هل يجوز موالاة الكافرين ؟؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل يجوز موالاة الكافرين ؟؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-01-22, 21:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الحفيظ 26
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ 26
 

 

 
إحصائية العضو










B11 هل يجوز موالاة الكافرين ؟؟

هل يجوز موالاة الكافرين ؟؟

قال تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن
تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
} . (الممتحنة: 8).
هذه الآية الكريمة فهمت خطئاً نظرياُ وعلمياً في حياة المسلمين وواقع الناس !!. فظن قومٌ
أن الله تعالى أباح لنا موالاة الكافرين ومودتهم , والأنس بهم مع محبتهم !!. وليس الأمر
كذلك , فإن الله تعالى قد نهى عن موالاة الكافرين بأسلوب صريح في كتابه , وقد كرر ذلك
مراراً ومنه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم
أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين
} .

وكذلك قوله جل وعلا : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل
ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة
} .
وقد أراد الله تبارك وتعالى في الآية الكريمة - التي نحن بصددها - أن يبين لنا : لا ينهاكم
الله عن الإحسان إلى الكفرة الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم و لم يظاهروا أي
يعاونوا على إخراجكم كالنساء و الضعفة منهم { أن تبروهم } أي تحسنوا إليهم {
وتقسطوا إليهم } أي تعدلوا { إن الله يحب المقسطين} وهذا أمر بخلاف ذاك الولاء
والحب والمودة , ولذلك قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط
ولا

يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما
تعملون
} .
وهذا سبب النـزول بين معنى الآية .

وقد روى الإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قال : قدمت أمي , وهي
مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا , فأتيت النبي فقلت يارسول الله إن أمي قدمت وهي
راغبة , أفأصلها ؟ قال : نعم , صلي أمك . وقد أخرجاه .
وفي رواية : فأنزل الله تعالى { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم } الآية .

فالآية ترخص في أمور ليست من جنس الموالاة ولا الذلة أو نحو ذلك مما عليه الناس .
كما يجوز للرجل أن يحسن الكلام مع من يدعوه من أهل الكتاب , أو يقدم له هدية , أو
يدعو له بالهداية ونحوها , وكذا ويهنئه نعمه , ويواسيه في مصيبته كحق من حقوق
الجيران مثلاً


منقول








 


قديم 2010-01-22, 22:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
AZIZGUIR78
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية AZIZGUIR78
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع..............










قديم 2010-01-23, 12:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أسامة المعتز بالله
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما الحد الفاصل بين الموالاة وتولي الكفار؟ وكيف نفرق بينهما؟


* * *

الجواب:


تولي الكفار:

هذا كفر اكبر وليس فيه تفصيل، وهو اربعة انواع:

محبة الكفار لدينهم:

كمن يحب الديمقراطيين من أجل الديمقراطية ويحب البرلمانيين المشرعين ويحب الحداثيين والقوميين... ونحوهم، من أجل توجهاتهم وعقائدهم؛ فهذا كافر كفر تولي، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، فإن من معاني " ولي " أي ؛ المحب، قاله ابن الاثير في النهاية [5/228].

تولي نصرة وإعانة:

فكل من أعان الكفار على المسلمين فهو كافر مرتد، كالذي يعين النصارى أو اليهود اليوم على المسلمين، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، ومن أراد الإطالة فليرجع إلى كتاب الشيخ ناصر الفهد المسمى بـ "التبيان في كفر من أعان الأمريكان"، فإنه من أحسن ما كتب في هذا الباب، ولا يهولنك أمر أهل الإرجاء.

تولي تحالف:

فكل من تحالف مع الكفار وعقد معهم حلفا لمناصرتهم، ولو لم تقع النصرة فعلا، لكنه وعد بها وبالدعم وتعاقد وتحالف معهم على ذلك، قال تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم}، وهذا حلف كان بين المنافقين وبعض يهود المدينة.

قال القاسم بن سلام في الغريب [3/142]: (إنه يقال للحليف "ولي")، وقاله ابن الأثير في النهاية [5/228] , ومثله عقد المحالفات لمحاربة الجهاد والمجاهدين، وهو ما يسمونه زورا "الإرهاب".

تولي موافقة:

كمن جعل الديمقراطية في الحكم مثل الكفار وبرلمانات مثلهم ومجالس تشريعية أو لجان وهيئات، مثل صنيع الكفار، فهذا تولاهم، وهذا قد بينه أئمة الدعوة النجدية أحسن بيان، بل ألف فيه الكتب فيمن وافق المشركين والكفار على كفرهم وشركهم، فقد ألف سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كتاب "الدلائل" المسمى "حكم موالاة أهل الإشراك"، وألف حمد بن عتيق كتاب "النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك".

وكل هذه الأنواع الأربعة يكفر بمجرد فعلها، دون النظر إلى الإعتقاد، وليس كما يقول أهل الإرجاء.

أما الموالاة:

فهي قسمان:

1) قسم يسمى التولي:

وهو الأقسام التي ذكرنا قبل هذا، وأحيانا تسمى الموالاة الكبرى أو العظمى أو العامة أو المطلقة، وهذه كلمات مترادفة للتولي.

2) موالاة صغرى أو مقيدة:

وهي كل ما فيه إعزاز للكفار من إكرامهم أو تقديمهم في المجالس أو اتخاهم عمالا ونحو ذلك، فهذا معصية، ومن كبائر الذنوب، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}، فسمى إلقاء المودة موالاة ولم يكفرهم بها بل ناداهم باسم الإيمان.

وهذه الآية فسرها عمر فيمن اتخذ كاتبا نصرانيا لما أنكر على أبي موسى الأشعري , ومن أراد بسط هذه المسألة فليراجع كتاب "أوثق عرى الإيمان" لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في "مجموعة التوحيد"، ورسالة "الموالاة" لبعد اللطيف بن عبد الرحمن في رسائله في "مجموع الرسائل والمسائل".









قديم 2010-01-23, 13:02   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ضيف السلام
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ضيف السلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزيلاااااااااااااااااااااااااااااااااا على الموضوع










قديم 2010-01-23, 19:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أم سهيــر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أم سهيــر
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع الوسام الفضي لقسم الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااا










قديم 2010-01-29, 14:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبد الحفيظ 26
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ 26
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم على المرور أخوان، وأخص بالذكر الأخ المعتز بالله على الإضافة










قديم 2010-01-30, 00:22   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ب.علي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ب.علي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخى الكريم عبد الحفيظ
و تقبل منكم صالح أعمالكم ورزقكم محبته ومحبة عباده










قديم 2010-01-30, 12:57   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبد الحفيظ 26
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ 26
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحسين مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أخى الكريم عبد الحفيظ
و تقبل منكم صالح أعمالكم ورزقكم محبته ومحبة عباده
بارك الله فيك أخي العزيز أبو حسين
ثبتك الله على الحق ووفقك الله لما يحبه وترضاه وأسعدك الله في الدارين









قديم 2010-01-30, 15:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
sousou24
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية sousou24
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2010-01-30, 19:10   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد الحفيظ 26
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ 26
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sousou24 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وفيك بارك الله









قديم 2010-02-28, 12:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ADELADEL1977
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لاااااااااااااااااااااااااااااااااا










قديم 2010-03-03, 21:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة المعتز بالله مشاهدة المشاركة
ما الحد الفاصل بين الموالاة وتولي الكفار؟ وكيف نفرق بينهما؟


* * *

الجواب:


تولي الكفار:

هذا كفر اكبر وليس فيه تفصيل، وهو اربعة انواع:

محبة الكفار لدينهم:

كمن يحب الديمقراطيين من أجل الديمقراطية ويحب البرلمانيين المشرعين ويحب الحداثيين والقوميين... ونحوهم، من أجل توجهاتهم وعقائدهم؛ فهذا كافر كفر تولي، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، فإن من معاني " ولي " أي ؛ المحب، قاله ابن الاثير في النهاية [5/228].

تولي نصرة وإعانة:

فكل من أعان الكفار على المسلمين فهو كافر مرتد، كالذي يعين النصارى أو اليهود اليوم على المسلمين، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، ومن أراد الإطالة فليرجع إلى كتاب الشيخ ناصر الفهد المسمى بـ "التبيان في كفر من أعان الأمريكان"، فإنه من أحسن ما كتب في هذا الباب، ولا يهولنك أمر أهل الإرجاء.

تولي تحالف:

فكل من تحالف مع الكفار وعقد معهم حلفا لمناصرتهم، ولو لم تقع النصرة فعلا، لكنه وعد بها وبالدعم وتعاقد وتحالف معهم على ذلك، قال تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم}، وهذا حلف كان بين المنافقين وبعض يهود المدينة.

قال القاسم بن سلام في الغريب [3/142]: (إنه يقال للحليف "ولي")، وقاله ابن الأثير في النهاية [5/228] , ومثله عقد المحالفات لمحاربة الجهاد والمجاهدين، وهو ما يسمونه زورا "الإرهاب".

تولي موافقة:

كمن جعل الديمقراطية في الحكم مثل الكفار وبرلمانات مثلهم ومجالس تشريعية أو لجان وهيئات، مثل صنيع الكفار، فهذا تولاهم، وهذا قد بينه أئمة الدعوة النجدية أحسن بيان، بل ألف فيه الكتب فيمن وافق المشركين والكفار على كفرهم وشركهم، فقد ألف سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كتاب "الدلائل" المسمى "حكم موالاة أهل الإشراك"، وألف حمد بن عتيق كتاب "النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك".

وكل هذه الأنواع الأربعة يكفر بمجرد فعلها، دون النظر إلى الإعتقاد، وليس كما يقول أهل الإرجاء.

أما الموالاة:

فهي قسمان:

1) قسم يسمى التولي:

وهو الأقسام التي ذكرنا قبل هذا، وأحيانا تسمى الموالاة الكبرى أو العظمى أو العامة أو المطلقة، وهذه كلمات مترادفة للتولي.

2) موالاة صغرى أو مقيدة:

وهي كل ما فيه إعزاز للكفار من إكرامهم أو تقديمهم في المجالس أو اتخاهم عمالا ونحو ذلك، فهذا معصية، ومن كبائر الذنوب، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}، فسمى إلقاء المودة موالاة ولم يكفرهم بها بل ناداهم باسم الإيمان.

وهذه الآية فسرها عمر فيمن اتخذ كاتبا نصرانيا لما أنكر على أبي موسى الأشعري , ومن أراد بسط هذه المسألة فليراجع كتاب "أوثق عرى الإيمان" لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في "مجموعة التوحيد"، ورسالة "الموالاة" لبعد اللطيف بن عبد الرحمن في رسائله في "مجموع الرسائل والمسائل".
















قديم 2010-03-05, 02:32   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
HAKIM94
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية HAKIM94
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أنا عندي سؤال وهو جيد فأنا أحب عقيدة الولاء و البراء
من الشيئ المعلوم أن الولاء للمؤمنين و البراء من المشركين أمر واجب
لكن البراء هل يكون من الكافر أم من الكفر ؟
أي هل يتبرأ المؤمن من الكافر أم من المؤمن










قديم 2010-03-05, 02:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
HAKIM94
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية HAKIM94
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عذرا هل يتبرأ المؤمن من الكافر أم من الكفر










قديم 2010-03-06, 19:52   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عبد الحفيظ 26
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ 26
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hakim94 مشاهدة المشاركة
عذرا هل يتبرأ المؤمن من الكافر أم من الكفر
القواعد العشر في الولاء والبراء
الحمد لله ولي الصالحين ، وناصر المؤمنين ، وعدو من عادى الدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة محب لأهلها ومن عمل بها إلى يوم الدين ، ومعادي من عاداها وعادى أهلها إلى يوم الجزاء والحق المبين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين ، وقدوة الموحدين ، الذي أحب في الله وأبغض في الله ليحقق أوثق عرى الإيمان والدين ، وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار الذين أظهروا البراءة من الشرك وأهله في كل الميادين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يفصل فيه بين الكافرين والمؤمنين ، أما بعد :
عباد الله : إن الغاية التي خلق الخلق من أجلها ، واتفقت عليها الشرائع السماوية من عند رب البرية على الأمر بها والدعوة إليها ، هو الدعوة إلى توحيد رب العالمين وإفراده بكل أنواع العبادة ، والبعد والبراءة من الشرك والكفر والبراءة من المشركين والكافرين على اختلاف أنواعهم وأصنافهم ، وإذا كان كذلك وجب العناية بهذا الأصل العظيم ، ومن الأمور المتعلقة بتوحيد رب العالمين وبشهادة الحق المبين شهادة أن لا إله إلا الله قضية الولاء والبراء ، أي موالاة المؤمنين ومحبتهم ونصرتهم ، وبغض الكافرين وعداوتهم، وإن من أسباب طرق مثل هذا الموضوع الخطير ، ما أثير حوله من شبهات وتشويش اغتر بها بعض الجهلة بالدين ، وفتن بها قليل البضاعة في في العلم وتوحيد رب العالمين ، وهذه الشبهات التي أثيرت كان الذي تولى كبرها وأوقد أوارها ، ونفخ كيرها ، هم أهل الكفر وعلى رأسهم حامية الصليب أمريكا ، فتهجمت على العالم الإسلامي بعامة وعلى جزيرة العرب بخاصة وأنها تفرخ الإرهاب وزعمت أن من الإرهاب تدريس موضوع الولاء والبراء وأنه يذكي العداوات ولا يؤدي إلى السلام المنشود ، وقد تلقف هذا الباطل أقوام منهم حسن النية الجاهل بدينة ، أو سيء النية عدو الله ورسوله ، وكلاهما لا بد أن يوجه له الخطاب وتقام عليه الحجة حتى يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ، وهناك ولله الحمد وهم الغالبية العظمى من المسلمين من ظهرت عنده الحقائق ، وعرف الصالحات من البوائق ، فلم تؤثر فيه هذه الترهات ، ولم تدخل قلبه مثل هذه الشبهات ، وهذا يحتاج إلى تذكير وتنبيه وتثبيت ثبتنا الله وإياكم على الإيمان والتوحيد وجنبنا وإياك مسالك الزائغين ، وقد جعلت أحكام الولاء والبراء في عشرة قواعد مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حتى لا يحتج محتج ويزعم أن هذا كلام عالم والبشر يؤخذ من قولهم ويرد بل نقول له لا كلام لنا ولا قول لنا مع كلام الله ورسوله وشعارنا قوله تعالى : { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا } ، وهذه القواعد باختصار ما يلي :
القاعدة الأولى : اعلم رحمني الله وإياك إن وجوب معاداة الكفار وبغضهم ، وتحريم موالاتهم ومحبتهم جاءت في كتاب الله صريحة ومتنوعة ، بل إنها في صراحتها لا تخفى على العالم ولا العامي ولا على حتى الصغير غير المكلف ،بل نص أهل العلم على أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر و لاأ بين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ومن الآيات الدالة على هذا الأمر قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق } وقال سبحانه :{ ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً }النساء[144] ، وقال سبحانه : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة }آل عمران [28] ، ويقول جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون } التوبة[23].
القاعدة الثانية : أن الوقوع في هذا المنكر العظيم والجرم الخطير ألا وهو موالاة الكفار ومحبتهم ، أو توليهم ونصرتهم قد يخرج الإنسان من دين الإسلام بالكلية بنص كتاب الله عزوجل من لابنص البشر واسمع إلى قول الله عزوجل : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذو االيهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } المائدة [51] قال حذيفة رضي الله عنه : " ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر لهذه الآية "أ.هـ ، ويقول القرطبي –رحمه الله – عند تفسير هذه الآية : " أي من يعاضدهم ويناصرهم على المسلمين فحكمه حكمهم ، في الكفر والجزاء وهذا الحكم باق إلى يوم القيامة ، وهو قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين "أ.هـ ،ويقول سبحانه : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } آل عمران [28]،قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية :"يعني فقد بريء من الله ، وبريء الله منه ، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر "أ.هـ
القاعدة الثالثة :اعلم أن الأصل في معاداة الكفار وبغضهم أن تكون ظاهرة لا مخفية مستترة ، حفظاً لدين المسلمين ، وإشعاراً لهم بالفرق بينهم وبين الكافرين حتى يقوى ويتماسك المسلمون ويضعف أعداء الملة والدين والدليل على هذا قوله تعالى آمراً نبيه والأمة كلها بأن تقتدي بإبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء وأن تفعل فعله حيث قال سبحانه : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } وتأمل معي الفوائد من هذه الآية العظيمة الصريحة التي لم تدع حجة لمحتج من هذه الفوائد :
1- أنه قدم البراء من الكافرين على البراءة من كفرهم لأهمية معاداة الكفار وبغضهم وأنهم أشد خطراً من الكفر نفسه ، وفيها إشارة إلى أن بعض الناس قد يتبرأ من الكفر والشرك ولكنه لا يتبرأ من الكافرين.
2- أنه لما أراد أن يبين وجوب بغضهم عبر بأقوى الألفاظ وأغلظها فقال ( كفرنا بكم ) لخطورة وعظم الوقوع في هذا المنكر .
3- أنه قال (بدا ) والبدو هو الظهور والوضوح وليس الخفاء والاستتار فتأمل هذا وقارنه بمن ينعق في زماننا بأنه لا يسوغ إظهار مثل هذه المعتقدات في بلاد المسلمين حتى لايغضب علينا أعداء الدين فلا حول ولا قوة إلا بالله .
4- تأمل معي قوله (العداوة والبغضاء ) فلا يكفي بغضهم بل لا بد من إظهار العداوة لهم ، بل إنه قدم العداوة على البغضاء لتأكد وجوبها .
5- قوله ( أبداً): أي إلى قيام الساعة ولو تطور العمران وركبنا الطائرات وعمرنا الناطحات ، فهذا أصل أصيل لا يزول ولا يتغير بتغير الزمان ولا المكان .
القاعدة الرابعة : أن حرمة موالاة الكفار تزداد وتتأكد في حق من كان محارباً مقاتلاً للمسلمين ، مخرجاً لهم من ديارهم ، وصاداً لهم عن دينهم كما قال تعالى : {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم ، وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } ، فلكم الله يأهل فلسطين ويا أهل العراق ويا أفغانستان ويا أهل الشيشان ويا كل مسلم اصطلى بنار الكفر والكافرين فإنا نشهد الله على بغض من آذاكم وقاتلكم وأخرجكم من دياركم نسأل الله أن يرفع عنكم الضائقة ويكشف عنكم البلوى .
القاعدة الخامسة : اعلم أن هذه القضية أعني وجوب معاداة الكافرين وبغضهم أمر لا خيار لنا فيه بل هو من العبادات التي افترضها على المؤمنين كالصلاة وغيرها من فرائض الإسلام وقد تقدمت الآيات الصريحة الدالة على هذا الأمر ، فلا تغتر بمن يزعم أن هذا دين الوهابية أو دين فلان أو فلان بل هذا دين رب العالمين ، وهدي سيد المرسلين .
القاعدة السادسة : أن هذا الأمر من الشرائع التي فرضت على كل الأنبياء والرسل أعني معاداة أعداء الله والبراءة منهم ، فهذا نوح يقول الله له عن ابنه الكافر { إنه ليس من أهلك } ، وهذا ابراهيم يتبرأ هو ومن معه من المؤمنين من أقوامهم وأقرب الناس إليهم بل تبرأ من أبيه فقال { واعتزلكم وما تدعون من دن الله } ، وأصحاب الكهف اعتزلوا قومهم الذين كفروا حفاظاً على دينهم وتوحيدهم قال جل وعلا عنهم : {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقاً } .
القاعدة السابعة : إن قضية الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين مرتبطة بلا إله إلا الله إرتباطاً وثيقاً ، فإن لا إله إلا الله تتضمن ركنين : الأول : النفي وهو نفي العبودية عما سوى الله والكفر بكل ما يعبد من دون الله وهو الذي سماه الله عزوجل الكفر بالطاغوت ، والثاني : الإثبات : وهو إفراد الله بالعبادة والدليل على هذين الركنين قوله تعالى : {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } ومن الكفر بالطاغوت الكفر بأهله كما جاء في قوله تعالى {كفرنا بكم } وقوله {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله } إذ لا يتصور كفر من غير كافر ولا شرك من غير مشرك فوجب البراءة من الفعل والفاعل حتى تتحقق كلمة التوحيد كلمة لا إله إلا الله .
القاعدة الثامنة : فرق بعض أهل العلم بين الموالاة والتولي ، وقالوا : إن الموالاة أي موالاة الكفار : معناها المصانعة والمداهنة للكفار لغرض دنيوي مع عدم إضمار نية الكفر والردة عن الإسلام كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة عندما كتب إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم فمثل هذا يعتبر كبيرة من الكبائر ، وليست بكفر ينقل عن الملة ،ولهذا النوع مظاهر معاصرة كالتشبه بهم في اللباس وفي الهيئة أو حضور أعيادهم وتهنئتهم بها، وغيرها من مظاهر الموالاة التي لا تعد كفراً ناقلاً عن الملة، وأما التولي فهو : الدفاع عن الكفار وإعانتهم ونصرتهم بالمال والبدن والرأي والمشورة ولو بقلم أو كلمة ، وهذا كفر صريح وخروج عن الملة كما جاءت بذلك الآيات .
القاعدة التاسعة : هناك فرق بين بغض الكافر وعداوته وبين معاملتهم ودعوته إلى الإسلام ، فالكافر لا يخلو إما أن يكون حربياً فهذا ليس بيننا وبينه إلا السيف وإظهارة العداوة والبغضاء له ، وإما أن يكون ليس بمحارب لنا ولا مشارك للمحاربين فهذا إما أن يكون ذمياً أو مستأمناً أوبيننا وبينه عهد فهذا يجب مراعاة العهد الذي بيننا وبينه فيحقن دمه ولايجوز التعدي عليه وتؤدى حقوقه إن كان جاراً، ويزار إن كان مريضاً ،وتجاب دعوته بشرط دعوته للإسلام في كل هذه الحالات وعدم الحضور معه في مكان يعصى الله فيه وبغير هذين الشرطين لا يجوز مخالطته والأنس معه، فصيانة الدين والقلب أولى وأحرى ، بل أمرنا عند دعوتهم بمجادلتهم بالتي هي أحسن كما قال جل وعلا : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } وقال عمن لم يقاتلنا : { لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } الممتحنة [8].
القاعدة العاشرة : اعلم أنه يجوز في بعض الحالات أن تظهر بلسانك المودة إذا كنت مكرهاً وتخشى على نفسك ، وهذا فقط في الظاهر لا في الباطن بمعنى أنك عند الإكراه تظهر له بلسانك المودة لا بقلبك فإن قلبك لا بد أن ينطوي على بغضه وعداوته كما قال جل وعلا : { لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير } قال ابن كثير –رحمه الله -: " { إلا أن تتقوا منهم تقاة } قال : أي إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته ، كما حكاه البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم، وقال الثوري : قال ابن عباس : ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان "أ.هـ ، وعليه فإن لايجوز بحال حتى في حال الإكراه عمل ما يوجب الكفر كإعانة الكفار على المسلمين ونصرتهم عليهم وإفشاء أسرارهم ونحو ذلك ، قال ابن جرير عند تفسير قوله { إلا أن تتقوا منهم تقاة } : " إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم ، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم ، وتضمروا لهم العداوة ، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ، ولا تعينوهم على مسلم بفعل"أ.هـ
د.ناصر بن يحيى الحنيني









 

الكلمات الدلالية (Tags)
موالاة, الكافرين, خدوش


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc