خصائص النبي صلى الله عليه و سلم للتثبيـت - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خصائص النبي صلى الله عليه و سلم للتثبيـت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-12-14, 15:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خصائص النبي صلى الله عليه و سلم للتثبيـت

[align=center]ما خص الله - عز وجل - أُمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) به عن سائر الأُمم التي قبلهم[/align]

إن الله - عَزَّ وجَلَّ - خصَّ هذه الأمة المسلمةَ بخصائصَ عظيمةٍ وجليلةٍ عن سائرِ الأُمم، وإنَّ الله أفردَها وميزَّها عن بقيةِ الأُممِ، فالمتأمِّلُ لهذه الأمةِ, وما خَصَّها اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - به من الخصائصِ يجد العَجَبَ العُجَابَ؛ لما حباه اللهُ لهذه الأمة عن غيرِها فكانت من أفضلِ الأُممِ، وكان رسولهُا أفضلَ الرُّسلِ, ودينُها أحسنَ الأديانِ، فهي أمةٌ مخصوصةٌ ومصطفاه، وإننا في هذا السياق سنذكر ما تيسَّر ذكرُهُ من الخصائص التي خصَّها الله - عَزَّ وجَلَّ - لهذه الأمة عن غيرِها من الأُممِ السَّابقةِ، وإليك هذه الخصائصَ:

1 - اختصاصها بالخيرية:

قالَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ -: {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس} آل عمران 110.

وعن بَهْزِ بنِ حَكِيمٍ عن أبيه عن جَدِّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (نُكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرُها) رواه ابن ماجه (4288), وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (2/2426/1433) رقم 4287.

2 - اختصاصها بأنها لا تجُمع على ضلالة:

وعن ابن عَبَّاسٍ - رَضيَ اللهُ عنهُ - مرفوعاً: أنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبداً, ويدُ اللهِ على الجماعةِ) الحاكم في المستدرك (1/116).

وعن ابن عمر مرفوعاً: (لا يجمعُ اللهُ هذه الأمةَ على ضلالةٍ، ويدُ اللهِ مع الجماعةِ، وعليكم بالسَّوادِ الأعظمِ, ومَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ) أخرجه الحاكم (1/115).

وقد ثبت عن أبي مسعود أنه قال: ( عليكم بالجماعة فإنه الله لا يجمع أمةَ مُحمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - على ضلالة) أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (1/41 - 42) بسندٍ جيدٍ قاله الألبانيُّ.

3 - اختصاصها أنها أول الأمم دخولاً الجَنَّة:

عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (أول زمرة تلج الجَنَّة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يتمخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذّهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحدٍ منهم زوجتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحدٌ، يسبحون الله بكرةً وعشياً) البُخاريُّ - الفتح (6/367) رقم الحديث (3245) كتاب بدء الخلق, باب ما جاء في صفة الجَنَّة وأنها مخلوقة.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجَنَّة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له (قال يوم الجمعة) فاليوم لنا، وغداً لليهود، وبعد غدٍ للنّصارى) صحيح مسلم (2/585 - 586) رقم (855), كتاب الجمعة, باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.


4 - اختصاصها بالوسطية والشهادة على النَّاس:

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاس} (143) سورة البقرة.

وعن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (يجيء نوحُ وأمته، فيقول الله - تعالى-: هل بلغت؟ فيقول: نعم، أي ربِّ!! فيقول لأمته: هل بلّغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبيّ!! فيقولُ لنوح: من شهد لك؟ فيقول: مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - وأمته، فنشهد أنه قد بلغ، وهو قوله - جَلَّ ذكره -: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على النَّاس)(143: البقرة)، البُخاريُّ – الفتح (6/427) رقم (3339) كتاب الأنبياء قول الله : (ولقد أرسلنا نوحاً...) الآية.


5 - اختصاصها بأنها أكثر الأمم دخولاً الجَنَّة:

عن عبد الله بن مسعود - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: (كنا مع النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - في قبة فقال: أترضون أن تكونوا رُبع أهل الجَنَّة؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجَنَّة؟ قلنا: نعم، قال: والذي نفس مُحمَّد بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجَنَّة، وذلك أن الجَنَّة لا يدخُلها إلا نفسٌ مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر) البُخاريّ – الفتح (11/385) رقم (6528) كتاب الرقاق باب الحشر.

وعن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (أهل الجَنَّة عشرون ومئة صف؛ ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم) رواه ابن ماجه (2/1433 - 1434) و تحفة الأحوذي (7/254 - 255) وهو صحيح لطرقه.

6 - اختصاصها أن مرض الطاعون شهادة لها:

عن عائشة - رَضيَ اللهُ عنهُا - زوجِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قالت: سألتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - عن الطاعون، فأخبرني أنه عذابٌ يبعثه اللهُ على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يُصيبه إلا ما كتب اللهُ له إلا كان له مثل أجر شهيد. البُخاريُّ - الفتح (6/593) رقم (3474) كتاب الأنبياء.

وعن أنس بن مالك - رَضيَ اللهُ عنهُ - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (الطاعون شهادة لكل مسلم) البُخاريّ مع الفتح رقم (2830) كتاب الأنبياء، باب الشهادة سبع سوى القتل.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له) ثم قال: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) البُخاريُّ – الفتح (652 - 653) كتاب الأذان ( 2/ 163) باب فضل التهجير إلى الظهر.


7 - اختصاصها بأن صفوفها كصفوف الملائكة:

عن حذيفة - رَضيَ اللهُ عنهُ - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (فُضِّلنا على النَّاس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجداً وتربتها طهوراً، وأعطيت آخر سورة البقرة فهن من كنز تحت العرش) صحيح مسلم (1/371) رقم (522) كتاب المساجد.

8 - اختصاصها بأن سبعين ألفاً منها يدخلون الجَنَّة بغير حساب:

عن عمران بن حصين - رَضيَ اللهُ عنه - قال: (لا رقية إلا من عين أو حُمةٍ) فذكرته لسعيد بن جبير فقال: حدثنا ابن عَبَّاسٍ قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - : (عُرضت عليّ الأمم، فجعل النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ والأنبياء يمرون معهم الرهط، والنَّبيّ ليس معه أحد، حَتَّى رُفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق!! ثم قيل لي: انظر هاهنا وهاهنا - في آفاق السماء - فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل: هذه أمتك، ويدخل الجَنَّة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب...) الحديث. البُخاريُّ – الفتح (10/164) رقم (5705) كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره , وفضل من لم يكتو.

وعن سهل بن سعد - رَضيَ اللهُ عنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (ليدخُلنَّ الجَنَّة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألفٍ - لا يدري أبو حازم أيهما قال - متماسكون، آخذُ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حَتَّى يدخل آخرهم، ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر) صحيح مسلم 1/198 - 199) رقم (219) كتاب الأيمان, باب موالاة المؤمنين, ومقاطعة غيرهم, والبراء منهم.

9 - اختصاصها بأنها كالغيث لا يدري أوله خير أم آخره:

عن أنس - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره) أخرجه التِّرمذيُّ، وقال: حسن (2869)، وقال الشيخ الألباني - في المشكاة -: صحيح لطرقه (المشكاة 6277).

10 - اختصاصها بصلاة العشاء:

عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: أبقينا النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - في صلاة العَتَمَة فأخرى حَتَّى ظنَّ الظان أنه ليس بخارج والقائل منّا يقول: صلّى، فإنّا لكذلك حَتَّى خرج النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - ، فقالوا له كما قالوا، فقال: (أَعتِموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلتُم بها على سائر الأمم، ولم تُصلِّها أمةٌ قبلكم) صححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1/85) رقم (421).

11 - اختصاصها بأن الله جعل لها الأرض مسجداً وطهوراً:

عن جابر بن عبد الله - رَضيَ اللهُ عنهما - قال: (أُعطيتُ خمساً لم يُعطهن أحدٌ قبلي: نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلٍ من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ..) الحديث, البُخاريُّ - الفتح (11/519) رقم (335) كتاب التيمم.

وفي رواية أخرى عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - عام غزوة تبوك قام يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حَتَّى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم: (لقد أعطيت خمساً ما أعْطيهنّ أحد قبلي - وذكر منها -: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً...) الحديث. مسند أحمد مع شرح أحمد شاكر (12/25 - 26) رقم (7068) وقال: إسناده صحيح.

12 - اختصاصها أن الله جعل لها التيمم عند عدم الماء:

خصَّ اللهِ - عَزَّ وجَلَّ - هذه الأمة بهذا الأمر، وإنْ دل فإنما يدل على تفضيل الله لهذه الأمة على من سبقها؛ لأنه لم يُشرع في حقهم التيمم، وهذا يدل على سعة رحمة الله بهذه الأمة، وأنه ما شرع لهم إلا الخير والبركة واليُسر، ولم يشدد عليهم كما شدد على بني إسرائيل وغيرهم من الأمم السابقة المتمردة كما قال - سبحانه -: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} الآية. راجع القول الأحمد في خصائص أمة مُحمَّد.

وعن أبي ذر - رَضيَ اللهُ عنهُ - مرفوعاً فيه ذكر طهور المسلم: (إن الصَّعيد الطيب وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليَمسَّه بشرته فإن ذلك خير) رواه أبو داود رقم (332)، وقال حسن صحيح كتاب الطهارة، وقال الشيخ الألباني في صحيح أبي دواود (صحيح) والله أعلم.

13 - اختصاصُها بأنها تأتي يوم القيامة وهُمْ غرٌّ من السجود مُحجَّلُون من الوضوء:

عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (ترد عليّ أمتي الحوض، وأنا أذود النَّاس عنه كما يذود الرّجل إبل الرّجل عن إبله) قالوا: يا نبي الله! أتعرفنا؟ قال: ( نعم، لكم سيما ليست لأحدٍ غيركم، تردون عليّ غرّاً محجَّلين من آثار الوضوء...) الحديث. صحيح مسلم (1/217) رقم (247) كتاب الطهارة باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.

وكذلك حديث: (ما من أحدٍ مِنْ أُمَّتي إلا وأنا أعرفه يومَ القيامة)، قالوا: كيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: (أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دُهم بُهم، وفيها فرس أغر مجمل، أما كنت تعرفه منها؟ قال: بلى، قال: فإن أمتي يومئذٍ غر من السجود مُحجَّلُون من الوضوء) أخرجه أحمد بسند صحيح, والتِّرمذيُّ, وهو مخرَّجٌ في "السلسلة الصحيحة", وراجع: "صفة صلاة النَّبيِّ" للألباني ص149.

14 - اختصاصها بأنَّ عيسى - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يُصلِّي وراء ولي من هذه الأمة:

عن جابر بن عبد الله - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقولُ: (لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى ابن مريم - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا!! فيقولُ: لا إن بعضكم على بعضٍ أمراءٌ تكرمة الله هذه الأمة) صحيح مسلم ( 3/ 1524) رقم 1037 كتاب الإمارة باب قوله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم.


15 - اختصاصها بيوم الجمعة:

عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة، ونحن الآخرون من أهل الدُّنيا والأولون يوم القيامة، المقضيُّ لهم قبل الخلائق) راجع : كتاب"صحيح الترغيب والترهيب" (ص701) للشيخ الألباني.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - أنه سمَع رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقول: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثمَّ هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالنَّاس لنا فيه تبعُ: اليهود غداً، والنصارى بعدَ غدٍ) البُخاريُّ - الفتح (2/412) رقم (876) كتاب الجمعة باب فرض الجمعة.

16 - اختصاصها بأن الله أحلَّ لها الغنائم:

عن جابر - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( أُعطيت خمساً لم يُعطهن أحد من الأنبياء: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحلت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأُعطيت الشفاعة، وكان النَّبيّ يبُعث إلى قومه خاصَّة وبُعثت إلى النَّاس عامة) البُخاريُّ - الفتح (1/519), رقم الحديث 335 كتاب التيمم.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قال النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (غزا نبيٌّ من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأةً وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبنِ بها، ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنماً أو خلفات وهو ينتظر ولدها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك فقال للشمس: إنَّك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحُبست حَتَّى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولاً فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءُوا برأس بقرة من الذهب فوضعها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلَّها لنا) البُخاريُّ - الفتح (6/254) رقم (3124) كتاب الخمس, باب قول النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: أحلت لكم الغنائم.

[align=center]يتبــــــــــــــع........[/align]









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 15:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

17 - اختصاصها بأن الله أحلَّ لها بعضَ الأطعمة:

فعن ابن عمر - رَضيَ اللهُ عنهما - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (أُحلت لنا ميتتان ودمان: فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال) رواه أحمدُ (2/92) وابن ماجه (3314) وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1118).

18 - اختصاصها بأن قُبض رسولها - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قبلها:

عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (إن الله - عَزَّ وجَلَّ - إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطاً (أي المتقدم إلى الماء ليهيء السقى)، وسلفاً بين يديها، وإذا أراد هلكة أمةٍ عذَّبها ونبيها حيّ، فأهلكها وهو ينظرْ، فأقرَّ عينهُ بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره) صحيح مسلم رقم (2288) (4/1792) كتاب الفضائل باب إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها.

وهذا من خصائص أمة مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، فإنه ما من نبي من الأنبياء إلا رأى عذاب قومه بعينه، أو حصل لهم عذاب وهو حي بين ظهرانيهم ابتداء من نوح - عليه السلام - وقد دعا على قومه، فاستجاب الله له فأهلكهم جميعاً حَتَّى ابنه، وكذلك قوم لوط حَتَّى امرأته كانت من الغابرين، وقوم شعيب أخذتهم الرجفة، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - أن كل نبي تعجل دعوته على قومه في الدُّنيا إلا النَّبيّ مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قد خبأ دعوته لأمته إلى يوم القيامة، وغيرها من الأحاديث التي تدل على هذه الخصيصة من خصائص أمة مُحمَّد. أ.هـ. نقلاً من "القول الأحمد في خصائص أمة مُحمَّد" بتصرف (85 - 87).

19 - اختصاصها بكثرة أنواع الشهادة:

امتن الله على هذه الأمة بأن جعل أنواع الشهداء فيها كثير بعد أن كان الشهيد في الأمم السابقة هو الذي استشهد في المعركة فقط، ويدل على ذلك ما رواه مسلم عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنه - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (ما تعدون الشهيد فيكم؟) قالوا: يا رسول الله! من قتل في سبيل الله فهو شهيد!! قال: (إنَّ شهداء أمتي إذاً لقليل)!! قالوا: فمن هم يا رسول الله؟! قال: (من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، وفي لفظ (والغريق شهيد) صحيح مسلم (3/1521) رقم (1915) كتاب الإمارة باب بيان الشهداء.

وفي هذا الحديث قرينه تدل على أن الأمم السابقة لم يعطهم الله - جل وعلا - أنواع الشهادة التي مرت خلا القتل في سبيل الله، والقرينة هي كلمة (أمتي) فهي مشعرة باختصاص هذه الأمة بهذه الأنواع من الشهادات. القول الأحمد ص95.

20 - اختصاصها بأنها أمة أقل عملاً وأكثر أجراً:

عن ابن عمر - رَضيَ اللهُ عنهُما - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (مثلكم ومثلُ أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أُجراءَ فقال: مَن يعمل لي من غدوة إلى نصف النَّهار على قيراطٍ؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النّهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ؟ فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمسُ على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاءً؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلى أوتيه من أشاء) البُخاريُّ – الفتح ( 4/ 521) (2268) كتاب الإجارة باب الإجارة إلى نصف النهار.

ومن ذلك حديث البراء - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: ( أتى النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - رجلٌ مقنَّع بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: أسلم، ثم قاتل!! فأسلم ثمّ قاتل فقُتل، فقالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: عمل قليلاً وأجر كثيراً) البُخاريُّ مع الفتح رقم (2808) كتاب الجهاد والسير ( 6/ 30 ) باب عمل صالح قبل القتال.

21 - اختصاصها بأنهم شهداء الله في الأرض:

وهذه خاصية عظيمة انفردت بها أمة مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - من دون الأمم بفضل ربها - سبحانه وتعالى -. القول الأحمد (ص127).

ويوضح هذه الخاصية حديث عبد العزيز بن صهيب قال: سمعتُ أنس بن مالك - رَضيَ اللهُ عنهُ - يقول: (مرُّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: وجبتْ!!، ثم مرُّوا بجنازة فأثنوا عليها شراً فقال: وجبتْ!! فقال عمر بن الخطاب - رَضيَ اللهُ عنه -: ما وجبت؟، قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبتْ له الجَنَّة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) البُخاريُّ - الفتح (1367)، كتاب الجنائز ( 3 : 270 ) باب ثناء النَّاس على الميت.


22 - اختصاصها بالعذر بالإكراه:

العذر بالإكراه من خصائص أمة مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، فقد وضع الله - سبحانه وتعالى - عن هذه الأمة ما أُكرهت وأُجبرت على فعله، وأسقط عنها - جلَّ وعلا - الإثمَ والحرج بذلك، فلم يؤاخذها على الفعل. القول الأحمد (ص133).

يشهد لهذا حديث ابن عَبَّاسٍ - رَضيَ اللهُ عنهُما - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه) صحيح ابن ماجه رقم (2045) (1/348) وقال الألباني: صحيح.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (إنَّ الله تجاوز لأمتي عمّا توسوس به صدورُها ما لم تعمل به، أو تتكلم به، وما استُكرهوا عليه) صحيح ابن ماجه رقم (2044) المصدر السابق.

23 - اختصاصها بأنها أول الأمم إجازة على الصراط:

وقد أكرم الله هذه الأمة بأن تمر على الصراط قبل الأمم جميعاً، وفي الحديث الطويل عن أبي هُرَيْرة - رضي الله عنه -: (... ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أوّل من يجيز، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل... الحديث) صحيح مسلم رقم (182) (1/163 - 164) كتاب الإيمان.

24 - اختصاصها بأنها أول من تحاسب:

ومما خصَّ اللهُ - سبحانه وتعالى - أُمَّةَ مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - وفضَّلها به على غيرِها من الأُممِ أنَّ الله - جَلَّ وعَلا - جعلها أول مَن يُحاسبُها ويُقدِّمها على غيرِها على الرغمِ مِن أنها آخرُ الأُممِ التي أخرجَها اللهُ للنَّاسِ. القول الأحمد ص185.

ويدلُّ على ذلكَ حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ - رَضيَ اللهُ عنهُما - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (نحن آخرُ الأمم، وأول مَن يُحاسب، يُقال: أين الأمة الأميةُ ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون) صحيح ابن ماجه للألباني رقم (4290) وقال: صحيح، وانظر:" السلسلة الصحيحة" (2374).


25 - اختصاصها بأن الكافر فداء للمسلم يوم القيامة:

ومما أكرم اللهُ - جَلَّ وعَلَا - به هذه الأمةَ وخصَّها يومَ القيامةَ أنْ جعلَ كلَّ كافرٍ فداءً لكلِّ مُسلمٍ من النَّارِ. القول الأحمد (209).

فعن أنسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (إنَّ هذه الأمة مرحومةٌ، عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامةِ دُفِعَ إلى كلِّ رجلٍ من المسلمين رجلٌ من المشركين فيُقالُ: هذا فِداؤك من النَّارِ) صحيح ابن ماجه رقم (4292) وقال الألباني :صحيح. انظر السلسلة الصحيحة رقم (959 و 1381).


26 - اختصاصها بالسلام والتأمين:

ومن خصائص هذه الأمة أنْ خصّها اللهُ - جَلَّ وعَلَا - بخصيصتين: السلام, والتأمين؛ من دون الأمم. القول الأحمد (ص35).

فعن عائشة - رَضيَ اللهُ عنهُا - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (ما حسدتكم اليهودُ على شيءٍ ما حسدتكم على السَّلامِ والتأمين) صحيح ابن ماجه رقم (856)، والسلسلة الصحيحة رقم (691).


27 - اختصاصها بأنها أمةٌ محفوظةٌ من الهلاكِ والاستئصالِ:

فعن ثوبان - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (إنَّ الله زَوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوي لي منها، وأُعطيت الكنزين الأحمر والأبيض, وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلكها بسنةٍ عامةٍ، وأن لا يُسلِّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإنَّ ربي قال: يا مُحمَّدُ إني إذا قضيتُ قضاءً فإنَّهُ لا يُردُّ، وإني أعطيتُك لأمتك أنْ لا أهلكهم بسنةٍ عامةٍ, وأنْ لا أسلطَ عليهم عدواً مِن سوى أنفسِهم يستبيحُ بيضتَهم ولو اجتمعَ عليهم مَن بأقطارِها حَتَّى يكونَ بعضُهم يُهلك بعضاً، ويسبي بعضُهم بعضاً) رواه مسلم رقم (2889).

والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ

[align=center]يتبـــــــــــع.........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 16:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خصائص المصطفى (صلى الله عليه وسلم) دون جميع الأنبياء عليهم السلام في الحياة الآخرة

[align=center]خصائص المصطفى (صلى الله عليه وسلم) دون جميع الأنبياء عليهم السلام في الحياة الآخرة[/align]

1 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنه أولُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ، وبإعطائِهِ لواءَ الحَمدِ، وأنَّهُ أولُ مَنْ يدخلُ الجَنَّةَ يومَ القيامةِ:

عن أنس بن مالك - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقول: ( إني لأول مَن تنشق الأرضُ عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخرَ، وأنا سيدُ النَّاس يومَ القيامة ولا فخرَ، وأنا أول مَن يدخل الجَنَّة ولا فخرَ، وإني آتي باب الجَنَّة فآخذ بحلقها فيقولون: مَن هذا؟ فأقول: أنا مُحمَّد!! فيفتحوا لي، فأدخل, فإذا الجبارُ متقبلي، فأسجد له فيقول: ارفع رأسك يا مُحمَّد، وتكلَّم يُسمع منك...) الحديثَ في مسند أحمد (3/144), وأورده الألبانيُّ في"السلسلة الصحيحة" (4/100) وقال: سنده جيد, ورجاله رجالُ الشيخين.



2 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّ الله يبعثُهُ يومَ القيامةِ مَقَاماً محمُوداً:

قال المولى - عَزَّ وجَلَّ -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}(79) سورة الإسراء، وعن ابنِ عُمَرَ - رَضيَ اللهُ عنهُما - قالَ: ( إنَّ النَّاسَ يصيرون يوم القيامة جُثاً، كلُّ أمةٍ تتبعُ نبيَّها، يقولون: يا فلان اشفعْ، حَتَّى تنتهي الشفاعةُ إلى النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، فذلك يومَ يبعثُهُ اللهُ المقامَ المحمودَ) البُخاريُّ - الفتح - كتاب التفسير في قوله - تعالى-: (عسى ربك...) 8/251, رقم الحديث (4718).

وعن ابن عمرَ - رَضيَ اللهُ عنهُما - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( إنَّ الشمسَ تدنو يوم القيامة حَتَّى يبلغ العرقُ نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - ), وزاد عبدُ الله: حدثني الليث حدثني ابنُ أبي جعفر (فيشفع ليُقضى بين الخلقِ، فيمشي حَتَّى يأخذَ بحلقةِ الباب، فيومئذٍ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهلُ الجمعِ كلُّهم) البُخاريُّ - الفتح - كتاب الزكاة - باب من سأل النَّاس تكثيراً (3/396) رقم الحديث (1474) والرواية الأخرى (1475).


3 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّهُ أولُ شفيعٍ في الجَنَّةِ, وأولُ مَنْ يقرعُ بابَها:

عن أنسِ بن مالكٍ - رَضيَ اللهُ عنهُ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (أنا أولُ النَّاسِ يشفعُ في الجَنَّة، وأنا أكثرُ الأنبياءِ تابِعاً) صحيح مسلم كتاب الإيمان (1/188) رقم الحديث (196)، وفي لفظٍ آخر: (أنا أكثرُ الأنبياءِ تابِعاً يومَ القيامة، وأول مَن يَقرعُ بابَ الجَنَّة) صحيح مسلم رقم (196) باب قول النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( أنا أول النَّاسِ يشفع في الجَنَّة، وأنا أكثر الأنبياء تابعاً).

وعنه - أيضاً - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( آتي بابَ الجَنَّةِ يوم القيامة, فأستفتح، فيقول الخازنُ: من أنت؟ فأقول: مُحمَّد, فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك) صحيح مسلم رقم (197) كتاب الإيمان - باب قول النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: أنا أول النَّاسِ يشفع في الجَنَّةِ, وأنا أكثرُ الأنبياءِ تابِعاً.

4 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّ أمتَهُ ستشهدُ على الأُممِ يومَ القيامةِ:

وعن أبي سعيد الخُدريِّ - رَضيَ اللهُ عنهُ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (يُجاء بنوح يومَ القيامة فيُقال له: هل بلّغت الرِّسالة؟ فيقول: نعم!! فتُسأل أمته: هل بلَّغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذيرٍ!! فيقول: مَن شهودك؟ فيقول: مُحمَّد وأمته، فيُجاء بكم فتشهدون، ثم قرأ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً - قال: عدولاً - لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيَكُونَ الرَّسُول عَلَيْكُمْ شَهِيداً}(143) سورة البقرة. البُخاريّ - الفتح (13/328) رقم (7349) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً، قال العز بن عبد السلام - رَحِمهُ اللهُ -: (نزّل الله - تعالى- أمته منزلَ العُدُولِ من الحُكَّامِ، فإن الله - تعالى- إذا حكم بين العباد فجحدت الأممُ بتبليغ الرِّسالة أحضرت أمة مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - فيشهدون على النَّاس بأنَّ رسلهم أبلغتهم، وهذه الخصيصة لم تثبت لأحدٍ من الأنبياء) "بداية السول" ص69.

5 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّهُ أولُ مَنْ يجوزُ الصِّراطَ مِنَ الرُّسلِ بأمتِهِ:

عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثيّ أنّ أبا هُرَيْرة - رضي الله عنه - أخبرهما: ( أنّ النَّاس قالوا: يا رسولَ الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال: هل تُمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ الله!! قال: فهل تمارون في الشمسِ ليس دونها سحابٌ؟ قالوا: لا!! قال: فإنكم ترونه كذلك، يحشر النَّاس يوم القيامة فيقول: مَن كان يعبد شيئاً فليتَّبعه، فمنهم مَن يتبع الشمسَ، ومنهم مَن يتبع القمرَ، ومنهم مَن يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم بضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول مَن يجوز مِن الرسل بأمته، ولا يتكلمُ يومئذٍ أحدٌ إلا الرسل، وكلامُ الرسلِ يومئذٍ: اللهم سلِّم سلِّم...) الحديث في البُخاريّ - الفتح كتاب الإذن - باب فضل السجود - (2/341) رقم الحديث (806).

6 - اختصاصه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بالكوثر:

قالَ اللهُ - تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}(1) سورة الكوثر.

عن أبي عبيدة عن عائشة - رَضيَ اللهُ عنهُا - قال: سألتها عن قوله - تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قالت: "هو نهرٌ أُعطيه نبيكم - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، شاطِئاه عليه درٌّ مجوَّفٌ، آنيتُهُ كعَدَدِ النجومِ".

7 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بمنزلةِ الوسيلةِ:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رَضيَ اللهُ عنهُما - أنه سمع النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلةَ فإنها منزلةٌ في الجَنَّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلةَ حلَّت له الشفاعةُ) صحيح مسلم (1/288) كتاب الصلاة - باب استحباب القول مثل قول المؤذن. رقم الحديث (384).


8 - اختصاصه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنه أكثرُ الأنبياءِ تابعاً يومَ القيامة, ويدخلُ من أمته الجَنَّة سبعون ألفاً بغير حسابٍ ولا عذابٍ:

عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (ما مِن الأنبياءِ نبيٌّ إلا أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) البُخاريّ - الفتح (8/619) رقم الحديث (4981) كتاب فضائل القرآن - باب كيف نزل الوحي أول ما نزل.

وعن عمران بن حُصين - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (عُرضت عليَّ الأممُ، فجعلَ النَّبيّ والنَّبيّان يمرون معهم الرهط، والنَّبيّ ليس معه أحدٌ، حَتَّى رُفع لي سوادٌ عظيم، قلتُ: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظرْ إلى الأفق!! فإذا سوادٌ يملأ الأفقَ، ثم قيل لي: انظر هاهنا وهاهنا - في آفاق السماء - فإذا سوادٌ قد ملأ الأفقَ، قيل: هذه أمُّتُك، ويدخُلُ الجَنَّة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حسابٍ) البُخاريّ - الفتح (10/163 - 164) رقم الحديث (5705) كتاب الطب - باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: (يدخل من أمتي الجَنَّة سبعون ألفاً بغير حسابٍ) فقال رجل: يا رسول الله! ادعُ الله أن يجعلني منهم!! قال: (اللهمّ! اجعلْه منهم) ثم قام آخرُ، فقال: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يجعلْني منهم!! قال: (سبقك بها عكَّاشةُ) صحيح مسلم (1/197) رقم الحديث (216) كتاب الإيمان - باب دخول طوائف من المسلمين الجَنَّة بغير حساب ولا عذاب.


9 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنه سيِّدُ ولدِ آدمَ، وأنَّهُ صاحبُ الشَّفاعةِ العُظمى يومَ القيامةِ:

عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: أُتي رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بلحمٍ، فرُفع إليه الذراع - وكانت تعجبه - فنهَسَ منها نهسة، ثم قال: (أنا سيُّدُ النَّاس يومَ القيامةِ، وهل تدرونَ ممَّ ذلك؟ يجمع الله النَّاس - الأولين والآخرين - في صعيدٍ واحدٍ، يُسمعهُم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمسُ فيبلغ النَّاس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول النَّاس: ألا تَرون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون مَن يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعضُ النَّاس لبعضٍ: عليكم بآدم!!, فيأتون آدم - عليه السلام - فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثلَه، ولن يغضب بعده مثلَه، وإنه نهاني عن الشجرةِ فعصيته، نفسي نفسي نفسي اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى نوح!! فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوحُ، إنك أنتَ أوّل الرَّسلِ إلى أهل الأرضِ، وقد سمَّاك الله عبداً شكوراً، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فيقول: إن ربي - عَزَّ وجَلَّ - قد غضبَ اليوم غضباً لم يغضب قبله مثلَه, ولن يغضب بعده مثلَه، وإنه قد كانت لي دعوةٌ دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم!! فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيمُ أنت نبيُّ الله وخليلُه من أهل الأرض، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فيقولُ لهم: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثلَه، ولن يغضبَ بعدَهُ مثلَهُ، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث(أي أحد رواة الحديث) - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى!! فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنتَ رسولُ الله، فضَّلك الله برسالته وبكلامه على النَّاس، اشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحنُ فيه؟ فيقول: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، وإني قد قتلتُ نفساً لم أُومر بقتلها نفسي نفسي نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى عيسى!! فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنتَ رسولُ الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلمتَ النَّاس في المهد صبياً، فاشفعْ لنا، ألا ترى ما نحنُ فيه؟ فيقول عيسى: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله - ولم يذكر ذنباً - نفسي نفسي نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبوا إلى مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -!!، فيأتون مُحمَّداً - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - فيقولون: يا مُحمَّد، أنتَ رسولُ الله، وخاتمُ الأنبياءِ، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فأنطلق، فآتي تحت العرش فأقعُ ساجداً لربي - عَزَّ وجَلَّ -، ثمّ يفتح الله عليَّ من محامده وحُسن الثناءِ عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا مُحمَّد، ارفعْ رأسك، وسلْ تُعطه، واشفعْ تشفَّع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا ربّ، أمتي يا رب!!، فيقال: يا مُحمَّد، أدخل من أمتك من لا حسابَ عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجَنَّة، وهم شركاءُ النَّاس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده إنَّ ما بين المِصراعين من مصاريع الجَنَّة كما بين مكةَ وحِميَر، أو كما بين مكة وبُصرى) البُخاريّ - الفتح (8/348 - 348) رقم الحديث (4712) كتاب التفسير باب (ذرية من حملنا مع نوح).

10 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بالشَّفاعةِ لتخفيفِ العذابِ عنْ عمِّه أبي طالبٍ:

فعن العَبَّاسٍ بن عبد المطلب - رَضيَ اللهُ عنهُ - أنه قال: يا رسولَ الله هل نفعتَ أبا طالبٍ بشيءٍ، فإنه كان يحوطُك ويغضبُ لك؟ قال: ( نعم، هو في ضَحْضَاحٍ من نارٍ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفلِ من النار) صحيح مسلم (1/194) رقم (209) كتاب الإيمان, باب شفاعة النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ ما معناه: "الشفاعة لأبي طالب معدودةٌ في خصائصِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - ". فتح الباري (11/439).


[align=center]يتبـــــــــــع.........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 16:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 خصائص المصطفى-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -دُونَ جميعِ الأنبياء-عليهم السَّلامُ-في ال

[align=center]خصائص المصطفى-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -دُونَ جميعِ الأنبياء-عليهم السَّلامُ-في الحياةِ الدُّنيا[/align]


1- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ آيتَهُ العُظمى في كتابِهِ:

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قال النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (ما من الأنبياءِ إلا أُعطيَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه من البشرُ، وإنما كانَ الذي أُوتيتُهُ وحياً أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهُم تابِعاً يومَ القيامةِ) البُخاريُّ- الفتح (8/619),رقم الحديث 4981كتاب فضائل القرآن – باب كيف نزل الوحي أول ما نزل.

قال ابنُ حَجَرٍ: "إنه المعجزة العظمى التي اختصَّ بها دُونَ غيرِهِ ". الفتح (8/623)

لذا فالقرآن الكريم أخصُّ معجزات النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.

قالَ الإمامُ الماورديُّ -رَحِمهُ اللهُ-والقرآنُ أوّلُ مُعْجزٍ دعا به مُحمَّدٌ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إلى نبوتِهِ فصدعَ فيه برسالتِهِ،وخُصَّ بإعجازِهِ من جميعِ رُسُلِهِ). أعلام النُّبوَّة ص57-58.

2- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بختمِ النُّبوَّة:

قالَ اللهُ–تعالى-: {ما كان مُحمَّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم , ولكن رسول الله وخاتم النَّبيّين} الآية 40 الأحزاب.

قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-عند الكلام على هذه الآية الكريمة:" فهذه الآيةُ نصٌّ في أنه لا نبيَّ بعده، وإذا كان لا نبيَّ بعده فلا رسولَ بعده بالطريق الأولى والأحرى؛لأنَّ مقامَ الرِّسالة أخصُّ من مقامِ النُّبوَّة، فإنَّ كلَّ رسولٍ نبيٌّ, ولا ينعكس ". تفسير ابن كثير (3/542) دار الفيحاء/ مكتبة دار السلام.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-أنَّ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-قالمَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي، كمثل رجلٍ بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النَّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلاّ وضعت هذه اللبنة؟! قال: فأنا اللبنةُ وأنا خاتمُ النَّبيّين) البُخاريُّ– الفتح (6/645) رقم الحديث 3534 كتاب المناقب- باب خاتم النَّبيِّين -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -.

3- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالنصر بالرُّعبِ مسيرةَ شهرٍ،وجُعلتْ له الأرضُ مسجداًً وطهوراً،وأُحِلَّتْ له الغنائمُ:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ-رَضيَ اللهُ عنهُ-أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قالَ: (أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ قبلي، نُصرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهرٍ، وجُعلتْ لي الأرضُ مسجداً وطهوراً, فأيما رجلٍ مِن أُمَّتي أدركتْهُ الصَّلاةُ فليُصلِّ، وأُحلتْ لي الغنائمُ، ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطيتُ الشفاعةَ، وكان النَّبيُّ يُبعثُ إلى قومِهِ خاصَّة, وبُعثتُ إلى النَّاسِ عامَّة) البُخاريُّ– الفتح (1/519), رقم الحديث335, كتاب التيمم.

4- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإرسالِهِ إلى الثَّقلينِ:

كان الأنبياءُ من قبله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يُرسَلُ كلُّ نبيٍّ إلى قومِهِ خاصَّة،وأُرسِلَ رسولُنا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- إلى الثَّقلينِ (الجنِّ والإنس)،وهذه من خصائصِهِ التي اختصَّه اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-بها.

قالَ اللهُ–تعالى-لنبينا مُحمَّدٍ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-:{قل يا أيها النَّاس إني رسولُ الله إليكم جميعاً} الأعراف: 158. وفي حديث جابرٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-:قال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ من النَّاس– وذكر منها-وكان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يُرسَلُ إلى قومِهِ خاصَّة, وبُعثتُ إلى النَّاس عامَّة). انظر تخريجه في الحديث السابق ’في الخاصية الثالثة. وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-مُبيِّناً أنَّ الرَّسُولَ مُحمَّداً-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-قد أُرسِلَ إلى العالمين،وهم الجِنُّ والإنسُ,فقالَ –تعالى-:{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً}. الفرقان: 1. قالَ الإمامُ القرطبيُّ-رَحِمهُ اللهُ-عن هذه الآيةِوالمراد بالعالمين هنا الإنسُ والجنُّ؛لأن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ --كانَ رَسُولاً إليهما ونذيراً ,وأنَّهُ خاتمُ الأنبياءِ،ولم يكنْ غيرُهُ عامَّ الرِّسالة إلا نوح فإنه عمَّ برسالته جميعَ الإنس بعد الطوفان؛ لأنه بدأ به الخلق). راجع:" الجامع لأحكام القرآن"( 13/2).


5- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإمامةِ الأنبياءِ في بيتِ المقدسِ:

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لقد رأيتني في الحِجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أُثبتها فكربت كربةً ما كربت مثلها قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائمٌ يصلي ,وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم- عليه السلام- قائم يصلي, أقرب النَّاس به شبهاً عُروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم- عليه السلام- يصلي أشبه النَّاس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا مُحمَّد! هذا مالك صاحب النار فسلِّم عليه فالتفتُّ إليه فبدأني بالسلام) صحيح مسلم. كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال (1/156-157) رقم الحديث (172). دار الكُتُب العلمية.

6- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بكونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب:

لقد أُرسل نبينا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -أُمياً لا يقرأُ ولا يكتبُ،قالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-: {الذين يتبعون الرَّسُول النَّبيّ الأمي} الأعراف: 157. وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-: {وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون}. العنكبوت: 48. وعن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنه-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-,قال: (إنَّا أمة أميَّة لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعةً وعشرين ومرةً ثلاثين). البُخاريّ– الفتح 4/151. رقم الحديث 1913. كتاب الصوم، باب: قول النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لا نكتب ولانحسب.


7- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنه أُوتي مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ:

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بُعثتُ بجوامعِ الكَلِمِ ونُصرتُ بالرُّعبِ, وبينا أنا نائمٌ أُوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضعت في يدي) قال أبو هُرَيْرة: فذهب رسولُ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وأنتم تنتثلونها).صحيح مسلم (1/371), رقم الحديث (523), كتاب المساجد ومواضع الصلاة.

قالَ النَّوويُّ:" (تنتثلونها) يعني تستخرجون ما فيها، يعني خزائن الأرض، وما فتح الله على المسلمين من الدُّنيا". شرح النووي لمسلم( 5/5).

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-عنْ رسولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أنه قال: (نُصرتُ بالرُّعب على العدوّ وأُوتيت جوامع الكلم، وبينما أنا نائم أُتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضعت في يديَّ) تخريجه:انظر الحديث السابق.

8- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ ما بين بيتِهِ ومِنْبرِهِ رَوضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ:

عن عبد الله بن زيد المازني-رَضيَ اللهُ عنهُ- أن رسول الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رِياض الجَنَّة) البُخاريّ- الفتح (3/84) رقم الحديث (1195), كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة- باب فضل مابين القبر والمنبر.

وعن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قالما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رياض الجَنَّة، ومنبري على حوضي) البُخاريّ – الفتح (3/84) رقم الحديث (1196) كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة – باب فضل مابين القبر والمنبر.


فائدة: ورد هذا الحديث بلفظ : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجَنَّة), وبلفظ : (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجَنَّة)

قال الشيخ الألباني -رَحِمهُ اللهُ- في كتابه (تحذير الساجد): هذا اللفظ الصحيح (بيتي) وأما اللفظ المشهور على الألسنة (قبري) فهو خطأ من بعض الرواة ,كما جزم به القرطبيُّ وابنُ تيمية والعسقلانيُّ، وغيرُهم ,ولذلك لم يُخرَّج في شيءٍ من الصِّحاحِ، و ورودُه في بعض الرِّوايات لا يُصيِّره صحيحاً؛ لأنه روايةٌ بالمعنى , قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية في "القاعدة الجليلة" (ص74)- بعد أن ذكر الحديث-: "هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى, فقال (قبري), وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِرَ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،ولهذا لم يحتجَّ بهذا أحدٌ من الصحابة، حينما تنازعُوا في موضعِ دفنِهِ، ولو كان هذا عندهم لكان نصَّاً في محلِّ النِّزاعِ، ولكن دُفِنَ في حُجْرةِ عائشةَ، في الموضعِ الذي ماتَ فيه-بأبي هو وأمي-صلوات الله وسلامه عليه".

تنبيه: ومن أوهام العلماء أنَّ الإمامَ النَّوويَّ -رَحِمهُ اللهُ- في (المجموع) عزا الحديثَ للشيخينِ بلفظ (قبري), ولا أصلَ له عندهما بهذا اللفظِ ,فاقتضى التنبيه. راجع: " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد"للشيخ المحدث مُحمَّد ناصر الدين الألباني/ نقلاً من حاشية الكتاب (ص135-136).

9- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنه ذُكِرَ في الكُتُبِ السَّابقةِ:

بشَّرت الكُتُبُ السابقةُ التي أُنزلت على الأنبياء من قبل رسولنا مُحمَّد بأنه في آخر الزَّمان سيظهر نبي اسمه أحمد، وكان أهل الكتاب يعرفونه من خلال ما وصفته الكُتُب المنزلة من عند الله، كما يعرفون أبناءهم قالَ اللهُ-تعالى-: {الذين يتبعون الرَّسُول النَّبيّ الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل} الأعراف: 157. وقالَ اللهُ–تعالى-: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد فلّما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحرٌ مبين} الصف: 6.10

10- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الطَّاعونَ لا يدخلُ مدينتَهُ الشَّريفةَ :

عن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (على المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعونُ ولا الدجالُ) البُخاريّ مع الفتح (13/109) رقم 7133 كتاب الفتن – باب لا يدخل الدجال المدينة .

وعن أنس بن مالك عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (المدينة يأتيها الدجال فَيجِدُ الملائكة يحرُسونها فلا يقربها الدجالُ، ولا الطاعونُ إن شاء الله). البُخاريّ- الفتح (13/109) رقم (7134) كتاب الفتن – باب لا يدخل الدجال المدينة.

فائدة: لا يُقال لمدينة الرَّسُول (يثرب): روى مسلمٌ في صحيحِهِ عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- ,قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:" أُمرتُ بقريةٍ تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي النَّاس كما ينفي الكير الحديد". صحيح مسلم مع الشرح. المجلد الثالث- الجزء الثاني ص154.

قالَ النَّوويُّ -رَحِمهُ اللهُ-" قوله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (يقولون يثرب وهي المدينة), يعني أنَّ بعضَ النَّاس من المنافقين وغيرهم يُسمُّونها( يثرب)، وإنما اسمها (طابة) و(طيبة)، ففي هذا كراهةُ تسميتِها (يثرب)، وقد جاء في مسند أحمد حديثٌ عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-في كراهة تسميتها (يثرب)، وحُكيَ عن عيسى بن دينار أنه قال: مَن سمَّاها (يثرب) كُتبتْ عليه خطيئةٌ، قالوا: وسببُ كراهةِ تسميتها (يثرب), لفظُ التَّثريبِ الذي هو التَّوبيخ، والملامة. وسُمِّيتْ (طيبة) و(طابة)؛ لحسن لفظِها،وكان-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -يُحبُّ الاسمَ الحسَنَ، ويكره الاسَمَ القبيحَ.وأمَّا تسميتُها في القرآنِ (يثرب)، إنَّما هو حكايةٌ عن قولِ المنافقين الذين في قلوبِهم مرضٌ. شرح النووي على مسلم, المجلد الثالث, الجزء الثاني (154-155), وكذلك أشار إلى هذا الحافظُ ابن حجر في فتح الباري (4/106), فليُراجع.


11- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الصَّلاةَ في مَسْجدِهِ بألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ:

عن ابن عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنه قال: (إنَّ امرأة اشتكت شكوى فقالت: إنْ شفاني الله لأخرجنَّ فلأصلينَّ في بيت المقدس، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تسلِّم عليها، فأخبرتها ذلك، فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت ,وصلِّ في مسجد الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -فإني سمعتُ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يقول:" صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد ,إلا مسجد الكعبة". صحيح مسلم (1/1014) رقم الحديث (1396) كتاب الحج- باب فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (صلاةٌ في مسجدي هذا، خير من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلاّ المسجد الحرام) صحيح مسلم (2/1012) رقم الحديث (1394) كتاب الحج – باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، والموطأ (1/196).

وعن ابن عمر عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام) صحيح مسلم (2/1013) رقم الحديث (1395) كتاب الحج – باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة.

12- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بتعهدِ اللهِ–تعالى- بحفظِ الكتابِ المنزَّلِ عليهِ:

قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر: 9., وقال- تعالى-: {إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} فصلت: 41-42.

وقال- عزَّ مِن قائل-: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء.

13-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بيومِ الجُمُعةِ:

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنه سمع رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يقول: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا، ثمَّ هذا يومُهمُ الذي فُرِض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالنَّاس لنا فيه تَبعٌ: اليهود غداً، والنصارى بعد غد). البُخاريُّ – الفتح (2/412) (876) كتاب الجمعة – باب فرض الجمعة. ومسلم (2/585) (855) كتاب الجمعة, باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.

وعن حُذيفة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (هُدينا إلى الجمعة ,وأضل الله عنها من كان قبلنا...), وذكر الحديث صحيح مسلم (2/586) (856) كتاب الجمعة- باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.

14-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ كتابَهُ فُضِّلَ بالمُفصَّلِ:

عن واثلة بن الأسقع-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قال: (أُعطيت مكان التوراة السبع (أي السبع الطوال من البقرة – التوبة) ,وأُعطيت مكان الزبور المئين (وهي السور التي بلغ عدد آياتها المائة أو قاربها), وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني (أي السور التي بعد المئين إلى المفصل), وفُضِّلت بالمفصل (وهي من سورة (ق) إلى (النَّاس} أخرجه أحمد (4/107), وقال الألباني: (صحيح بمجموع طرقه) السلسلة الصحيحة (3/469).

وعن مَعْقِل بن يَسَار مرفُوعاً: (أُعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش, والمفصل نافلة). أخرجه الحاكم (1/559) وصححه ,وتعقبه الذهبيُّ بقوله: قلت: عبد الله-أي أحد رواة الحديث-, قال أحمدُ: تركوا حديثه. اهـ.

15-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أرسلَهُ رحمةً للعالمينَ:

قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء: 107.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قال: (قيل: ادعُ على المشركين, قال: إني لم أُبعثْ لعَّاناً وإنما بُعثتُ رحمةً) صحيح مسلم (4/2007) رقم الحديث (2599) كتاب البر والصلة: باب النهي عن لعن الدواب وغيرها.

وقال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-إنَّما أنا رَحْمةٌ مُهْدَاةٌ) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (490).

16- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بتسليمِ الحَجَرِ عليهِ قبلَ البِعْثةِ:
عن جابرِ بن سمُرة قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إني لأعرفُ حَجَراً بمكةَ كان يُسلِّمُ عليَّ قبلَ أنْ أُبعثَ,إنِّي لأعرفُهُ الآنَ) صحيح مسلم (4/1782), رقم الحديث (2277), كتاب الفضائل: باب فضل نسب الرَّسُول, وتسليم الحجر عليه قبل النُّبوَّة. قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابِهِ "بداية السول": (ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ)بداية السول ص39-40.نقلاً من كتاب " خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء" تأليف : الصادق بن مُحمَّد إبراهيم ( رسالة جامعية)

17. اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأواخرِ سُورةِ البقرةِ:

عن أبي ذر-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال:قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إني أُوتيتهما (يعني الآيتين من أواخر سورة البقرة) من كنز من بيت تحت العرش، ولم يُؤتهما نبيٌّ قبلي( يعني الآيتين من أواخر سورة البقرة) أخرجه أحمدُ (5/15),وصححه الألبانيُّ في" السلسة الصحيحة " (3/471), وقال :صحيحٌ على شرطِ مُسلمٍ.

[align=center]يتبـــــــــــع..........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 16:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

18- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بنداءِ ربِّه لَهُ بأعزِّ أوصافِهِ :

قالَ اللهُ- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة.

وقال- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول } (41) سورة المائدة.

قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابه"بداية السول": (وهذه الخصيصةُ لم تثبتْ لغيرِهِ, بلْ إنَّ كلاً منهم نُوديَ باسمِهِ،فقالَ –تعالى-:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّة وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(35) سورة البقرة .

وقال-تعالى-:{إِذْ قالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ }(110) سورة المائدة . وقال: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (104-105) سورة الصافات.وقال: {أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) سورة القصص. وقال- تعالى-: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (48) سورة هود.راجع:" بداية السول" ص38.



19- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله –تعالى-نهى النَّاسَ أنْ يُنادوه باسمِهِ العَلَمِ(مُحمَّد):

فقال تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا, قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63) سورة النــور.

قال أبو نُعيم الأصبهاني: (فخصَّه الله –تعالى- بهذه الفضيلة من بين رسله وأنبيائه، وأخبر –سبحانه- عن سائر الأمم أنهم كانوا يخاطبون رسلهم وأنبياءهم بأسمائهم، كقول قوم موسى له:{قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (138) سورة الأعراف. وقول قوم عيسى له:{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (112) سورة المائدة. وقول قوم هود{يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (53) سورة هود. راجع "دلائل النُّبوَّة" لأبي نُعيم الأصبهاني ص12.


20- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله–تعالى-أَقسَمَ بحياتِهِ:

قالَ اللهُ–تعالى-:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر.

وعن ابنِ عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما-قال:ما خلق اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-وما ذرأ نفساً أكرمَ عليه مِن مُحمَّد-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،وما سمعتُ الله-عَزَّ وجَلَّ-أقسمَ بحياةِ أحدٍ إلا بحياتِهِ،فقالَ:" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون". دلائل النُّبوَّة ص12.

وقال ابنُ كثير-رَحِمهُ اللهُ-أقسمَ–تعالى-بحياةِ نبيِّهِ-صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه-،وفي هذا تشريفٌ عظيمٌ ومقامٌ رفيعٌ وجاه عريضٌ) تفسير ابن كثير (2/575).وقال العزُّ بن عبدِ السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-و الإقسام بحياة المُقْسَم يدلُّ على شرفِ حياتِهِ، وعزتها عند المُقْسِم بها،ولم يثبتْ هذا لغيرِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-)"بداية السول" ص37.

21- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بانشقاقِ القَمَرِ آيةً لَهُ:

قال–تعالى-:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر.

عن ابن مسعود-رَضيَ اللهُ عنهُ-قالانشق القمرُ على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فرقتين فرقة فوق الجبل،وفرقة دونه، فقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-اشهدُوا). البُخاريُّ–الفتح (8/483) رقم الحديث (4864) كتاب التفسير–باب وانشق القمر,وإنْ يروا آيةً يُعرضوا .

وعنه –أيضاً- قالانشق القمرُ مع النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فصار فِرْقتين،فقال لنا: اشهدُوا،اشهدُوا). البُخاريُّ – الفتح (8/484) رقم الحديث (4865) كتاب التفسير– باب وانشق القمر ,وإن يروا آية يعرضوا.

22- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بحنينِ الجِذْعِ إليهِ:

عن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما-،قال: "كان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يخطب إلى جذعٍ، فلمَّا اتخذَ المنبرَ (تحوَّل إليه) فَحَنَّ الجذعُ، فأتاه فمسحَ يدَهُ عليهِ". البُخاريُّ – الفتح كتاب المناقب (6/696) رقم الحديث (3583) كتاب المناقب – باب علامات النُّبوَّة في الإسلام .

وقالَ العِزُّ بن عبد السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ)" بداية السول" ص39-40.

23- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-ببيانِ أمرِ الدَّجَّالِ بَيَاناً لم يُبيِّنُهُ نبيٌّ قبلَهُ لأمتِهِ:

عن ابن عمر- في حديث طويل -قال: (ثم قام النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في النَّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجالَ، فقال: إني أُنذركموه, وما من نبيٍّ إلا قدْ أنذره قومَهُ: لقد أنذرهُ نوحٌ قومَهُ، ولكن سأقولُ لكم فيه قولاً لم يقلْهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمون أنَّهُ أعورُ، وأنَّ الله ليسَ بأعور). البُخاريُّ –الفتح – (6/199) رقم الحديث (3057)كتاب الجهاد والسير- باب كيف يُعرض الإسلامُ على الصَّبيِّ,ومسلم :كتاب الفتن، وأشراط الساعة – باب ذكر ابن صياد (4/2244) رقم الحديث (2931).

24- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أخذَ العهدَ والميثاقَ على الأنبياءِ أنْ يُؤمنُوا بِهِ:
قالَ اللهُ-تعالى-:{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبيّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَالِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران . قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-: " يقول الله- تعالى-: مهما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ بعد هذا كله، فعليكم الإيمانُ به ونصرتُهُ. وإذا كان هذا الميثاقُ شاملاً لكلٍ منهم تضمن أخذه لمُحمَّد- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من جميعهم، وهذه خُصوصيةٌ ليست لأحدٍ منهم سواه)" الفصول في سيرة الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-"( ص143-144) دار الكُتُب العلمية. ط/ الأولى 1405هـ.

25- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّ الله-عَزَّ وجَلَّ- أحلَّ له مكةَ ساعةً مِنْ نهارٍ:

عن ابن عَبَّاسٍ -رَضيَ اللهُ عنهُما- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يوم الفتح فتح مكة: (لا هجرة بعد الفتح, ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا، وقال يوم الفتح فتح مكة: إنَّ هذا البلد حرَّمه الله يومَ خلق السماوات والأرض, فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحدٍ قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار) صحيح مسلم – كتاب الحج. باب تحريم مكة (2/986) رقم الحديث (1353).

يتبـــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 16:42   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 مقدمة خَصَائِصُ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)

[align=center]مقدمة خَصَائِصُ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ)[/align]


مقدمة عن الخصائص

إنَّ الله –تعالى- قد اختصَّ عبدَهُ ورسولَهُ مُحمَّداً-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-دُونَ غيرِه مِنَ الأنبياءِ -عليهم السلام- بخصائصَ كثيرةٍ، تشريفاً له وتكريماً مما يدلُّ على جليلِ رُتبتِهِ وشَريفِ منزلتِهِ عندَ ربِّهِ. ففي الدُّنيا آتاهُ اللهُ القُرآنَ العظيمَ المعجزةَ المحفوظةَ الخالدةَ، ونصرَهُ بالرُّعبِ، وأرسلَهُ إلى الخلقِ كافَّة، وخَتَمَ به النَّبيِّينَ... إلى غيرِ ذلكَ مِن الخصائصِ. وفي الآخرةِ أكرمَهُ بالشَّفاعةِِ العُظْمى، والوسيلة، والفضيلة، والحوض المورود، والمقام المحمود... إلى غيرِ ذلكَ من الخصائصِ التي ستأتي في هذا البحثِ ، وأكرمه بخصائصَ في أمتِهِ لم تُعطَها غيرُها من الأُممِ السَّابقةِ. ففي الدُّنيا أحلَّ لهم الغنائمَ ,وجعلَ لهم الأرضَ مسجداً وطَهُوراً، وجعلَهم خيرَ الأممِ، إلى غيرِ ذلكَ من الخصائصِ. وفي الآخرةِ جعلَها شاهدةً للأنبياءِ على أُممهم،وجعلَها أولَ الأُممِ دُخُولاً الجَنَّةَ... إلى غيرِ ذلكَ من الخصائصِ التي ستأتي –إنْ شاءَ اللهُ-في هذا البحثِ.

وقد وردتْ الآياتُ القُرآنيةُ والأحاديثُ النبوية تُصرِّحُ بعُلو منزلتِهِ الكريمة- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وأنه أعلى النَّاسِ قدراً، وأعظمهم محلاً, وأكملهم محاسنَ وفضلاً. وإننا في هذا المبحثِ قد جمعنا ما استطعنا عليه مِمَّا ثبتَ من خصائصِ النَّبيِّ الكريمِ، وخصائصِ أُمَّتِهِ..

(تعريفها-أقسامها-فوائد معرفتها)



التعريف اللغوي للخصائص:

قال في القاموس المحيط (خصَّهُ بالشيء خَصَّاً وخُصُوصاً وخُصُوصيّةً، والفتح أفصح). (القاموس المحيط ص796 الفيروز آبادي.مؤسسة الرِّسالة- دار البيان للتراث/ الطبعة الثانية 1407هـ- 1987م)

وقال في لسان العربواختصه: أي أفرده دون غيره) لسان العرب ( 7/ 24). ابن منظور. الكُتُب الثقافية.

وقال في المعجم الوسيط: (خُصوصية الشيء خاصيته، والخَصِيْصة الصفة التي تميِّز الشيء وتحدده، والجمع خصائص) المعجم الوسيط (1/237). دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان- الطبعة الثانية.



التعريف الاصطلاحي:

هي الفضائل والأمور التي انفرد بها النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وامتاز بها، إما عن إخوانه الأنبياء، وإمَّا عن سائر البشر. راجع :"خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء". الصادق بن مُحمَّد بن إبراهيم ص24.

وقيل: هي ما اختصَّ اللهُ –تعالى- نبيَّهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وفضَّله به على سائرِ الأنبياءِ والرُّسلِ-عليهم الصلاة والسلام-،وكذلك سائر البشر. راجع" نضرة النعيم (1/447)".



أقسام الخصائص النبوية:

للخصائص النبوية قسمان رئيسان:

الأول: خصائص تشريعية: وهي ما اختص به النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -من التشريعات الإلهية.

الثاني: خصائص تفضيلية: وهي الفضائل والتشريفات التي كرَّم الله بها نبيَّنا مُحمَّداً- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- دون غيره. راجع: " خصائص المصطفى-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بين الغلو والجفاء "ص24.



فوائد معرفة الخصائص:
قد يقول قائل، أو يسأل سائل: لماذا الكلام في خصائص الرَّسُول؟ وما الفائدة منها؟

الجواب: هناك فوائدُ كثيرة في دراسة الخصائص وتذاكرها ، فمن ذلك : الوقوف على ما انفرد به نبينا -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -عن غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وما أكرمه الله به من المنح، و الهبات تشريفاً له وتعظيماً وتكريماً مما يدل على جليل منزلته عند ربه. فمعرفة ذلك تجعل المسلم يزداد إيماناً مع إيمانه، ومحبةً وتبجيلاً لنبيه، وشوقاً له ويقيناً به. وتدعو غيرَ المسلم لدراسة أحوال هذا النَّبيِّ الكريمِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، ومِن ثَمَّ الإيمانُ والتصديق به، وبما جاء به إن كان من المنصفين. ويُضمُّ إلى ذلك فوائد ذكر ما اختصَّ به عن أمته من الأحكام. فمنها: تمييز تلك الخصائص ومعرفتها وثمرة ذلك بيان تفرده واختصاصه بها ,وأن غيره ليس له أن يتأسى به فيها.1 ,قال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رَحِمهُ اللهُ-عند ذكره لفوائد حديث: (نهى رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -عن الوصال) قالوا: (إنك تُواصلُ...)), قال ابن حجر : " فيه ثبوتُ خصائصِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,وأنَّ عمومَ قولِهِ-تعالى-: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)). مخصوصٌ ". فتح الباري (4/242).وانظر: "نضرة النعيم" (1/448).


عددها:

ذكر بعضُ فقهاء الشافعية والمالكية في مُؤلَّفاتِهم في أوائلِ كتابِ النِّكاح ما اختصَّ به- صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في أحكامِ أفعالِهِ.وأولُ مَن استطردَ إليها المُزنيُّ صاحبُ الشَّافعيِّ-رحمهما الله-.وقد ذكرها القرطبيُّ المالكيُّ بالتفصيلِ،وحصرها في سبعةٍ وثلاثين خاصة، وقال: إنَّ منها المتفقَ عليه,والمختلفَ فيه(2),وذكرها السُّيوطيُّ، فجعلها خمسةً وستين خاصة، وذكرها الرمليُّ الشافعيُّ في "شرح المنهاج", فجعلها سبعةً وأربعين خاصة.

[align=center]يتبـــــــــــع...........[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 16:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 ما خص الله-عز وجل- نبيه محمداً -صلّى الله عليه وسلَّم- بخصائص عن أُمَّته

[align=center]ما خص الله-عز وجل- نبيه محمداً -صلّى الله عليه وسلَّم- بخصائص عن أُمَّته[/align]


اختصَّ رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بكثيرٍ من الخصائصِ والأحكامِ دُونَ أمتِهِ؛ تكريماً له وتبجيلاً،وقد شاركه في بعضِها الأنبياءُ -عليهم الصلاةُ والسلامُ-، وإننا في هذا السياقِ سنذكرُ جُملةً من خصائصِهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- التي اختصَّ بها دُونَ سائرِ أُمَّتِهِ، فمنها:


1- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بجوازِ الوِصالِ في الصَّومِ:

فعن أنس-رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, قال:" لا تواصلوا. قالوا: إنّك تُواصل. قال: لستُ كأحدٍ منكم، إني أُطعم وأُسقى. أو إني أبيت أُطعم وأُسقى".

البُخاريّ- الفتح (4/238) رقم (1961) كتاب الصوم باب الوصال.

قال الحافظ ابن حجر-رَحِمهُ اللهُ-: "واستُدل بمجموع هذه الأحاديث على أن الوصال من خصائصه- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وعلى أن غيره ممنوعٌ منه إلا ما وقع فيه الترخيص من الأذن فيه إلى السَحر". فتح الباري (4/240).


2- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالجمعِ بين أكثرِ من أربعِ نِسوةٍ:

فعن أنس بن مالك قال: كان النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يَدورُ على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وهُنَّ إحدى عشرة. قال: قلت لأنس: أو كان يُطيقه؟ قال: كنّا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين. وقال سعيدٌ عن قتادة إنّ أنساً حدّثهم: تسعُ نسوة).

البُخاريّ – الفتح (1/449) رقم (268) كتاب الغسل – باب إذا جامع ثم عاد ومن دار على نسائه في غسل واحدٍ.

قال الشافعي -رَحِمهُ اللهُ-: "وقد دلَّت سنةُ رسولِ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-المبينة عن الله أنَّه لا يجوزُ لأحدٍ غير رسولِ الله- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أن يجمعَ بين أكثر من أربع نسوة". قال ابن كثير-رَحِمهُ اللهُ- : "وهذا الذي قاله الشافعيُّ مجمعٌ عليه بين العلماءِ". تفسير ابن كثير (1/460).

3- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ عينَهُ تنامُ ولا ينامُ قَلبُهُ:

عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشةَ-رَضيَ اللهُ عنهُا-: كيف كانت صلاة رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلِّي أربعَ ركعات فلا تسألْ عن حُسنهن وطولهن. ثم يُصلِّي ثلاثاً. فقلتُ: يا رسولَ الله تنامُ قبل أن تُوتر؟ قال:" تنامُ عيني ولا ينام قلبي".

البُخاريّ – الفتح (6/670) رقم (3569) كتاب المناقب. باب كان النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-تنام عينه ولا ينام قلبه.

وفي رواية أنس بن مالك: (والنَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-نائمةٌ عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنام قلوبُهم) البُخاريّ – الفتح (6/670) رقم (3570) كتاب الغسل – باب إذا جامع ثم عاد, ومَن دار على نسائه في غسلٍ واحدٍ.

4- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الكذبَ عليه ليسَ كالكذبِ على غيرِهِ:

عن أنس-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: (إنه ليمنعني أن أُحدِّثكم حديثاً كثيراً أن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ --قال:"مَن تعمَّد عليَّ كذباً فليتبوأ مقعده من النار".

البُخاريُّ- الفتح (1/243) رقم (108) كتاب العلم, باب إثم من كذب على النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- .

وعن عليٍّ,قال:قال النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لا تكذبُوا عليَّ، فإنّه مَنْ كَذَبَ عَليَّ فليلجِ النَّارَ) البُخاريُّ- الفتح (1/241) رقم الحديث (106) كتاب العلم – ,باب إثم مَنْ كَذَبَ على النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - .

وقال- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:"إنَّ كَذِباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، فمَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً فليتبوأ مقعدَهُ من النَّارِ".

رواه البُخاريُّ –الفتح ( 3/ 191) رقم ( 1291. كتاب الجنائز – باب ما يُكره من النِّياحةِ على الميِّتِ.


5- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بوجوبِ محبتِهِ:

قالَ اللهُ–تعالى-: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(24) سورة التوبة.

قال القرطبي-رَحِمهُ اللهُ تعالى- وفي الآية دليل على وجوب حبِّ الله ورسوله، ولا خلافَ في ذلك بين الأمة وأنَّ ذلك مقدَّمٌ على كل محبوب) الجامع لأحكام القرآن (8/95).

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-: أن رسولَ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (فوالذي نفسي بيده لا يُؤمنُ أحدُكم حَتَّى أكونَ أحبَّ إليه من والدِهِ وولدِهِ)) البُخاريُّ – الفتح (1/74-75) رقم (14) كتاب الإيمان – باب: حُبُّ الرَّسُول-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -من الإيمان.

وعن أنسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قالَ: قالَ النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:" لا يُؤمنُ أحدُكم حَتَّى أكونَ أحبَّ إليه من والدِهِ وولدِهِ والنَّاسِ أجمعينَ". المصدر السابق رقم (15).



6- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بإسلامِ قرينِهِ:

عن عبد الله بن مسعود-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (ما منكم من أحدٍ إلا وقد وُكِّلَ به قرينُهُ من الجِنِّ) قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللهِ؟, قال وإيَّاي إلا أنَّ الله قد أعانني عليه فأسلمَُ، فلا يأمرني إلا بخيرٍ)

صحيح مسلم (4/2168) رقم الحديث (2814).


7- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الشَّيطانَ لا يتمثَّلُ به،وأنَّ مَنْ رآهُ في المنامِ فقدْ رآهُ حَقَّاً:

عن أنسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قال: قال النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (مَنْ رآني في المنامِ فقد رآني، فإنَّ الشَّيطانَ لا يتمثَّلُ بي، ورُؤيا المؤمنِ جُزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جُزءاً من النُّبوَّةِ). البُخاريُّ– الفتح (12/399-400) رقم (6994) كتاب التعبير – باب مَنْ رَأَى النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-في المنامِ.


8- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ يَرَى مِنْ وراءِ ظَهْرِهِ كما يَرَى مِنْ أَمَامِهِ:

عن أنسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قالَ: (أُقيمتِ الصَّلاةُ,فأقبلَ علينا رسولُ اللهِ بوجهِهِ,فقالَ: "أقيمُوا صفوفَكم وتراصوا، فإنِّي أراكُمْ مِنْ وراءِ ظهري".

البُخاريُّ– الفتح (2/243) رقم الحديث (719) كتاب الأذان- باب إقبال الإمام على النَّاس.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قال: (صلَّى بنا رسولُ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يوماً ثمّ انصرفَ، فقالَ: "يا فلانُ, ألا تُحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلِّي إذا صلَّى كيفَ يُصلِّي، فإنما يُصلِّي لنفسه، إني والله لأبصرُ مِن ورائي, كما أبصر من بين يديَّ".

صحيح مسلم (1/319), رقم الحديث (423), كتاب الصلاة- باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قالَ:"هل ترون قبلتي هاهنا؟ فو الله! ما يخفى عليَّ رُكوعُكم ولا سجودُكم؛ إني لأراكم مِنْ وراءِ ظهري". المصدر السابق رقم (424).

9- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ يسمعُ ما لا يسمعُهُ النَّاسُ:

عن أبي ذرٍّ-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:"إني أرى ما لا ترون ,وأسمعُ ما لا تسمعون. إنَّ السَّماءَ أطَّت وحقَّ لها أنْ تئطَّ؛ ما فيها موضعُ أربع أصابع إلا ومَلَكٌ واضعٌ جبهتَهُ ساجِداً لله. والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتُمْ قليلاً, ولبكيتُم كثيراً. وما تلذذتم بالنِّساءِ على الفُرُشات, ولخرجتُم إلى الصعدات تجأرون إلى اللهِ".

الحديث رواه أحمد في مسنده، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه واللفظُ له.وقال الشيخُ الألبانيُّ-رَحِمهُ اللهُ- في" صحيح ابن ماجه" :الحديث حسن.راجع: (صحيح ابن ماجه) (2/407-408) (3387).

10- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بتخييرِهِ قبلَ قبضِهِ بينَ الدُّنيا والآخرةِ:

عن عائشة -رَضيَ اللهُ عنهُا- قالت: (سمعتُ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,يقولُ: " ما من نبيٍّ يمرضُ إلا خُيِّر بين الدُّنيا والآخرة"، وكان في شكواه الذي قُبض فيه أخذته بُحَّةٌ شديدةٌ، فسمعتُهُ يقول: "مع الذين أنعم الله عليهم؛ من النَّبيّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين"، فعلمتُ أنه خُيِّر) البُخاريُّ – الفتح (8/103) رقم الحديث (4586). كتاب التفسير باب (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النَّبيِّين).

11- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّ الأرضَ لا تأكلُ جسدَهُ الشَّريفَ، وعرضُ صلاةِ أمتِهِ عليه في قبرِهِ:

عن أوس بن أوس عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قالَ: "إنّ أفضلَ أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدمُ-عليه السلام-, وفيه قُبِضَ، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ، فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ". قالوا :يا رسولَ الله! وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ، وقد أَرِمتَ؟ أي يقولون قد بَلِيتَ. قال: "إنَّ الله-عَزَّ وجَلَّ- قد حرَّم على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ- عليهم السلام-".

النَّسائيُّ :باب: إكثار الصَّلاةِ على الرَّسُولِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يوم الجمعة (3/75),وقالَ الإمامُ ابنُ كثير-رَحِمهُ اللهُ-:"وقد صححه بعضُ الأئمةِ"( الفصول في سيرة الرَّسُول)( ص315).

12- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بطيبِ عَرَقِهِ, ولِيْنِ مَسِّهِ:

عن أنس بن مالك-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قالَ: (دخل علينا النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقالَ(أي:نام القيلولة) عندنا، فعرقَ، وجاءت أُمِّي بقارورةٍ, فجعلتْ تسلتُ العَرَقَ فيها, فاستيقظَ النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,فقالَ: "يا أُمَّ سُليم, ما هذا الذي تصنعينَ؟!" قالت: هذا عَرقُك نجعلُهُ في طيبنا, وهو أطيبُ الطِّيبِ) صحيح مسلم (4/1814) رقم الحديث (2331) كتاب الفضائل- باب طيب عرق النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.

وعن أنسٍ, قال: "كان رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-أزهرَ اللَّونِ,كأنَّ عَرَقَهُ اللؤلؤ, إذا مشى تكفَّأَ ولا مسستُ ديباجةً ولا حريرةً ألينَ مِن كفِّ رسولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,ولا شممتُ مِسْكةً ولا عَنْبرةً أطيبَ من رائحةِ رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-).صحيح مسلم (4/1814), رقم (2330) كتاب الفضائل– باب طيب رائحة الرَّسُول-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.

13- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ يُدْفنُ في المكانِ الذي قُبِضَ فيهِ:

عن عائشةَ-رَضيَ اللهُ عنهُا-,قالت: (لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- اختلفُوا في دفنِهِ، فقال أبو بكر: سمعتُ من رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-شيئاً ما نَسيتُهُ, قال: "ما قَبَضَ اللهُ نبيَّاً إلا في الموضعِ الذي يُحِبُّ أنْ يُدفَنَ فيه" فدفنُوه في موضعِ فراشِهِ). صحيح التِّرمذيِّ للألباني (1/298), وانظر:" أحكام الجنائز" للألباني (ص137 -138).

14- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله –تعالى-عَصَمَهُ من النَّاسِ:

قالَ اللهُ-تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس} (67) سورة المائدة. قال القرطبيُّ-رَحِمهُ اللهُ-: "معناه ما أظهِر التبليغ، لأنه كان في أوَّلِ الإسلام يخفيه خوفاً من المشركين، ثم أُمر بإظهاره في هذه الآية، وأعلمه الله أنه يعصمه من النَّاس".الجامع لأحكام القرآن (6/242). وعن جابرِ بن عبدِ اللهِ-رَضيَ اللهُ عنهُما-,قال: (غزونا مع رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- غزوةً قبل نجد، فأدركنا رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في وادٍ كثيرِ العِضاة، فنزل رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تحتَ شجرةٍ, فعلَّق سيفَهُ بغُصنٍ من أغصانِها، وتفرَّقَ النَّاسُ في الوادي يستظلون بالشَّجرِ، قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: "إنَّ رجلاً أتاني-وأنا نائم- فأخذَ السَّيفَ، فاستيقظتُ وهو قائمٌ على رأسي, فلم أشعر إلا والسيف صلتاً في يده, فقال لي: مَنْ يمنعُكَ منِّي؟ قلتُ: الله. قال: فشام السَّيفَ, فها هو ذا جالسٌ," ثم لم يعرضْ له رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-). صحيح مسلم (4/1786) رقم الحديث (843) كتاب الفضائل: باب توكله على الله –تعالى-، وعصمة الله له من النَّاس. قال ابنُ حجر في "الفتح": ((ويُؤخَذُ من مُراجعةِ الأعرابيِّ له في الكلام أنَّ الله -سبحانه وتعالى- مَنَعَ نبيَّهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-منه، وإلا فما أحوجه إلى مراجعتِهِ مع احتياجِهِ إلى الحظوة عند قومِهِ بقتلِهِ،وفي قول النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -في جوابِهِ ((الله)),أي يمنعني منك, إشارةٌ إلى ذلك) فتح الباري (7/492).


[align=center]يتبـــــــع......[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-12-14, 16:55   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 انتهــى الموضوع بعون الله

15- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالزَّواجِ مِنْ غيرِ وليٍّ ولا شُهُودٍ:

عن عائشةَ-رَضيَ اللهُ عنهُا-,قالتْ: قالَ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لا نِكاحَ إلا بوليٍّ وشاهدينِ). قال الألباني: صحيح (إرواء الغليل) (6/258).

وقد انفرد رسولُ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- عن أمتِهِ في هذينِ الحُكمينِ، فأباح اللهُ–تعالى- له الزَّواجَ بغيرِ وليٍّ ,ولا شهودٍ تشريفاً وتكريماً له, لعدمِ الحاجةِ إلى ذلكَ في حقِّه-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.

قال العلماءُ: ((إنما اعتُبِرَ الوليُّ في نكاحِ الأُمَّةِ للمحافظةِ على الكفاءةِ،وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فوقَ الأَكْفَاءِ، وإنّما اعتُبِرَ الشُّهودُ لأمنِ الجُحُودِ,وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- لا يجحدُ)). نضرة النعيم (1/508).

وبُرهانُ هذا الحكمِ في حَقِّهِ في حديثِ زينب بنت جحش-رَضيَ اللهُ عنهُا- أنها كانت تفخرُ على أزواجِ النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وتقولُزوجكن أهليكن, وزوَّجني اللهُ- تعالى- مِن فوق سبع سماوات) البُخاريُّ مع الفتح, رقم الحديث (7420) ( 13/ 415),كتاب التوحيد – باب وكان عرشه على الماء – وهو رب العرش العظيم .

16- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّ مَنِ استهانَ بهِ كَفَرَ:

تضافرتِ الأدلةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ وإجماع الأمة مُوضِّحة، ومجلية ما يجبُ لرسول الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من الحقوقِ وما يتعيَّنُ له مِنْ برٍّ وتوقيرٍ وإكرامٍ وتعظيمٍ, ومن أجلِ هذا حَرَّم اللهُ-تبارك وتعالى- أذاه في كتابِهِ وأجمعتِ الأُمَّةُ على قتلِ منتقصِهِ وسابِّه.قالَ اللهُ-تعالى-:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}(57) سورة الأحزاب.

وقال–تعالى-:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (61) سورة التوبة.

فكلُّ مَنِ استهانَ برسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أو سبَّهُ أو عابَهُ أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أوعرَّضَ به أو شبَّهه بشيءٍ على طريق السَّبِّ له, أو الإزراءِ عليه, أو التصغير لشأنه, أو الغضِّ منه والعيب له, فإنه يُقتلُ كُفراً(1)، والدَّليلُ على ذلك:

%ما روى أبو داود والنَّسائيّ عن ابن عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنَّ أعْمَى كانت له أمُّ ولدٍ، تشتم النَّبيَّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر. قال: فلمَّا كانتْ ذات ليلةٍ جعلت تقعُ في النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وتشتمُهُ, فأخذ المِغْوَلَ (وهو السَّيفُ القصير) فوضعه في بطنِها، واتَّكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طِفلٌ، فلطخت ما هنالك بالدَّمِ، فلمَّا أصبح ذُكِرَ ذلك لرسولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فجمع النَّاسَ, فقال: "أنشدُ الله رجلاً فعلَ ما فعلَ، لي عليه حقٌّ، إلا قام فقام" الأعمى يتخطَّى النَّاسَ،- وهو يتزلزلُ- حَتَّى قعدَ بين يديِّ النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, فقال: يا رسولَ اللهِ, أنا صاحبُها، كانت تشتمك وتقعُ فيك, فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنانِ مثلُ اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقةً، فلمَّا كانت البارحة جعلت تشتمك وتقعُ فيك، فأخذتُ المِغْوَلَ فوضعتُهُ في بطنِها، واتكأت عليها حَتَّى قتلتها، فقال النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (ألا اشهدوا أنَّ دَمَهَا هَدَرٌ) سنن أبي داود (4361) والنَّسائيُّ (7/107-108), وصححه الألبانيُّ في" صحيح أبي داود" رقم (3666).

وقد وردَ عن أبي برزة الأسلميِّ، قال: أغلظَ رجلٌ لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، قالَ: فقال: أبُو بَرَزة: ألا أضربُ عُنقَهُ؟ قال: فانتهرَهُ أبو بكر، وقال: ما هي لأحدٍ بعدَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.

رواه أحمد,وصححه أحمد شاكر, المسند (1/55).

وراجع تفاصيل ذلك في الكتابِ القيِّمِ "الصارم المسلول على شاتم الرسول" لشيخِ الإسلامِ ابن تيميَّة-رحمه الله-.

17- اختصاصُهُ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ لا يُوْرَثُ ,وما تركَهُ صدقةٌ:

الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-سفراءُ الله إلى عبادِهِ، وحَمَلةُ وحيه، مهمتهم إبلاغُ رسالاتِ اللهِ إلى عبادِهِ, والدَّعوة إلى اللهِ وإصلاحِ النفوس وتزكيتها، وتقويم الفكر المنحرفِ والعقائد الزائفة، وإقامة الحجة وسياسة الأمَّة ,فلم تكن وظيفتُهم اختزانَ الأموالِ ولا توريث التُّراثِ، وإنما ورَّثوا عِلْماً وشرعاً، وبلاغاً للنَّاسِ, فذلك ميراثُهم, وهو خيرُ ميراثٍ(2).ودليل ذلك قولُ الرَّسُول-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لا نُورثُ , ما تركناه صدقة) البُخاريُّ مع الفتح, برقم (6730) ( 12/ 8 ) كتاب الفرائض – باب قول النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - لا نورث ,ما تركنا صدقة.

وهذا مهم من خصائصه -صلوات الله وسلامه عليه-، وكذلك الأنبياء -عليهم السلام- , وهذا اختصَّ به دُونَ أمتِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-من أنه لا يُورث, وأنَّ ما تركه صدقةٌ.نضرة النعيم (1/516).

18- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإخراجِ حظِّ الشَّيطانِ منه:

عن أنس بن مالك" أنَّ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -أتاه جبريلُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وهو يلعبُ مع الغِلمان، فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبِهِ، فاستخرج القلبَ فاستخرج منه علقةً. فقال: هذا حظُّ الشَّيطانِ منك. ثم غسله في طستٍ من ذهب بماءِ زمزم، ثم لأَمَهُ (أي جمع وضمَّ بعضَه إلى بعضٍ) ثم أعاده في مكانِهِ, وجاء الغلمانُ يسعون إلى أمِّهِ (يعني ظئره) وهي المرضعة, فقالوا: إنَّ مُحمَّداً قد قُتِلَ. فاستقبلوه وهو مُنتقع اللون – قال أنس: وقد كنتُ أرى أثرَ ذلك المخيطِ في صدرِهِ". صحيح مسلم، كتاب الإيمان, باب الإسراء برسولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, رقم الحديث (162) ( 1/ 145) .

19- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنه لا ينبغي أنْ تكون له خائنةُ أعينٍ:

وعن أنس بن مالك في حديث طويل قال: يا أبا حمزة، غزوت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؟ قال: نعم، غزوت معه حنيناً، فخرج المشركون فحملوا علينا حَتَّى رأينا خيلنا وراء ظهورها وفي القوم رجلٌ يحمل علينا فيدقمنا ويحطمنا، فهزمهم الله، وجعل يجاء بهم فيُبايعونه على الإسلام، فقال رجل من أصحاب النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (إن عليَّ نذراً إن جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه، فسكت رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -وجيء بالرجل، فلما رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، قال: يا رسول الله، تبت إلى الله، فأمسك رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -لا يُبايعه ليفي الآخر بنذره قال: فجعل الرجل يتصدَّى لرسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -ليأمره بقتله، وجعل يهاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -أن يقتله، فلما رأى رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -أنه لا يصنع شيئاً بايعه، فقال الرجل: يا رسول الله نذري، فقال: "إني لم أُمسك عنه منذ اليوم إلا لتُوفي بنذرك" فقال: يا رسول الله ألا أومضتَ إليَّ؟ فقال النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: "إنه ليس لنبي أن يُومض" – أي الرمز بالعين والإيماء بها-. رواه أبو داود في سننه كتاب الجنائز. باب أن يقوم الإمام من الميت إذا صلّى عليه. رقم (3194) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/301).

20- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ مَنْ سَبَّهُ رسولُ اللهِ؛ فإنَّ ذلكَ يكونُ قُربةً له:

فعن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- أنه سمع النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, يقولُ:"اللهم فأيما مؤمن سببته, فاجعلْ ذلك له قُربةً إليكَ يومَ القيامةِ" البُخاريُّ– الفتح (11/175) رقم (6361) كتاب الدعوات –باب قول النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ –من آذيته,فاجعله له زكاةً ورحمةً .

21- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الصَّدقةَ مُحرَّمةٌ عليهِ وعلى آلِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-, قال: (أخذ الحسنُ بن علي -رَضيَ اللهُ عنهُما- تمرةً من تمرِ الصَّدَقةِ فجعلها في فيهِ، فقالَ النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: "كِخْ، كخ"، ليَطرحها, ثم قال:" أَمَا شَعرتَ أنّا لا نأكلُ الصَّدقةَ؟" البُخاريُّ مع الفتح (3/414), رقم الحديث (1491), كتاب الزكاة, باب ما يُذكر في الصَّدقةِ.

22- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنه لا يأكلُ البصلَ أو الثَّومَ أو البُقُولَ التي تُثيرُ رائحةً مكروهة:

قال البُخاريّ حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب زعم عطاءُ أن جابر بن عبد الله زعم أن النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: ( "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا." أو قال: "فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته"، وأن النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحاً، فسأل فأخبر بما فيها من البقول، فقال: قرِّبوها – إلى بعض أصحابه كان معه- فلما رآه كره أكلها قال: "كل، فإني أُناجي من لا تناجي". البُخاريّ- الفتح (2/395) رقم (855) كتاب الأذان. باب ما جاء في الثوم والبصل..

23- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ لا يجوزُ التزوجُ بنسائِهِ بعدَ موتِهِ.

قالَ اللهُ–تعالى-:{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ, وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً, إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} (53) سورة الأحزاب.

ولقوله-تعالى-: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (6) سورة الأحزاب. فلا يجوزُ لرجلٍ أنْ ينكحَ أُمَّهُ, والعلم عند الله. راجع:كتاب "كشف الغمة ببيان خصائص رسول الله والأمة": تأليف/أبي الحسن المأربي, ص318..

24- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بجوازِ التبركِ بشعرِهِ وريقِهِ الشَّريفِ.

فعن أنس -رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: لما رمى رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- الجمرةَ، ونَحَرَ نُسكَهُ ,وحَلَقَ, ناول الحالق شقَّهُ الأيمن فحلقه، ثم دعى أبا طلحة الأنصاري، فأعطاه إيَّاهُ, ثم ناوله الشقَّ الأيسرَ، فقالَ: (احلقْ) فحلقَهُ، فأعطاه أبا طلحة، فقالَ: "اقسمْهُ بين النَّاسِ" البُخاريُّ( 1/ 328)كتاب الوضوء–باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان . (170-171),ومسلم (1305) ( 2/ 947 ) كتاب الحج – باب بيان أنَّ السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق ولا يبدأ في الحلق بالجانب الأيمن من رأس المحلوق.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc