[center]ثورة نوفمبر 1954 و التي استمرت 8 أعوام
سقط لفداء هذا الوطن الغالي المسقي بالدماء مليون و نصف مليون شهيد
هؤلاء الأبرار الذين آثروا الموت على حياة الذل و المهانة
شعب الجزائر الذي لا يقبل أن يطمس أحد كرامته بالأرض
الشعب الشجاع ذا الدم الحار
..المناظل..
كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح استراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..
شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية ، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة ، بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة ( خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).
وباعتراف السلطات الإستعمارية ، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954 ، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختارو ديدوش مراد و غيرهم
وقد سبق العمل المسلح الإعلان عن ميلاد "جبهة التحرير الوطني "التي أصدرت أول تصريح رسمي لها يعرف بـ "بيان أول نوفمبر ".وقد وجهت هذا النداء إلى الشعب الجزائري مساء 31 أكتوبر 1954 ووزعته صباح أول نوفمبر، حددت فيه الثورة مبادئها ووسائلها ، ورسمت أهدافها المتمثلة في الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري . وضحت الجبهة في البيان الشروط السياسية التي تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف ؛ كما شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري والتي دفعت به إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافه القومية الوطنية، مبرزة الأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية لهذا القرار التاريخي.يعتبر بيان أول نوفمبر 1954 بمثابة دستور الثورة ومرجعها الأوّل الذي اهتدى به قادة ثورة التحرير وسارت على دربه الأجيال.
تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية - عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.
- تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر)خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954).
المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد
المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد
المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم
المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط
المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي
تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة
يقول شاعر التورة الجزائرية مفدي زكريا " رحمه الله "
شربت العقيدة حتى الثمالــــة ....فأسلمت وجهي لـرب الجلالــه
ولولا الوفـاء لإسلامنــــا.... لمـا قرر الشعب يومـا مآلـــه
ولولا استقامــة أخلاقنــــا.... لمـا أخلص الشعب يوما نضالــه
هو الدين يغمـر أرواحنــا.... بنـور اليقيـن ويرسي العدالــه
إذا الشعب أخلـف عهد الإلــه.... وخـان العقيــدة فارقُب زواله
ونجده يكرر الصورة نفسها في إلياذته بمناسبة 1 نوفمبر إذ يقول::
تأذن ربك ليلـة قــــــدر.... وألقى الستــار على ألف شهـر
وقال لـه الشعب: أمـرَك ربــي.... وقال لـه الرب: أمــرُك أمـري
ولعلع صـوت الرصاص يــدوّي.... فعـاف اليراع خـرافة حبـــر
وتأبى المــدافع صوغ الكلام.... إذا لم يكـن من شواظ وجمــر
وتأبى القنـابل طبع الحــروف.... إذا لم تكـن من سبائك حُمـــر
وتأبى الصفائح نشر الصحـائف ....ما لم تكــن بالقرارات تســري
ويأبـى الحديد استمـاع الحديث.... إذا لم يـكن من روائـع شعـري
نفمبــر غيرت فجر الحيــاة ....وكنت نفمبـر مطلـع فجــر
يقول في قصيدته "البردة الوطنية" سنة 1937:
تونس والجزائر اليوم، والمغـــرب.... شعب لن يستطيع انفصـــالا
وحدة أحكـم الإلـه سَـداهـا،.... مـــن يـرد قطعـه أراد محالا
نبتـت من أب كريـم وأمّ سمـتْ.... في الحــياة عمًّــا وخــالا
نصبـوا بينــها حـدودا من الـ.... ألـواح، جهلا وخدعـة، وضلالا
فاجعلـوا إن أردتـم الكون سـ ....ـدًّا، وضعوا البحر بيننا والجبـالا
نحن روح مـزاجه الضـاد والد ....يـن، فلـن يستطيع قطّ انحـلالا
كلما رمتـم افتراقــا قرُبنــا ....وعقدنــا محبة واتصــــالا
:ويصل المغرب بالمشرق في هذه الدعوة الملحة التي أرسلها في الذكرى الثانية للثورة:
رسول الشرق قل للشـرق إنــا على.... عهـد العروبة سوف نبقــى
وإمـا بالجزائر أنكــرونـــا سنخرق ....وصمة الإجمـاع خرقــا
سيعتـرف الزمان غـدًا بأنـــا سبقنـا.... وثبـة الأقـدار سبــقا
وأنـا في الجزائـر خيـر شعب ....عروبتــه مدى الأجيـال وُثقَـى
وأن الوحـدة الكبرى إذا مـــا ....تحــررت الجزائر سوف تبقــى.
المقاطع الأولى للإلياذة::
جزائر يا لحكـاية حبـــــي.... ويا من حملت السلام لقلبـــي
ويا من سكبت الجمـال بروحـي.... ويا من أشعت الضيـاء بدربــي
ولولا العقيدة تغمــر قلبـــي.... لما كنـت أومـن إلا بشعبـــي
وإما ذكرتك شع كيـــانــي.... وإما سمعـت نــداك ألبـــي
ومهما بعــدت، ومهمـا قربت ....غرامك فــوق ظنوني ولبــي
و يقول أيضا
بلادي أحبك فوق الظنــون.... وأشدو بحبـك في كــل نـادي
عشقت لأجلك كل جميــــل.... وهمـت لأجــلك في كل واد
ومن هـام فيك أحب الجمـال.... وإن لامه الغشم قال: بـــلادي
لأجل بلادي عصرت النجــوم.... وأترعت كأسي وصغت الشوادي
[/ce