غَزَّةُ أَرضُ المِحرقَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــ
سَيُحَرَّرُ الأَقصَا وَكُلُّ مَكَانِ ... وَيَجِيءُ وَعدُ اللهِ بَعدَ زَمَانِ
وَحَدِيثُ أَحمَدَ قَد أَشَارَ بِذِكرِهَا ... وَيُضِيءُ نُورُ الحَقِّ بَعدَ أَوَانِ
كُلُّ البِقَاعِ إِذَا تَوَجَّعَ أَهلُهَا ... هَبَّت جُمُوعُ الخَلقِ دُونَ تَوَانِي
إِلَّا إِلَى "القُدسِ الشَّرِيفِ" فَإِنَّهُم ... نَصَبُوا خِيَامَ الجُبنِ وَالخُذلَانِ
وَتَقَاعَسُوا عَن نُصرَةِ "البَيتِ الجَدَا" ... وَالمَسجِدِ الأَقصَا اكتَسَى بِطِعَانِ
فَغَلَا الخَنَا قَتلًا وَتَنكِيلًا وَتَجـ ... وِيعًا وَتَعطِيشًا وَكَسرَ أَمَانِ
وَمَوَائِدُ الضَّأنِ انتَشَت أَعلَافُهَا ... حَزَنًا عَلَى الأَطفَالِ وَالنِّسوَانِ
مَا عَادَ تَندِيدٌ وَلَا شَجبٌ هُنَا ... كَ وَغَضَّ طَرفَ العَينِ صَمتُ البَنَانِ
وَتَنَافُسٌ بَينَ المُلُوكِ جَرَى عَلَى ... مَلإِ الجُيُوبِ بِعَسجَدٍ وَجُمَانِ
وَشُيُوخُ عِلمِ "الحَائِضِ النَّفسَاءِ" أَفـ ... تَوا بِالرِّضَا لِلوَاهِبِ الحَيرَانِ
بِجَوَازِ "أَموَالِ الزَّكَاةِ" عَطِيَّةً ... لِلكُفرِ دُونَ المُسلِمِينَ تَفَانِي
تُعطَى لِمَن تُخشَى شُرُورُهُ فِي الصَّبَا ... حِ وَفِي المَسَاءِ إِبَادَةٌ بِعَيَانِ
وَكَأَنَّ مَالَ المُسلِمِينَ عَطِيَّةُ اسـ ... تِئصَالِهِم مِن وَجدِهِم فِي الآنِ
فَالوَقتُ مَسأَلَةٌ تُدَارُ بِحِبكَةٍ ... بَينَ المُلُوكِ وَبَينَ شَرِّ كَيَانِ
قِمَمٌ هُنَا وَهُنَاكَ ذَرًّا لِلرَّمَا ... دِ بِجَفنِ غِرٍّ خِدمَةً لِكَيَانِ
وَالنَّارُ تَزدَادُ اشتِعَالًا فِي الحِمَى ... وَالأَرضُ صَامِدَةٌ وَدُونَ تَوَانِي
وَالشَّرطُ نَزعُ سِلَاحِهَا كَالطَّيرِ يُنـ ... تَفُ رِيشُهُ مَنعًا مِنَ الطَّيَرَانِ
لَم تَبقَ إِلَّا صَيحَةٌ مِن "غَزَّةٍ" ... هِيَ صَيحَةٌ عَرَجَت إِلَى الرَّحمَنِ
تَلقَى الجَوَابَ بِنُصرَةِ اللهِ المُجِيـ ... بِ لِكُلِّ مَظلُومٍ بِخَيرِ ضَمَانِ
يَا أَهلَ غَزَّةَ مَن تَحَلَّوا بِالرِّضَا ... وَتَزَوَّدُوا بِالصَّبرِ وَالإِيمَانِ
بِالصَّبرِ كَم فِئَةٍ قَلِيلٌ عَدُّهَا ... غَلَبَت بِإِذنِ اللهِ كُلَّ مِتَانِ
فَاصبِر عَلَى الأَعدَا فَصَبرُكَ قَاتِلٌ ... وَالصَّبرُ مُدَّ دَقَائِقًا وَثَوَانِي
يَا أَهلَ غَزَّةَ مَا لَنَا مِن حِيلَةٍ ... وَالحُكمُ جَلَّادٌ مَعَ السَّجَّانِ
فَالشَّعبُ نِصفُهُ خَائِفٌ فِي سِجنِهِ ... وَالرُّبعُ بَينَ مَلَذَّةٍ وَجِفَانِ
وَالثُّمنُ أَسلَمَ ذَقنَهُ لِوَلِيِّ أَمـ ... رِهِ صَاغِرًا بِكَرَاهَةِ الشُّجعَانِ
وَالثُّمنُ يَلهَثُ خَلفَ لَذَّاتِ الدُّنَى ... مُتَخَفِّيًا بِمُحَمَّدِ العَدنَانِ
فَتَقَاعَسَت عَن وَقفِ مِحرَقَةٍ بِأَر ... ضِ القُدسِ كَثرَتُهُم بِفِعلِ هَوَانِ
وَالنَّزرُ يَدعُو اللهَ فِي جُنحِ اللَّيَا ... لِي خَاشِعًا بِالسِّرِّ وَالكِتمَانِ
حَتَّى وَإِن خُذِلَ الجَمِيعُ عَنِ الجِهَا... دِ فَإِنَّ نَصرَ اللهِ مِنكِ لَدَانِ
وَسَتَفرَحِينَ بِيَومِهِ رَغمَ العِدَى ... وَذُيُولِهِ وَالحَاقِدِينَ تَفَانِي
وَسَيَفرَحُ الشُّهَدَاءُ بِالفِردَوسِ حَقـ ... قًا وَالجَزَاءُ بِجَنَّةِ الرِّضوَانِ
ــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر – 12 ماي 2025م