اتهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من وصفهم بـ "عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بأنهم وراء ما يجري حاليا في مصر"، محذرا من أي محاولة لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في بلاده، ردا على دعوة المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية وناشطين ليبيين على الإنترنت لـ "يوم غضب" في ليبيا يوم 17 فبراير الجاري، على غرار ما حدث في مصر وتونس.
.وذكرت صحيفة "ليبيا اليوم" أن تحذيرات القذافي جاءت خلال لقاءات "غير علنية" مع نشطاء وصحفيين وإعلاميين على مدى ثلاثة أيام، حيث حذرهم من أن قبائلهم ستتحمل المسئولية في حال قاموا بعمل يخل بالأمن ويسبب الفوضى، مما أثار أجواء من الإحباط وسط الحاضرين الذين كانوا يتوقعون في المقابل أن يبلغهم اعتزامه إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية مهمة.
ووفق ما نقلت الصحيفة التي تبث من لندن عن شهود عيان حضروا اللقاء، فإن القذافي خاطب الحضور ومعظمهم من مدن الشرق الليبي بنبرة التحذير من مغبة المشاركة في أي اضطرابات محتملة.
يأتي ذلك فيما دعت المعارضة إلى اعتبار 17 فبراير الجاري يوما للغضب في ذكرى انتفاضة الطلبة ضد حكم العقيد القذافي الذي يتولى السلطة في بلاده منذ عام 1969.
وناقش القذافي مع المجتمعين في اللقاء الذي فرضت السلطات الليبية تعتيما إعلاميا ورسميا بشأن تفاصيله الكاملة، المشكلات التي تعاني منها مدن بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق من إهمال وانهيار البنية التحتية والبطالة والفساد.
ونُقل عن بعض من شاركوا في اللقاء إن القذافي أعرب عن قلقه وغضبه مما يجري في مصر، وأكدوا انتقاده لفضائية "الجزيرة" القطرية وللشيخ يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، بعد أن اتهمه بتحريض المصريين على الانقلاب على مبارك، وتساءل: لماذا لا يحرض القرضاوي على القواعد الأمريكية في الخليج؟.
وكان القذافي انتقد ثورة الشعب التونسي لإسقاط نظام حكم بن علي، لكنه تراجع لاحقا وأكد أنه معني بعودة الأمن والاستقرار إلى تونس.
ويقول نشطاء ليبيون إن جهاز المخابرات الليبية يشن منذ الأسبوع الماضي حملة واسعة النطاق ضد مواقع إلكترونية ليبية في المهجر أدت إلى توقفها عن العمل بالكامل، بسبب تغطيتها المستمرة لما يجري في الداخل الليبي.
وكان المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية قد دعا إلى مظاهرات حاشدة داخل ليبيا في ذكرى انتفاضة 17 فبراير عام 2006 في مدينة بنغازي التي تحولت من استنكار للرسومات المسيئة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى مظاهرات حاشدة ضد القذافي وحكمه مما أدى إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى.
وحث المؤتمر في بيان كافة القوى الوطنية المعارضة في داخل ليبيا وخارجها على إحياء هذه الذكرى بإقامة النشاطات والفعاليات على مختلف المستويات، معربا عن أمله في استيعاب الدروس والعبر من انتصار انتفاضة الشعب التونسي.