لا يوجد شعب متخلف أوهمجي بالفطرة فلا يوجد جينات للتخلف او الهمجية انما هنالك ظروف واسباب .سياسية و.اقتصادية.وثقافية.. . تؤدي اليه ..ووظيفة السلطة الحاكمة التحكم وتغيير هذه الظروف بما يخدم الأمة وتطوّرها..من خلا ل مؤسسات الدولة المختلفة السياسية,القضائية ,الإقتصادية ,والتربوية...لكن هذه المؤسسات لا يمكن ان تقوم بوظيفتها العليا تلك اذا كانت قائمة على نظام سياسي غير عادل بل على العكس تصبح تلك المؤسسات في خدمةالأقلية الحاكمة والجماعات الموالية لها على حساب الأغلبية المحكومة ..حيث تقوم هذه المؤسسات حينها بتكيريس ظروف التخلف القائمة و القضاء على الحركات الفاعلة والمطالبة بالتغيير بالإكراه المادي (التجويع ,والقمع البوليسي) والإكراه المعنوي وهو الأخطر المثمثل في تزييف الحقائق او ما يسمى غسيل مخ الشعب ..لتصبح الأغلبية هي المدافع الأول عن الحكومات المتسببة في تخلفها ..والعدو الأساسي لحركات التغيير الفاعلة ..فالمريض الجاهل لا يفرق بين المشعوذ و الطبيب ..بل انه يميل بطبيعة عقله الخرافي الى تصديق الأول و تكذيب الثاني ..
ان المستبد يعمل دائما على اشاعة الأفكار التي تبرر حكمه الظالم مثل تلك الفكرة التي اشاعها الفقهاء الموالين للسلطان في عصر الإنحطاط :حاكم ظلوم خير من فتنة تدوم ,او ما تسمعه من افواه العوام اليوم :الشعوب العربية لا تستقيم الا لحاكم مستبد ,مثلمااعتبر غيرهم قبل ذلك أن مقاومة الإستعمار محاولة لرد لقضاء الله...
ما أريد قوله باختصار هو ان الحكومات المستبدة تملك القدرة والوسائل على تشكيل عقلية شعوبها,وما تخلف هذه الأخيرة وعجزها..الا نتيجة سياسة مقصودة من طرف الأولى..وارجعوا الىالتاريخ تجدونه شاهدا على صحة هذه الحقيقة.