القصة الكاملة **القزم وحسناء القصر**المسابقة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القصة الكاملة **القزم وحسناء القصر**المسابقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-27, 02:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زايد 2000
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B8 القصة الكاملة **القزم وحسناء القصر**المسابقة

القصة كاملة ** القزم وحسناء القصر **









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-03-27, 03:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زايد 2000
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

(( القزم وحسناء القصر ))




كانت ليلة عاصفة ممطرة ورائحة الطين تغمر الأجواء في هذه الغابة الجبلية النائية .

كان الحطاب الفقير يجلس متوترا تحت الأمطار علي كرسيه الخشبي خارج كوخه المتواضع ,انه اليوم الذي كان يترقبه بفارغ الصبر ..... يوم ميلاد طفله الذي كان ينتظره منذ سنوات .

كان يدعو ربه طوال هذه السنين ان يرزقه طفلا من زوجته
, كم كان يعذبه ان يستيقظ ليلا علي سماع نحيب زوجته في الفراش , حزينة انها لم تنجب له طفلا يحمل اسمه ويشد أزرهما .. طفل يواسيهما ويؤنس وحدتهما ويملأ حياتهما البائسة بالبهجة والسرور.

ومرت سنين زواجهما حاملين في قلبيهما مشاعر اليأس والرجاء


وصبرا .. وصبرا ... وصبرا

كان كل املهما ان يجنيا من رياض الصبر ازهار السكينة والطمأنينة .


والان وبعد كل هذه السنين ... لم يخيب الله رجائهما لقد اتي اليوم الموعود !!

اليوم الذي عاشا من اجله سنين

انتفض واقفا والسعادة تغمر وجه عندما سمع بكاء المولود يأتي من داخل الكوخ

ارتجف قلبه بين ضلوعه وارتعدت فرائصه وانهمر دمعه سخينا علي خديه مختلطا بقطرات المطر.

انتظر دقائق مرت عليه كالساعات كالجمرات منتظرا البشارة السعيدة

خرجت القابلة مرتبكة وقالت له بكلمات مبعثرة وهي ناظرة للأرض وتتحاشي وجهه ((مبارك ..لقد رزقك الله بولد)) !

فجأة سمع زوجته تصرخ صرخة مريعة من الغرفة حينها هرعت القابلة منصرفة خارج الكوخ

دخل الحطاب الفقير الكوخ مرتاعا ..وجد زوجته تبكي بحرقة وبجوارها طفلهما المنتظر

نظر الي الطفل وهاله ما رأي !!

كان المولود مشوه الوجه شديد القبح ,مقوس الأرجل,كبير الرأس لم يري في حياته مولودا بهذه الخلقة !!

كم كانت صدمته كبيرة ولكنه بعد دقائق من الذهول تمالك اعصابه وقال لزوجته

(( انه ابننا ورزقنا الله به بعد طول انتظار
فلنحمد الله علي النعمة وانه استجاب لدعائنا بعد كل هذه السنين , هذه هدية الله لنا ومن نكون لكي لا نقبل بها ))

ردت زوجته بكلمات مرتجفة وسط دموعها الغزيرة

(( الحمد لله علي نعمته , اللهم احفظه لي وباركلي فيه واحرسه من عيون الناس ))

مرت الايام والسنوات وكبر الطفل وكان كلما يكبر يزاد قبحا ودمامة والغريب انهما لاحظا ان الطفل ينمو ببطيء شديد , من الواضح انه سيصير قزما !!

تخلصت الأم من المراية الوحيدة التي بالكوخ الفقير.. كانت حريصة أتم الحرص علي ان لا يشاهد طفلها وجهه فيها ولو عن طريق الصدفة , ونذرت نذرا علي نفسها انه يستحيل ان يعرف طفلها حقيقة أنه قزم دميم .

وقالت لزوجها

((الحمد لله اننا نسكن في هذه الغابة النائية ... لن يري الناس طفلنا ابدا ولن نجعله يخرج لبحر الحياة الهادر المتلاطم الأمواج , أخاف علي وحيدي من قلوب كالحجارة نزعت منها الرحمة , لا أريد ابدا ان أري صغيري المسكين يقاسي العذاب والشقاء ))




اثنا عشر عاما و لم يكن للطفل القزم ملاذا أو مكانا غير الكوخ والغابة

كان جل اصدقائه هم حيوانات وطيور الغابة

وكان ذكيا يصنع من اعواد القصب البري مزمارا يعزف عليه أعذب الألحان ....حتي البلبل الذي يغني في الليل حتي ينحني القمر ليسمعه كان يصمت ليسمع عزفه الشجي !!



وكان يحب العصافير الصغيرة كثيرا وشديد الرفق بها حتي في فصل الشتاء القاسي الذي تصير الأرض فيه اكثر صلابة من الحديد وتكثر فيه الثلوج ويندر الغذاء وتتجول فيه الذئاب الشرسة عبر الغابة بحثا عن طعام لم يكن لينسي !

لا بد أن ينزل الي الغابة مرتديا معطفه الصغير حاملا معه كيسه الأسود الكبير مليئا بفتات الخبز والحب ليرمي منه للعصافير والطيور التي تكاد تتجمد من البرد!!

كان مرهف الحس جدا .. ويعتبر نفسه مسئولا عن كل طيور الغابة .. وكانت أجمل لحظاته عندما تتجمع العصافير الصغيرة وتأكل الحب من كفي يديه ويضحك كثيرا حتي تدمع عيناه عندما تدغدغ نقرات العصافير أصابع يده الصغيرة !!


ليست العصافير فقط , بل كان كثيرا ما ينكمش علي نفسه داخل جذع شجرة البلوط القديمة ليطعم السناجب البندق الذي تحبه !!


ولكنه كان يتأخر كثيرا في العودة الي الكوخ ودائما يجد أمه علي الباب قلقة علي غيابه تلومه قليلا علي التأخير..لكنه بمجرد ان يجري نحوها فاتحا ذراعيه القصيريتين, سرعان ما تهش له وتأخذه بين أحضانها
وعند العشاء دائما ما تطعمه بيديها ثم تسأله
((من هو أجمل طفل في الدنيا ؟؟))

يرد الطفل ويقول.. أنا !!


تبتسم وتسأله ثانية ((من هو ألطف طفل في الدنيا ؟؟))

فيرد الطفل فرحا.. أنا !!



تضحك وتسأله مرة أخري
((من هو أفضل من يرقص ويركض علي عشب الغابة؟؟))
فيضحك الطفل ويتواثب ويرقص ويصفق حولها ويقول


أنا .. أنا .. أناااا !!


وعندما يأتي المساء ويداعب النعاس جفنيه كانت أمه تحمله وتضعه لينام علي سريره الصغير !!

وذات يوم خرج الطفل ليلعب في الغابة وأخذ يجري وراء أحد الجنادب.. لكنه توغل كثيرا كثيرا ..أكثر من كل مرة وفقدت أقدامه الطريق وتشابهت في عينه كل الأشجار .. لم يستطع المسكين العودة للكوخ

واخذ ينادي بأعلي صوته (( أمي.. أين انتي يا أمي !! ))



وسأل كل العصافير والسناجب ولم يلق منهم جوابا !!

حينها تواري خلف شجرة وأخذ يجهش بالبكاء
وكان هناك اثنان من الصيادين يصطادا في الغابة فسمعا بكائه وأقبلا نحو مصدر الصوت وحين لمحه الأول جفل وقال

(( ما هذا الكائن البشع.. انه شيطان الغابة !! ))



رد الثاني ((لا.. لا انه بشري مثلنا ..ولكنه قزم قبيح المنظر لا اكثر فلنأخذه معنا الي المدينة ونعرضه في حفل عيد ميلاد ابنة الحاكم ان الحاكم شديد السخاء وسيجزل لنا العطاء ))



واقترب الأول من الطفل وهو يحاول كبح نظرات الاشمئزاز من عينيه ((مابك ايها الطفل الصغير؟؟ هل تهت في الغابة؟؟ تعال معنا وسنرجعك الي والديك ))
فسر الطفل كثيرا ومسح دموعه وهرول اليهما فاتحا ذراعيه القصيرتين كعادته لم يكن يعلم ابدا ماذا يخبيء القدر له ..

أخذه الرجلان الي المدينة وكان الطفل مبهورا لم يري في حياته من قبل من البشر الا امه وابيه ولم يعرف في الدنيا الي الغابة النائية كثيفة الاشجار

وصلو الي قصر الحاكم حينها قال احدهما للطفل
(( هل تريد ان ترجع لأمك الان ))

قال فرحا نعم ولكن بيتي في الغابة والغابة بعيدة وتركناها

قال ((سترجع الي بيتك في الغابة وتري امك ثانية ولكن بشرط ))

قال الطفل ((ما هو ايها الرجل الطيب ؟ ))

قال ((ان تحضر حفل عيد ميلاد الطفلة الحسناء ابنة حاكم المدينة وتسعدها بصوتك اللطيف والعابك الجميلة ))


قال ((امي دائم كنت تقول لي اني الطف واجمل طفل في الدنيا))

ابتسم الرجل في سخرية و قال
(( اذن ستسر منك بنت الحاكم جدا وحينها نعدك بأن نرجعك لامك وبيتك في الغابة ))

ودخلو الي القصر وكانت الاضواء ساطعة والزينات معلقة والالعاب النارية تتألق في سماء القصر

انبهر الطفل الصغير بما رأي وخيل اليه ان النجوم الصغيرة تسقط من السماء !!

فقال له الرجلان أرأيت ؟

هذه فرصتك ايها الطفل سنضعك في سلة ثم نضعها امام الطفلة الحسناء ابنة الحاكم ثم تخرج منها وسط الاحتفال امام الجميع

ستكون اجمل مفاجئة ستفرح ابنة الحاكم كثيرا عندما تري امامها ألطف طفل في الدنيا !!

دخل الطفل السلة ثم حملها الرجلان الي حديقة القصر ووضعوها امام ابنة الحاكم واصدقائها اولاد وبنات اغنياء المدينة

ثم صفق الرجلان في حركة مسرحية وقالا بصوت جهوري

((جلا .. جلا لقد أحضرنا الطف طفل في العالم في عيد الميلاد لكي تسعد الطفلة الجميلة ابنة الحاكم ))

ووقف الجمع رجالا ونساءا واطفالا منتظرين المفاجئة

حينئذ صفق الرجلان وقالا اخرج ايها الطفل الجميل

فأطل الطفل برأسه من السلة حينها شهق الجميع بانفعال ما هذا الشيء!!

وظهر الوجوم في أوجه الناس والاستغراب

قفز من السلة ثم انحني للجميع ومشي في الحديقة امامهم بخطوات مرتبكة من خوفه وبسبب ساقيه المقوستين

وحينها لمح الطفلة الحسناء

لا بد ان تكون هي ابنة الحاكم الجميلة التي تكلم عنها الرجلان

كانت جميلة مثل قمر الغابة

عيناها اكثر خضرة من العشب واصفي من نبع مياه الغابة الذي طالما شرب منه

وكان شعرها اصفرا طويلا مثل سبائك الذهب تنسدل خصل منه علي جبينها لامعة تحت ضوء القمر الفضي... وكان مجدولا وينتهي بشريط ابيض مثل لون الفستان المطرز بالذهب الذي ترتديه ..
وكانت تعلق وردة بيضاء رقيقة بين ثنايا شعرها ...
كنت غير كل الفتيات التي حولها !!

لم يري من طيور وعصافير الغابة من هي أرق واحلي منها !!

ظل فاغرا فاه يحدق اليها في ذهول تام !!

ابتسمت الاميرة في خيلاء ... كانت تعلم انها اجمل بنت في المدينة كيف لا وهي ابنة الحاكم وترتدي اغلي الثياب وتتعطر بارقي العطور من الطبيعي في نظرها ان ينبهر كل انسان يراها

انحني الطفل لها في سرور

وأخذ يرقص لها كما كان يرقص لأمه
أخذ يرقص... ويرقص... ويرقص .......
أخذ يرقص بساقيه المقوستين ورأسه الكبير !!


حينها انفجرت البنت ضاحكة
ثم تبعها جميع الاطفال والمدعوين
يضحكون... ويضحكون ...ويضحكون .....

ولكن كان السرور باديا عليه
وحين كان الاطفال يضحكون كان يضحك بدوره في سرور وكان يحي الأطفال بانحناءات مضحكة وكأنه واحد منهم وليس مجرد شيء مشوه جاء ليسخر الاخرون منه

لقد فتنته الطفلة الحسناء وبدا عاجزا عن ابعاد عينه عنها وكأنه كان يرقص لها وحدها !!

واستمرت البنت في الضحك المتواصل فنهرتها أمها وقالت لها ((البنات المؤدبات لا يضحكن بصوت عال))

ضربت الارض برجليها بعناد وقالت

((سأضحك مثلما أشاء يكفي انكم تقيمون حفلة واحدة لعيد ميلادي في السنة مثلي مثل كل بنات الفقراء !!))

ومدت يدها الي شعرها والتقطت الوردة البيضاء وألقت بها للقزم في الحديقة لكي تغيظ أمها

تعامل الطفل مع الامر بجدية ولمس الوردة بشفتيه الغليظتين
ووضع يده علي صدره وانحني أمامها مرة اخري

حينها بدا علي الاطفال الغيرة والضيق وتهامسو

قال أحدهم
((ما لهذا القزم ؟ لو كنت انا في هيئته وشكله لقتلت نفسي!! ))

وقال اخر
((ألم تجد الا هذا القزم المشوه لتعطيه وردتها البيضاء
ان رؤية وجهه القبيح تملئني تقززا ...يا له من مخلوق شنيع !!
))


لكنهم اتفقو جميعا علي أن القزم يبدو مسرورا متباهيا اكثر من اللازم وكان سيبدو أفضل لو بدا عليه الحزن او علي الاقل الشرود ..
بدلا من أن يرمي بنفسه ويتواثب بهذ الشكل السخيف !!


لكن القزم لم يسمع شيئا من تهامسهم ان الطفلة الحسناء اعطته وردة بيضاء واختارته هو من بين جميع الاطفال لتعطيها له لا بد أنها أحبته !!

لم يكن يعتقد ابدا ان هناك في هذا العالم من هي أجمل من الزهوروالعصافير وأرق من قطرات الندي التي تبلل اورق اشجار الغابة في الصباح
وتمني لو عاد الي امه في الغابة معها ما كان ليتركها ابدا !!

ولكن سيعلمها كل الحيل الظريفة التي يعرفها
يمكن ان يصنع من اعواد القصب مزمارا.... ويمكن ان يحدد نوع كل طائر من صوته.... ويعرف كل أثر يتركه كل حيوان علي الارض ..يعرف كل الرقصات ..يعرف اين يبني الحمام عشه ..وكيف يعني بالافراخ الصغيرة التي صيد ابواها
لسوف تحبه ..ولسوف تحب الأرانب التي تتواثب والقنفذ الذي يكور نفسه علي شكل كرة شوك صغيرة
لسوف تري كيف يرقص في الغابة مثل الجن وستسمع لعزفه علي مزماره الذي هو أجمل من غناء البلبل
وسترمي معه فتات الخبز للعصافير الصغيرة
سيعلمها كيف تصنع اقفاصا صغيرة تحبس فيها الجنادب

نعم ستأتي معه الي الغابة وتلعب معه ... سوف يتخلي لها عن فراشه الصغير ويقف يحرسها جوار النافذة حتي الفجر ليتأكد ان الماشية ذات القرون لن تؤذيها وان الذئاب الشرسة لن تدنو من الكوخ...
وفي الفجر سيدق علي مصراع النافذة وسيخرجان ليرقص معا في الغابة طيلة اليوم فاذا تعبت سيحملها بين ذراعيه
أمه كانت تقول له دوما ا نه قوي جدا مع انه قصير القامة بعض الشيء !!


لكن اين هي ؟

سأل الوردة البيضاء التي اعطته اياها ولم ترد عليه

كان الجميع قد ذهبو الي داخل القصر ليقطعو للطفلة الجميلة كعكة عيد الميلاد ولم يلحظ هذا في غمرة نشوته ورقصه !!

بدا القصر كله نائما وحتي في النوافذ التي لم توصد كانت هناك ستائر سميكة مسدلة

دار في المكان يبحث عن ثغرة يدخل منها حتي وجد بابا صغيرا مفتوحا
دخل فوجد نفسه في قاعة فاخرة جميلة للغاية
حتي الارض كانت مصنوعة من احجار ملونة متراصة في شكل هندسي
لم تكن هناك الا تماثيل رائعة تنظر اليه وتبتسم ابتسامة غامضة وفي نهاية القاعة كنت ستارة سوداء مطرزة بالنجوم

هل تكون الطفلة مختفية خلفها ؟؟؟
لكن لا ... انها فقط تقود الي حجرة اخري اجمل ,, جدرانها مغطاة بقماش فاخر رسمت عليه طيور وبراعم فضية وكان فيه أثاث كله من الفضة والارض كانت من العقيق الاخضر اللون وقد بدا له وكأنما يمتد للأبد !!

خيل اليه من حيث وقف ان شكلا صغيرا يراقبه ارتجف قلبه وندت صرخة فرحة من فيه ودخل دائرة الضوء

لا بد انها الطفلة الحسناء التي خلبت لبه !!
فجأة تحرك الشكل ايضا وشاهده بوضوح

يا اللله !!!!!!!!!!!!!!!!


كان هذا وحشا أفظع وحش شاهده في في حياته كلها
لا يبدو كالبشر في حسن خلقته لكنه أحدب وملتوي الاطراف وله رأس عملاق وشعر اسود مجعد كثيف !!

قطب الطفل وجهه فقطب المسخ وجهه كذلك !!

ضحك فضحك المسخ مثله تقدم منه فجاء المسخ اليه مقلدا اياه في كل خطوة !!
صرخ من السرور وجري نحوه ومد يديه عندها مد المسخ يديه ولمس يديه ..كانتا باردتين كالثلج !!

أصابه الهلع فتراجع ...من ثم تراجع المسخ كذلك
حاول ان يقترب اكثر واكثر لكن شيئا باردا صلبا اوقفه

ما هذا؟
فكر للحظة ثنم نظر حوله كان هذا غريبا جدا يبدو ان كل شيء مزدوج في هذه الحجرة في هذه الجدران غير المرئية الشفافة كالماء الصافي
صورة لصورة ..أريكة لأريكة تمثال لتمثال

اتراه الصدي ؟؟؟
لقد جربه مرة في الغابة ووجد ان كلماته تتكرر ثانية كلمة كلمة
اتراه يخدع العين كما يخدع الاذن ؟
هل يصنع عالما مقلدا يشبه بالضبط الحقيقي ؟
هل ظلال الاشياء لها لون وحياة وحركة؟هل هذا ممكن؟
تناول الوردة ولثمها ففعل المسخ الشيء ذاته مع وردة تخصه وضمها الي صدره بنفس التعبير المريع علي وجهه !!

حينها فهم الحقيقة أطلق صيحة يأس وسقط علي الارض باكيا
كان هو المشوه الأحدب القبيح المخيف كان هو الوحش !!!!

وهو من سخر منه الاطفال والطفلة الحسناء التي حسبها تحبه !!

كانت فقط تسخر من قبحه وتتهكم علي اطرافه المقوسة !!

لما ذا لم يتركه الرجلان في الغابة حيث لا مرايا تخبره كم هو كريه ؟
لماذا لم يقتله ابواه وهو صغير بدلا من ان يتركاه للعار ؟؟؟

انسابت الدموع الساخنة علي خديه ومزق الوردة البضاء اربا
تمرغ علي الأرض فتمرغ المسخ الذي في المراة علي الارض معه ونظر له بعينين تقلصتا الما !!
زحف لكي لا يراه وغطي عينيه بيديه
زحف كحيوان جريح في الغابة الي حيث الظل وراح يئن ويبكي

هنا دخلت الطفلة الجميلة الي المكان من لنافذة المفتوحة مع اصدقائها وحين شاهدو القزم يبكي ويضرب الارض بيديه بشكل غريب مبالغ فيه

انفجرو في الضحك.... ووقفو يراقبونه

ثم قالت الطفلة الجميلة
((كان رقصه مضحكا لكن تمثيله اكثر ضحكا انه كالدمي لكنه بالطبع ليس طبيعيا مثلها ))

وصفقت بيديها لكن القزم لم يرفع عينيه , فقط عندما سمع كلامها ازدادت دموعه وهنا ووهنا ...

ثم أطلق شهقة غريبة وامسك بجنبه ثم سقط علي ظهره وسكنت حركته
قالت الطفلة بعد صمت
((هذا مذهل لكن لان عليك ان تغني وترقص لي ))

صاح الاطفال اصدقائها
((نعم.. نعم يجب ان تنهض وترقص لانك بارع في الرقص مثل القرود واكثر اضحاكا منها ))

لكن القزم لم يرد !!

ضربت الطفلة الجميلة الارض بقدميها وصاحت تنادي الخدم
((ان قزمي المضحك لا يرد ..يجب ان توقظوه وتجعلوه يرقص لي))

أتي خادم وصفع القزم علي خده بقسوة
((يجب ان ترقص ايها القزم الدميم ان ابنة الحاكم ترغب ان تسليها ))

لكن القزم لم يتحرك حينها ركع جوار القزم ووضع يده علي قلبه وبعد ثواني هز كتفيه وانحني للطفلة وقال

((قزمك المضحك انستي لن يرقص ثانية ابدا هذا فعلا محزن لانه قبيح جدا لدرجة جعلت والدك يبتسم حين شاهده ))

سألته ضاحكة ((ولماذا لن يرقص ثانية ))

قال لأن قلبه تحطم

قطبت الطفلة الحسناء جبينها وتقلصت شفتاها الورديتان الجميلتان في ازدراء وقالت

((في المستقبل لا تحضرو للعب معي وتسليتي الا من لا قلب لهم !!))

وبكت وركضت الي الحديقة


تمت بحمد الله










رد مع اقتباس
قديم 2010-07-06, 06:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مصرية من الجزائر
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة تحفه جدااا

بس اكيد كل شخص لديه جماله الخاص
لجعل الآخرين يحبونه !!أليس كذلك؟
لا اظن ان يوجد انسان بشع واخر ليس بشع؟!!
فالجمال ليس في الشكل فقط
هناك اشياء آخري كثيراا
عالعموم
قصة جميلة جدااا
شكراا لحضرتك
اكيد نتمني نري باقي الابداعات
سلالالالالالالالالام










رد مع اقتباس
قديم 2010-07-06, 10:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة جميلة ..بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-07-06, 10:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اميرة الابتسامة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية اميرة الابتسامة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة رائعة.............................ذكرتني بايام الصبى
شكراااااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
**القزم, القصة, القصر**المسابقة, الكاملة, وحسناء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc