يزيل حجج المقارنة غير العادلة مع اليابان
أحمد الشقيري يقارن بين مسلمي دبي والأندلس في "خواطر 6 "
قال أحمد الشقيري -معد ومقدم خواطر- إن الجزء السادس من برنامجه سيعمل على إزالة الحجج والأعذار التي رافقت خواطر في اليابان بوصفها مقارنة غير عادلة، مشيرا إلى أنه عمد في خواطر 6 إلى مقارنة المسلمين بالمسلمين.
وأكد الشقيري على عرض شريحتين للمسلمين المعاصرين متمثلين بمسلمين من دبي وماليزيا، ومسلمين محافظين وملتزمين بعادات الأجداد والقدماء كمسلمي الأندلس وإسطنبول والعالم الإسلامي القديم في القرون الوسطى.
مضيفا: "هو مزيج من مقارنة الحاضر بالحاضر والحاضر بالماضي، وتمتزج فيه أحداث من التاريخ لكي يعرف المشاهد العربي تاريخه وذلك من خلال التطرق إلى العلم والإحسان الذي رافقه، حيث كان المسلم قديما يُقدم على عمل أي وظيفة ولكن بأكمل وجه وبأفضل طريقة ممكنة وإبداع وإتقان".
يذكر أن خواطر في جزئه الخامس عمد إلى مقارنة المسلمين باليابانيين، وهو ما وصفه البعض بالمقارنة غير العادلة، كون اليابان بعيدة عن مجتمعاتنا وعاداتنا وأفكارنا كعرب ومسلمين.
وفي سياق الرؤية العامة للبرنامج أكد الشقيري أن خواطر يخاطب الشاب العربي أينما كان وبغضّ النظر عن دينه، أو عرقه، موضحا أنه "عند الحديث عن أنك كشاب عند خروجك للشارع يجب أن لا ترمي المنديل على الأرض بل في المكان المخصص، فهذه رسالة ومبدأ عام لأي شخص بغض النظر عن دينه أو عرقه".
وتابع: "خواطر عبارة عن خطاب للبشرية بشكل عام ويعمل على تقديم المبادئ العامة التي جاء بها الإسلام والديانات الأخرى، حيث إنها تدعو للعدل والاحترام والنظافة".
" سر" نجاح خواطر
واعترف الشقيري بعدم معرفته بسر نجاح العمل، مؤكدا أنه عند انطلاق الفكرة كانت لديه هواجس حول نجاحه، خاصة أن البرنامج يعرض في وقت مزدحم بالأعمال الدرامية، لكنه وصف الأمر بالتوفيق من عند الله .
في سياق آخر أكد أن نفيه لصفة الداعية جاء لتوضيح صفته وللتأكيد على أنه لا يمتلك حق الإفتاء وليس لموقف معين من الدعاة، مؤكدا أنه يعود بأفكاره إلى أهل العلم كالشيخ علي جمعة والشيخ عدنان الزهراني والدكتور يوسف القرضاوي والدكتور سليمان العودة وغيرهم من الشيوخ، موضحا أنه لا يلتزم باسم معين وإنما يستقي الفكر من هؤلاء جميعا.
ووصف الإعلامي السعودي دوره بالوسيط ما بين الشباب والمفكرين، لافتا إلى أن المفكرين الإسلاميين -بطبعهم- تقليديون، ما يجعلهم غير قادرين على جذب الجيل الجديد، مطالبا رجال الدين بالاقتراب أكثر من الشباب.
وأشار إلى أن الإسلام لاحظ هذه المسألة بدليل ما يسمى فقه الواقع، ويعني فهم الواقع إلى جانب الفهم بالدين، ما يعني أن المطلوب هو وعي الواقع وواقع الشباب ومشاكلهم وليس الحديث من بروج عاجية.
وحول المصادر المالية التي يعتمد عليها البرنامج، صرح نجم خواطر: "فلوس خواطر لخواطر، ولهذا فإن ميزانيته في جزئه السادس تفوق ميزانية الجزء الأول بثمانية عشر ضعفا أو عشرين، وهو ما جعل خواطر اليوم عمل مؤسساتي لا يعتمد على التبرعات أو الإحسان للاستمرار، وهو أمر هام جدا، خاصة في البرامج المجتمعية".
وأرجع الأمر إلى استثمار الأرباح في المشروع نفسه، للاستفادة في تطويره بدلا من توزيعها، عملا بمبدأ الوقف، كما أوضح أن البرنامج اليوم هو عمل مؤسساتي، لا يعتمد على التبرعات أو الإحسان للاستمرار.
وفي الوقت الذي أكد فيه أن "خواطر" لا يطرح حلولا وإنما يضيء على المشكلات، قال: "إن برنامجه هو عمل تطوعي وخيري ويقوم على مبدأ الوقف وبركته".
في السياق نفسه، أشار إلى أنه يعيش وعائلته من التجارة الخاصة التي يملكها عن والده، لافتا إلى أنه يشكر الله على هذه الميزة التي وضعته بعيدا عن أي ضغوط.
واعتبر الشقيري أن الراحة والاعتياد على الواقع هما أعداء الحضارة، مشددا على ضرورة عدم الاعتياد على ما نعيشه من مشكلات، مؤكدا على أنه لا يدَّعي من خلال خواطر طرحه للحلول وإنما يحاول استشعار المشكلات والتنبيه إليها كي لا يعتادها الناس.