عالم الحيوان الجزء الاول

said26 · 2010-11-22, 18:50

أنثاه تضع 30 -60 بيضة سنوياً

غرائب عالم الحيوان ... التمساح.. يأكل ودموعه تتساقط!

إعداد: لشرف السعيد

التمساح حيوان مائي زاحف، واستوائي مفترس، وهو من آكلات اللحوم ويعيش في مياه الأنهار والبحيرات الموجودة في المناطق الحارة، كما هو الحال في الهند وماليزيا، وفي المناطق الاستوائية والمدارية في قارة افريقيا وفي الولايات المتحدة من كارولينا الشمالية شمالا حتى الولايات المشرفة على خليج المكسيك جنوباً وفي استراليا، وفي المناطق الاستوائية والمدارية في امريكا الجنوبية. وفي اندونيسيا والجزر الجنوبية في المحيط الهادي والجزر الشمالية في المحيط الهندي، وتنتمي التماسيح الى زمرة الزواحف، رغم وجود قوائم لها، لأنها تضطر للزحف على بطونها اثناء تحركها فوق اليابسة بسبب قصر تلك القوائم.
ومن أشد التماسيح شراسة وافتراسا للحيوان والإنسان التماسيح النيلية اي التي تعيش في مياه هضبة البحيرات الافريقية، وفي مياه نهر النيل وروافده، ففي هذه المناطق من افريقيا نجد أضخم وأطول التماسيح المعروفة في المناطق الاخرى من العالم حيث يصل بعضها الى (5-9) امتار تليها التماسيح القائمة في الولايات المتحدة، والتي يتراوح طولها بين 3،65 - 4،25 متر.
ورأس التمساح وجسده وذيله، مغطاة بحراشف قرنية صلبة، تتحول بسبب شدة صلابتها في بطنه الى ما يشبه الصفائح العظمية والحراشف التي تغطي ذيله الطويل، تكون على شكل اسطوانات مضغوطة الطرفين تنتهي في أعلاها برؤوس حادة تشبه اسنان المنشار.

أجهزته الداخلية
ومن أعجب ما تمتاز به التماسيح بالنسبة لبقية الزواحف المائية والبرية كمال تركيب أجهزتها، من ذلك انها تمتلك قلباً فيه أربعة تجاويف منفصلة عن بعضها كما هو الحال في قلب الانسان، ويذكر ان قلوب الزواحف الاخرى مؤلفة من ثلاثة تجاويف، والقسم الأقل منها فيه اربعة تجاويف ولكنها لا تضم فواصل كاملة فيما بينها. ويضاف الى ذلك ان الجهاز التنفسي والمخ يفوقان ما لدى غيره من الزواحف الاخرى، وكذلك الحال بالنسبة لجهازه الهضمي، والغريب في مخ التمساح ان حجمه لا يتجاوز حجم فنجان الشاي. ومن الأمور الغريبة في التماسيح انها تأكل كل ما تقع عليه من أطعمة لجميع انواع الحيوانات.
ويلجأ التمساح الى اصطياد فريسته إما بضربها بذيلة ضربة قوية وإما عن طريق عضها بأسنانه الحادة حيث يجرها معه ليغرقها في الماء ثم يعيدها ثانية الى اليابسة ليأكلها.
وأطرف ما في التمساح انه كلما ابتلع قطعة من طعامه تساقطت الدموع من عينيه، وكأنه يبكي جزاء ما يفعل! والواقع ان المريء لديه يضغط عند بلع قطع الطعام على مستودع الدمع وعندها تندفع الدموع عبر القناة الموصلة الى عينيه لتنهمل وتتقاطر متتابعة، ولهذا يقال للدموع التي ذرفها صاحبها كذبا وتحايلا وتملقا (انها دموع التماسيح).

تكاثر غريب
وتتكاثر التماسيح بشكل غريب، ذلك ان الانثى تضع في كل عام قرابة (30 - 60 بيضة) يقارب حجم كل منها، حجم اكبر نوع من بيض الدجاج. وتقوم الإناث بوضع تلك البيوض في حفرة تحفرها في التراب أو في الرمال فوق اليابسة، ثم تردم تلك الحفرة بالرمال والأتربة والحشيش وتستر ذلك كله بالطين تاركة بيوضها لدفء حرارة الشمس حيث يتم تفقيسها بفعل تلك الحرارة، بالاضافة الى حرارة التخمر الصادرة عن النباتات والأتربة التي غطت بها تلك البيض.
وعند اقتراب موعد الفقس، تراقب الأم مكان تلك الحفر، حتى اذا ما سمعت نقر فراخها لقشور البيض من الداخل، اسرعت فرفعت الغطاء الطيني عنها، ونبشت ما تحت ذلك من أتربة ورمال، وعندها يقوم كل تمساح وليد بكسر قشرة البيضة بوساطة سن واحدة من الأعلى، هي اول من تكون قد شقت طريقها الى فك التمساح.
وعند خروج تلك التماسيح الوليدة كاملة التشكل، وبطول يصل الى 20 سم، تقوم الأم بقيادة قطيعها الى الماء، حيث يباشر كل منها السعي وراء غذائه من دون تدخل الأب او الأم.
وتعمر التماسيح مدة تتراوح بين (20 - 30) عاما، ويصل وزنها الى اكثر من الفي كيلوجرام.
ويصل عدد انواع التماسيح الى اثني عشر نوعا ويعتبر تمساح جفيال الذي يعيش في جنوب شرق آسيا ويتميز بلون جلده الأخضر الضارب الى الاصفرار مع بقع بنية اللون بأنه حيوان غير مؤذ على الاطلاق. وسكان الصين وحدهم يأكلون لحوم التماسيح، ويستسيغون طعمها بعد طبخها او شيّها كما يصنعون من جلودها الأحذية والحقائب.
والتمساح لا يهاجم الانسان إلا اذا استثير، ويتم اصطياده لاستخدام جلده الذي يمتاز بألوان زاهية لا تتغير مع الزمن بالإضافة الى متانته وحراشفه اللماعة ذات الأشكال الهندسية البديعة.

أظلم من تمساح
ومن أسماء التمساح: أبوعمارة وأبوعوف وأبوقشور وجمعه تماسيح وتماسِح، وأنثاه تسمى التمساح وولده السقنْقور. ويضرب المثل بالتمساح في الظلم فيقال أظلم من تمساح و”جازاه مجازاة التمساح” و”كافأني مكافأة التمساح”.
وجاء ذكر التمساح في الشعر العربي حيث قال ابوحيان الأندلسي (محمد بن يوسف بن علي) في وصف التمساح:
“وخَلْقٍ غريب الشكل في مِصرَ ناشئ
وما هو في أرض سوى مَصْرَ يوجدُ
هو السبع العادي بنيل صعيدها
يُقافصُ من للماء في النيل يقصدُ
ويخطفه خطف العقاب لصيدها
ويفصله عضواً فعضواً ويزردُ
له ذنب مرخى طويل يقيمه
يلفه به من كان في الناس يفقدُ
ولا تعمل الأسياف فيه كأنما
على جلده منه صفيح مُسَردُ
ولكن تحت الإبط ليّن جلده
فمنها المنايا دونه تتصعدُ
ويقتله الجاموس فهو إذا درى
به فرّ منه وهو في السبح يُجهدُ
ويخدعه الإنسان حتى يصيده
ويربطه كالعنز بالحبل تُصْفَدُ
وللعقل في صيد التماسيح صنعة
يُرتبها الفكر المصيب فَتُحمدُ
وذو العقل مقدور عليه وقادر
على كل ذي روح رقيب مؤيدُ