محمود رضا عباس و فياجرا الإعلام المصري
احمد الفلو – كاتب فلسطيني
بعد إصرار الفلسطينيين على رفض مقايضة محمود عباس كرامتهم و أرضهم مقابل الغذاء , مما جعل تنفيذ خطة الجنرال الأمريكي دايتون التي تهدف للقضاء على المقاومة أمراً مستحيلاً و بالتالي فإن تعديل و تطوير تلك الخطة بات أمراً ضرورياً و مُلحّاً خاصة بعد فشل صبيان دايتون في رام الله في تنفيذ أي من مراحلها أو مراميها ما عدا نجاحهم في قتل المئات من المرضى و الأطفال عن طريق الحصار و إقفال معبر رفح في وجه الغذاء و الدواء , و أصبحت خطة دايتون بحاجة إلى الاستعانة بعناصر إعلامية جديدة و ذات خبرة و دراية بأساليب حملات التشويه و الردح والكذب و التلفيق .
وما أن تسرّبت رائحة الدولارات من حقيبة سفير عباس في القاهرة, حتى هرع سماسرة الإعلام المصري للنهش و الهبش واستيقظت لديهم غرائز العدوان و التحرُّش ضد الجهاد و المجاهدين و النزوع إلى الكذب و تفريغ الأحقاد على الشعب الفلسطيني و التباكي المفتعل على حجاج فلسطين , ومن المعلوم أن الجنرال دايتون قد أناط بعباس وأزلامه مهمة توزيع تلك الدولارات على أولئك الرداحين والشتّامين, في سياق خطّته المشؤومة ضد المقاومة الفلسطينية و ضمن حملة مكافحة الإسلام التي أعدّها ورسمها دهاقنة الصهاينة في واشنطن .
يذكرنا ذلك الاصطفاف البانورامي المتنوع في جبهة متراصّة تشمل قوى الكفر والضلال التي رهنت وجودها بالنظام الأمريكي المعادي للإسلام متحالفةً مع قوى اليسار الماركسي من شيوعيين وجبهتي حبش و حواتمة, وهذه القوى متضامنة ومتراصّة مع الكيان الصهيوني وأتباعه سلطة أوسلو والنظام المصري وبقية الليبراليين, وتترافق هذه الهجمة الكافرة على الإسلام وأهله مع انهمار المال الأمريكي على تلك الهوام و الديدان التي تريد للجسد الجهادي والروح المقاومة الموت والتفسخ كي تعتاش على بقاياه, ولكن هيهات ثم هيهات أن تتغلَّب كل قوى الأرض على من كان الله نصيره و حاميه .
ولا نقول هذا جزافاً فنبيل عمرو مستشار عباس لشؤون الثقافة والإعلام , تم تعيينه سفيراً لعياس في القاهرة مكافأة له على سرقاته ولإيجاد فرص جديدة له لمزيد من السرقات من خلال إشرافه المباشر على شراء أقلام الصحفيين المصريين ممن لا ذمم لهم أمثال أسامة سرايا ومجدي الدقاق وعبد المنعم سعيد , وحسب وثيقة رسمية موقّعة من رئيس هيئة الرقابة العامة، أنه بتاريخ 19 نيسان عام 1995؛ تقدّم نبيل عمرو للرئيس ياسر عرفات، يطالبه بدعم شهري إضافي قدره 54 ألف دولار، لأجل انتظام إصدار جريدة "الحياة الجديدة"، وبعد موافقة عرفات على الطلب حسب نص التقرير؛ بدأت وزارة المالية الفلسطينية بالصرف من شهر أيار (مايو) 1995 وحتى نهاية 2002, وكان مجموع ما صُرِف 821998 شيكلاً، أثبت منها في حسابات الجريدة فقط مبلغ 389998 شيكل، فيما لم يثبت مبلغ 432000 شيكل, وكانت أولى قراراته في السفارة هو تعيين ابنه وابنته موظفين في السفارة .
وفي 8/7/2007 تقدم أحمد النجار عضو مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" الصحفية وعضو مجلس نقابة الصحفيين بمذكرة الأسبوع الماضي إلى المستشار أحمد إدريس مستشار وزير العدل رئيس محكمة الاستئناف والقاضي المنتدب للتحقيق في قضية اتهام أسامة سرايا بإهدار 414 مليون جنيه من أموال الأهرام , ويبدو أن كل هذه الإختلاسات التي طالتها يداه من مؤسسة الأهرام لم تعد تكفيه فعمد إلى نبيل عمرو ليقدم خدماته في فنون الكذب والتلفيق مقابل أن يمنحه عمرو بعض رزم الدولارات الدايتونية .
ويطل علينا واحد من أتباع جمال مبارك هو مجدي الدقاق لينفس عن حقده الدفين تجاه الشعب الفلسطيني ويصطف خلف أزلام دايتون, بعد تلقيه الرشوة من نبيل عمرو مقابل الإسهام في الحملة المعادية للإسلام وللمقاومة الإسلامية الفلسطينية التي تشنها الصحف المصرية المالية لنظام الحكم, ولا نعلم كيف يكون الصحفي أو الكاتب شريفاً بينما هو يشيد و يمجّد للقتل والتجويع والحصار غلاّ إذا كان مرتزقاً يتقاضى الرشوة فينفذ ما يُملى عليه مقابل حفنة من الدولارات .
و يبدو أن دولارات الجنرال دايتون قد أثارت في نفوس هؤلاء المرتشين نوازع الاستكلاب و الشراسة و أسالت هذه الدولارات لعابهم و استعدادهم للنهش و العض مرة بتأليف أحداث من نسج خيالهم , وتارة بمناصرة عباس وعصابته القابعة في رام الله , والغريب في الأمر أن هؤلاء قد تناسوا حتى أحداث التاريخ القريب , ألم يعلموا و يتأكدوا كيف خطط دحلان ونفّذ تفجيرات طابا , و تناسوا أيضاً وقوف ياسر عرفات مع صدام حسين في غزوه للكويت و كيف أن الشيخ أحمد ياسين استنكر ذلك الغزو , و تناسى هؤلاء المأجورون كيف رفض أزلام عباس الوساطة القطرية من أجل المصالحة الوطنية ثم تطاولوا بألفاظ نابية على وزير الخارجية القطري الشيخ حمد .
وإذا كان الوهم قد عشش في أذهان هؤلاء بأن أساليب القتل والتجويع وتشويه سمعة حركة حماس و استضعافها سوف يؤدي إلى سقوطها شعبياً و التحدث عن أجندة إيرانية تنفذّها حماس والتي هي من صنع خيالهم الجامح , فالبنوك في غزة خاوية من النقد , ولو كان هناك أجندات إيرانية لأمتلأت البنوك و لانتشر التشيّع في غزة , ولكن كل هذا من صنع أوهام الصحافة المصرية المأجورة التي تغمض عيونها عن حركة التصهين و انتشار النفوذ الصهيوني في مصر حتى وصلت إلى أروقة الأزهر تنفيذاً للأجندة الإسرائيلية و إلى تحقيق المساومات الرخيصة التي يطلقها عباس و الأنظمة التي تسانده تحت شعار التنازل عن فلسطين مقابل الغذاء , إنها أمنيات المراهقين في قصر المقاطعة للحصول على التمديد لفترة رئاسية جديدة لزعيمهم منتهي الصلاحية عباس, و لن ينفعهم ذلك الشعور الخادع بالقوة و الجبروت الذي منحهم إياه الجنرال دايتون , فإن القوة لله جميعا .
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2010-03-28, 17:52
لماذا لن تتحرر فلسطين
العرض العادي
