ابقى خلي عدم الانحياز وتركيا ينفعوك...

[الزمزوم]

ابقى خلي عدم الانحياز وتركيا ينفعوك...

صحيح الصين وافقت على القرار وهي تملك حق النقض (الفيتو) في مشروع متعلق بالصحراء وهي أول دولة تجارية للبلاد.

ولكن الصحيح أيضاً أن فرنسا التي اعترفت بمغربية الصحراء تحتل المرتبة الثانية تجارياً (أي صورياً) مع البلد و95 بالمئة تميل

لفرنسا والبلاد لا تبيع لفرنسا سوى 5 بالمئة من صادراتها أغلبها طاقة وغاز.

- ولغة فرنسا هي المسيطرة على البلاد وليست لغة الصين

- وثقافة فرنسا هي المسيطرة على البلاد وليس ثقافة الصين

- وأولياء فرنسا هم المسيطرين على الحكم في البلاد وليس الصين

- والصين لم تعترف بمغربية الصحراء بشكل صريح كما فعلته فرنسا

- والصين لم تبتز البلاد في قضية الصحراء طوال 50 عاماً كما فعلت فرنسا

- وفرنسا في الحقيقة هي التي تحتل المرتبة الأولى تجارياً مع البلاد وليس الصين والأشياء الخفية والسرية في هذا الصدد تؤكد هذه الحقيقة.

- أمريكا وفرنسا تحتلان أغلب الاستثمارات الطاقوية في البلاد وليستا الصين و روسيا.

- روسيا بلد غني في الموارد والثروات وهو ليس بحاجة لرشوة تقدمها البلاد لها.

- روسيا ليس لها أطماع في البلاد مثل: تركيا وفرنسا وأمريكا.

- روسيا وانطلاقا من العلاقات التاريخية مع البلاد والمصير المشترك الواحد بينهما والهدف الواحد في ضرورة انشاء نظام عالمي جديد عادل قائم على مبدأ المساواة بين الشمال والجنوب وهذا ما أعلن عنه الرئيس الراحل "الموسطاش" صراحة بحاجة لمواقف واضحة من البلاد اتجاه روسيا والصين اليوم.

- لو وقفت البلاد سياسياً فقط مثل: (الصين مع روسيا في موضوع أوكرانيا) وكوريا الشمالية وإيران وكوبا ..وفنزويلا .. مع الصين وروسيا في قضاياهما العادلة لتفهمنا عدم رضا البلاد الآن على موقف الصين وروسيا في مجلس الأمن حول الصحراء الأخير.

- أنت لم تقف مع قضاياهما المصيرية الوجودية (الصين وروسيا) فكيف تنتظر منه أن يقف مع قضاياك المصيرية الوجودية بالنسبة لك؟ بعكس المغرب الذي وقف مع قضايا أمريكا وفرنسا والغرب المصيرية لهم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني إلى أبعد الحدود وحديث عن اِرساله سلاح ومقاتلين مرتزقة للقتال في أوكرانيا تحت يافطة طلبة جامعيين مغاربة يدرسون في أوكرانيا.

- هو عدم انحياز الصين وروسيا في قضية مصيرية للبلاد في ملف الصحراء مقابل عدم انحياز البلاد لقضايا المصيرية للصين (الاستثمار في أفريقيا) وروسيا (وجود الفيلق الروسي في غرب إفريقيا).

- الفيتو الروسي والفيتو الصيني ليسا للبيع وليس جمعية خيرية وليسا لخدمة مصالح خصوم روسيا والصين من الدول الغربية مثل: فرنسا ..، الفيتو الروسي والفيتو الصيني هو لخدمة حلفاء البلدين والأصدقاء الحقيقيين لهما وقد رأينا كيف يُرفع الفيتو الروسي في وجه أمريكا والغرب دفاعاً على غزة ومقاومة غزة مثلاً في الأحداث والعدوان الأخيرعليها ضد القرارات الأمريكية المجحفة التي تخدم الكيان الصهيوني.

- لكن البلاد منذ عهد الرئيس الراحل الذي أطيح به في 19 وجه البلاد منذ وصوله حتى لحظة مغادرته الحكم صوب دبلوماسية الرَّشوة في علاقة بلاده مع الدول الشقيقة والصديقة والعدوة وهو أسلوب تعلمه من الإمارات ودول الخليج التي عاش فيها.

- ويبدو أن البلاد ما زالت تسير على هذا النهج في تحقيق النّصر على ما تعتقد في القضايا التي تكافح لأجلها كما يفعل بن سلمان وبن زايد .. وغيرهم والصورة التي تجمع بن سلمان مع ترامب في البيت الأبيض وعرض الأخير صور لطائرات عسكرية أمريكية الصنع يعرضها الرجل ويعرض معها أسعارها عليه ما زالت ماثلة في الأذهان لم تمحى أبداً.

ابقى خلي عدم الانحياز وتركيا ينفعوك...


الزمزوم -أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق

[الزمزوم]

بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض هل ما زال عدم الانحياز خياراً أفضل؟