهول والـهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها علـى حقول كبيـرةللـمياه الـجوفية، وموقعها الإستراتيـجـي عند سفح جبل بابور، التـي كانت مناسبةللـمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان. ولـهذه الأسباب قرر الإمبراطور "نـيـرفا" سنة 97م إنشاء مستعمرةلقدماء الـجيش فـي موقع "سيتيفيس" والتـي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيانيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم ... وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية "أزديف" ومعناها التربةالسوداء، لذا كانت منطقة سطيف مـخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف. وفـي بداية التوسع العـمرانـي للرومان إتخذوا من "سيتيفيس" و"كويكول" مراكز عسكرية تطورت فيـما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيفلتصبح عاصمة لـموريطانيا السطائفية. والتـي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست علـىالـجانب الاقتصادي فـي صبغة مـحلية ودولية أوصلها إلـى الـتحكم فـي التبادلالـتجاري وبـخاصة الـحبوب. ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع الـمتردي قرر الإمبراطور "ديوكرتيان" سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلـى ناحيتيـن : موريطانيا القيصريةو موريطانيا ستيفانيس التـي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداريالـجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جـميلة-، ومونس، واد الذهبوبنـي فودة وطبعا سيتيفيس. وباعتراف"قسطنطيـن الأول" سنة 306م بالـمسيحية دينا للدولة شهدتسيتيفيس و كويكول خاصة حركة عـمرانية مـميزة تـمثلت فـي أحياء مسيحية كـحـي الكنائسبسطيف، لكن هذا التطور العمرانـي الـجديد وهذه الإجراءات الـمتخذة لـم تفلح فـيإيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي، وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيفالذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5 سنة 419 م حيث يصف القديس "أوغيستان" هذهالكارثة قائلا : "لقد كانت الـهزات عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهمطيلة 5 أيام". ثـم بعد ذلك كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندماقدموا من "طـانـجـا" باتجاه "قــرطاج" ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلـى غاية سنة 539 م. حيـن بدأ العهد البيزنطـي باحتلال العميد "سالمون" للـمدينة وقام بتـرميمها - لأنها دمرت علـى إثر الزلزال ولـم يبق إلا عدد قليل من السكان - وجعلها عاصمةلإقليم موريطانيا الأولـى. وقد شيد بها القلعة البيزنطية التـي لا يزال سورها الغربـيوالـجنوبـي قائما إلـى الآن والتـي تشهد وتدل علـى أن البيزنطييـن ركزوا علـىالـجانب الدفاعـي بـحيث أنهم حصنوا الـمدن ودعموها بـمراكز حراسة متقدمة فـي كاملالـمنطقة. وكـخلاصة نقول أن مـجـيء البيزنطييـن إلـى شـمال إفريقيا كان مـحاولةفاشلة فـي إحياء مـجد الإمبراطورية الرومانية لأن الـهيمنة البيزنطية لـم تستـمرطويلا نظرا لعدم سيطرتها علـى زمام الـحكم نتيجة تزايد الثورات وحتـى الإمبراطوريةالبيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الـحق والعدل والـحرية والإسلام. وخلال كل هذهالفترة برزت عدة مناطق أثرية لـها قيمتها الـمحلية وحتـى الدولية نذكر منها علـىسبيل الـمثال الـمواقع الأكثر شهرة : الـمـوقــع الأول : كــويكــول (جـمـيلة ) فـي شـمال السهول العالية،وفـي قلب الـجبال بنـى الرومان مدينة كويكول أي كما نسميها حاليا "جـميلة" فقد بنيتهذه الـمدينة فـي سنة 96-97 م علـى ارتفاع مـحجر فـي واد منفرج بيـن سلسلة جباللـها إمكانيات للدفاع طبيعية مـمتازة. فـي وسط هذه الـمدينة توجد ساحة كبيـرة تدور حولـها الـحياة السياسيةوالـحياة الاجتماعية فـي بناءات عـمومية منها : الـمحكمة - كـما تدعـى البازيليك - وقاعة الـمجلس البلدي، والـمعبد الـمهدى إلـى الآلهة "جوبيتيـر" حامية الـمدينة،وبالقرب من هذه البناءات تدور الـحياة الاقتصادية فـي السوق. وقد اشترك فـي هذا التشييد الـمعماري الرائع أعيان الأسر فـي جـميلة،التي توجد حتـى الآن آثار منازلـهم علـى حافة الطريق التـي تشق الـمدينة من الشمالإلـى الـجنوب، هذه المنازل كانت مفروشة بالفسيفساء التـي حفظت منها أشكال كثيـرةفـي الـمتحف، وتبيـن لنا مظاهر من الـحياة الاجتماعية كـما تقدم لنا صورا عنالـحيوان أو تشكيلات هندسية وكل هذا كان النقش الذي يـميل إليه أهل جـميلة. لقد كانت الـحياة الاقتصادية مزدهرة فـي القرن 2 م وأوائل القرن 3 مواستفادت جـميلة خصوصا من هذا الرخاء، لـهذا شيدت بناءات من وراء الأسوار البدائيةومن هذه البناءات الـحمام والـمسرح، والساحة الكبيرة، الـمعابد وخاصة معبد الأسرةالقيصرية "سفيروس"، وقوس "كركلا" ودهاليـز و فوارات ... كذلك بنيت منازل رائعةكـمنزل باخوس، كـما بنـى الـمسيحيون معابد متواضعة قربها مساكن لرجال الدين. فـجميلة حقيقة مدينة رائعة ومتواضعة، أغلب مواردها فلاحية، وإنتاجهاالرئيسـي يستخرج من الـمزارع الـمحيطة بالـمدينة أو من أراضـي السهول والـجبال. ويبقـى التساؤل الـمطروح : كيف توارت هذه الـمدينة واختفت وانجلت؟ فـي الواقع لا أحد يعلم ذلك، إلا وجود بعض الـمعالم تدل علـى أنجـميلة كانت مسكونة وفيها حركة ولو بطيئة فـي خلال القرنيـن 11 م و12 م والفخارالـمكتشف هناك يدل علـى ذلك. لكن كيف كانت الـحياة ومن عاش هناك؟ هنا يـحدثالارتباك، ولا أحد يـملك الـجواب. سـطيـف عــهد الإسـلام وبقيت الـمدينة علـى هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتـى العهدالعثمانـي لـم تشهد فيه سطيف تطورا مـلحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هـي بايلك الشرقوبذلك ذهب الاهتمام إليها - قسنطينة - وقد شهدت الـمدينة عدة معارك كبرى بيـن بايتونس و باي قسنطينة فـي العهد التـركـي. كـما نـجد بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة فـي سطيف حيث نـجدبعض الزوايا الـمتواجدة فـي الـمرتفعات والـجبال، وكذلك مـسجد العتيق الـواقع وسطالـمدينة فهو يـمتد إلـى العهد العثمانـي، وخاصة مئذنته التـي مازالت تشهد إلـىاليوم عبقرية الفن الإسلامـي. أما آثار هذه الـحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلـى 1982 بالقلعةالبيزنطية - حديقة التسلية - كشفت لأول مرة عن وجود حـي إسلامـي يعود تاريـخه إلـىالقرنيـن 9 و10 م يعكس بداية العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الـجغرافيونوالـمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى علـى أنالـمدينة كانت فـي أوج تطورها وازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تـجاري مكثف - كـما ذكرنا سابقا - ويتـمثل فيهاالـمستوى العمرانـي الإسلامـي فـي تـجمع عدد كبيـر من الـمنازل مـخططة ومربعةالشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات نظمت علـى شكل أجنحة تـحيط بالفناءوتتـمثل هذه الأجنحة فـي قاعة الاستقبال، غرفة النوم، الـمطبخ، الإسطبلات ... إلخ. وبـهذا الـمثال يتضح لنا مدى التطور والـمدنية التـي بلغتها الـحضارةالإسلامية . تــاريــخ قــلعة بنـي حــمــاد بدأت الـمصادر العربية فـي ذكر القلعة الـحمادية ابتداء من القرن (4هـ/10م)، وقد دخلت القلعة مرحلتها التاريخية بالضبط سنة 1007-1008 عندما طالب "حـماد بن بولوغيـن" أميـر الدولة الزيرية بالـمغرب الأوسط مولاه "بـاديـس" السماحله بتأسيس القلعة، وحسب" ابن خلدون" فإن مدة بنائها دامت سنتيـن، ثـم تـم تعميـرهابالسكان بعدما أحيطت بسور فـتحت فيه ثلاث أبواب. وفـي عهد الـخليفة "الناصر" شهدت عاصمة الـحمادييـن تغييـرا عـمرانياهاما جعل منها مقصد كل سكان الـمغرب خاصة بعد سقوط" القيروان" فـي يد "الـهلالييـن"، كـما نشيـر فـي عهده إلـى توسيع الـمساجد وبناء القصور، ورغـمانتقال الـخلافة إلـى مدينة بـجاية بقيت القلعة تلعب دورها كـمدينة هامة فـيالـمغرب الأوسط، و ابتداء من 1105 م - حكم الـخليفة العزيز - بدأت القلعة تفقدمكانتها خاصة بعد حصار الـهلالييـن لـها وهـجرة سكانها إلـى مدن مـجاورة، وتـمالقضاء عليها نـهائيا من طرف الـموحدين فـي عهد "عبد الـمؤمن بن علـي" الذي جهزجيشا ضخما وزحف علـى كل معارضيه وقـضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب الـمعارك. وبعد هذه الفترة لـم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التـي اكتسبتهامن قبل. سطيف في عهد الاستعمار الفــرنسـي بعد دخول فرنسا للجزائر سنة 1830 مبدأت تـحتل الولايات تباعا، وكان نصيب ولاية سطيف أن احتلت يوم 15 ديـسمبر 1848 مبقيادة الـجنرال "غـالبـوا" وانتهج الاستعمار سياسة ماكرة قاهرة حقيـرة اتـجاهالأهالـي، فقد انتزعت منهم أراضيهم وسلمت للأهالـي وكذلك جـميع الامتيازات الأخرى،وساعدت البنوك الكبرى والشركات العقارية الرأسمالية هذه العملية، وكانت النتيجةالطبيعية تدهور معيشة الـمواطنيـن مـما أدى إلـى نشوب ثورات وحركات مسلحة أهمهاثورة" الـمقرانـي" سنة 1971 م والتـي مست جزءا كبيـرا من منطقة سطيف، لكن هذهالثورات فشلت ولـم تـحقق هدفها النهائـي الـمنشود. إن الاستعمار الفرنسـي لـم يولـي أية عناية بالآثار التاريـخية التـيوجدها بالـمنطقة إذ استعمل الـحجارة الـمنحوتة التـي تعود إلـى العهد الرومانـي فـيبناء الثكنات العسكرية. ولقد أصبحت مدينة سطيف رسـميا بلدية بـموجب أمر ملكـي، كـما أحيطتالـمدينة أثناء الاحتلال الفرنسـي بسور له أربعة أبواب هـي : باب الـجزائر، باببسكرة، باب قسنطينة، باب بـجاية. أحداث 08 مــاي 1945 م فـي سطــيف : منذ الفاتـح مــاي والـجزائر فـيتوتر شديد وفـي جو عاصف وقد كانت سطيف أقل عنفا وتوترا، حتـى إذا ما وصل يوم 07مــاي وأعلن الـحلفاء إنتصارهم، وبدأ الشعب يشتـم رائحة الكذب والـخيانة والغدرفكانت الـمظاهرات : لقد خرج السكان - بعدما أجيزت الـمظاهرات من نيابة الولاية - وتوجهواإلـى الـمسجد القريب من الـمحطة "مسجد أبي ذرة الغفاري" وهو مكان التجمع، وكانالعدد يتزايد باستمرار حتـى الساعة 08:00 صباحا حيث انطلقت الـمظاهرات علـى الساعة 08:15 وكانت الكشافة تتقدم الـموكب ووراءهم حاملوا الزهور، ثـم الـجماهيـرالـمتظاهرة التـي قدرت بـحوالـي 15 ألفا، وكان يوم السوق الأسبوعـي للمدينة. وقد عبر الـموكب الطريق الرئيسـي للمدينة، وأثناء الطريق رفع العلممن طرف شاب يدعـى "سعال بوزيد" وكان الـموكب آنذاك مراقبا من قبل الشرطة وأصحابالدراجات النارية وكانت النسوة تـحمس الـمتظاهريـن بالزغاريد، وعند مقهـى فرنسا خرجمحافظ الشرطة القضائية "أوليفري" آمرا الـمتظاهريـن بالتوقف وسحب العلم الـجزائري،وحيـن لـم يستجب له حاول نزعه بالقوة وطلب من زملائه التدخل، فتدخل الـمفتش "لافاوون" وأطلق الرصاص علـى حامل العلم - الشاب سعال بوزيد - فأرداه قتيلا وهو ماأدى إلـى حدوث الـهلع فـي صفوف الـمتظاهريـن الذين فروا وازداد هيجانهم، خاصة لـماوصلوا إلـى السوق وصاحوا بالـجهاد ليبدأ العنف والتقتيل بالأسلحة البيضاء، حيث قتلرئيس مـحكمة سطيف فـي شارع" العقيد عـميروش" حاليا وأربعة أوروبييـن آخـرين ورئيسالبلدية "دولوكا" ورغـم استعمال القوة ضد الـمتظاهرين واصل البعض من الـموكب سيرهلوضع باقة الزهور علـى النصب التذكاري للجندي الـمجهول.وحـين وصلت الساعة 12:00 كانعدد القتلـى من الأوروبييـن قد بلغ 12 قتيلا، وعـم خلال تلك اللحظة الصمت الـمفجعكل أنـحاء الـمدينة. أما فـي مساء ذلك اليوم فقد اتخذ قرار منع الـتجول، ولكن شرارةالـمظاهرات كانت قد نقلت إلـى نواحـي سطيف مثل : عيـن عباسة، أوريسيا، عـموشة، تيزينبشار، عيـن الكبيـرة، بنـي عزيز، خراطة ... التـي وصلها الـخبـر علـى الساعةالثالثة زوالا عندما وصلتها حافلة "ديشانيل" الآتية من سطـيف والتـي هوجـمت أثناءالطريق، وفـي صباح اليوم الـموالـي حوصرت خراطة من كل الـجهات من طرف سكان الـمنطقةالذين قتلوا القاضـي وزوجته وأحد الـمعمرين، كـما أحرقوا دار البلدية والـمحكمةوإدارة الضرائب... وهكذا كان الأمر فـي الضواحـي الأخرى خاصة بنـي عزيز، وقد كاناسترجاع الـهدوء علـى حساب مئات القتلـى والـجرحـى، وكانت النهاية مأساوية جدا. واختلفت الـمصادر فـي تـحديد عدد القتلـى والـمشهور هو 45000 شهيد،أما من الـمعمرين الأوروبييـن فقد قتل 102 وجرح 150، وقد قتل منهم فـي سطيف فقط 88قتيلا - سطيف وضواحيها - والأرقام سيدة الـموقف بعدها كانت الثورة المباركة وكانلأهل سطيف فضل المشاركة وإشعال نار الـمعركة، خاصة أن موقع سطيف الـجغرافـي يسمحبذلك - فهـي تتوسط الولايات الأولـى والثانية والثالثة - لـهذا تـم إنشاء مراكزللقيادة عبـر الـمنطقة أهمها جبل بابور، جبل بوطالب، جبال بنـي ورثلان ...الخ . كـما تـمتاز ولاية سطـيف بـمواقع أثرية هامة - ذكرنا فـي عرضناالسابق - إلا أن الشـيء الـمميز فيها هو عيـن الفوارة - التـي لـم نضعها ولـمنصنعها لأنها بكل بساطة مـخالفة لعلاقاتنا وآدابنا، فكيف لشعب أبـي مسلم عزيز النفسوالنيف يضع تـمثالا لامرأة عارية وسط الـمدينة، والتـي تشتهر بـكثرة مياهها العذبةحتـى أن بعض الـمغروميـن بها قال : "من شرب ماءها لابد أن يعود إليها يوم |
|||
2011-08-23, 15:26 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
شكرااااااا اخي مدينتنا من احسن المدن ربي يحفظ اهلها و ناسها |
|||
2011-08-26, 13:47 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
mr6 pour les informations |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
سطيف setif |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc