قس بن ساعدة الإيادي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الشّعر الشّعبي

قسم الشّعر الشّعبي قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في الشّعر الشّعبي.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قس بن ساعدة الإيادي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-01, 20:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
bermareme
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي قس بن ساعدة الإيادي

قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار الإيادي. من حكماء العرب قبل الإسلام. توفي حوالي عام 600 م (حوالي 23 قبل الهجرة).
يذكر أحمد أمين أن أدباء العرب ذكروا أن ابن ساعدة كان نصرانيا و أنه أسقف كعبة نجران و كذلك محمد حسين هيكل، بينما يقطع لامانس في كتابه عن يزيد ببطلان ذلك ويذكر أنه لم يكن له صلة بنجران و يرجِّح أنه من الحنيفية، و يعده الشهرستاني في كتاب الملل و النحل بين من "يعتقد التوحيد و يؤمن بيوم الحساب"، كما روى الطبري أن الرسول محمد قال: "أن رحم الله قسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم"

رآه محمد قبيل البعثة يخطب في الناس في سوق عكاظ[1].

و يروى كلا من الطبري في البداية و النهاية و المسعودي في مروج الذهب أن محمدا سأل عنه وفد إياد يوم فتح مكة فأخبروه أنه مات، ثم إنه روى لهم كيف رآه في عكاظ قبل البعثة ثم سرد لهم خطبته يومذاك، و ترحّم عليه «يُبعثُ يوم القيامة أمةً وَحَده.»

بينما يروي ابن عبّاس أنه محمدا سأل عنه وفد بكر بن وائل: "ما فعل حليف لكم يقال له قس بن ساعدة الإيادي"

أما الحسن البصري فتُروى عنه قصة مشابهة لما سبق غير أن فيها الجارود بن المعلى بن حنش بن معلى العبدي الذي كان نصرانيا يوم قدم على محمد في رجال من عبد القيس أكد لمحمد أنه عرَف ابن إياد و روى له من أخبار و أقوال ابن إياد منها أنه كان نصرانيا، و أن محمدا روى له واقعة عكاظ.
تُنسب إلى قس بن ساعدة أفعال عديدة، و أقوال كثيرة شعرا و سجعا و نثرا، كعديدين من حكماء العرب.

فيٌنسب إليه أنه أوّل من خطب متئكا على عصا، و أول من كَتَب "من فلان إلى فلان" و أول من قال "أما بعد" وأول من قال "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر"

و يُنسب إلى قس بن ساعدة قوله: "كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وإليه المآب غدا". وقوله: "كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود". وهذا مطابق لسورة الإخلاص معنا وليس لفظا وبلاغة.

و كذلك قوله: "يا معشر إياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد. أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر، أقسم قس بالله إن لله لدينا أرضى من دينكم هذا".:


فـي الـذاهـبــيــن الأ ولـيـ *** ن من القرون لنا بـصائـر

لـما رأ يــت مواردا *** للـموت لـيـس لها مصـادر

ورأ يت قومي نـحـوها *** يمضي الأصاغر والأكابر

لا يـرجـع الــماضـي ولا *** يـبـقى مـن البـاقـيـن غـابـر

أيـقــنــت أ نـي لا مــحــا *** لة حـيث صار القوم صائر


وجاء في كتاب "النصوص الأدبية" (مكتبة الرشاد) ذكر قس بن ساعدة. يقول المؤلفون: "وقد نزل القرآن مصدقا لقوله، مقرا طريقة قس في الاستدلال بعجائب المخلوقات على وجود الخالق" ورووا له هذه الخطبة:

أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية.

يا معشر إياد، أين الآباء والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد، وزخرف ونجد؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأطول منكم آجالا؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم الدهر بتطاوله، فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية. كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود". وذكروا له الأبيات المعروفة: "في الذاهبين الأولين... "


وينسب الرواة إلى قس بن ساعدة حكما كثيرة منها: "إذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاصدق، ولا تستودعن سرك أحدا، فإنك إن فعلت لم تزل وجلا، وكان بالخيار، إن جنى عليك كنت أهلا لذلك، وإن وفى لك كان الممدوح دونك. وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك". ومنها: " من عيرك شيئا ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، وإذا نهيت عن الشيء فابدأ بنفسك. ولا تشاور مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فهما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا". وقالوا انه هو أول من قال: "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر"، وأول من قال: "أما بعد".
قال الأعشى:

وَأَبْلَغُ من قُسِّ وأَجْرَى مِنَ الذي بِذِي الغيل مِنْ خفَّانَ أَصْبَحَ خَادِرَا

وذكر جواد علي قسا بن ساعدة مرارا في كتابه: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام. قال: ولدى الرواة أبيات ينسبونها إلى بعض الشعراء الجاهليين، هم الأعشى، والحطيئه، ولبيد، ذكر فيها اسم قس، وقد أشيد فيها بفصاحته وبلاغته وحكمته، حتى جعل لبيد لقمان دون قس في الحكم ، وقد ضرب المثل بشخصيات جاهلية تركت أثرا في أيامها، فضرب بها المثل، مثل "أبلغ من قس" ويراد به قس بن ساعدة الخطيب الشهير.

وجاء في كتاب الإصابة: "قس بن حذافة بن زفر بن إياد بن نزار الإيادي البليغ الخطيب المشهور. وكانت العرب تعظمه وضربت به شعراؤها الأمثال. يقول الأعشى في قصيدة له:

وأحلم من قـس وأجرى من الـذي *** بذي الغيل من خفان أصبح حادرا

وقال الحُطيئة:

وأقول من قس وأمضى كما مضى *** من الرمح إن مس النفوس نكالها

وقال لَبيد:

وأخـلـف قـسـا لـيـتـنـي ولـعـلـنـي *** وأعـيا على لـقـمان حـكـم التـدبـر

وأشار بذالك إلى قول قس بن ساعدة:

وما قد تولى فـهـو قـد فـات ذاهـبا *** فـهـل يـنـفـعـني لـيـتـني ولعـلني

----------------------------------------------

1- الأعلام، الزركلي 5/236









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-12-01, 20:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
bermareme
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ.

هو قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار، الإيادي، وكان من حكماء العرب، وأَعْقَلَ من سُمِع به منهم، وهو أول من كَتَب "من فلان إلى فلان" وأول من أَقَرَّ بالبعث من غير علم، وأول من قال "أما بعد" وأول من قال "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر" وقد عُمِّر مائةً وثمانين سنة، قال الأعشى:

وَأَبْلَغُ من قُسِّ وأَجْرَى مِنَ الذي بِذِي الغيل مِنْ خفَّانَ أَصْبَحَ خَادِرَا

وأخبر عامر بن شَرَاحيل الشعبيُّ عن عبد الله بن عباس أن وَفْدَ بكر بن وائل قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فَرَغ من حوائجهم قال: هل فيكم أحد يعرف قُسَّ بن ساعدة الإيادي ؟ قالوا: كلنا نعرفه، قال: فما فَعَلَ ؟ قالوا: هلَكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأني به على جَمَل أحمر بعُكَاظ قائماً يقول: أيها الناس، اجْتَمِعُوا واسْتَمِعُوا وَعُوا، كل مَنْ عاش مات، وكل مَنْ مات فَاتَ، وكل ما هو آتٍ آت، إن في السماء لَخَبراً، وإن في الأرض لَعِبَراً، مِهَاد مَوْضُوع، وَسَقْف مَرْفوع، وبِحار تَمْوج، وتجارة تَرُوج، ولَيْل دَاجٍ، وسماء ذاتُ أَبْرَاجٍ، أَقْسَمَ قُسٌّ حقا لئن كان في الأرض رِضاً ليكونَنَّ بعده سخط، وإن للّه عَزَّتْ قُدْرته دِيناً هو أَحَبُّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه، مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ؟ أَرَضُوا فأقاموا، أو تُرِكُوا فناموا ؟ ثم أنشد أبو بكر رضي الله عنه شعراً حَفِظه له. انتهى من كتاب مجمع الأمثال.

وروى الطبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن رحم الله قسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم"

ويقول الشهرستاني في كتاب الملل والنحل:

وممن كان يعتقد التوحيد، ويؤمن بيوم الحساب:

قس بن ساعدة الإيادي: قال في مواعظه: كلا ورب الكعبة ليعودن ما باد، ولئن ذهب ليعودن يوما.

وقال أيضا:

كلا بل هو الله إله واحد ليس بمولود ولا والد

وجاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير:

عن ابن عباس قال: قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم:

"ما فعل حليف لكم يقال له قس بن ساعدة الإيادي". وذكر القصة مطولة.

حدثني بعض أصحابنا من أهل العلم عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال:

كان الجارود بن المعلى بن حنش بن معلى العبدي نصرانياً حسن المعرفة بتفسير الكتب وتأويلها، عالماً بسير الفرس وأقاويلها، بصيراً بالفلسفة والطب، ظاهر الدهاء والأدب، كامل الجمال ذا ثروة ومال، وأنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافداً في رجال من عبد القيس، ذوي أراء وأسنان وفصاحة وبيان وحجج وبرهان، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وقف بين يديه وأشار إليه، وأنشأ يقول:

يا نبي الهدى أتتك رجال قطعت فدفدا وآلا فآلا

وطوت نحوك الصحاصح تهوي لا تعد الكلال فيك كلالا

كل بهماء قصر الطرف عنها أرقلتها قلاصنا أرقالا

وطوتها العتاق يجمح فيها بكماة كأنجم تتلالا

تبتغي دفع بأس يوم عظيم هائل أوجع القلوب وهالا

ومزادا لمحشر الخلق طرا وفراقا لمن تمادى ضلالا

نحو نور من الإله وبرهان وبر ونعمة أن تنالا

خصك الله يا ابن آمنة الخير بها إذ أتت سجالا سجالا

فاجعل الحظ منك يا حجة الله جزيلا لا حظ خلف أحالا

قال فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم وقرب مجلسه وقال له:

"يا جارود لقد تأخر الموعود بك وبقومك".

فقال الجارود: فداك أبي وأمي أما من تأخر عنك فقد فاته حظه وتلك أعظم حوبة، وأغلظ عقوبة، وما كنت فيمن رآك أو سمع بك فعداك، واتبع سواك، وإني الآن على دين قد علمت به قد جئتك وها أنا تاركه لدينك، أفذلك مما يمحص الذنوب والمآثم والحوب، ويرضى الرب عن المربوب.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أنا ضامن لك ذلك، وأخلص الآن لله بالوحدانية، ودع عنك دين النصرانية".

فقال الجارود: فداك أبي وأمي، مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك محمد عبده ورسوله.

قال: فأسلم وأسلم معه أناس من قومه، فسر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم، وأظهر من إكرامهم ما سروا به وابتهجوا به.

ثم أقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الإيادي".

فقال الجارود: فداك أبي وأمي كلنا نعرفه، وإني من بينهم لعالم بخبره، واقف على أمره، كان قس يا رسول الله سبطاً من أسباط العرب، عمر ستمائة سنة، تقفر منها خمسة أعمار في البراري والقفار، يضج بالتسبيح على مثال المسيح، لا يقره قرار، ولا تكنه دار، ولا يستمتع به جار، كان يلبس الأمساح ويفوق السياح، ولا يفتر من رهبانيته يتحسى في سياحته بيض النعام ويأنس بالهوام، ويستمتع بالظلام، يبصر فيعتبر، ويفكر فيختبر.

فصار لذلك واحداً تضرب بحكمته الأمثال، وتكشف به الأهوال، أدرك رأس الحواريين سمعان، وهو أول رجل تأله من العرب، ووحد وأقر وتعبد، وأيقن بالبعث والحساب، وحذر سوء المآب، وأمر بالعمل قبل الفوت، ووعظ بالموت، وسلم بالقضا على السخط والرضا، وزار القبور، وذكر النشور، وندب بالأشعار، وفكر في الأقدار.

وأنبأ عن السماء والنماء، وذكر النجوم وكشف الماء، ووصف البحار وعرف الآثار، وخطب راكباً، ووعظ دائباً، وحذر من الكرب، ومن شدة الغضب، ورسل الرسائل، وذكر كل هائل، وأرغم في خطبه وبين في كتبه، وخوف الدهر، وحذر الأزر، وعظم الأمر، وجنب الكفر، وشوق إلى الحنيفية، ودعا إلى اللاهوتية.

وهو القائل في يوم عكاظ: شرق وغرب، ويتم وحزب، وسلم وحرب، ويابس ورطب، وأجاج وعذب، وشموس وأقمار، ورياح وأمطار، وليل ونهار، وإناث وذكور، وبرار وبحور، وحب ونبات، وآباء وأمهات، وجمع وأشتات، وآيات في إثرها آيات، ونور وظلام، ويسر وإعدام، ورب وأصنام.

لقد ضل الأنام، نشوّ مولود، ووأد مفقود، وتربية محصود، وفقير وغني، ومحسن ومسيء، تباً لأرباب الغفلة، ليصلحن العامل عمله، وليفقدن الآمل أمله، كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وأمات وأحيا، وخلق الذكر والأنثى، رب الآخرة والأولى.

أما بعد: فيا معشر إياد، أين ثمود وعاد؟ وأين الآباء والأجداد؟ وأين العليل والعواد؟ كل له معاد، يقسم قس برب العباد، وساطح المهاد، لتحشرن على الانفراد، في يوم التناد، إذا نفخ في الصور، ونقر في الناقور، وأشرقت الأرض، ووعظ الواعظ، فانتبذ القانط، وأبصر اللاحظ.

فويل لمن صدف عن الحق الأشهر، والنور الأزهر، والعرض الأكبر، في يوم الفصل، وميزان العدل، إذا حكم القدير، وشهد النذير، وبعد النصير، وظهر التقصير، ففريق في الجنة، وفريق في السعير.

وهو القائل:

ذكر القلب من جواه أد كار وليال خلالهن نهار

وسجال هواطل من غمام ثرن ماء وفي جواهن نار

ضوءها يطمس العيون وأرعاد شداد في الخافقين تطار

وقصور مشيدة حوت الخير وأخرى خلت بهن قفار

وجبال شوامخ راسيات وبحار ميهاههن غزار

ونجوم تلوح في ظلم الليل نراها في كل يوم تدار

ثم شمس يحثها قمر الليل وكل متابع موار

وصغير وأشمط وكبير كلهم في الصعيد يوما مزار

وكبير مما يقصر عنه حدسه الخاطر الذي لا يحار

فالذي قد ذكرت دل على الله نفوسا لها هدى واعتبار

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مهما نسيت فلست أنساه بسوق عكاظ، واقفاً على جمل أحمر يخطب الناس: اجتمعوا فاسمعوا، وإذا سمعتم فعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا وقولوا، وإذا قلتم فاصدقوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، مطر ونبات، وأحياء وأموات، ليل داج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وضوء وظلام، وليل وأيام، وبر وآثام.

إن في السماء خبراً، وإن في الأرض عبراً، يحار فيهن البصرا، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تغور، وبحار لا تفور، ومنايا دوان، ودهر خوان، كحد النسطاس، ووزن القسطاس.

أقسم قس قسماً لا كاذباً فيه ولا آثماً، لئن كان في هذا الأمر رضي، ليكونن سخط. ثم قال: أيها الناس إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم هذا الذي أنتم عليه، وهذا زمانه وأوانه. ثم قال: ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا فناموا؟".

والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أصحابه فقال: "وأيكم يروي شعره لنا؟"

فقال أبو بكر الصديق: فداك أبي وأمي، أنا شاهد له في ذلك اليوم حيث يقول:

في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر

لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها يمضي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر

قال: فقام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخ من عبد القيس عظيم الهامة، طويل القامة، بعيد ما بين المنكبين فقال: فداك أبي وأمي، وأنا رأيت من قس عجباً.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الذي رأيت يا أخا بني عبد القيس؟"

فقال: خرجت في شبيبتي أربع بعيراً لي فدعني أقفو أثره في تنائف قفاف، ذات ضغابيس وعرصات جثجاث، بين صدور جذعان وغمير حوذان، ومهمه ظلمان، ورصيع ليهقان، فبينا أنا في تلك الفلوات أجول بسبسبها وأرنق فدفدها، إذا أنا بهضبة في نشزاتها أراك كباث مخضوضلة، وأغصانها متهدلة، كأن بريرها حب الفلفل وبواسق أقحوان، وإذا بعين خرارة، وروضة مدهامة، وشجرة عارمة، وإذا أنا بقس بن ساعدة في أصل تلك الشجرة وبيده قضيب.

فدنوت منه، وقلت له: أنعم صباحاً.

فقال: وأنت فنعم صباحك، وقد وردت العين سباع كثيرة فكان كلما ذهب سبع منها يشرب من العين قبل صاحبه، ضربه قس بالقضيب الذي بيده، وقال: اصبر حتى يشرب الذي قبلك، فذعرت من ذلك ذعراً شديداً، ونظر إليّ فقال: لا تخف.

وإذا بقبرين بينهما مسجد، فقلت: ما هذا القبران؟

قال: قبرا أخوين كانا يعبدان الله عز وجل بهذا الموضع، فأنا مقيم بين قبريهما عبد الله حتى ألحق بهما، فقلت له: أفلا تلحق بقومك فتكون معهم في خيرهم، وتباينهم على شرهم؟

فقال لي: ثكلتك أمك، أو ما علمت أن ولد إسماعيل تركوا دين أبيهم، واتبعوا الأضداد، وعظموا الأنداد، ثم أقبل على القبرين وأنشأ يقول:

خليلي هبَّا طالما قد رقدتما أجدكما لا تقضيان كراكما

أرى النوم بين الجلد والعظم منكما كأن الذي يسقي العقار سقاكما

أمن طول نوم لا تجيبان داعياً كأن الذي يسقي العقار سقاكما

ألم تعلما أني بنجران مفرداً وما لي فيه من حبيب سواكما

مقيم على قبريكما لست بارحاً إياب الليالي أو يجيب صداكما

أأبكيكما طول الحياة وما الذي يرد على ذي لوعة أن بكاكما

فلو جعلت نفس لنفس امرئ فدى لجدت بنفسي أن تكون فداكما

كأنكما والموت أقرب غاية بروحي في قبريكما قد أتاكما

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله قساً أما إنه سيبعث يوم القيامة أمة واحدة".

وهذا الحديث غريب جداً من هذا الوجه، وهو مرسل إلا أن يكون الحسن سمعه من الجارود، والله أعلم.

وقد رواه البيهقي، والحافظ أبو القاسم ابن عساكر من وجه آخر من حديث محمد بن عيسى بن محمد بن سعيد

وهناك مجموعة من رجال الجاهلية عرفوا بانهم " حنفيين"، لم يعبدوا الاصنام وكانوا يؤمنون بالوحدانية. عرفنا من هولاء النفر قس بن ساعدة الايادي، وزيد بن عمرو بن ثفيل، وأمية بن أبي الصلت، وارباب بن رئاب، وسُويد بن عامر المصطلقي، وأسعد ابو كرب الحميري، ووكيع بن سلمة بن زهير الايادي، وعمير بن جندب الجُهني، وعدي بن زيد العبادي، وابو قيس صرمة بن أبي أنس، وسيف بن ذي يزن، وورقة بن نوفل القرشي، وعامر بن الظرب العدواني، وعبد الطابخة بن ثعلب بن وبرة بن قضاعة، وعلاف بن شهاب التميمي، والمتلمس بن أمية الكناني، وزهير بن أبي سُلمى، وخالد بن سنان بن غيث العبسي، وعبد اله القضاعي، وعبيد بن الابرص الاسدي، وكعب بن لؤي بن غالب.


منقوووول للفائدة










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-02, 20:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

















رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيادي, ساعدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc