يعرف الجنوب الجزائري منذ أشهر قليلة، تكاثرا لافتا في أعداد الطيور المائية التي تضاعفت أعدادها بشكل أكبر مقارنة بفترات سابقة، حيث أحصي أزيد من 51 ألف طائر مائي تتوزع على مختلف بحيرات البلاد، مقابل 45 ألف طائر من هذا النوع خلال نفس الفترة من العام المنقضي. وذكر مسؤول قسم "علم الطيور" بحظيرة القالة الشرقية، أنّ الطيور المائية التي تتخذ من المسطحات المائية للمناطق الرطبة مكانا للعيش، باتت تتكاثر، خصوصا تلك التي تبني أعشاشها أو توصف بالمهاجرة، مثل البط الزقزاق وهو في تكاثر ملحوظ، حيث لم يكن تعداده يقارب 11 ألف رأس، ليصير بحدود 30 ألفا. وبين الطيور التي يُسجل تزايد في أعدادها البط ذي الرأس الأبيض وهو طائر نادر، ويقدّر عدده حاليا بـ1300 طائر مقابل 740 طائر فقط العام 2008 وذلك ببحيرة "طونقة" التي تعد موقعا مفضل له، علما أنّ الجزائر تشتهر بوصفها موئلا للطيور المائية. من جهتها، تتوفر تنفرد حظيرة "تازة" ( 500 كلم شرق العاصمة) على 134 صنف من الطيور المائية كجلسم الماء وزمج الماء، كما تزخر برصيد وافرمن باقي الطيور كالجوارح الجواثم والطيور البحرية كالغراب ودجاجيات الأرض والبلشون والنورس الفضي والغطاس الخطاف والحوام والعقاب وصقر الجراد وهامة بومة والباز والنسر والبلبل والحجلة والزرزور وغيرها من الطيور المحمية، إضافة إلى وجود 16 صنفا من الثدييات، فضلا عن طائر الخفاش الذي اكتشف مؤخرا ويعيش في (غار الباز) الذي جرى تحويله مؤخرا إلى متحف ما قبل التاريخ. ويُمكن لزائر حظيرة تازة، التمتع برؤية طائر كاسر الجوز القبائلي وهو طائر صغير وجميل ذي لون أزرق وبني فاتح.. الوحيد من نوعه على مستوى غابات العالم.
طائر كاسر الجوز:
وفضّل هذا الطائر الذي يسمى أيضا (السنية الزرقاء) العيش في منطقة تازة، حيث يعشق العيش وسط غابات الفلين، وقد اكتشفه الباحث البلجيكي "جون بول لودر" ونظرا لندرة هذا النوع من الطيور في كل دول العالم فقد اتخذت منه الحظيرة شعارا لها. ولمن لا يعرف تازة، يمكن وصفها بكونها بقعة فاتنة وأرض عذراء تتأرجح بين جمال الجغرافيا وجلال التاريخ كأجمل ما يصافح البحر من خضرة وأروع ما يقبل الصخر من زبد، هذه الحظيرة السهلة الممتنعة التي ألهمت العديد من الشعراء، تمتد على مساحة 3807 هكتار على طول الشريط الساحلي لولاية جيجل الساحلية، وتمتاز تازة بعدة خواص ومميزات وعجائب، فهي تحتوي على 10 مغارات كاملة، بينها مغارة الكهوف العجيبة بصواعدها ونوازلها المعروفة عالميا ومغارة الباز ومغارة لامدلان ومغارة الإنسان البدائي وغيرها، كما تمتلك الحظيرة آثارا متنوعة شاهدة على أقدم الحضارات الإنسانية على غرار الحضارة الايبيرو ـ مغربية، والحضارة الرومانية، كما يوجد بها موقع أثري لقدماء الوندال.