اترك مسافة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اترك مسافة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-19, 11:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اكاسيا
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي اترك مسافة

حين يأتي الواحد منا إلى هذه الحياة يكون مجرداً من كل شيء ومحتاجاً إلى كل شيء ، وإن المجتمع هو الذي يمنحه ما يكمل إنسانية ، ويجعله مستعداً لخوض غمار الحياة بكرامة وجدارة ، ومن هنا فإننا لا نستطيع فعلاً أن نقدِّر حجم ما قدمته أسرنا ومجتمعاتنا لنا ، ويظل من المهم أن نفكر في كيفية رد الجميل . المجتمع ليس عبارة عن مجموعات من الناس فحسب ، إنه قبل ذلك تلك المنظومة المكوًّنة من الأفكار والمعتقدات والتقاليد والعادات والرمزيات التي تشكل العقل الجمعي والثقافة العامة لذلك المجتمع ، وأود في هذا المقال أن أسلط الضوء على طبيعة العقل الجمعي وعلى الموقف الذي ينبغي أن نقفه منه ، وذلك عبر المفردات التالية :
1ـ العقل الجمعي الموجود في كل مجتمع هو عبارة عن نسيج معقد من الأفكار والمشاعر .... وهذا النسيج تم غزله على مدار قرون عديدة وبطريقة غير واعية ، فالناس لا يدرسون المفاهيم والعادات قبل أن يمتثلوا إليها ، وليس معظمهم مؤهلاً للقيام بذلك ، وقد تسوء أحوال أمة ، وتصير إلى الانهيار والبوار دون أن يملك الوعي الشعبي الفهم المطلوب لأسباب ذلك ، وما هذا إلا لأن العقل الجمعي هوالذي يقوم بتشكيل وعي الأفراد ، وهو الذي يمنحهم المعايير التي تمكنهم من التمييز بين الصواب والخطأ ، وبين الآمن والخطِر ، وبين اللائق وغير اللائق .... وكلما كانت درجة جهل الأفراد أعلى كانت سيطرة المجتمع بعقله وثقافته عليهم أشد وأكبر ، ولهذا فإن المجتمعات الأمية وشبه الأمية تعيش دائماً في حالة من الجمود والارتباك ، ويلفها الغموض من كل جهة . العلم لا ينير عقل صاحبه فقط ، وإنما ينير كذلك دربه ومحيطه ، ويساعده على فهم تاريخه وجذور مشكلاته
2ـ إذا كان العقل الجمعي يتشكل بطريقة غير واعية ، فإن هذا يعني أن في حياة الناس دائماً مشكلات وانحرافات وتأزمات ، وفي حياتهم أشياء كثيرة ليست هي الأحسن والأفضل والأجمل ، بل تستطيع القول : إن التيار العريض في المجتمع لا يكون هو التيار الراشد ، وهذا ما نجد له الكثير من الإشارات في كتاب الله ـ تعالى ـ فأكثر الناس لا يؤمنون ، ولا يعلمون ، ولا يعقلون ، وأكثرهم للحق كارهون وهم عنه معرضون ، وهذه الحالة موجودة في كل المجتمعات باعتبارات مختلفة ، ففي المجتمعات الإسلامية ـ مثلاً ـ لا يكون أهل الورع الملتزمون بالصدق القائمون على حدود الله ، الغيورون على حرماته ومصالح الأمة .... لا يكون هؤلاء هم الذين يشكلون التيار العريض أو الشريحة الأكبر ، وحين نرفع مستوى مواصفات الجودة فقد نجد أن حال معظم الخلق مطابق لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة )) .
3ـ إذا صح هذا التشخيص للبنية العامة للعقل الجمعي وللحياة الاجتماعية ـ وهذا إن شاء الله صحيح ـ فإنه يفرض علينا ألا نشعر بالطمأنينة تجاه أوضاعنا العامة ، وأن لا نستكين للرؤى والمقولات والعادات السائدة ، وعدم الاستكانة يتطلب من كل من يملك درجة من الوعي والفكر أن يترك مسافة بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه ، ونقصد بالمسافة هنا محاولة امتلاك رؤية نقدية للواقع الاجتماعي وإظهار أوجه الخلل التي تكتنفه، وهذه الرؤية هي التي تنقل المثقف من درجة عالم إلى درجة مفكر ، وبما أن المفكرين والنقاد والمجددين ، فيهم الكبار والصغار ، فإننا نستطيع القول : إن المجدد الكبير والمفكر الكبير....... هو الذي يستطيع أن يترك مساحة كبيرة تفصل بين وعيه الفردي والوعي الاجتماعي العام ، أما المجدد الصغير..... فإن المساحة التي يتركها تكون صغيرة ، لكن هذا ليس على إطلاقه ويحتاج إلى شرح وتقييد ، إذ إن القطيعة مع المجتمع ليست في حد ذاتها بالأمر العسير فقد رأينا من الملحدين والمرتدين من شنوا حرباً ضروساً ضد أهلهم ومجتمعهم وكانت النتيجة أن لفظتهم مجتمعاتهم وأصمّت آذانها عن انتقاداتهم ، مع أن فيها شيئاً من الحق والصواب ، العسير حقاً هو أن تكون المسافة بين الوعي الفردي والوعي الجمعي مدروسة للغاية ومثمرة فعلاً ، وذلك يتطلب أن يظل المفكر والناقد متواصلاً مع ثوابت المجتمع ومع مسلَّماته وطموحاته الكبرى في التحرر والازدهار، إنه أشبه بالطفل الذي ينفصل عن والدته ، لمصلحته ومصلحتها مع ما في المخاض من آلام له ولها ، لكنه بعد ذلك يظل في حجرها وتظل محتضنة له ، كما يظل ولاؤه لها مدى الحياة . إن أعز شيء على العقل الجمعي وعلى الثقافة الشعبية هو التوحد والتضامن والانسجام على مستوى الأعراف والتقاليد وكل أشكال التواصل الاجتماعي ، ومن ثم فإن الناس يستوحشون من النقد ، ويرون فيه نوعاً من التهديد للأرضية المشتركة التي تجمعهم ، وتشتد هذه الحالة حين تكون ذاكرة المجتمع مشحونة بتاريخ مملوء بالحروب الأهلية والفتن والانقسامات الداخلية ، كما هو شأن العديد من المجتمعات العربية والإسلامية ، وحينئذ فإن المطلوب من المفكرين التلطف في أسلوب النقد والقيام بحساب المسافة الفاصلة بدقة وحرص .
للحديث صلة








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-03-08, 17:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حميد.ص
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية حميد.ص
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء مميزي الأقسام العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على هذا الموضوع .................شكرا على هذا الموضوع
شكرا على هذا الموضوع .................شكرا على هذا الموضوع
شكرا على هذا الموضوع .................شكرا على هذا الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-08, 18:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حنين الاشواق
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حنين الاشواق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااا ع الطرح المميز










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-08, 18:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور على نور
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية نور على نور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسافة, اترك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc