السلام عليكم ورحمة الله وحياكم الله جميعا
بما اننا على اعتاب شهر رمضان المبارك وهو شهر القران الفيت على نفسي ان اتجول واياكم في هذه المعاني الرفيعة و نتعرف على هذه القاعدة الجليلة فننهل من نبعها الطيب و نتجول بين ربوعها لعلنا نجني ثمار قد تاقت لها الانفس وضمئت لها الارواح
[ كيف ننتفع بالقران الكريم ]
إذا اردت الانتفاع بالقران: فجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطب به من تكلم به سبحانه منه اليه , فانه خاطب منه لك على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام قال تعالى( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
وذلك ان تمام التأثير لما كان موقوفا على مؤثر مقتض ,ومحل قابل, وشرط لحصول الآثر , وانتقاء المانع الذي يمنع منه - تضمنت الآية بيان ذلك كله باوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد.
فقوله تعالى(إن في ذلك لذكرى) إشارة الى ما تقدم من أول السورةألى ههنا, وهذا هو المؤثر
فقوله تعالى( لمن كان له قلب) فهذا هو المحل القابل والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله كما قال تعالى ( لينذر من كان حي ) أي حي القلب
و قوله تعالى ( او القى السمع ) أي وجه سمعه واصغى حاسة سمعه الى ما يقال له وهذا شرط التاثر بالكلام
وقوله تعالى: (وهو شهيد) أي شاهد القلب حاضر غير غائب.
قال ابن قتيبة: استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساه و هو اشارة الى المانع من حصول التأثير وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأمله.
فإذا حصل المؤثر وهو القران والمحل القابل وهو القلب الحي ووجد الشرط وهو الاصغاء,وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه الى شئ اخر -حصل الاثر وهو الانتفاع والتذكر.
من كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية بتصرف ....
نسال الله الكريم رب العرش العظيم ان يحي قلوبنا بنور القران ويرزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يريضيه .