معنى الرجولة في القرآن !
--------------------------------------------------------------------------------
ما مقومات الرجولة الحقة ، والتي هي شرط النكاح وضمان عقدة ؟
هل الرجولة في الإنفاق المادي ؟
أم الاستمتاع الجسدي ؟
أم النفوذ اٌجتماعي ؟
أم ماذا ؟؟
وللإجابة عن هذا السؤال ، تعالوا معي نستعرض معنى الرجولة في القرآن ..
فأنت تجدها في صدق العهد .. كما في قوله تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
وفي عدم الجبن : ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) ..
وفي عدم التلون : ( وما بدلوا تبديلا )
وفي الإقبال على الطاعة : ( يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال )
وفي عدم اللهو : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )
وفي دوام الصلاة : ( وإقامة الصلاة )
وفي دوام الإنفاق : ( وإيتاء الزكاة )
وفي الخوف من الله : ( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )
وفي القوة والبأس والشجاعة : ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا يقول ربي الله )
وتظهر الرجولة أيضا في مواجهة الباطل : ( وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ) .
لقد تجلت -الرجولة في أسمى صورها في أنبياء الله عليهم السلام ليكونوا أمثلة تتلى إلى يوم الدين في عفة يوسف ... وقوة موسى ... ومروءته ... وفي تواضع سليمان ... وفي حزم الخضر ... وعلم ذي القرنين ... وحكمة لقمان .
وهكذا نرى في كل ناحية من نواحي القرآن نجد الإعجاب القرآني بالفتوة الصالحة .
اسمع مثلا إلى قول القرآن عن إبراهيم عليه السلام على لسان قومه : ( قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) ..
وعن أصحاب الكهف : ( إنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى )
وعن يحيى عليه السلام : ( يا يحيي خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيا )
وهذه الأمثلة ما ضربها الله لنا للتسلية إنما للتذكرة ..
أضننا الآن بعد هذه الجولة في مفهوم الرجولة في القرآن الكريم ، سنعرف لماذا وصف الرجال دون غيرهم بالقوامة ؟
ولماذا اختار الله الرجال فقط ليعهد إليهم بمهمة غالية ؟
ألا وهي الحفاظ على ريحانة الحياة " المرأة " في قوله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )
إذا فنحن الآن إزاء تكليف لا تشريف ، ولكي نفهم هذه العبارة علينا أن نتعرف على معنى كلمة " قوامون " ؟
فالبعض يظنها متحكمون ومسيطرون وآمرون ، بينما هي ذات معنى مختلف فمعناها : " قائمون على خدمة أمور النساء " ..
فمثلا نحن نسمع في نشرات الأنباء ، أنه قد حضر إلى البلاد القائم بالأعمال لدولة كذا .. وهي تعنى أن فلانا قد حظى بشرف اختيار دولته له ، كي يقوم بخدمة رعايا هذه الدولة ، ونحن نقول في لغتنا العربية : من يقوم على خدمتنا الليلية ؟
إذا فعل قام يقوم الأصل فيه قام بخدمة غيره وقضى مصالحه ، وليس ذلك المعنى غريبا عن واقع الحال ، فإن الله سبحانه شئنا أم لم نشأ جعل المرأة معلقة في رقبة الرجل في أحوالها الأربع : " أما ، وأختا ، وزوجة ، وابنة " ولا شك أن الرجل يقوم فعلا حتى لو لم يفهم هذه الآية الكريمة بخدمتهن ، وقضاء مصالحهن ، حتى أنك تقرأ مثلا قوله تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )
بينما لا توجد آية واحدة تحتم على المرأة أن تأمر زوجها بالصلاة ، وعلى هذا فإن الزوج سيأتي يوم القيامة ويسأل عن صلاته ، وعن صلاة أهله (يعني كانت ناقصة ) ؟ !
بينما لن تسال الزوجة إلا عن صلاتها وحدها ، لذلك كانت الرجولة مسؤولية