معجزة الخلق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معجزة الخلق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-06-10, 12:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sid_ahmed
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية sid_ahmed
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 معجزة الخلق

معجزة الخلق
" قصة آل عمران عليهم السلام "
كمال السيّد
بلغ عمران من العمر عتياً اصبح شيخاً طاعناً في السنّ لم يرزقه الله طفلاً .
و كانت " حنّة " امرأته عقيماً لا تلد ، و كانت تتمنى أن يرزقها الله ولداً .
و أوحى الله سبحانه الى عمران : اني واهب لك ولداً مباركاً !
فرح عمران و بشّر امرأته قائلاً :
ـ أن الله استجاب دعاءنا و سيرزقنا صبيّاً مباركاً .
و فرحت المرأة الصالحة عندما شعرت بالحمل في بطنها .
و ذات صباح انطلقت حنّة الى المعبد و نذرته لله ، قالت :
ـ ربّ اني نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبل مني انك انت السميع العليم .
النذر :
و كان زكريا النبي ( عليه السلام ) في المعبد فرح عندما سمع بذلك ، ان الله قادر على كل شيء يرزق من يشاء .
دخل المحراب و راح يصلّي لله ، ثم انطلق الى دكانه في السوق .
و مضت أيام و أسابيع و شهور ، توفي عمران قبل أن يرى وجه الطفل الذي رزقه الله ، و جاءت ساعة المخاض كانت حنّة تعتقد ان الله سيرزقها صبياً ذكراً مباركاً و لكنها فوجئت بان الوليد لم يكن سوى فتاة جميلة .

و الآن كيف ستفي بنذرها لله ، كيف يمكن للفتاة أن تخدم في المعبد ؟!
قالت و هي تنظر الى السماء :
ـ ربّ اني وضعتها انثى . . و ليس الذكر كالانثى .
الله سبحانه القى في روعها ان لهذه الفتاة شأن و انها ستلج المحراب و المعبد ، قالت حنّة بخشوع !
ـ و اني سميتها مريم ، و اني اعيذها بك و ذرّيتها من الشيطان الرجيم .
سمت المرأة الصالحة ابنتها " مريم " أي العابدة ، أو خادمة المعبد .
كبرت مريم اصبحت بنتاً و آن لها أن تذهب الى المعبد لتخدم فيه .
و حدثت المشكلة من الذي سيكفل مريم ؟ جميع الكهنة أرادوا كفالتها لأنها ابنة عمران الرجل الصالح و ابنة حنّة المرأة التقية .
اتفق الكهنة على اجراء القرعة أيهم يكفل مريم ، و خرجت القرعة على زكريا ( عليه السلام ) .
كان زكريا رجلاً تقياً ، و كان يحبّ مريم فقد توسم فيها الخير و البركة .
[IMG][/IMG]
زكريا زوج خالتها ، اصبح كافلاً لها مشرفاً على تربيتها . .
البتول :
في غرفة صغيرة في أعلى البيت المقدّس عاشت مريم منقطعة عن العالم . .
لا أحد يستطيع الدخول اليها أو دخول غرفتها سوى زكريا .
كبرت مريم في عزلتها ، مثل قطرة الندى طاهرة ، مثل شمس وراء الغيوم ، مثل قمر منير .
نمت مريم مثل زهرة ندية . . مثل وردة بنفسج ، يملأ عطرها الفضاء دون أن يراها أحد .
كانت مريم تمضي وقتها في المحراب تصلّي لله بخشوع و في كل يوم كانت الحقائق تسطع في روحها ، و الملائكة تطوف حولها تبشرها بان الله قد اصطفاها و طهرها من الرجس ، انها لؤلؤة في صدفة ، لا يعلم سرّها إلاّ الله سبحانه .

رَطَبٌ في الشتاء !

في يوم شتائي قارس البرد ارتقى زكريا السلّم الطويل ، ليذهب الى غرفة مريم ، يحمل اليها طعاماً ، كسرة خبز و قليلاً من اللبن .
سمع زكريا صوتاً مثل خرير الجداول لم يكن سوى مريم تناجي ربّها الذي اجتباها فطهرها .
دخل زكريا الغرفة بهدوء ، فرأى شيئاً عجيباً . . رأى إناءً مليئاً بالرطب ، كانت نكهة الرطّب تملأ فضاء الغرفة .
تعجب زكريا و قال :
ـ من أين لك هذا ؟!
قالت مريم و وجهها الملائكي يشرق بخشوع :
ـ هو من عند الله ان الله يرزق بغير حساب .
امتلأت نفس زكريا بالايمان و قال في نفسه :
ـ فاكهة الصيف يرزقها الله المؤمن في قلب الشتاء !!
و تمرّ الايام و يأتي فصل الصيف ، و زكريا يتفقد مريم البتول فرآها تسجد لله في محرابها و رأى إناءً مليئاً بالبرتقال امتلأت نفسه احتراماً لهذه الفتاة التي بلغت منزلة جليلة عند الله .

الله سبحانه أكرم مريم ، يرزقها بغير حساب ، تجد رزقها في غرفتها ، لأنها انقطعت اليه ، حتى لو ماتت من الجوع فأنها لن تغادر غرفتها وفاءً لنذر امّها المرأة الصالحة .

هنالك دعا زكريا ربّه :

رأى زكريا كرامة مريم عند الله و كيف يرزقها الله فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف ، ان الله قادر على كل شيء يرزق من يشاء بغير حساب .
و وقف زكريا الرجل الصالح العجوز يصلّي لله بخشوع قال :
ـ ربّ هب لي من لدنك ذرّية طيبة .
فجأة غمر نور سماوي المحراب ، و سمع زكريا الملاك يناديه :
ـ ان الله يبشرك بيحيى . . لم يجعل له من قبل سميا .
و تحققت أمنية زكريا ، كان يتمنى ولداً مثل مريم في طهره و صدقه و ايمانه . و لكنه قال :
كيف يكون لي ولد وأمرأتي عقيم ، وقد أصبحت شيخاً طاعناً في السنّ .
قال الملاك :
ـ كذلك قال ربّ هو علي هيّن .
قال زكريا :
ـ و كيف اعرف ان الله قد رزقني يحيى ؟
قال الملاك :
ـ ان علامة ذلك أن تفقد قدرتك على الكلام ثلاث ليال .
كان المساء قد حلّ و غمر كل شيء بالظلام ، و شعر زكريا بان لسانه مثل الخشبة ، لا يستطيع القدرة على النطق أبداً ، و سجد زكريا لله الحنّان ، المنّان .
الله سبحنه رزق زكريا ولداً طاهراً سيكون له شأن ، و خرج زكريا من المعبد أراد أن يعظ الناس ، أن يقول لهم لا تنسوا الله . . اسجدوا لله . . اذكروا الله دائماً . .
لكن لسانه لم يعد مِلكاً له . . راح زكريا يشير لهم باتجاه السماء ، ان هناك يا بني اسرائيل من يراقبكم . . سبحوا الله يا قومي و اذكروه .
ثلاث ليالٍ تمرّ و زكريا ما يزال عاجزاً عن الكلام ، و في اليوم الرابع قال لزوجته الصالحة اليصابات :
ـ لقد بشرني الله بولد اسمه يحيى .
قالت المرأة الصالحة :
ـ يحيى ياله من اسم عجيب !! ثم كيف لي أن ألد و أنا عقيم !
قال زكريا :
ـ ان الله قادر على كل شيء . .
الله سبحانه بيده قوانين الخلق . . في قبضته السماء و الأرض و هو خلق أبانا آدم من تراب .
المعجزة :
اصبح اليهود في ذلك الزمان قساة لا يؤمنون إلاّ بما يشاهدون ، لجأ بعضهم الى السحر ، و أصبح بعضهم يشتغل في صياغة الذهب ، و لكنهم جميعاً كانوا يحبّون المال أكثر من كل شيء .
كانوا يبتعدون عن تعاليم موسى يوماً بعد آخر .
من أجل هذا أراد الله سبحانه أن يوقظهم من غفلتهم ، وهب الله زكريا ولداً ، حملت زوجته العقيم و انجبت صبياً ، وجهه يضيء بالايمان و المحبّة .
و انجبت حنّة بنتاً هي مريم .
الله سبحانه كان قد وعد عمران بميلاد صبي له شأن ، و لكنّه توفي و لم ير ابنته مريم .
الله سبحانه طهّر مريم ليجعل منها آية للناس ، و سيجعل منها آية أخرى .

البشارة :

كانت مريم في خلوتها تتعبد ، وجهها يتألق نوراً و كان قلبها الطاهر يسافر بين النجوم ، يطوف في السماوات .
مثل قطرة ندى في الصباح ، كانت الفتاة الطاهرة تتألق .
قلبها يضيء ، و روحها شفافة ، تكاد تحلّق بعيداً في عوالم مفعمة بالنور .
مريم منقطعة عن العالم ليس بينها و بين الدنيا سوى نافذة صغيرة تطلّ على الافق الازرق الذي يلامس التلال الخضراء .
فجأة امتلأت غرفتها بالنور ، و في قلب هالة النور رأت شاباً .
ذعرت مريم خافت قالت :
ـ إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً .
قال الشاب :
لا تخافي يا مريم " انما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكيّاً " .
قالت مريم و هي تطرق حياءً :
ـ كيف يكون لي طفل و لم اتزوّج بعد ؟!
كانت مريم معجزة و ها هي تصبح أمّا لمعجزة كبرى سوف تنجب و هي ما تزال عذراء !
قال الملاك :
ـ كذلك يا مريم قال ربّك : هو عليّ هيّن ، و لنجعله آية للناس و رحمة منّا ، و كان أمراً مقضياً .
و تقدم الملاك من مريم لينفخ في قميصها ، و شعرت مريم ان روحاً عظيمة نفّاذة تنفذ في اعماقها .
و غاب الملاك ، و أدركت مريم انّها مقبلة على أيام عصيبة ، انها تتحمّل مسؤولية كبرى .
انها تحمل في أحشائها روح الله و كلمته ، و لكنها كانت تشعر بالقلق من يصدّق حملها المبارك ، و كيف يصدّق الناس أن طفلاً يولد دون أب ؟!
كان الحمل المبارك ينمو في أحشاء مريم الطاهرة ، و ذات صباح مشرق ، انطلقت مريم الى التلال القريبة ، كانت حائرة خائفة قلقة ، و لكنّ ايمانها بالله يقوّي عزيمتها و إرادتها .
مريم متعبة جلست عند جذع نخلة ، و شعرت بالآم شديدة ، آلام الولادة . . هتفت مريم :
ـ يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسياً منسياً !
كانت مريم تفكر من يصدّق انها تنجب طفلاً دون أب !!
و سمعت مريم الجنين يخاطبها :
ـ لا تحزني يا أمي . . الله هيّأ لك جدول ماء فاشربي منه ، و هزّي جذع النخلة سوف تنثر عليك رطباً فكلي و اشربي و قرّي عينا .
شعرت مريم بالهدوء يترقرق في قلبها مثل مياه الجدول ، و لكنها قالت بقلق :
ـ والناس يا بني . . ماذا أقول للناس يا روح الله ؟
قولي لهم نذرت لله صوماً فلن اكلّم اليوم انساناً .
و ولد عيسى المعجزة . . ولد طفل بلا اب ليكون آية للناس على قدرة الله . . ليكون رحمة للناس . .
الطفل الطاهر يبتسم لأمه وضعته أمه في احضانها ، ثم حملته عائدة الى قومها !
و انحدرت مريم من التلال الى المعبد ، و شاهد الناس منظراً عجيباً ! ان مريم تحمل طفلاً ! مريم ابنة عمران تحمل طفلاً !! مريم بنت حنّة لم تتزوج بعد و لكنها تحمل طفلاً !
ـ ماذا ؟ !! كيف ؟ أين هي ؟!
ـ تلك مريم انها تتجه الى غرفتها في المعبد .
و انتشر الخبر المثير في كل مكان ، و اصبح حديثاً للجميع .
الجميع كانوا يتعجبون ، و الناس المؤمنون كانوا ساكتين ، أما البعض فكان يثرثر بكلمات سيئة . .
و سمع زكريا ما يثرثر به الناس ، و سمع الكهنة بعض الشائعات من أجل هذا انطلق زكريا و مع كهنة المعبد الى مريم . .
قال أني عبد الله !
كانت مريم تصلّي في المحراب ، و عيسى في مهده مثل كوكب مضيء . . مثل برعم يتفتح للربيع .
و دخل زكريا الغرفة و دخلها رجال المعبد :
قال احدهم و مخاطباً مريم بقسوة :
ـ لقد جئت شيئاً فريّا .
و قال آخر :
ـ يا أخت هارون ما كان أبوك امرء سوءٍ و ما كانت أمّك بغيّاً .
وقفت مريم تنظر الى قومها و قد تألق وجهها بنور سماوي لم تقل شيئاً أشارت الى الطفل .
تعجب الرجال قالوا :
ـ كيف نكلم من كان في المهد صبياً ؟!
كيف نكلم طفلاً ، و هل يستطيع طفل في المهد أن يتحدّث ؟!
و في هذه اللحظة و فيما كان الرجال يحدّقون في الطفل متسائلين ، حدثت المعجزة !
إن الطفل يتكلم يكشف عن حقيقة كبرى :
ـ اني عبد الله ! آتاني الكتاب و جعلني نبياً . . إنّ الله ربّي و ربكم فاعبدوه . .
لقد جعلني الله مباركاً . . و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيّاً . .
أوصاني ببرّ والدتي و لم يجعلني جبّاراً شقياً .
و السلام عليّ يوم ولدت و يوم أموت و يوم ابعث حيّاً .
و امام هذا المشهد المثير . . سجد زكريا لله مصدّقاً بعيسى بن مريم ، روح الله و كلمته القاها الى مريم !
بعض الرجال خشعوا و امتلأت قلوبهم بالايمان ، و بعض ظلّ ينظر بقسوة غير مصدّق بالمعجزة .
البيت الكريم :
وعد الله زكريا أن يرزقه ولداً ، و حدثت المعجزة ولد يحيى و كانت أمه " اليصابات " عقيماً و لكن الله الذي خلق عيسى دون أب ، قادر على أن يرزق المرأة العقيم طفلاً ففرح .
ولد يحيى و كان طفلاً طاهراً مؤمناً يحبّ الله ، و الله يحبّه كانت أُسرة زكريا أُسرة كريمة ، أب صالحٌ و أمٌ مؤمنة و طفل يبرّ والديه ، و يحبّ الخير للناس .
و في ذلك المجتمع ولد عيسى و كانت ولادته معجزة و كان آية للناس على قدرة الله .
و ولد يحيى بمعجزة كانت أمه عقيماً ، قرزقها الله ولداً صالحاً ليكون آية للناس و رحمة .
كانا آيتين و دليلين على قدرة الله و رحمته ، فماذا حصل لهما عند أصبحا شابيّن ؟
هذا ما سنعرفه في الكتاب القادم . . الى اللقاء . .









 


 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc