موقع الجلفة في الجزائر
في سفح الأطلس الصحراوي و بمفترق الطرق من الشمال الى الجنوب ، و من الشرق إلى الغرب ، تتمركز الجلفة بين أحضان السهوب الوسطى عند التحام الصحراء بالهضاب العليا ، هناك حيث ضربت الشمس موعدا لها مع الفضاءات الفسيحة، ، و لا تبعد إلا بحوالي 300 كلم جنوب العاصمة الجزائرية .
ومع ذلك يعد جزؤها الجنوبي صحراويا . لذا تشكل همزة وصل بين شمال الجزائر وجنوبها.
تحد ولاية الجلفة المدية شمالا، و المسيلة شرقا، وتيارت غربا، ولها حدود جنوبية شرقية مع بسكرة و الوادي و ورقلة، ومع الأغواط و غرداية في الجنوب الغربي.
الدوائر و البلديات
ظهرت ولاية الجلفة بمقتضى التقسيم الإداري عام 1974 للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، و يبلغ عدد سكانها 897.920 نسمة (حسب إحصاء 2003) و تبلغ الكثافة السكانية 27.8 نسمة/كلم2.
وهي تضم 36 بلدية ، و 12 دائرة كما يلي:
الدائرة البلديات
الجلفة الجلفة
عين وسارة عين وسارة ، القرنيني
البيرين البيرين ، بنهار
سيدي لعجال سيدي لعجال ، الخميس ، حاسي قدول
حد الصحاري، بويرة الأحداب،عين أفقه
حاسي بحبح حاسي بحبح، الزعفران، حاسي العش، عين معبد
دار الشيوخ دار الشيوخ، مليليحة، سيدي بايزيد
الشارف الشارف، القديد، بن يعقوب
الإدريسية الإدريسية، الدويس، عين الشهداء
عين الإبل عين الإبل، مجبارة، تعضميت، زكار
مسعد، دلدول، سلمانة، سدالرحال، قطارة
فيض البطمة قيض البطمة، عمورة، أم لعظام
المناخ و التضاريس
تتمتع الجلفة بمساحة تقدر بـ: 32256.35 كلم2 ، و تمثل 1.36 % من المساحة الإجمالية للجزائر.
هذه المساحة وهذا الموقع أعطى المنطقة تنوعا طبيعيا، إذ نجد مثلا أنواعا تضاريسية متعددة على امتداد مساحتها الشاسعة . فهناك سلسلة جبلية في وسط الولاية ، تمتد من دائرة دار الشيوخ شرقا إلى الإدريسية في أقصى الغرب.
تتخلل هذه السلسلة قمم جبلية فارغة، تبلغ مداها الأقصى في قمة جبل "محاسن الكفا" بالقرب من منطقة بن يعقوب المرتفعة بـ 1613 مترا، وينخفض هذا الارتفاع كلما توجهنا غربا.
دون أن ننسى جبل بوكحيل الذي يأخذ مساحة في الشمال الشرقي لدائرة مسعد، ويمتد حتى بوسعادة، وكذا جبل الملح بالمكان المسمى "حجر الملح"، وهو ثالث جبل ملح في العالم ويقع على بعد حوالي 30 كلم شمال مدينة الجلفة.
توجد بالمنطقة أيضا منخفضات ببلدية الجلفة، و دار الشيوخ و أحواض بالإدريسية وبالقرب من مسعد، وسهول بعين الإبل ومسعد. ويمر وادي جدي بالجزء الغربي للجلفة.
أما الغطاء النباتي، فتغطي الأشجار 150 هكتار و تقع هذه المناطق الغابية في الجنوب الغربـي و الشمال الشرقي لبلدية الجلفة وشرق مسعد، وبالقرب من عين وسارة. وتغلب عليها أنواع: الصنوبر الحلبي، و أشجار العرعار بالإضافة إلى أنواع نباتيـة استبسيـة، مثل الحلفاء التي كانت تغطي مساحة تقدر بـ: 658000 هكتار و الشيح، و الإكليل.
كما أتاحت الطبيعة الصحراوية جنوب المنطقة وجود الواحات و الحمادات في منطقة مسعد.
مناخ منطقة الجلفة انتقالي في عمومه، بين مناخ البحر الأبيض المتوسط و المناخ الصحراوي . إذ يتميز بقساوة الطقس في الشتاء وكثرة موجات الصقيع المنتظمة، وبقلة المطار وعدم انتظامها وامتداد مدة الجفاف وقصر مدة التساقط. و يقدر متوسط قيمة التساقط بين 150 إلى 350 ملم.
مدينة الجلفة (عاصمة الولاية)
تقع مدينة الجلفة في مركز ولاية الجلفة، وتبعد عن عاصمة الجزائر بحوالي 300 كلم. و تعتبر تاسع مدينة جزائرية من حيث عدد السكان بأكثر من 230 ألف نسمة بعد كل من مدن الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة، باتنة ، البليدة ، سطيف و الشلف.
ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 800 م. و هي منطقة سهبية شبه صحراوية .. تجمع بين التل و الصحراء شتاؤها بارد و صيفها حار جاف و يكون غالبا ألطف عن مناطق الساحل. و ذلك بالنظر للحزام الغابي الأخضر المحيط بها.
تقع على الطريق الوطني رقم 01 العابر للصحراء. و قد بدأ بها التوسع العمراني و السكاني مع مطلع ثمانينات القرن الماضي. و بدأت وتيرة التزايد السكاني في فترة العشرية الماضية - التسعينات - .. لعوامل عديدة منها .. الأزمة الجزائرية .. و طبيعة المنطقة و سكانها الأصليين الذين يتميزون بالألفة و التآلف و الانفتاح و الترحيب بالضيوف الجدد الوافدين على المنطقة حتى يصبحون في كثير من الأحيان أكثر حظوة و نفوذا من السكان الأصليين للمنطقة.
هذا و قد أصبحت المدينة مركزا اقتصاديا و تجاريا هام تنتقل السلع عبره إلى بقية المدن و الولايات الجنوبية للجزائر .
و النشاط الغالب لسكانها المحليين هو الفلاحة و خاصة تربية الماشية ( الأغنام ) فهي العمود الفقري للنشاط الاقتصادي للمنطقة .. و الممول الرئيسي لمناطق شمال و شرق البلاد بهذه المادة الحيوية لتخترق أحيانا حدود الدولة نحو دول المغرب العربي..
و في المدة الأخيرة تشهد مدينة الجلفة وولاية الجلفة بصفة عامة نشاطا تنمويا معتبرا في المجالات التنموية المختلفة الفلاحية و الاجتماعية و الخدماتية في إطار برنامج التنمية للجمهورية و البرنامج الخاص بولايات الجنوبية لإعادة هيكلة القطاعات و تحسين أداء الخدمات للمرافق العمومية لتحقيق المردودية الأفضل .. و فتح مناصب شغل لامتصاص البطالة و تنشيط دواليب الاقتصاد الوطني