العدالة هي الاستقامة في الاستحقاق . والتوسط بين التفريط والافراط وهي غاية سامية تسعى المجتمعات قديمها وحديثها الى تحقيقها . مما أدى الى اختلا تجسيدها على ارض الواقع.ولقد شاع عند الفلاسفة في العصر القديم والحديث ان تحقيق المساواة بين الناس هو العدالة الحقة والمفهوم الاصح لها . وهنا يطرح الاشكال ما مدى صدق وصحة القول بان العالة الحقة هي التي تقوم على أساس المساواة؟
العدالة عند طائفة من الفلاسفة وكذا الفلاسفة العقليون ترمز الى المساواة بين الناس .لان المساواة هي صفة من صفات العدل واقرب اليه من التفاوت ولتحقيقها وجب علينا تجحسيد مبدأ المساواة دون النظر الى الفرد من حيث القوة والذكاء فالناس متساوون في هذه القدرات العقلية والجسمية منها . حيث يرى بعض الفلاسفة من حطباء اليونان *شيشرون* الذي قال * الناس سواء وليس شيء اشبه بالانسان من الانسان * اي أن الناس متشابهوون ومتساوون ومن جهة اخرى قال عمر ابن الخطاب *متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار* وفي المجتمعات الحديثة نجد الفيلسوف والعالم الاجتماعي الفرنسي * بوردون* ينادي بالمساواة كرمز انساني حيث قال * ان العدل يكمن في تحقيق الكرامة الانسانية * . ويدعو كانط في كتابه مشروع السلام الداعي الى نظام دولي فيه العلاقات ترتكز على الديمقراطية والمساواة والعدل . لذا للوصول الى الغاية التي تنشدها العدالة وجب تجسيد مبدا المساواة .
ان فكرة التفاوت عند فلاسفة اليونان ومن ابرزهم افلاطون وتلميذه ارسطو وفلاسفة القانون الاجتماعي والقانون الطبيعي التي تنادي بتحقيق الفروقات الفردية وتطبيق قانون الطبيعة خاطئة وفيها ظلم لانها تمهد الطريق للاستغلال ونجد بعض الطبقات اتخذوه ذريعة لاقامة التفاوت الاصطناعي تمثلت هذه الطبقات في الطبقة الكادحة والمالكة باعتبار ان الملكية ليست متاحة للجميع .
ان الاطروحة الاقائلة بان مبدا المساواة هو اساس العدالة الاجتماعية صحيحة لان المساواة هي المفهوم الاقرب الى العدل لذا لتحقيق الغاية السامية والمنشودة للعدل وجب تبني فكرة المساواة لان التفاوت في ظلم والمساواة هي العدالة الحقة .