إجتماعُ الجيوش الإسلاميّة علـى غَـزو العلمانيّـة اللادينيّـــة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إجتماعُ الجيوش الإسلاميّة علـى غَـزو العلمانيّـة اللادينيّـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-03-26, 19:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي إجتماعُ الجيوش الإسلاميّة علـى غَـزو العلمانيّـة اللادينيّـــة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إجتماعُ الجيوش الإسلاميّة علـى غَـزو العلمانيّـة اللادينيّـــة





إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


هذا موضوع للتحذير من الفكر العلماني الذي يخزو أمتنا الاسلامية فباذن الله سأجمع هنا مجموعة من المقالات الشيقة التي تكشف حقيقة العلمانية و سأضع العديد من الكتب القيمة للرد على دعاة العلمانية وعدة مواد صوتية ومرئية تكشف حقيقة هذا الفكر الغربي .








 


قديم 2011-03-26, 19:22   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هي العلمانية؟





السؤال: ما هي العلمانية؟


الجواب:

الحمد لله
"العلمانية: مذهب جديد ، وحركة فاسدة تهدف إلى فصل الدين عن الدولة ، والانكباب على الدنيا ، والانشغال بشهواتها وملذاتها ، وجعلها هي الهدف الوحيد في هذه الحياة ، ونسيان الدار الآخرة والغفلة عنها ، وعدم الالتفات إلى الأعمال الأخروية أو الاهتمام بها ، وقد يصدق على العلماني قول النبي صلى الله عليه وسلم : (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ) رواه البخاري (2887) .
وقد دخل في هذا الوصف كل من عاب شيئاً من تعاليم الإسلام قولا وفعلا ، فمن حَكَّم القوانين وألغى الأحكام الشرعية فهو علماني ، ومن أباح المحرمات كالزنى والخمور والأغاني والمعاملات الربوية واعتقد أن منعها ضرر على الناس ، وَتَحَجُّرٌ لشيء فيه مصلحة نفسية ، فهو علماني ، ومن منع أو أنكر إقامة الحدود كقاتل القاتل ورجم أو جلد الزاني والشارب ، أو قطع السارق أو المحارب ، وادعى أن إقامتها تنافي المرونة ، وأن فيها بشاعة وشناعة ، فقد دخل في العلمانية .
أما حكم الإسلام فيهم فقد قال تعالى في وصف اليهود : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) البقرة/85 .
فمن قبل ما يناسبه من الدين كالأحوال الشخصية وبعض العبادات ورَدَّ ما لا تهواه نفسه ، دخل في الآية .
وهكذا يقول الله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ) هود/15، 16 .
فالعلمانيون هدفهم جمع الدنيا والتلذذ بالشهوات ولو محرمة ولو منعت من الواجبات ، فيدخلون في هذه الآية ، وفي قوله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) الإسراء/18 . ونحو ذلك من الآيات والأحاديث . والله أعلم" .
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله .
"فتاوى كبار علماء الأمة " ص (78) .









قديم 2011-03-26, 22:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
badisi
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جيد ...واصل التنوير










قديم 2011-03-26, 22:26   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف تعرف العلماني ؟ و ما هي معتقداته ؟
خليفه بن إسماعيل الإسماعيل


العلماني :
تجده يؤمن بوجود إله لكنه يعتقد بعدم وجود علاقة بين الدين وبين حياة الإنسان ( فكر بوذي ) كما يعتقد بأن الحياة تقوم على أساس العلم التجريبي المطلق وهذا ( فكر ماركسي ).
والعلماني :
تجده يعتبر القيم الروحية التي تنادي بها الأديان والقيم الأخلاقية بأنواعها هي قيم سلبية يجب أن يتم تطويرها أو إلغائها وهذا ( فكر ماركسي ).
والعلماني :
تجده يطالب بالإباحية كالسفور ، والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والخاصة ( أي الخلوة ) ويحبذ عدم الترابط الأسري ( دعوة ماسونية ).
والعلماني :
تجده يطالب بعدم تدخل الدين في الأمور السياسية وأنه يجب تطبيق الشرائع والأنظمة الوضعية كالقانون الفرنسي في الحكم . وأن الدين للعبادة فقط دون تدخل في شئون الخلق وتنظيمها – كما أراد الله سبحانه وتعالى –.
والعلماني :
تجده يردد دائماً بأن الإنسان هو الذي ينبغي أن يستشار في الأمور الدنيوية كلها وليس رجال الدين - وكأن رجال الدين هم الذين اخترعوا التعاليم السماوية – ويطالب بأن يكون العقل البشري صاحب القرار وليس الدين . ( مع تحفظنا على رجال الدين لان ليس عندنا رجال دين ولكن عندنا علماء )
والعلماني :
تجده يصرح باطلاً بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة وأنه يدعوا إلى التخلف لأنه لم يقدم للبشرية ما ينفع ويتناسى عن قصد الأمجاد الإسلامية من فتوحات ومخترعات في مجال الهندسة والجبر والكيمياء والفيزياء والطب وأن علم الجبر الذي غير المفاهيم العلمية وكان السبب الرئيسي لكثرة من مخترعات اليوم وربما المستقبل ينسب لمبتدعه العبقري جابر بن حيان وهو مسلم عربي .
والعلماني :
تجده يعتقد بأن الأخلاق نسبية وليس لها وجود في حياة البشر إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية وهي من صنع العقل الجماعي وأنها أي الأخلاق تتغير على الدوام وحسب الظروف ( فكر ماركسي ) .
والعلماني :
تجده يعتقد بأن التشريع الإسلامي والفقه وكافة تعاليم الأديان السماوية الأخرى ما هي إلا امتداد لشرائع قديمة أمثال القانون الروماني وأنها تعاليم عفى عليها الزمن وأنها تناقض العلم . وأن تعاليم الدين وشعائره لا يستفيد منها المجتمع . ( وهذا فكر ماركسي ) .
تنبيه :
العلماني تجده يصرح بهذه المقولة ويجعلها شعاراً له دون أن يكون له دراية أو علم أو اطلاع على التعاليم الفقهية الإسلامية أو على الإنجازات الحضارية الإسلامية0
والعلماني :
تجده حين يتحدث عن المتدينين فإنه يمزج حديثه بالسخرية منهم ويطالب بأن يقتصر توظيف خريجي المعاهد والكليات الدينية على الوعظ أو المأذونية أو الإمامة أو الأذان وخلافه من أمور الدين فقط .
والعلماني :
يعتبر أن مجرد ذكر اسم الله في البحث العلمي يعتبر إفساداً للروح العلمية ومبرراً لطرح النتائج العلمية واعتبارها غير ذات قيمة حتى ولو كانت صحيحة علمياً .
والعلماني :تجده يعتبر أن قمة الواقعية هي التعامل بين البشر دون قيم أخلاقية أو دينية لأنها في اعتقاده غير ضرورية لبناء الإنسان بل أنها تساهم في تأخيره وأن القيم الإنسانية ما هي إلا مثالية لا حاجة للمجتمع بها .
والعلماني :
تجده يعترض اعتراضا شديداً على تطبيق حدود الله في الخارجين على شرعه كالرجم للزاني أو قطع اليد للسارق أو القتل للقاتل وغيرها من أحكام الله ويعتبرها قسوة لا مبرر لها .
والعلماني :
تجده يطالب ويحبذ مساواة المرأة بالرجل ويدعو إلى تحررها وسفورها واختلاطها بالرجال دون تحديد العمل الذي يلائمها ويحفظ كرمتها كأنثى .
والعلماني : تجده يحبذ أن لا يكون التعليم الديني في المدارس الحكومية إلزامياً بل إختيارياً .
والعلماني :
يتمنى تغيير القوانين الإسلامية بقوانين علمانية كالقانون المدني السويسري والقانون الجنائي المعمول به في إيطاليا والقانون التجاري الألماني والقانون الجنائي الفرنسي وهذا القانون يعمل به في بعض الدول العربية . ويعتبر أن تلك القوانين هي الأفيد في حياة الفرد والمجتمع من التنظيم الإسلامي .



المصدر كتاب : كيف تعرفهم ؟ لخليفه بن إسماعيل الإسماعيل









قديم 2011-03-27, 11:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقطع في غاية الأهمية خاصة في هذه الأونة.

تعرف على العلمانية واللبرالية من أهلها وصناعها.
ثم قل لي أيها المسلم بعد الاستماع إلي هذا المقطع، هل ترضى بعد سماعك له بأن يحكمك علماني أو لبرالي؟


https://www.*************/hafeed.mans...48823&comments










قديم 2011-03-27, 21:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى دعاة الفصل بين الدين والسياسة


سبحان الله عما يشركون
ليس من طبيعة الدين الحنيف أن ينفصل عن الدنيا...
وأن يكون في ركن ضئيل يسمى بالأحوال الشخصية..
وسائر الأركان الأخرى تسلم لآلهة أخرى يضعون لها المناهج دون الرجوع إلى شرع الله تعالى.
ليس من طبيعة الدين أن يشرع طريقا للآخرة لايمر بالحياة الدنيا..
نعم ليس من طبيعة الدين أن نمنعه من التدخل في شؤون حياتنا ونفتري عليه ونقول:
" لاتدخلوا الدين في كل شيء"..
ونقول:
" خل دينك لنفسك"..
أو نقول على سبيل المثال:
" إن قضية حجاب المرأة واختلاطها بالرجال ليست قضية دينية"...
لا، ليس دين الله هكذا أنزل...
بل أنزل ليحكمنا في كل صغيرة وكبيرة، رجالا ونساءا، وكل قضايانا دينية...
لكن من أين جاء هذا المسخ إذن؟..
من أين جاء الزعم بأن من الخطأ إدخال الدين في كل شيء؟..
وكيف وقع هذا التصادم والفصام بين الدين وقضايانا الحيوية كالاقتصاد والاجتماع والثقافة والعلم والأخلاق؟..
كيف وقع هذا الفصام بين الدين والحياة، ومن أين بدأ؟..
هل بدأ عندنا؟، أم أنه بدأ عند غيرنا ثم انتقل إلينا؟...
لقد وقع هذا الفصل في أوربا في ظروف نكدة، وكانت له آثاره المدمرة على أوربا، ثم في الأرض كلها حين طغت التصورات والأنظمة الغربية على البشرية كلها..
لنفهم كيف وقع الفصل لنعد بالحديث إلى عهد موسى عليه السلام..
لقد جاء موسى بالتوراة لتكون منهجا لحياة بني إسرائيل..ثم جاء عيسى عليه السلام بالإنجيل ليكون المنهج المعدل لبني إسرائيل..
ولكن اليهود لم يقبلوا رسالة المسيح، ومن ثم قاوموه، وانتهى بهم الأمر إلى إغراء بيلاطس الحاكم الروماني على الشام يومئذ بقتله وصلبه، لولا أن الله رفعه إليه..
ثم سارت الأمور بعد ذلك بين اليهود وأتباع عيسى عليه السلام سيرة بائسة، انتهت بانفصال أتباع المسيح عن اليهود، وانفصال النصرانية عن اليهودية، مع أن عيسى جاء تكملة لما جاء به موسى عليهما السلام..
وقد اضطهد أتباع المسيح من اليهود ومن الرومان، مما اضطر الحواريين وأتباعهم إلى التخفي والعمل سرا فترة طويلة، تناقلوا خلالها نصوص الإنجيل وتاريخ عيسى عليه السلام وأعماله تناقلا خاطفا في ظروف لاتسمح بالدقة ولا بالتواتر، وأقدم هذه الأناجيل كتب بعد المسيح بنحو 40سنة، وبهذا لم يحفظ الأنجيل، ولم يسطر كما أنزله الله، فكانت هذه الخطوة الأولى في طريق تحريف الدين، ومن ثم نبذه فيما بعد..
ثم تلتها الخطوة الثانية:
فقد دخل بولس في النصرانية، وبولس كان يهوديا من ألد أعداء المسيح، وفجأة انقلب فصار من أتباعه، وذلك بعد موت المسيح، وتبوأ مركزا هاما في النصرانية، حتى صار في مقام الرئيس وسمي بـ "الرسول"، فتسنت له الفرصة ليدخل فيها ماشاء من الوثنية الرومانية والفلسفة الإغريقية، ومن ذلك عقيدة الحلول، فكانت هذه الخطوة كارثة كبرى على النصرانية..
ثم تلتها الخطوة الثالثة في طريق نبذ الدين في أوربا..
وهي اعتناق قسطنطين الحاكم الروماني للنصرانية وسيطرة الحزب النصراني على الحكم..
كان قسطنطين لايبال بالدين، فسهل على المنافقين أن يمزجوا بين الوثنية والنصرانية مستغلين مناصبهم العالية، وكانت من نتيجة ذلك أن ظهر دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء..
ساعد على هذه تعميق الانحراف في هذه الخطوة الخلافات السياسية والعنصرية، فقد أصبحت العقيدة النصرانية عرضة للتغيير والتنقيح لتحقيق أهداف سياسية..
فهذه ثلاث كوارث حلت بالنصرانية..
اضطهاد أتباعها منذ الأيام الأولى مما منعهم من تسطير الإنجيل تماما كما أنزل بالدقة..
واختلاط الوثنية بها على يد بولس أولاً..
ثم على يد قسطنطين الحاكم الروماني ثانيا..
ومن ثم صارت النصرانية غريبة كل الغرابة على طبيعتها كدين إلهي منزل، فلم تعد قادرة على أن تعطي التفسير الصحيح لحقيقة الوجود وصلته بالخالق، وحقيقة الخالق وصفاته، وحقيقة الإنسان والغاية من وجوده، والنتيجة أن الدين النصراني لم يعد صالحا لأن يكون منهجا للحياة..
ومع ذلك فقد كان الرجل الأوربي يعيش تحت مظلته، يشعر بحرمته ووجوب الخضوع لتفسيراته وأحكامه مهما كانت غير منطقية..
ثم..
حلت الكارثة الرابعة..
والتي تمثلت في الخطوة الرابعة في طريق نبذ الدين..
وذلك أن الكنيسة أرادت أن تقف في وجه الترف الروماني وسعار الشهوات التي كانت الامبراطورية قد غرقت فيها، لكنها لم تسلك طريق الفطرة السوية لغياب المنهج الصحيح، فاندفعت في رهبانية عاتية، لعلها كانت أشأم على البشرية من بهيمية الرومان الوثنية، فأصبح الحرمان من الطيبات وسحق الغريزة عنوان الكمال والفضيلة، وغرق الرهبان في نوع من البدعة من الزهد مقابل الفجور الذي غرق فيه المترفون، فامتنعوا من الطيبات وحرموا الزواج على أنفسهم، ولم يكن علاجا لذلك الانحلال، بل كان عاملا من عوامل الفصل بين الدين والحياة في نهاية المطاف..
الخطوة الخامسة:
وكانت الطامة الكبرى يوم اكتشف الناس أن حياة رجال الكنيسة تعج بالفواحش في أشد صورها، مما أفقد الثقة برجال الدين، والدين من ثم..
وإذا أضفنا إلى ذلك تعدي الكنيسة على حقوق الناس باسم الدين، بفرض الضرائب والخدمة بلا مقابل والإذلال الكبير إلى مهزلة صكوك الغفران، أدركنا طرفا من الملابسات التي أدت في نهاية الأمر إلى فصل الدين كليا عن الحياة في أوربا..
رافقت هذه الخطوة خطوة أخرى كانت تسير معها جنبا إلى جنب..
فقد كانت الكنيسة تنازع الأباطرة السلطة والنفوذ، ولأجل ذلك كانت الأباطرة في سخط كبير، ومن ثم استغلوا أخطاء الكنيسة ليثيروا الرأي العام ضدها، واستخدموا لهذه الغاية كل وسيلة، منها فضح رجال الكنيسة وكشف أقذارهم، مما ولد في نفس الإنسان الغربي النفور من الدين ورموزه..
ثم تلتها الخطوة السادسة..
والتي تعتبر القاصمة التي بها تم الفصل بين الدين والحياة..
فقد احتكرت الكنيسة لنفسها حق فهم الكتاب المقدس وتفسيره، وحظرت على كل عقل من خارج الكهنوت أن يتجرأ على ذلك، ثم قامت بإدخال معميات في العقيدة لاسبيل إلى إدراكها أو تصديقها، مثل الثالوث والعشاء الرباني، وفرضت على الناس قبول كل ذلك ومنعتهم من المناقشة وإلا تعرضوا للطرد والحرمان..
هذا المنهج المتعسف المنحرف اتبعته الكنيسة كذلك في المسائل العلمية وأحوال الكون، فادعت آراء ونظريات جغرافية وتاريخية وطبيعية مليئة بالخرافة والخطأ وجعلتها مقدسة لاتجوز مناقشتها...
وقد كانت هذه القضية بالذات سببا للكفاح المشؤوم بين الدين والعلم والعقل، الذي انهزم فيه الدين لأنه كان محرفا، فقد انفجر بركان العقل في أوربا وحطم علماء الطبيعة والعلوم سلاسل التقليد الديني..
فزيفوا النظريات التي اشتملت عليها الكتب المقدسة، وانتقدوها صراحة، فقامت قيامة الكنيسة وكفروهم وقتلوهم وأحرقوهم، فعوقب ثلاثمئة ألف إنسان، أحرق منهم إثنان وثلاثون أحياءً، منهم "برونو" و "وغاليليو"..
هنالك ثار المجددون وأصبحوا حربا على الكنيسة، ومقتوا كل ما يعزى إليها من عقيدة وثقافة وأخلاق، وعادوا الدين المسيحي أولا، وكل دين ثانيا، وقرر الثائرون أن الدين والعلم ضرتان لاتتصالحان، وأن العقل والدين لايجتمعان..
وبهذه الخطوة تكاملت الخطوات في طريق نبذ الدين وفصله عن الحياة بالكلية، فلم تبق إلا القشة التي تقصم ظهر البعير ليتم الحدث وتدخل أوربا في مرحلة جديدة تتنكر فيها لجميع الأديان..
وقد تحقق ذلك بالثورة الصناعية الفرنسية، التي بها أعلن زوال ملك الأباطرة والإقطاعيين وحكم الكنيسة ومعه الدين أيضا..
وبذلك أصحبت أوربا لادينية .*.
هذه هي أهم الملابسات التي أدت إلى فصل الدين عن الحياة في أوربا، وهذا هو الدين الذي ثارت عليه أوربا، وقد كان لهم الحق في ذلك، فكما رأينا..
كان دينا محرفا أقرب إلى الوثنية، عاجزا عن تلبية حاجات البشر..
ثم إن هذه الفكرة سرت إلى بلاد الإسلام، ونصرها الببغاوات والقرود دون يفرقوا بين دين الإسلام الصحيح ودين النصرانية المحرف، فتلك الملابسات أوربية بحتة، وليست إنسانية عالمية، ومتعلقة بنوع من الدين لا بحقيقة الدين، وخاصة بحقبة من التاريخ..
ومن هنا كان من الخطأ تعميمها على الأرض، خاصة البلاد المسلمة التي قبلت هذه المبدأ الكافر، فأعرضت عن الدين، وحصرته في ركن ضيق..
وإذا كان لأولئك الحق في نبذ دينهم، فقد كان المسلمون على خطأ كبير في نبذ دينهم تقليدا لهم، إذ لم يتحقق على مدى نصف قرن من الإعراض عن الدين أي تقدم في أي مجالات الحياة..
بل لازالت البلدان الإسلامية التي قامت على مبدأ فصل الدين عن الحياة إلى اليوم متخلفة في كافة المجالات عن نظيراتها من البلدان الأوربية، والسبب:
أن الدين المحرف كان يعوق تقدم الغرب، فلما تخلص منه انطلق..
أما الذي يعوق تقدم المسلمين اليوم هو تركهم العمل بدينهم الصحيح المحفوظ من رب العالمين، ولن يصلح حالهم إلا بالدين الكامل الشامل.. والدليل:
أن المسلمين حكموا العالم اثني عشر قرنا لما كانوا يحكمون الدين في كل صغيرة وكبيرة، ثم لما أهملوا العمل به تراجعوا وتقدم غيرهم، فإن أردوا استرداد مكانتهم فيجب عليهم أن يعودوا ويكونوا كما كان الأولون، ورحم الله الإمام مالك حين قال:
" لن يصح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها"..
والذي أصلح أولها هو تحاكمهم إلى الدين في كل شيء، وترك أهوائهم جانبا، ومن هذا نفهم خطأ ما يتردد على ألسنة بعضنا من كلمات مثل:
" خل دينك لنفسك"،..
" لا تدخلوا الدين في كل شيء"،..
" لا تجعلوا كل القضايا دينية"..
وندرك كذلك خطورة ما يفعله من بهر بالغرب من محاولة واجتهاد في تفسير الدين في نطاق ضيق لا يتجاوز زوايا المسجد وشعب القلب.









قديم 2011-03-28, 13:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

أعتقد أخي أن ما جاء في موضوعك ينطبق على اللادينية و لا ينطبق ضرورة على العلمانية , و المشكلة في نظري مشكلة مفاهيم فالعلمانية أساسا مفهوم نشأ في الغرب لفصل سلطة الكنيسة و الكهنوت عن الدولة لكنه اتخذ عدة أشكال بعد ذلك تتراوح بين علمانية متطرفة معادية للدين و علمانية معتدلة ترفض السلطة الدينية للمؤسسة ذات الطابع الكهنوتي لكنها لا تعاد الدين بالضرورة . و هذا الكلام ذكرته في مشاركات من قبل لكني أعيده هنا .... العلمانية بالنسبة لي هي رفض احتكار الخطاب الديني من فئة معينة و استخدامه لأغراض سياسية كما يحدث مع هيئة العلماء في السعودية بوصفها جزء من النظام السياسي في المملكة السعودية .










قديم 2011-03-28, 14:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابوزيدالجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ابوزيدالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لكن أخي الكريم-بارك الله فيك- الله سبحانه أنزل القرآن ليكون حكما بين الناس و جعل الدين لتساس به المجتمعات فكل دعوة الى عدم تطبيق الدين فضلا عن تحييده فضلا عن معاداته تعد دعوة آثمة ،فيها استدراك على الله و اتهام له سبحانه .
ثم لماذا نخاف من تحكيم الشريعة الاسلامية هي رحمة كلها عدل كلها حكمة كلها فلا نحتاج معها لا الى ديمقراطية و لا علمانية و لا اشتراكية و لا أي قوانين و ضعية أو ايديولوجيات شرقية أو غربية نعارض بها شرع رب البرية،لا بد من الاكتفاء به سبحانه حاكما وحده كما أنه الرب وحده و المستحق للعبادة وحده،الله من علينا بالاسلام و أمرنا بالفرح به لأن فيه نجاة البشرية و سعادتها (قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) و لكن الناس لما جهلت حقيقة عظمة هذا الدين نبذوه وراءهم ظهريا -الا من رحم ربي وعصم-هنا مربط الفرس و هنا مكمن المشكلة.










قديم 2011-03-28, 15:30   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

الشريعة الإسلامية لم تشمل كل الميادين و تركت لنا باب الإجتهاد مفتوحا لإقامة القوانين الوضعية التي تنظم الحياة السياسية و المدنية . كقوانين العمران و العمل و المرور و مختلف العقوبات خارج الحدود المشروعة كما ان العلمانية من حيث هي رفض للمؤسسة الدينية التي تحتكر الخطاب الديني لا تستلزم تعطيل او رفض الشريعة لكنها تعني عدم احتكار فئة معينة لفهم الشريعة و فرضها على الناس .... و على كل حال لا اعتقد ان مجتمعا إسلاميا يسود فيه التعليم و لثقافة سيرفض الشريعة او سينتخب ممثلين عنه معادين لدينه لذا فلا داع للخوف من الديموقراطية التي هي في جوهرها لا تختلف عن مبدأ الشورى .... المشكلة في نظري تكمن في انتشار الجهل و تعطيل الفكر و ليست في الديموقراطية و لا في العلمانية و الله اعلم










قديم 2011-03-28, 15:54   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
أعتقد أخي أن ما جاء في موضوعك ينطبق على اللادينية و لا ينطبق ضرورة على العلمانية , و المشكلة في نظري مشكلة مفاهيم فالعلمانية أساسا مفهوم نشأ في الغرب لفصل سلطة الكنيسة و الكهنوت عن الدولة لكنه اتخذ عدة أشكال بعد ذلك تتراوح بين علمانية متطرفة معادية للدين و علمانية معتدلة ترفض السلطة الدينية للمؤسسة ذات الطابع الكهنوتي لكنها لا تعاد الدين بالضرورة . و هذا الكلام ذكرته في مشاركات من قبل لكني أعيده هنا .... العلمانية بالنسبة لي هي رفض احتكار الخطاب الديني من فئة معينة و استخدامه لأغراض سياسية كما يحدث مع هيئة العلماء في السعودية بوصفها جزء من النظام السياسي في المملكة السعودية .
يا أخي
العلمانية هي فصل الدين عن الدولة وهذا مخالف لديننا الحنيف والعلمانية قد وصلت في نظرياتها الى الالحاد مثل نظرية التطور
واليوم يوجد الكثير من غلاة العلمانيين الذين يستهزؤون بالمتدينين ويرفضون الأحكام الدينية وهذا مالا نرضاه.









قديم 2011-03-28, 16:16   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
الشريعة الإسلامية لم تشمل كل الميادين و تركت لنا باب الإجتهاد مفتوحا لإقامة القوانين الوضعية التي تنظم الحياة السياسية و المدنية . كقوانين العمران و العمل و المرور و مختلف العقوبات خارج الحدود المشروعة كما ان العلمانية من حيث هي رفض للمؤسسة الدينية التي تحتكر الخطاب الديني لا تستلزم تعطيل او رفض الشريعة لكنها تعني عدم احتكار فئة معينة لفهم الشريعة و فرضها على الناس .... و على كل حال لا اعتقد ان مجتمعا إسلاميا يسود فيه التعليم و لثقافة سيرفض الشريعة او سينتخب ممثلين عنه معادين لدينه لذا فلا داع للخوف من الديموقراطية التي هي في جوهرها لا تختلف عن مبدأ الشورى .... المشكلة في نظري تكمن في انتشار الجهل و تعطيل الفكر و ليست في الديموقراطية و لا في العلمانية و الله اعلم
لقد أخطأت يا أخي الكريم
الشريعة الاسلامية هي شاملة لكل شيئ وكل الميادين في الحياة
ألا تعلم قول الله تعالى: وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52 الأعراف ) .
فالقرآن الكريم والنسة النبوية فيهما تفصيل لكل شيئ
فهناك أحكام اسلامية في العمران والمواريث والتجارة والوكالة ومختلف الأعمال الدنيوية وغيرها وان اختلفنا في شيئ نرده الى الكتاب والسنة.
ويا أخي
الاسلام يدعو الى تعلم العلم الذي ينفع المسلمين ويرفع عنهم الجهل والتخلف .
والديمقراطية هي الحكم للشعب وهذا خطأ فالحكم لله وحده لا شريك له فهو الذي وضع لنا الأحكام الدينية التي وجب علينا العمل بها والتحاكم اليها.
فاليوم الأمة كلها صارت دويلات ولكل دولة دستور خاص بها يجدده حاكم الدولة كما يحلو له فيحين في القديم كانت أمتنا كلها واحدة دستورها الكتاب والسنة.
وللاسف اليوم تجد انسان مثقف يعيش في مجتمع مسلم لا يعرف حتى أحكام الصلاة أو الصوم ناهيك عن أحكام البيع والمواريث والطلاق ولهذا تحدث الكثير من المشاكل الاجتماعية في الطلاق والارث وهذا راجع الى ترك العمل بأحكام الشريعة الاسلامية
فالمشكلة
أن العلمانيين استبدلو الأحكام الاسلامية الربانية بالقوانين الوضعية التي وضعها البشر.









قديم 2011-03-29, 12:07   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ

محمد بن عبد المجيد المصري


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:- فيدور مبحثنا حول تعريف معني الشريعة ،وتصحيح التصور في عرضها،وكذلك توضيح وضع الشريعة في ظل القوانين العلمانية ،وذلك حتى لا تصبح كثير من قضايانا العقدية مجرد كلام أو شعارات لا يعرف المرددون له معناه ولا مقتضاه العملي،وبالله أسال التوفيق والسداد.

* أولاً:- جولة مع المصطلحات:-

1- الشريعة
* المعني اللغوي:-
-قال تعاليٍ[ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الجاثية : 18]يقول القرطبي رحمه اللهفى قوله تعالى : {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} الشريعة في اللغة : المذهب والملة ويقال لمشرعة الماء وهي مورد الشاربة : شريعة ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد)(1).
* المعني الاصطلاحي:-
الشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين والجمع الشرائع والشرائع في الدين: المذاهب التي شرعها الله لخلقه ).
قال ابن عباس:-"علي شريعة"أي على هدي من الأمر.
وقال قتادة : الشريعة الأمر والنهي والحدود والفرائض.
وقال مقاتل: البينة لأنها طريق إلى الحق.
وقال الكلبي: السنة لأنه يسن بطريقة من قبله من الأنبياء وقال ابن زيد: الدين لأنه طريق النجاة.(2).

2- الحكم
* الحكم في اللغة:-
- هو المنع ومنه قيل للقضاء حكم لأنه يمنع من غير المقضي.
نقول حكمه كنصره وأحكمه كأكرمه ،وحكّمه بالتضعيف بمعني منعه،

ومنه قول جرير :-
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم *** إني أخاف عليكم أن أغضب.
أبني حنيفة إنني إن أهجكم *** أدع اليمامة لا تواري أرنباً .
ومن الحكم بمعني المنع (حكمة اللجام):-وهى ما أحاط بحنكي الدابة لأنها تمنعها من الجري الشديد،والحكمة أيضاً حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس تمنعه من مخالفة راكبه.

* الحكم في الاصطلاح:-
هو (إثبات أمرٍ لأمر أو نفيه عنه)،أو(إسناد أمرٍ إلى آخر إيجابا أو سلباً نحو زيد قائم وعمرو ليس بقائم).
وينقسم الحكم بدليل الاستقراء إلى ثلاثة أقسام:- 1-حكم عقلي:-وهو ما يعرف فيه( العقل) النسبة إيجاباً أو سلباً،نحو الكل أكبر من الجزء.
2-حكم عادي:- وهو ما عرفت النسبة فيه بالعادة.
3-حكم شرعي:-وهو المقصود،وحَدّه جماعة من أهل الأصول بأنه:- [خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث أنه مكلف به].
فخرج بقوله(خطاب الله) خطاب غيره،لأنه لاحكم شرعياً إلا لله وحده عز وجل ،فكل تشريع من غيره باطل،قال تعالي(إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ )الأنعام 57)،وقال تعالي(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ )الشوري10) وقال تعالي(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)النساء59).

وأعلم أن الحكم الشرعي قسمان:-
أ- الخطاب التكليفي:-وهو خمسة أقسام(الواجب-المندوب-الحرام-المكروه-المباح)
ب-خطاب الوضع:-وهو أربعة أقسام (العلل-الأسباب-الشروط-الموانع)وأدخل بعضهم فيه الصحة والفساد من خطاب التكليف)(3).

* الحاكمية
مصدر صناعي على غير قياس ،لأن المصدر الصناعي لا يصاغ إلا من اسم جامد كالوطن والوطنية،وكلمة حاكم مشتق لأنها اسم فاعل(4).

* تصحيح التصور في بيان مفهوم الحكم بما أنزل الله.
1- مع الجهل بحقيق الإسلام والبعد عنه،ومع جهود المحادين لله ورسوله للصّد عن سبيل الله،أخذت عدّة مفاهيم شرعية تتغير وتتبدل في تصورات الناس وتنحرف عن معناها الأصلي،ومن تلك المفاهيم التي أصابها الضمور وعدم وضوح التصور الصحيح لها (قضية تحكيم الشريعة)أو ما يطلق مفهوم( الحكم بما أنزل الله)،فقد انحصر مفهوم الحكم بما أنزل الله على شموله واتساعه في بعض أجزائه، فبعضهم يحصره في التشريعات والأحكام المتعلقة بالأسرة من زواج وطلاق وحضانة وغير ذلك،بل إن البعض إذا ذُكر أمامه لفظ الحكم بما أنزل الله فلا يكاد يفهم منه غير قطع يد السارق أو رجم الزاني،ويتصور أن هذا هو المراد بالحكم بما أنزل الله، وأن الداعين إلى تحكيم شرع الله إنما يدعون فقط لقطع يد السارق ورجم الزاني،ولقد كان هذا الفهم القاصر والمبتور للحكم بما أنزل الله أحد الوسائل والسُبل التي يستغلها العلمانيون لمهاجمة الدعوة إلى تحكيم شرع الله(5).
2- لقد عُرضت قضية(الشريعة) على الناس على أساس أن المسألة مسألة (أفضلية)شريعة الله على الشرائع الأرضية،وهذا أمر لا شك فيه،ولكن مع تبني القضايا القومية والتسابق فيها بين الحركة الإسلامية وغيرها من الحركات من علمانية وشيوعية وما إلى ذلك،فُهم من هذه الأفضلية أن قضية الشعب الأولي والأساسية هي (قضاياه القومية)،وأن مسألة العقيدة والأيدلوجيات مسألة ثانوية،وأن ركونهم إلى أي من هذه الأيدلوجيات المتسابقة لتحقيق مصالحهم القومية لا يمس صميم اعتقادهم كمسلمين في شئ،أي بتحديد دقيق لم يكن هناك ربط بين قضية الشريعة وأصول الاعتقاد أو قضية( العقيدة ).

3- وعندما حاولنا أن نبحث عن هذا الربط وجدناه مضطرباً جداً فى مفهوم أصحاب الحركات الإسلامية حتى عند المتحمسين الغيورين جداً،ومن أجل هذا كانت قضية الشريعة لا تعدو عندهم سوي مسألة من مسائل الانحراف في المجتمع كقضية البدع مثلاُ أو محاربة المسكرات بعكس ما هو وثيق جداً في القرآن الكريم ،الذي نجده يربط ربطاً وثيقاً محكماً بين قضية الإيمان وقضية الشريعة كما في قوله تعالى(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)النساء،فنجد هنا ربطاً بين قضية الشريعة وقضية الإيمان،وقاعدة الشريعة بقاعدة الإيمان...ثم نجد ربطاً آخر بين تفصيلات الشريعة وأحكام الفروع المختلفة بقاعدة الإيمان كما فى قوله تعالي(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة،فهو سبحانه وتعالى لم يكتف في القرآن بين الربط بين القاعدة والقاعدة حتى رُبط بين (قاعدة الإيمان) و(فروع الشريعة).
4- ومن أجل عدم الوضوح هذا،لم يستطع صوت الإسلام ممثلاً في الحركات الإسلامية والشعور الإسلامي العام لدى الجماهير ،أن يتصدى للعلمانية وأن يحدد موقفه منها بوضوح منذ أن تسللت إلى المنطقة،وكذلك فعلت بعض فصائل الحركات الإسلامية المعاصرة مع النظم والأوضاع المعاصرة التي ورثت العلمانية عن الاستعمار حتى أن منها من رضي بالتعايش مع هذه الأوضاع،ويستجدى من هذه النظم الاعتراف به واعتباره كياناً شرعية ضمن الحلقة العلمانية نسأل العافية والسلامة.

* وضع الشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية.
للشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية وضعَّين:- 1-وضع الشريعة كمصدر مادي للقوانين الوضعية.
2-وضع الشريعة كمصدر إلزامي.

أولاً:المصادر المادية:-
يقصد منها المصادر التي تغترف منها مادة القانون،وهى متعددة ومتنوعة،كحاجات الأمة،أو القانون الفرنسي أو الشريعة الإسلامية أو استقرار المحاكم على أمر معين ،أو آراء فقهاء القانون ،وهذه المصادر المادية لا تكون قواعد قانونية إلا إذا توافر فيها عنصر الإلزام،فالمصادر المادية بدون عنصر الإلزام لا قيمة لها،يقول السنهوري(يراعي فى الأخذ بأحكام الفقه الإسلامي التنسيق بين هذه الأحكام والمبادئ العامة التي يقوم عليها التشريع المدني(العلماني)في جملته ،فلا يجوز الأخذ بحكم الفقه الإسلامي يتعارض مع مبدأ من هذه المبادئ حتى لا يفقد التقنين المدني تجانسه وانسجامه ،ويقول أيضاً رداً على سؤال للشيخ عبد الوهاب طلعت باشا، فقد سأله الشيخ (هل رجعتم إلى الشريعة الإسلامية؟!)فقال السنهوري"أو كذلك أننا ما تركنا حكماً صالحاً في الشريعة الإسلامية يمكن أن يوضع فى هذا القانون إلا وضعناه)(6).

ثانياً : الشريعة الإسلامية كمصدر إلزامي:-
ونري في هذا الوضع أن الشريعة الإسلامية تعتبر كمصدر إلزامي من الدرجة الثالثة،وذلك لأن المصادر الرسمية للقانون المصري،والمصادر الرسمية هي التي يستمد منها القانون إلزامه هي:
1-التشريع الوضعي.
2-العرف.
3-مبادئ الشريعة الإسلامية.
4-مبادئ القانون الطبيعي.
5-قواعد العدالة.
(وليست هذه المصادر على درجة واحدة من الأهمية ،فالتشريع هو المصدر الأساسي السابق في أهميته،في حين أن المصادر الأخرى لا تعدو أن تكون مصادر ثانوية احتياطية لا يلجأ إليها إلا إذا سكت التشريع عن حكم النزاع).(7) *والمادة الأولي من القانون المدني تقول "تسري النصوص التشريعية على جميع المسائل التي تتناولها هذه النصوص في لفظها أو فحواها،فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه ،حَكَم القاضي بمقتضي العرف،فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم يوجد فبمقتضى القانون الطبيعي وقواعد العدالة ".
وبالتالي لا تكون لمبادئ الشريعة الإسلامية أي دور أصلاً وذلك أن التشريع في الدول الحديثة يكاد يستوعب كل شئ ،وإذا وُجد مجال يحتمل أن تقوم فيه بعض التغيرات،فإن العرف من وراء التشريع محيط به في شبه شمول ،ولا يبقي لمبادئ الشريعة الإسلامية إلا النزر اليسير،وهذا كلام الدكتور توفيق فرج أحد رجال القانون في مصر،وبالتالي فإن القاضي يحرم عليه الرجوع إلى الشريعة الإسلامية التي ألزم الله سبحانه وتعالى الجميع الاحتكام أو التحاكم إليها مادام الحكم منصوصاً عليه في القانون المدني ،وحتى لا أذهب بعيداً،لقد حدث بالفعل أن حكم قاضى وهو المستشار محمود عبد الحميد غراب بالجلد في جريمة سكر....فماذا كانت النتيجة؟ لقد أبطل حُكمه وأقصي عن العمل في القضاء.

وكان ممن ذكره رئيس محكمة استئناف الإسكندرية المستشار سعد العيسوي في أوجه بطلان هذا الحكم ما يلي:-
1- أن من قضي بذلك فقد حنث في يمنيه القضائي الذي أقسم فيه على الحكم بالعدل واحترام القوانين والعدل في نظر العيسوي هو أنت تقضي في الواقعة المعروضة بالعقوبة الملائمة في حدود القانون المطبق ثم يضيف فيقول: فقضاء هذه المحكمة بقانون آخر غير القوانين المطبقة في ذلك حنث باليمين ،فما بالك بمن يطبق أو يخترع قانوناً يعلم أنه غير معمول به!!(يقصد الحكم بما أنزل الله في الواقعة).
2- وجنائياً لا يجوز ولا يقبل من القاضي أن يجّرم فعلاً لا ينص القانون على اعتباره جريمة ولا يجوز ولا يقبل منه أن يقضي بعقوبة لم ينص عليها القانون .
3-أن مصدر هذا الحكم لم يعرف شيئاً عن علم العقاب ،فقد شدد المشرّع(الوضعي) في العقوبة وجعلها ستة أشهر حماية للمجتمع وهذا أحفظ من مجرد الجلد ثمانين جلدة.(8).

وهكذا فالعلمانية تري وفقهاء القانون الوضعي يرون أن التشريع الوضعي أحفظ لأمن المجتمع من الشريعة الإسلامية،ويرون أن الله عز وجل (الذي خلق فسوي والذي قدر فهدى)لا يعرف شيئاً عن علم العقاب تعالي الله عما يقول الكافرون علّواً كبيراً،فهم يقولون بلسان حالهم أن زبالة أذهانهم خير وأفضل من حكم الله.

ويأتي هنا سؤال إلى الذين يدعون إلى حاكمية الشريعة من خلال مجالس الزور المسماة بالشعب ،هل جّل جهدكم لجعل الشريعة الإسلامية كمصدر مادي فقط للقوانين،أم كمصدر إلزامي ؟! وهل يُعترف بكم ككيان شرعي أم لا زلتم تلتمسون الشرعية من الشيطان وحزبه،هذا الكلام الذي أذكره موثق ولا ألقيه على عواهنه،ليحيي من حّي على بينة ويهلك من هلك علي بينة.

* والآن نأتي إلى سؤال آخر ننهي به هذا الجزء من البحث وهو:- ما هو دورنا ،وما هي رسالتنا؟ -إن رسالتنا هي تصحيح المفاهيم وتصحيح التصورات العقدية،وتربية قاعدة مسلمة على هذه المفاهيم الصحيحة والتي تكون ستاراً يتنزل عليها قدر الله بالنصر والتمكين،مع تحديث النفس دائماً بالغزو وكشف مخططات الأعداء وفضحها ،وأن نعمل ليل نهار كل على حسبه وفى مجاله لإحياء هذه الأمة مرة أخري لتتسلم مكانتها الريادية،وعدم ترك ما يطلق عليه عوام الناس فريسة سهلة لدهاقنة العلمانية،يلبسوا عليهم ما أردوا من التلبيس ،ولا نكون نحن بحركتنا لنصرة هذا الدين مصدر للالتباس وعدم الوضوح،وان يعرف الجميع أن معني انتمائه للإسلام (أن يقبل شرع الله ويرفض ما سواه).

-أسال الله بكرمه وفضله أن يعفو عن تقصيرنا وأن يرحمنا برحمة من عنده ،وأن يثبتنا على الحق ولا يجعلنا نزيغ عنه أبداً،أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

--------------------------------------------------
المراجع
1- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي رحمه الله الموسوعة الاليكترونية.
2- المصدر السابق،وانظر الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية لعابد السفياني.
3- مذكرة في أصول الفقه للشنقيطي رحمه الله طبعة دار ابن تيمية.
4- لماذا نرفض العلمانية لمحمد محمد البدري دار ابن الجوزي.
5- (إن الله هو الحكم) لمحمد بن شاكر الشريف ص19
6- "القانون المدني"الأعمال التحضيرية"نقلاً عن الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية للشيخ عمر الأشقر
7- مدخل دستوري د.سيد صبري،وانظر لماذا نرفض العلمانية ص84.
8- انظر لماذا نرفض العلمانية د.محمد محمد بدري ص90،91.









قديم 2011-03-29, 14:44   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل الخير










قديم 2011-03-29, 19:49   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ناشر الخير
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزانا واياكم كل خير










 

الكلمات الدلالية (Tags)
إجتماعُ الجيوش الإسلاميّة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc