الرشوة في عصرنا الحالي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرشوة في عصرنا الحالي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-06, 18:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hokagi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية hokagi
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الرشوة في عصرنا الحالي

اصبحت الرشوة في عصرنا الحالي، من الأمور التي عمت بها البلوى في كثير من بلدان المسلمين، فلا يكاد المراجع يقضي حاجة أو ينجز عملاً يخصه في معظم البلدان، إلا بواحد من ثلاثة أمور: وساطة، أو جاه، أو دفع رشوة. وبمرور الزمن صارت الرشوة عرفاً بين الناس، حيث يلتزم الفرد بدفع مبلغ إضافي على أتعاب الخدمة للموظف معتقدما انه لا يمكن ان ينجز عمله الا بدفع تلك الرشوة ويدفعها عن طيب خاطر منه.
كما أضحت الرشوة سبيلاً للحصول على وظيفة في الجهاز الإداري، أو الترقية، أو النقل، أو الحصول على علاوة، أو حتى إجازة. ولم يسلم من هذا الفساد بعض رجال الشرطة والقضاء. حيث وجد ضعاف النفوس من هؤلاء، في القوانين واللوائح القائمة ثغرات عديدة لزيادة دخلهم من المال الحرام بأخذ الرشوة عن الخدمات التي يقدمونها للجماهير والتي يؤجرون عليها من مالية الدولة.
وقد صارت الرشوة تأخذ مسميات مختلفة، فتارة يسمونها «إكرامية»، وتارة يطلقون عليها وصف «بقشيش»، وتارة يسمونها «هدية» أو «تحية» أو «وهبة». وتتخذ الرشوة شكل مبالغ نقدية، أو تقديم خدمات، أو تسهيلات، أو أشياء عينية، أو الدعوة إلى ولائم.
ولقد تفشت الرشوة في غالبية المجتمعات في هذا العصر، ولم تعد مقصورة على تعاملات الأفراد، بل أصبحت أداة تستخدمها المؤسسات والشركات التجارية لتحقيق أهدافها وتنفيذ خططها التسويقية، والتي قد يكون من بينها التجسس الاقتصادي والتقاني على الشركات والمؤسسات المنافسة ومحاولة إلحاق خسارة مالية فادحة بها.
وحتى الحكومات أصبحت متورطة في الرشوة، حيث يتربح بعض رؤساء الدول والوزراء وكبار رجال البيروقراطية من وظائفهم، ويتقاضون عمولات على الصفقات التي تبرمها بلادهم.
لتنقية المجتمع من آفة الرشوة، يجب أن تتضافر جهود مؤسسات التنشئة الاجتماعية كافة -وفي طليعتها الأسرة
وعلى الأفراد تجنب دفع الرشوة للمسؤولين والموظفين والقضاة، حتى ولو كانت بقصد الوصول إلى حق. لأن ذلك من شأنه تعويد المسؤولين ومن في حكمهم على هذه العادة السيئة حتى تصير عرفاً. فإنه أفضل للفرد أن يتأخر قضاء حاجته الدنيوية أو حتى ضياعها، عن أن يكون راشياً ملعوناً عند الله، واللعن يعني الطرد من رحمة الله. كما أن الراشي يظلم نفسه لأنه يدفع الرشوة جبناً وضعفاً ويعرض نفسه لغضب الله وانتقامه

كيفية محاربتها مع بعض الامثلة


الرشوة تعتبر سلوك اجتماعي غير سوي قد يلجأ إليه الفرد أو الجماعة كوسيلة لتحقيق غايات لا يستطيع الوصول إليها بالوسائل المشروعة أو بالطرق التنافسية المتعارف عليها.
إن مما حرمه الإسلام، وغلظ في تحريمه: الرشوة، وهي دفع المال في مقابل قضاء مصلحة يجب على المسؤول عنها قضاؤها بدونه، ويشتد التحريم إن كان الغرض من دفع هذا المال إبطال حق أو إحقاق باطل أو ظلماً لأحد.
والرشوة من كبائر الذنوب التي حرمها الله، ولعن رسوله صلى الله عليه وسلم مَن فعلها، والواجب اجتنابها والحذر منها، وتحذير الناس من تعاطيها؛ لما فيها من الفساد العظيم، والإثم الكبير، والعواقب الوخيمة، فهي تعاون على الإثم والعدوان اللذين نهى الله سبحانه وتعالى عن التعاون عليهما في قوله عز من قائل: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وهي أكل أموال الناس بالباطل.
لقد حرم الإسلام على كل من يتولى عملاً من الأعمال أن يأخذ شيئا زائدا على الأجر الذي يتقاضاه، لما ورد في ذلك من النهي عن هدايا العمال والموظفين والقضاة وغيرهم، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: "هدايا العمال (وهم الذين يعملون لصالح الدولة) حرام كلها".
وقال صلى الله عليه وسلم قال: "من استعملناه على عمل فرزقناه فما أخذ بعد ذلك فهو غلول"، أي خيانة وظلم لا يحل أخذه، لأن هذا داخل في أكل أموال الناس بالباطل وهو محرم إجماعاً.
فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا سخطه، وتجنبوا أسباب غضبه فإنه جل وعلا غيور إذا انتهكت محارمه، وجنبوا أنفسكم وأهليكم المال الحرام والأكل الحرام، نجاة بأنفسكم وأهليكم من النار التي جعلها الله أولى بكل لحم نبت من الحرام.
كما أن المأكل الحرام سبب لحجب الدعاء وعدم الإجابة، فعن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: تليت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا، فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يقبل الله منه عملا أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به.
واعلموا أن الكسب الحلال شرف عال، وعز منيف، ومن مأثور حكم لقمان: "يا بني استغنِ بالكسب الحلال عن الفقر؛ فإنه ما افتقر أحد قط، إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته".
لقد ابتليت المجتمعات المعاصرة بألوان شتى من طرق الكسب المحرم تحت مسميات براقة وخداعة: هدية، إكرامية، محاباة .. إلى غير ذلك، وإن من أكثر أسباب الكسب الحرام انتشار الرشوة في بعض الأوساط – عياذاً بالله – إن من أشر ما تصاب به أمة من الأمم أن تمتد أيدي فئات من عمالها سواء من العامة أو أصحاب المسئوليات فيها إلى تناول ما ليس بحق، فنجد صاحب الحق لا ينال حقه إلا إذا قدم مالاً رشوة، وصاحب الظلامة فيهم لا ترفع مظلمته إلا إذا دفع رشوة.
إن الرشـوة تدل على تساقط القيم وفساد القلوب وانطماس البصائر، ومحبة الباطل، وكراهية الحق، إنها تُذهب الكرامـة وتعرض للفضيحة في الدنيا والآخرة، وهي هضم للحقوق، وتؤدي إلى دفن الجد، وذهاب الغيرة على المصالح العامة، وتضييع الأمانة وعدم تقدير المخلصين من أبناء الأمة.
إن الرشوة تخفى الجرائم وتستر القبائح، وتزيف الحقائق، بالرشوة يفلت المجرم، ويدان البرئ، وبها يفسد ميزان العدل الذي قامت به السموات والأرض، وقام عليه عمران المجتمع.
إن الرشوة هي المعول الهدام للدين والفضيلة والخلق، ومن مفاسدها: طمس الحق، والسكوت على الباطل، وتقديم المتأخر، وتأخير المتقدم، ورفع الخامل، وحرمان الكفء، وتغيير الشروط، والإخلال بالمواصفات، والتلاعب بالمواعيد، وضياع الحقوق، وتضييع للأمانة، والاستسلام للمطامع.
إن ناساً – مع الأسف – يبيعون ضمائرهم بدنانير معدودة ويدخلون المال الحرام على أنفسهم وأهليهم، واعجباً لهم! أيخشى أحدهم على نفسه من أكل بعض الحلال مخافة المرض في الدنيا ولا يخشى على نفسه أكل الحرام الذي يرديه في نار جهنم!
ومن جهة أخرى فإن السكوت على مثل هذا المنكر – تعاطى الرشوة - جريمة كبرى ومشاركة لفاعليها، فينبغي علينا أن نأخذ على أيدي هؤلاء – لا بارك الله فيهم – لأنهم يشوهون جمال مجتمعاتنا ويقوضون صفاء عيشنا، ويذهبون طمأنينة مسيرتنا وسلامة أمتنا بما يتقاضونه ويتعاطونه من رشوة محرمة، يقول تعالى: وقالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً، قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون[ الأعراف: 164 ].
لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتركون بعض الحلال خشية الوقوع في الحرام، فكيف بنا نجد اليوم من يعمد إلى الحرام فيأكله؟‍، هذا أبو بكر الصديق يتحرى الحلال ويبتعد عن الحرام والشبهة حتى ولو جاء عن طريق لا يعلمه؟: يجيئه غلام بشئ فيأكله، فيقول الغلام: أتدري ما هو؟ تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة ولكنني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت، فأدخل أبو بكر يده في فمه فقاء كل شئ في بطنه، وفي رواية قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، اللهم إني اعتذر إليك مما حملت العروق، وخالط الأمعاء"( أخرجه البخاري ).
ولقد كانت المرأة الصالحة تقول لزوجها: "اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلال فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار" فأين مثل هذه الزوجة الصالحة؟‍
فطوبي لمن أكل طيباً وعمل في سنة، طوبى لمن حسن تعامله، وعف في طعمته، وحفظ الأمانة، وصدق في الحديث، وأمن الناس بوائقه








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الرشوة في عصرنا الحالي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc