من تونس الى مصر توالت الثورات وهي تواصل مسيرتها في ليبيا واليمن والبحرين وان كانت هذه الاخيرة لها وضع خاص باعتبار المعارضة الشيعية.
غير ان ما ميز الرئيس المصري المخلوع عناده الفاشل وعدم استفادته مما وقع لنظيره التونسي الفار بن علي. فقد انتظر المصريون أن يقول امبارك أنه فهم ، والعبارة تقول "أن الفهم متى تأخر لاينفع صاحبه شيئا". ولو صح للرئيس المصري المخلوع في عزلته المستحيمة بالحيرة والخيارت العسيرة أن يسأل المتظاهرين في ميدان التحرير، وفي كل مدينة مصرية تظاهرت ضده، ربما كان سؤاله : " أتقومون بالثورة قبل أن آذن لكم ؟ إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة." لكن نطاق التاريخ المفتوح والمليء بالعبر يقول أن الثورات هي الفعل الوحيد الذي يقع ضد رغبة الحاكم ورغما عنه وبلا إذن منه.
وقد عهد الناس الجامعة العربية مستودع الحكمة العربية وسداد الرأي كما عهدوا امبارك ناصحا أمينا في المهمات ، ألم يأتيك حديثه الى صدام والغزاة يطرقون أبواب العراق سنة 2003:"يعني أنقذ العراق وأهل العراق ..مستحيل وممكن يتوقف الدم والبلدان تستضيفك ....."
من يتصدق بنصيحة لمبارك من أجل مصر وحقنا لدماء أبنائها لاغزاة فيها وإنما هي مصر تحدث نفسها.
"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" مصير سبق اليه الشهر الماضي الرئيس التونسي الذي لم يجد من الهرب بدا فنجا هو الآخر ببدنه تاركا أمثولة بأن الشعوب أبقى وأقوى من الطغاة متى صح منها العزم، وإن مثل مبارك في شعبه كمثل زين العابدين إذ قال له شعبه أصلح فأبى أن يكون من المصلحين "ألا بعدا لمبارك وبعدا لزين العابدين" ، قال الشعبان الثائران. ثلاثون مرت ثم وقع لمبارك أن الشعب لم ينل حظه موفورا من شيء فقال امبارك:" إنني أعي هذه التطلعات المشروعة للشعب وأعلم جيدا قدر همومه ومعاناته.." كذلك قال زين العابدين من قبل .
أفلا يزال في مدرسة القادة والزعماء من لم يفهم الدرس بعد على بساطته؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي مهدي179