مقامات النموشي ** المقامة الوهرانية ** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقامات النموشي ** المقامة الوهرانية **

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-17, 21:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقامات النموشي ** المقامة الوهرانية **

المقــامــة الـوهــرانيــة


حدثنا عباس النموشي قال : هاتفني إبن عمومتي حمّوده ، و اقترح علي زيارة أخاه بأرض مصمودة ، و بالتحديد في ولاية وهران ، أحسن مدن السواحل و الشطآن فوافقت دون ما تردد . و كان أخوه هذا عسكريا في الهندسة المدنية ، قد تم نقله للمدينة المذكورة ، أيام المحنة المشهورة ، فجمعنا حالنا و زدنا أغراضنا و مالنا و العديد من الحلويات التقليدية و الخبيزات المحلية ، و انطلقنا بإتجاه ولاية خنشلة قصد الركوب من هناك في الحافلة ، فقد كان يربطها خط مباشر ، تفاديا للأهوال والمخاطر ، فقصدنا وجهتنا منتصف النهار ، و سلكنا الطريق السيار ، بإتجاه ولاية باتنة ، ونزلنا للعشاء بولاية المسيلة ذات الرياح الساكنة ، و كنت أتلهف للمغامرة و استكشاف الولايات المجاورة ، فمررنا بجنوب ولاية المدية التاريخية ، ثم ولاية تيهرت الرستمية ، و جنّبنا المولى حاجزا لمجموعة إرهابية ، بفضل حنكة السائق و معرفته المهنية ، و منها إلى ولاية غليزان ذات الخير الوافر ، ثم عطفنا بولاية معسكر مهد الأمير عبد القادر ، البطل المجاهد الثائر ، مؤسس دولة الجزائر ، و منها دخلنا تخوم وهران ، و كان الصبح قد لاح وبان ، فوقفت أستطلع الطريق الموالي و ما إن جلست حتى تمزق سروالي ، و نزلنا بالمحطة صباحا ، نطلب كفوف الراحة و ذهبنا باحثين عن خياط ، ليرقع لي الحزام الرباط ، فوجدناه شابا طيب القلب ساعدنا حتى في طريق الثكنة و الحدب ، و ما إن وصلنا حتى سألنا ، و قدمنا بطاقتيْ الهوية ، و زدنا التحية ، ولم نجد غايتنا ، فقد كان في مهمة قبلنا ، إلا أنه قدم وجه مألوف ، ذاك الشاب فتحي أسمر البشرة و الكفوف ، فقد كان رفيق المدرسة أيام الصبى ، و عرفني من هويتي ، فرحب بنا و أدخلنا إلى غرفته ، و ارتحنا من وعثاء السفر بمعيته ، و أخذنا إلى المطعم و أكرمنا أيما إكرام ، حتى جاء ابن الأعمام فحجز لنا في فنادق المدينة ، و مكثنا قرابة خمسة عشر يوما هنيئة مكينة . و زرنا متاحفها الغيداء ، و حدائقها الغنّاء ، و شواطئها الفيحاء ، و أسواقها الخيلاء و متاجرها الفخمة الحسناء ، وفي أحد الليالي شعرت بالجوع فلم أبالي ، لكنني شكوت لصاحبي حالي ، فاقترح عليّ الخروج في الحين لجلب بعض الخبز و الجبن فخرجت غير مبالي باللصوص ، لأن ألم الخوص ، أشد من أي شيء بالخصوص فتوغلت في الأزقة بحثا عن دكان بمشقة ، و لما وجدت ما أبغي ، رجعت أدراجي فاعترض سبيلي لصان شرّيران ، و كانا يريدان أن يسلباني ، وبخفتي المعهودة هربت بطريقى غير مقصودة ، وركنت جنبي إلى الحائط ، حتى يأمن ظهري من السقائط ، ثم أخرجت خنجري المريع ، و أمسكت أحدهما فسقط كالصريع ، و بقي الآخر يحاول ضربي ، لولا تدخل أحد باعة التبغ و أنقذني ، فدخلت للنزل مسرعا و لربي حامدا شاكرا ، و في أحد المرات لما كنا بشاطئ العيون ذي المسرات توغلت في أحد الشواطئ الصخرية ، حتى وجدت منحرِفا مع مومس خمرية ، فبقيا يرمقانني بنظرة مخيفة ، فغيرت الوجهة من غير خيفة ، لكن وما إن خطوت خطوات قليلة حتى أحسست بالخنجر في عنقي غيلة ، و أمرني بالذهاب معه ، فمشيت بجنبه ، ولما اختفينا عن الأنظار ، سلب مني ألف دينار ، و تركني لحال سبيلي فهرولت مسرعا إلى صحبي ، و كانـوا ثمانية رجـال ، و كلهـم عساكـر ذوي أنصـال فأخبرتهم بالقصة و المكان و الوجهة ، ثم جرينا على جناح السرعة ، قاصدين المكان المذكور فباغتناهم دون حركة أو مرور ، فأشبعناه ضربا ، و المومس أسرعت هربا ثم استرجعت مالي بلا كرب ، كما سلبته سبعة آلاف دينار عنده في الجيب ، و كاد أحد الرفاق أن يغرقه في اليم ، لولا تدخلي أنا خوفا من إراقة الدم ، ثم قيدناه و إلى عمود حديدي ربطناه ، و رجعنا أدراجنا ، و حملنا متاعنا ، و توجهنا من ساعتنا إلى محطتنا ، ومكثت أنا و رفيقي بعدها ثلاثة أيام ، و رجعنا إلى الديار في ثوب اللئام تاركين المجموعة في خير و سلام .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حمّوده : إسم علم تأويلا لإسم محمد .
مصمودة : قبيلة من قبائل البربر .
وهران : ولاية ساحلية بالغرب الجزائري .
خنشلة : ولاية بالشرق الجزائري .
باتنة : ولاية بالشرق الجزائري و هي عاصمة الشاوية .
المسيلة : ولاية بالوسط بالغربي الجزائري و هي عاصمة الحضنة .
تيهرت : أو تيارت و هي ولاية بالغرب الجزائري كانت عاصمة للرستميين .
غليزان : ولاية بالغرب الجزائري .
معسكر : ولاية بالغرب الجزائري كانت عاصمة لدولة الأمير عبد القادر الجزائري .
وعثاء : تعب السفر .
الغيداء : الحسنة الجمال .
الغناء : الساحرة بروعتها .
الخيلاء : المدهشة .
الخوص : الأمعاء .
خمرية : سمراء .
أنصال : كناية عن السلاح .
اليم : البحر .









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات, المقالة, النموشي, الوهرانية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc