قال احد الحكماء" عدو عاقل خير من صديق جاهل"
حكمة قد تنطبق في شيء ما على حالنا نحن الشعب الجزائري في هذا البلد الذي رغم خيراتها الكثيرة، ابتلانا الله فيه بحكام لا يهمهم إلا نهب الأموال و إن كان ذلك على حساب تدمير أبناء ملتهم.
إن ما تقوم به وزارة التربية و من وراءها الحكومة هذه الأيام لا يذكرني بإضراب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ذلك الحزب الذي استطاع بطريقة أو بأخرى أن يستولي على عقول الجزائريين و اعتقد الجميع آنذاك أن النظام الجزائري المتعفن سيزول و أن نهب الأموال سيتوقف لأنه لا يمكن الوقوف أمام تيار الجبهة الإسلامية الذي كان شعبويا و قويا جدا.
غير أن ما حدث بعد ذلك، أخلط أوراق كل السياسيين و المحللين الاستراتجيين. و الجميع يعرف ما حدث و دفع الشعب المغبون الثمن الغالي و بقي في الحكم من كان فيه و إن تغيرت الأسماء فقط.
تساؤلات كثيرة تطرح لماذا حكام الجزائر مستعدين لفعل أي شيء من اجل البقاء في السلطة؟ الجواب بسيط لان خيرات البلد كثيرة جدا.
عندما اطلعت على الاتفاق الذي تم بين وزارة التربية و النقابات المستقلة و التي يتعهد فيها الوزير بإلغاء القرار الذي يعطي الحق للاتحاد العام للعمال الجزائريين في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، قلت في نفسي ان هذا لا يمكن أن يحدث و إن انقلبت الجزائر رأسا على عقب.فلا يمكن لـ ugta أن تسمح في هذه البقرة الحلوب و الجميع يعرف الدور الأساسي الذي لعبته هذه النقابة في توقيف المسار الانتخابي لسنة 1991.
إذن كل ما يحدث الآن هو ليس من اجل مصلحة التلاميذ و لا مصلحة احد من الشعب المغبون و انما فقط من اجل 800 مليار سنتيم التي سوف تذهب لجيوب قيادات ugta و من يسانده في هذا البلد.
هذا مجرد رأي من استاذ مضرب، قد أكون خائفا نوعا ما فالخوف طبيعة بشرية و بنسب مختلفة و إنما أن لست خائفا على نفسي من التوقيف فالأرزاق بيد الله و هناك ألف وسيلة لكسبه و إنما أن خائف على هذا البلد من تصرفات أبنائه الجهلة.
اختم كلام بحكمة أخرى "يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه". كما أدعو النقابتين للتفكير الجدي قبل إصدار أي قرار و خاصة في هذه الظروف فالتراجع في بعض الأحيان ليس ضعفا و إنما حكمة.