من أشعار أبي العتاهية اخترت لإخوتي قصيدة مطمئنة أرجو أن تنال إعجابهم
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ
ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ1
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ
عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى
لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ،
وألسُنﹸ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ2
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّة ٌ،
وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِ مخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَة ٌ،
ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه،
فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّ وتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُ لمبعَّدٌ
وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَة ٍ،
ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَة ٌ،
وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَا و زَبْرجُوا3
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَة ً،
فإني إلى حَظِّي منَ الدِّين أحوجُ
- ابلج : ساطع
2- تتجلَجُ: تتلعثم
3- زَبْرجُوا: زينوا