هذا هو المطلوب:
هل يمكن القول أنه لكل سؤال جواب ؟
الإنسان في حياته اليومية يتعامل مع الطبيعة وقصد إخضاع الطبيعة له فانه يقوم باكتشافها و في رحلة اكتشافه للطبيعة يطرح جملة من الأسئلة هذه الأخيرة (السؤال) الذي تعددت معانيه بين علماء البيداغوجيا و أهل التربية والتعليم والسياسيين إلا أن مفاهيمهم تلتقي في نقطة واحدة و هي أن السؤال هو الطلب أو المطلب فأحيانا نجد أجوبة للأسئلة المطروحة وأحيانا أخرى لا نملك إجابات
وهذا الموضوع صراع بين فريقين ولفهم الموضوع أكثر نطرح المشكلة التالية التي تتعلق بوجه عام حول السؤال والجواب وبالتحديد علاقة السؤال بالجواب بمعنى أوضح هل لكل سؤال جواب أم هناك أسئلة لا تحمل أية إجابات ؟
لا نملك لكل سؤال جواب عندما يتحول السؤال إلى مشكلة أو إشكالية ذلك أن الإجابة تبقى معلقة أو تحتمل الصدق و الكذب خاصة في الحالتين المتناقضتين معا لاستحالة الجمع بين المتناقضين.
الإجابة عن السؤال الفلسفي ليست بديهية لتعلقه بما وراء الطبيعة أضف إلى ذلك تباين مواقف الفلاسفة بين الرافض و القابل للسؤال و بالتالي لا نملك إجابة واحدة للسؤال بل إجابات متعددة تبعا لمواقف الفلاسفة و مذاهبهم رغم وحدة الموضوع , هناك إشكاليات فلسفية لا زالت تبحث عن حل أو إجابة ومثالنا على ذلك مفارقة البيضة والدجاجة من أصل من ؟
إذا أسلمنا القول أنه ليس لكل سؤال جواب فهل يعني أن جميع أسئلتنا ليس لها فائدة مرجوة منها وما تفسيرنا للأسئلة التي نملك لها إجابات خاصة إذا ما تعلق الأمر بأشياء بديهية ؟
نملك إجابة عن الأسئلة التي لا تحتاج إلى جهد كبير وإعمال عقلي فالجواب عنها بديهي خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمحيط العام الذي نعيش فيه كما أننا نملك إجابة
عن الأسئلة الرياضية فان الإجابة عليها واحدة وواضحة .
يصبح لكل سؤال جواب إذا ما دفعنا السؤال إلى تذكر شيء ما تصبح لدينا إجابة واضحة المعالم خاصة إذا كان السؤال تاريخي كما أن هناك أسئلة مكتسبة تتحكم فيها المعطيات العلمية التي اكتسبتاها وبالتالي الإجابة عليها تكون موجودة ولا تحمل المفارقة ومثالنا على ذلك درجة غليان الماء 100درجة مئوية فلا يمكن أن يختلف فيها اثنان أو أنها بمعنى آخر مفارقات أولا نملك لها إجابة.
لا نملك دائما إجابة عن كل الأسئلة ولو كنا كذلك فما تفسيرنا لمجمل الإبداعات التي قام بها العلماء ؟أضف إلى ذلك فان قيمة السؤال تتحدد إذا وجدنا إجابات جاهزة دون عناء.
يمكننا القول مبدئيا أنه لكل سؤال جواب والحاسم الوحيد هو السؤال وهذا حسب طبيعته فإذا تقدم السؤال في شكل وضعيات مستعصية فان الصعوبة تشتد وبالتالي لا نصل إلى إجابة له ويبقى معلقا بين النفي والإثبات أما إذا كان السؤال يسيرا فان الإجابة لا تتطلب عناء ولا إبداع كبير وبالتالي مقدار تعقد أو سهولة السؤال هو المؤشر الوحيد لوجود إجابات أولا وبالتالي القول بانعدام الجواب قول فيه شطط كبير وفي المقابل وجود جواب لكل سؤال ليس من الأمر اليسير.
رحلة البحث عن الحقيقة في الحقيقة هي إجابات معلقة ونسبية حتى تراءت لنا أنها إجابات نهائية وإلا فكيف نفسر حركة التطور فما كل جواب ما هو إلا سؤال مستقبلي لقول كارل ياسبرس "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة وينبغي أن يتحول كل جواب إلى سؤال جديد"ويبقى السؤال وقيمته تعطيان القيمة الحقيقة للأجوبة التي نقدمها