الجزائر توصيكم يا محاربي الصحراء ...

[أمين المستغانمي]

----------------------- مرحبا بكم اخواني الكرام في موضوع وبعد حالة المد والجزر بين الصحافة و الاتحادية من تهجم للاولى وتكذيب من طرف الثانية لكل ما اتى على صفحات جرائد عهدناها على نهجها تفتعل من لا شيء العجب ...
ونبقى نتعجب من هذه العقلية في زمن اصبح الاعلام الحر يتمتع باكثر نفوذ من اي وسيلة اخرى فبدل ان تشحن الشعب الجزائري ليقف وراء منتخبه قبل و اثناء و بعد دورة انغولا ... لم نجد منها الا العكس والنقيض الذي ينقض على روح المجموعة التي يتدفئ بها اللاعبين رغم برودة طقس التربص ...
لا اريد العودة الى نقطة البداية اين بدا التربص وبدا على اثره الصراع ... لان الاهم من كل ذلك قد حان و لم يفصله سوى اقل من 3 أيام واقصد بكاس امم افريقيا التي تبقى برصيد ضعيف في خزانة تتويجات المنتخب الوطني و ماعدا تتويج 1990 في ملعب 5 جويلية الاولمبي لم يكن لدينا باع او لنقل بصمة تحسب لنا على مر تاريخ هذه الدورة التي اصبحت ذى اهمية بالغة في الوقت الحالي اين يهتم بها المناجرة من جميع انحاء العالم لما تحتويه على عصافير نادرة قد تهاجر وحلم ابطال هذه المنافسة ان تحط اقدامهم على ارض العجائب موطن الاحترافية والكرة الحديثة ....
---------
نتمنى هدوء ما بعد العاصفة !!!!
ما شهدناه لحد الآن هو حقيقة امر يندب عليه الخد و يتحسر على اثره القلب من مناظر التهجم على هذا او ذاك و حالة الهجوم و الرد السريع بين الصحافة والاتحادية قد احدث زوبعة بل لنقل اعصار سوف تكون آثاره عميقة على المستوى العام للتشكيلة لو يواصل الامر على هذا المنهج و المسار الخطير ... فنحن ندرك جيدا ماهي الحالة التي ادت بنا الى مصاف العالمية فالتضامن الخارق للعادة بين الاتحادية والمدرب واللاعبين و آخرهم الصحافة التي كانت بشهادة الداني والقاصي الداعمة والمتصدية لاي هزات خارجية كانت ام داخلية مما منحت نوع من الاحساس بالمسؤولية خلال تلك التصفيات بل جاهدت كثيرا من اجل حشد ثقة الشعب الجزائري لدعم هذا المنتخب الشاب ...
الاكيد ان العاصفة الذي مر بها الجو الداخلي للكرة الجزائرية في الايام الماضية احدثت الكثير من النصدعات على كافة المستويات ولكن لن تصل لحد الانفجار البركاني الذي يتصوره البعض بانه قادم لامحال لو بقيت الامور على حالها ... ولكن نحن ثقتنا كبيرة في تماسك المجموعة وادرك جيدا بان هذه الجرائد ستغير من نمط كتاباتها كلما اقترب موعد الحسم و في اول لقاء سيخوضه اشبال سعدان مع مالاوي ستعود حينها المياه الى مجاريها والصفاء سيحوم على اجواء المنتخب الوطني
وفي خلال ذلك الهدوء المطلوب مستقبلا بعد تلك العاصفة الهوجاء الاكيد بان الكل سيدخل الى مرحلة التركيز للمنافسة بشكل كلي و ذلك بمساعدة المحيط الذي سيكون في حالة من الهدوء والترقب على امل ان يحدث هذا الفريق المعجزة الذي غاب عن الكان لاربع سنوات و عن المونديال لـ 24 سنة ... عاد من بعيد و حطم كل الارقام القياسية واسعد الملايين .... امل ان يحدث العاصفة في خضم المنافسة و زعزعة القارة السمراء باداء باهر ولما لا الخاتمة مسك من تتويج بالكان
اذا كان الكلام من فضة ... فالسكوت من ذهب
من المخلفات السلبية التي اتت من عواصف تلك الجرائد ... ان الاتحادية و المدرب اكثرت من الرد و التفنيد و وضع انفسهم دائما في حالة الدفاع عن النفس و عن سياساتهم و انشغلوا عن ما هو اهم من الرد على اشباه الاعلاميين ... اقصد بالاهم هو تحضير المجموعة من كل النواحي حتى يعطوا صورة مشرفة عن منتخب متاهل للمونديال ... ربما الرد على التهجمات اللامسؤولة يعتبر امر مطلوب و يضع النقاط على الحروف و اعطاء الادلة والبراهين على ماهية عملهم اليومي يعد شيء منطقي و لكن لستم بحاجة يا روراوة و يا سعدان و يا لاعبين على برهنة حبكم لهذا الوطن و امنية تشريف الوانه في كل محفل و تظاهرة عالمية .. فقد برهنتم للمرة المليون على انكم على قدر المسؤولية و العقلانية لما هو مطلوب منكم و ما ينتظركم من محطات صعبة التي تتطلب تكاثف الجهود و توحيد الصفوف لمواصلة العمل لما يضمن اخراس كل مدعي و مفتري بالحجة و البيان وفي كرة القدم ارضية الميدان خير وسيلة للبرهان ....
---------
الوصايا 5 لنتجنب عقبات المشوار القاري
1 - الحذر ثم الحذر من افرازات اللقاء الاول للدورة
حسب الخبراء و المختصين في مثل هذه الانواع من المنافسات يركزون كثيرا على اللقاءات الافتتاحية او بالمعنى الاصح اللقاء الاول من المنافسة بحيث يعطون اهمية قصوى لنتائجها على باقي المشوار ولكن هذا يعتبر خطا جسيم عندما ندرك بان كرة القدم ليست علوم دقيقة ... فكم من منتخب فاز في اللقاء الاول بالخماسية و لم يستطع التاهل حتى الى الدور الثاني كالمنتخب المغربي وكم من منتخب انهزم بل كاد ان يقصى من الدور لولا الحظ وعامل الحسابات وفي آخر المطاف فاز باللقب القاري كالكامرون ومنه فلا يجب الضغط كثيرا على المنتخب اذا لا قدر الله ان انهزم في اللقاء الاول فالمشوار يبقى طويل وعامل التدارك يبقى في كل لقاء قادم ...
2 - بالاجماع منتخب مالاوي ليس في مستوى محاربي الصحراء
الاكيد بان لقاؤنا الاول سيكون مع منتخب مالاوي المغمور بماضيه الغير مصنف مع خزائن التتويجات و لكنه يبقى خصم عنيد بما انه وصل لهذه المرحلة النهائية ... ولكن لا يجب ان نعطي للخصم اكبر من حجمه حتى لا نواجه خصمين في نفس الوقت وهما الغرور او الضغط ,فعلينا ان نواجه من منطلق امكانياتنا لا مستواهم والكل يدرك الفارق بين مستوانا و مستواهم بما اننا منتخب عالمي والخصم يبقى منتخب منافس دائما يحاول رفع التحدي امام الفرق الكبيرة ...
3 - التركيز على الجانب البدني قبل التكتيكي
ندرك جيدا حالة الطقس في الادغال الافريقية من رطوبة عالية الى حارة جنونية تصل لاعلى مستوياتها اضف الى ذلك طبيعة المنافسة حيث بمعدل مباراة واحدة كل 3 ايام .. كلها عوامل تجعل اللاعب يقع في فخ التعب البدني و ما يترتب عنه من اجهاد نفسي و فكري ومنه فالمطلوب هنا هو تسيير المنافسة بحكمة و رزانة شديدتين وخوض المنافسة بفكرة لقاء بلقاء لكل طبيعته و اهميته .. وعلى الكل ان يضعوا حسبانهم لما هو قادم و محاولة تدوير التشكيلة بشكل مدروس حسب متطلبات كل لقاء ... واذا وفقنا من هذه الناحية فلا خوف على التشكيلة من الجانب التكتيكي لما ندرك قيمة جل اللاعبين و احترافيتهم العالية من ناحية الاستجابة لاي خطة معتمدة من طرف المدرب
4 - المنتخب يدخل بـ 11 لاعب فقط فوق ارضية الميدان
تلكم مشكلة يعاني منها اغلبية المنتخبات خاصة التي تحتوي على نجوم عدة في التشكيلة مما يشكل حالة من الغضب من هذا او ذاك على عدم اشراكه في التشكيلة الاساسية ... وهذا يعد مخاطرة كبيرة على باقي المجموعة مما قد يفتح مجال واسع للتاويلات و رقعة تباعد بين الطاقم الفني و اللاعبين ... وقد يؤدي الى تاثير سلبي على المستوى العام للتشكيلة في الدورة كاملة ومنه فتقبل قرارات الشيخ سعدان يعد من اولويات اللاعب الاحتياطي مهما كان وزنه و سمعته في المنتخب ..
5 - يا صحافة ارجو ان تواصلي ما بدات به في التصفيات
الاكيد بان الصحافة لعبت دور هام في ما وصل اليه المنتخب لحد الآن ولكنها مع الاسف الشديد قد حادت عن مسارها في الآونة الاخيرة ... ومنه فهم مطالبين بالعودة الى ملامح الدفاع عن كل من يشوه سمعة الجزائر او بطلها المتمثل في المنتخب الوطني فالدعم المعنوي عبر صفحات الجرائد يعطي تلك الشحنة الاضافية ليس فقط على نفسية اللاعبين بل حتى على نفسية المناصرين مما يخلق جو تضامني لمدة 20 يوما وليس ذلك بعسير على جرائدنا اذا ما علمنا بان لها باع طويل في الفتنة خلال عام كامل ... فلا مجال للخطا في زمن قصير جدا كدورة انغولا ومنه فالمساهمة بالشكل الايجابي في خضمها يعد امر احترافي و بعد نهاية الدورة المجال سيكون مفتوح للنقد و التعليق على سلبيات وايجابيات التي استخلصناها من مشاركتنا في هذه الدورة القارية ...
----------
المزايا 5 التي ستكفل لنا كان في المستوى
1 - خبرة روراوة في مثل هذه التظاهرات و المنافسات القارية
الاكيد بان روراوة اكتسب تجربة كافية عندما كان على راس المنتخب ابان دورة تونس 2004 فالكل اعترف في ذلك الوقت بان للاتحادية كان لها الدور في لملمة جراح المنتخب بفريق شاب واستطاعت حمايته من المحيط المتعفن الذي كان يجوب في منتخبنا آنذاك و من هذا المنطلق فلا خوف على روراوة في اعادة نفس السيناريو من خلال حماية لاعبيه من اية هزة خارجية بالاضافة الى حسن تسييره و معرفته لخبايا ادغال افريقيا بما انه عضو فاعل في الاتحادية الافريقية مما يمكن لنا ان ننزع من اذهاننا آفة الكواليس التي لطالما كانت النقطة تنخر جسد القارة السمراء من تعيين للحكام الى تحيز المراقبين ... اضف الى ذلك الظروف الصعبة التي تعرفها بلدان تلك القارة من اجواء غير مساعدة من غياب لفنادق مريحة + نقص وسائل التنقل و ايضا ضعف الناحية التنظيمة طيلة فترات هذه الدورة ... وهذه معوقات يدركها جيدا الحاج روراوة و قد حضر لها العدة لمواجهتها بحنكة التجارب الماضية ....
2 - دعم السلطات بتوفير كافة الامكانيات
الامر الاكيد بان السلطات اصبحت تتابع و عن قرب كل كبيرة و صغيرة للخطوات التي يمشي بها المنتخب و تحاول دائما ان تعبد لهذه الخطوات طرق الراحة و الثبات والاحاطة بها كل سبل التالق وخلق جو من الطمانينة لدى نفسية اللاعبين عندما يدركون بان وراءهم دولة باكملها تدعمهم بكامل الامكانيات المادية والمعنوية و حتى البشرية ... كل ذلك يتم بالتنسيق بين وزارة الشباب و الرياضة والاتحادية ...
3 - خبرة سعدان في طليعة هاته المزايا
سوف لن اكثر في الحديث عن مزايا شيخ المدربين حتى لا اصيبه بالعين او غيري او كل من ينبهر من سجله الحافل بالانجازات ... واكتفي فقط بالقول بانه سيكون العامل المحدد للمستوى العام للتشكيلة من خلال شحنهم معنويا قبل ان يكون تكتيكيا و بدنيا واتبث في كم من مرة على نجاعة بصماته على تلك النقطة بالذات اقصد التاثير بشكل ايجابي على معنويات و المحافظة على روح المجموعة وابقائهم على ديناميكية الانتصارات و الخوض كل اللقاءات بعقلية المحارب ... كلها وصفات سحرية تبقى من صنع علامة مسجلة باسم سعدان ....
4 - تشكيلة على وقع التاهل الى المونديال
الاكيد بان التاهل للمونديال قد اعطى شحنة معنوية اضافية لا تمتلكها اغلبية المنتخبات المشاركة في دورة انغولا وهذا امر سيكون سلاح اضافي لمواجهة اي منتخب بالاضافة للاسلحة المعروفة للعام والخاص ... من بينها قوة اللاعبين من الناحية الفردية سواء من الجانب التقني و البدني ,قوة اللاعبين من الناحية الفكرية بما انهم ينشطون في بطولات اوروبية تعطي للاعب ميزة الاحترافية مما يسمح لهم بمواجهة بشكل ايجابي خبايا هذه الدورة بنوع من الحكمة و الصبر بالرغم من اغلبيتهم لاول مرة ستشارك فيها ... اضف الى ذلك منافع المشاركة المميزة في تلك الدورة قد تعطي قيمة اكبر للاعبين بما انهم سيكونون متابعين من طرف المناجرة و المدربين والتقنيين وهذا عامل يعد حافز اضافي لاعطاء احسن مستوى يمتلكه اي لاعب ليلفت نظر الخبراء و الارتقاء الى المستوى الاعلى ... ولكن يبقى اهم عامل والذي يعد خاصية يتمتع بها محاربي الصحراء و يكفي ذكر لقب
محاربي الصحراء لندرك ماهية تلك الميزة من حب الانتصار و تشريف الالوان و صنع تاريخ احسن من سابقيه ومواجهة اية ظروف معاكسة و صعبة و مخالفة للتوقعات ... كل ذلك لم ياتي من عدم لولا روح المجموعة و التآخي وذلك الشعور بالانتماء للجزائر الاحساس الذي كان غائب في زمن ليس ببعيد ... والاكيد بانه سيكون لكل تلك العوامل ان تعطي للمنتخب الافضلية بين جميع المنتخبات المشاركة ...
5 - الجمهور سيكون ايضا حاضر وبقوة يا للعجب
الاكيد ان المساهمات الفعالة من طرف الدولة وايضا الممولين لتسهيل مهمة التنقل لانغولا قد اعطت الامل للمناصرين لاعادة سيناريو ام درمان ولو بشكل طفيف ولكن ميزة الجزائري ليس في الكمية بل تكمن في النوعية وهذا شيء يدركه الجيران قبل اي كائن حي آخر .... ومنه فالدعم الجماهيري بالاضافة الى 35 مليون خلف شاشات اليتيمة ... سيكون الدعم ايضا داخل الملعب لتتواصل مسيرة العلاقة التي نشات و بقوة و صلابة معدنها النفيس بين المناصر و اللاعب .. وما نجدة اللاعبين و النداء العاجل لحضور الجماهير لام درمان و الاستجابة المنقطعة النظير من قبل الجماهير خير دليل على متانة تلك العلاقة و الترابط المعنوي ....
-----------
لا اريد الخوض في الجانب التقني و اختيارات سعدان للاعبين خلال الدورة ولكن اكتفي فقط بالاشارة الى وجوب وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب و لندع العاطفة جانبا ونشرك من يستحق المشاركة بعيدا عن خلفيات التصفيات ولا انسى بالذكر بان لهذه الدورة عامل مهم لتنجح فيها و هي اللياقة البدنية بما اننا سنواجه عمالقة افريقيا بدنيا قبل ان يكونوا اقوياء تقنيا و فنيا ومنه فلا مجال للاستهتار بهذه المنافسة القارية الهامة على حساب التالق في المونديال ... وما يحاول البعض تسميته محطة تحضيرية لمونديال جنوب افريقيا ,فنحن نريد مشاركة مشرفة و الذهاب الى ابعد نقطة ممكنة والعاقل يدرك بانها محطة المباراة النهائية هي آخر مشوار عودتنا للكان في انتظار رحلة المونديال
تلكم هي الوصايا و المزايا بجمعهم يصبحون 10 بالتمام و الكمال و يبقى الكمال لله وحده عز وجل فلا مجال لسقوط جزائري آخر على الاراضي الافريقية لاي سبب كان ولا تحت اي حال من الاحوال لاننا لن نرضى الا القتال على ارضية الميدان و محاربة اي خصم في المواجهة فاذا ضمنتم تلك الصفات فالاكيد فالتتويج بالكان سيكون في متناول الجزائر ..... ان شاء الله
وصية أمين المغبون لمحاربي الصحراء ... وصية الجزائر لمواصلة رفع رايتها في سماء انغولا


سلام ......

[mifi]

بارك الله فيك على الموضوع وربي يوفقهم

[أمين المستغانمي]

أمين يا رب العالمين و شكرا لمرورك

[أمين المستغانمي]

بالتوفيق .......