سأتحدث اليوم عن المخاطر الرئيسية التي يتعرض لها مستخدم الإنترنت في عمر المراهقة، و التي لخصتها في عشر نقاط:
- الكشف عن معلومات شخصية جداً لأشخاص غرباء يكاد لا يعرف حتى أسماءهم الحقيقية. يقع في هذا الخطأ معظم مستخدمو الإنترنت من المراهقين، أو المستخدمين الأكبر سناً و حديثي العهد بالإنترنت، حيث يظن المستخدم أن من يتحدث معه يستحق إعطاءه الثقة الكاملة و إبراز العديد من المعلومات الشخصية له، كالاسم، رقم الهاتف، مكان السكن، الصور الشخصية أو غير ذلك. تبرز هذه المشكلة بشكل كبير جداً في غرف الشات (المحادثة) و برامج المراسلة الفورية (المسنجر) أو المنتديات أو في الشبكات الاجتماعية التي أصبح لها الحظ الأكبر من الرواج حالياً كالفيس بوك، ماي سبيس، تويتر ….الخ
- التعرض للمواقع الإباحية. المشكلة في عالم الإنترنت أن كل شيء مفتوح، و الوصول إلى موقع إباحي أو مخلّ بالأعراف و التقاليد أمر سهل جداً، قد يحدث في بعض الأحيان بشكل متعمد من المستخدم، حيث يكتب اسم موقع معيّن يعرفه، أو يقوم بإدخال كلمات بحث حول ما يريد و سوف يحصل على آلاف الآلاف من النتائج! في أحيان أخرى، قد يتعرض المستخدم لهذه المواقع عن طريق الصدفة، مثلاً، قد يجد إعلانات إباحية في بعض المواقع العادية، كما قد تظهر له أحياناً بعض نتائج البحث الخاطئة التي لا تخص بحثه، بسبب التشابه بين أسمائها و بعض مفردات البحث التي استخدمها، و في حالات أخرى، تصل إيميلات إلى بريده الإلكتروني الخاص للترويج لهذه المواقع الإباحية.
- علاقات تعارف و صداقة و حب خاطئة. تعتبر هذه المشكلة من أبرز مشاكل المراهقين على الإنترنت، و خصوصاً الفتيات، حيث يلجأن إلى البحث عن علاقات حب في الإنترنت، ربما بسبب الخوف من إقامة هذه العلاقات على أرض الواقع، أو ربما عن طريق الصدفة، حيث تدخل الفتاة إلى المنتديات و الشات و الفيس بوك و غير ذلك للتواصل مع المعارف و الأصدقاء، و لكن ينتهي بها الأمر بالتعرف إلى العديد من الأشخاص الغرباء الذين لا تعرف عنهم أي شيء إلا ما يريدون أن تعرفه عنهم. المشكلة الأساسية هي أن المراهقين بشكل عام يمرون بمرحلة من الرفض و الرغبة بالسيطرة و تحقيق الذات، لذا فمن السهل عليهم التعلق بأي شخص يجاريهم و يوافق على آرائهم و يشجعهم حتى لو لم يعرفوا عنه أي معلومة صحيحة.
- نشر صور شخصية على المواقع الاجتماعية أو عبر الإيميل. هذه الممارسة شائعة جداً لدى معظم مستخدمي الإنترنت المراهقين، حيث يقومون بنشر صور شخصية تكون في بعض الأحيان خاصة جداً و في البعض الآخر غير أخلاقية، ثقةً منهم في الطرف الآخر في بعض الأحيان، و رغبة منهم في التباهي و التفاخر بين أقرانهم في أحيان أخرى، و هذا يجر على المراهق العديد من المشاكل، حيث تقع الصور في العديد من الأحيان بين يدي أشخاص أشرار يقومون بابتزازه بهذه الصور، أو يتم تناقل هذه الصور بشكل واسع مما يسبب تدمير سمعة المراهق و خصوصاً الفتيات، و قد يؤدي الأمر إلى مصيبة إذا وصلت الصور إلى أحد أهلها أو أقاربها.
- التعرض للسرقة و التزوير عبر الإنترنت. يقوم بعض مستخدمي الإنترنت بالشراء من متاجر إلكترونية عبر مواقع خاصة، كشراء الملابس و الماكياج و الإكسسوارات، أو الأغاني و الأفلام و نغمات الموبايل و ما إلى ذلك. تكمن المشكلة في أن بعض هذه المواقع غير آمنة، و بعضها في الواقع غير حقيقية، و تم إنشاؤها خصيصاً للقيام بـ (عمليات نصب إلكترونية)، و هنا قد يدفع المستخدم و لا يحصل على السلعة التي اشتراها، و قد يقدم معلومات مالية خاصة كرقم الحساب أو بعض الرموز و الأرقام السرية الخاصة كجزء من خطوات إتمام الصفقة، فتقوم هذه المواقع المغرضة باستغلال هذه المعلومات لسرقة الأموال من حسابات البنوك أو استخدامها في تمويل أنشطة غير قانونية.
- التعرض للاستغلال الجنسي من أشخاص منحلّين أخلاقياً أو مريضين نفسياً، حيث يقومون باستغلال سذاجة المراهق و صراحته المفرطة لتحقيق نواياهم السيئة، و تعريضه للقيام بأمور مخلة أخلاقياً سواء عبر الكتابة (الشات) أو المحادثة الهاتفية أو الصور أو حتى الوصول إلى مقابلته و التعرف إليه شخصياً، و غالباً ما يختبئ هؤلاء الأشخاص خلف شخصيات وهمية تشعر المراهق بالحب و العطف و تعطيه الشعور بالحرية و التفاهم اللذان يسعى وراءهما دائماً.
- الانجراف نحو تيارات متشددة دينية أو سياسية و الانخراط في بعض النشاطات الغير قانونية. يتم ذلك بدخول المستخدم في حوارات متطرفة مع بعض الأشخاص، و ربما يكون ذلك في البداية بنية سليمة، كالرغبة بإقناعهم بوجهة نظره و بالخطأ في تفكيرهم، و لكن ينتهي به الأمر بعد فترة بالاقتناع التدريجي بآرائهم و التمسك بها و تشجيعها، و قد تشكل هذه المجموعات تيارات متشددة موجودة في على أرض الواقع، تقوم بتنفيذ أعمال إرهابية أو غير قانونية و يعاقب مرتكبها، مما يجر الدمار على هذا الشخص و أحياناً معارفه و أقرباؤه.
- الانخراط في أعمال غير قانونية كالقرصنة الإلكترونية على بعض المواقع، حيث تستغل بعض الجهات الفردية أو الجماعية بعض مستخدمي الإنترنت الغير واعين كالمراهقين لتنفيذ هذه الأعمال مقابل مبالغ زهيدة من المال، و لكن في حال التعرض للمساءلة القانونية، يكون المراهق في وجه المدفع و يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية.
- الانخراط في محادثات غير مقبولة و غير متاحة على أرض الواقع، كالدخول في حوارات دينية متطرفة، تتحدث بشكل خاطئ عن الذات الإلهية أو عن الأنبياء أو الغيب أو السحر أو غير ذلك، أو حوارات اجتماعية لا تناسب أعمار المراهقين تتناول مواضيع متنوعة كالزواج أو الجنس أو العنف أو المخدرات أو الكحول أو القتل أو غير ذلك. يرجع السبب في الانجذاب نحو هذه الأمور إلى رغبة المراهق في معرفة كل ما يدور حوله و الأخطر تجربة هذه الأشياء التي يسمع عنها، خصوصاً عندما يتم تجميل صورتها و إظهارها بشكل يغري المراهق بالإقبال عليها.
- الإدمان على استخدام الإنترنت لساعات طويلة بحيث يصبح هو الشغل الشاغل و قد يؤثر على علاقة المراهق الاجتماعية بأسرته أو أصدقائه، كما قد يؤثر على مستوى تحصيله الدراسي، لأن المراهق سوف يجد العديد من المجالات التي يبحر فيها بكل حرية و دون قيود، مما يزيد من عدد الساعات التي يقضيها على الإنترنت، و يصبح جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية و لا يستطيع الابتعاد عنه، كما يتعود على التواصل مع الآخرين عن طريق الكتابة و بلغة الإنترنت و باستخدام الأشكال (إيموتيكونس) و الاختصارات (الإنترنتية)، و يصبح من الصعب عليه التواصل الاجتماعي الصريح مع الآخرين من حوله، مما يؤثر على شخصيته و سلوكه، و يجعل منه شخصية انطوائية و غير مرغوبة في كثير من الأحيان.
كانت هذه نظرة على بعض المخاطر الأساسية التي يتعرض لها كل مستخدم للإنترنت، و خصوصاً المراهقين. و بعد الاطلاع عليها، هل من خطوات عملية صريحة تقترحينها لمواجهة هذه الأخطار و السيطرة عليها؟ و هل من وسائل معيّنة اتبعتيها مع أبنائك و آتت ثماراً نافعة في هذا المجال؟
عن مدونة سيداتي آنساتي