التسمي باسم النبي - عليه الصلاة والسلام - والتكني بكنيته
حديث رقم 22
إدريس بن محمد بن يونس الظفري (1)
قال الدولابي: حدثنا محمد بن منصور الجواز قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال: حدثنا إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الأنصاري ثم الظفري قال: حدثني جدي عن أبيه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين فأتي بي إليه فمسح على رأسي وقال: «سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي»، قال: وحج بي معه حجة الوداع وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة، قال يونس بن محمد: فلقد عمّر أبي حتى شاب رأسه كله وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه (2) .
مُناسبةُ هذا الحديث :
وهـو أن أنس بن فضالة الأنصاري الظفري رضي الله عنه ولد له ذكراً فسماه محمداً، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي» ومعناه لا مانع في أن يُسمى أحدٌ بمحمد، ولكن لا يُكنى بأبي القاسم، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكُنيته .
والفقهاء اختلفوا في هذه المسألة، على ثلاثة مذاهب (3) :
1 - لا يجوز لأحد أن يكتني بأبي القاسم سواء كان اسمه محمداً أو غيره .
2 - يجوز التكني بأبي القاسم لمن اسمه محمد ولغيره .
3 - يجوز التكني بأبي القاسم لمن لم يكن اسمه محمداً، ولا يجوز لمن اسمه محمد.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم .
____________________________________
(1) إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن هتيم بن ظفر بن الخزرج الأنصاري الظفري من الأوس، يروي عن جده يونس بن محمد، روى عنه يعقوب بن محمد الزهري وابن أبي فديك. * انظر: الثقات (ج8 - ص132) لابن حبان البستي. والأنساب (ج4 - ص101) للسمعاني. والإصابة في تمييز الصحابة (ج5 - ص284) لابن حجر. ومعرفة الصحابة (ج1 - ص241) لأبو نعيم الأصبهاني. وتهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج32 - ص368) للمزي. والاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار (هامش979 ص254 - وص259) للمقدسي. والوافي بالوفيات (ج9 - ص239) للصفدي. ودلائل النبوة (ج6 - ص213- ص214) للبيهقي. والجرح والتعديل (ج9 - ص246) للرازي .
(2) الكنى والأسماء (ج1 - حديث26 - ص12) لأبي بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج19 - ص244) بلفظ مقارب، والبخاري في التاريخ الكبير (ج1 - ص16) باختلاف يسير .
(3) فتح الباري شرح صحيح البخاري (ج10 - ص588 - ص589) لابن حجر. وشرح النووي على مسلم (ج14 - ص293 - ص294) للنووي. والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (ج5 - ص456 - ص457) للقرطبي. وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (ج22 - ص206 - ص207) لبدر الدين العيني. ورحلة النور (فتاوى الألباني - شريط 87) هل التكني بأبي القاسم منهي عنه حتى بعد وفاته .