الجنون•• النهاية المرعبة للأستاذ
الأربعاء, 29 ديسمبر 2010 19:02
في بعض أعدادها الصادرة في سنة 2010 أثارت ''الجزائر نيوز'' موضوعا مهما خاصا بعالم التربية من خلال ملف تحت عنوان '' الأساتذة يدخلون زنيقة لهبال''، هنا قدمنا قصة أحد الذين سجلوا أسماءهم في سجل ضحايا قطاع التربية والتعليم ''بالدم''، أولئك الذين كانت نهايتهم في هذا القطاع مأساوية، إنه الأستاذ حدمر السعيد، الذي أصيب بالجنون بعد 10 سنوات من العمل كأستاذ بمتوسط، والأمر الأكثر مأساوية هو تخلي الهيئات الوصية عنه ليجد نفسه بدون منحة تقاعد؟
هذه الحكاية ليست من الفضاء ولا من نسج الخيال، وإنما من ولاية بسكرة، صورة عن المصير المرعب الذي ينتظر الكثيرين من مدرسينا في ظل الظروف السيئة التي يعملون فيها·· تلك الظروف التي يزيد تدهورها يوما بعد يوم·· الأستاذ سعيد حدمر، أصيب بأزمة نفسية شديدة انتهت به بفقد عقله بشكل كامل (الإصابة بالجنون) بعد 10 سنوات من التدريس، وجد نفسه في أروقة المستشفيات العقلية التي تحصل منها على عطلة طويلة المدى إمتدت لقرابة ثماني سنوات مع التجديد، أُحيل بعدها على اللجنة الطبية المختصة التي قررت منحه عجزا كاملا قدر بـ 100 %، على ضوءئالملف الطبي للمعني الموجود على مستوى مستشفى الأمراض العقلية ببسكرة، حدث ذلك في منتصف الثمانينيات، وهو ما يعني ضرورة إحالته على التقاعد الإجباري طبقا للنصوص والقوانين المعمول بها إلا أن مديرية التربية لتبسة لم تباشر الإجراءات اللازمة من أجل أن يستفيد هذا الأستاذ من التقاعد الإلزامي، وظل منذ سنة 1986 يعيش وضعا صحيا مزريا ولا تجد عائلته من يعيلها لأنه لم يتمكن من الحصول على التقاعد لأن الصندوق الوطني للتقاعد يرفض ذلك بحجة أنه لمئيستلم ملفه الذي لم يودع في السنة التي أصيب فيها الأستاذ بالأزمة التي حرمته كليا من مواصلة حياته بشكل عادي، ويواصل الصندوق الوطني للتقاعد رغم محاولة مديرية التربية لولاية تبسة سنة 2001 تقديم الوثائق المطلوبة في الملف من أجل إعادة تحريك القضية لكن بدون جدوى·
إلتحق الأستاذ حدمر السعيد، بقطاع التربية سنة ,1969 عين معلما مساعدا بعنابة، ثم ارتقى إلى معلم مدرس سنة ,1973 ثم عين أستاذ في التعليم للمتوسط سنة 1978 بتبسة، وهو ما يعني أنه من الرعيل الأول الذي ساهم في تكوين أجيال ما بعد الاستعمار، ليجد نفسه في هذا الوضع بسبب الاهمال والتهميش الذي يعانيه مكونو الأجيال من الوزارة الوصية·
بهذه المناسبة تطالب عائلة حدمر وزارة التربية الوطنية والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بتسوية هذا الملف الذي آل إلى مصير أقل ما يقال عنه أنه مأساوي، فلعل الوصاية اليوم تتدخل حتى يستفيد هذا الأستاذ من التقاعد، خصوصا بعد تقدمه في السن، وحتى يستعيد باقي المدرسين الثقة في أنفسهم وفي محيطهم·