هل يعني إعادة كتابة التاريخ تغيير وتحريف التاريخ وفق النّظرة والرِّواية الغربية؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل يعني إعادة كتابة التاريخ تغيير وتحريف التاريخ وفق النّظرة والرِّواية الغربية؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-10-27, 01:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 هل يعني إعادة كتابة التاريخ تغيير وتحريف التاريخ وفق النّظرة والرِّواية الغربية؟

هل يعني إعادة كتابة التاريخ تغيير وتحريف التاريخ وفق النّظرة والرِّواية الغربية؟


هل يظهر من خلال الحرب في أوكرانيا الّتي يقودها الغرب ضدّ روسيا، وحرب الكيان الصهيوني ضدّ العرب والمسلمين بدعم غربي، وحصار الصين بسبب تايون من طرف الغرب أنّ الغرب يتصور نفسه أنّه في وضع قوة وساعة قوة ليعيد تغيير وتزييف تاريخ منطقتنا وتاريخ العالم بما يخدم مصلحته؟


الغرب القديم خاض حرب اِستعمارية ظالمة في عديد الدّول والبلدان في كل مكان من العالم وبخاصة في قارة إفريقيا والعالم العربي الإسلامي وترك المنطقة تنكأ جراحها حتّى الآن.


الغرب والّذي كانت تُمثله بشكل قوي بريطانيا في ذلك الوقت بما تعنيه من أنجلوساكسون ولكي تُسيطر على المنطقة العربية والإسلامية وتمنع توحدها خوفاً من تتجه لتقرير مصيرها بعيداً عن هيمنة المملكة المتحدة، وحتّى تبقى تظلّ تُسيطر على قناة السويس الّتي خرجت منها (من مصر) بفعل مقاومة الشّعب المصري لها زرعت الكيان الصهيوني في أرض فلسطين بدافع ديني لتحشيد اليهود وتعبئتهم لإخراجهم من أوروبا ولضمان أن يكونوا دولة مُصطنعة لخدمة مصالح بريطانيا والغرب الاستعماري.


وهكذا بقي الوضع على حاله لحدّ اللحظة، هذا الوضع الّذي ورثته أمريكا فيما بعد الّتي هي امتداد للأنجلوساكسون وللاستعمار القديم وتحولت هي بعد ذلك إلى اِستعمار جديد بأساليب جديدة وبأبعاد جغرافية وسياسية وعسكرية وثقافية جديدة بالتزامن مع التّطور الحاصل في العالم تقنياً ومادياً.


اليوم وبعد اِستفاقة شُعوب العالم من أضرار الهيمنة الغربية وما خلفته من كوارث في بلدان عالم الجنوب هذا من جهة وتراجع وأفول الغرب على كل الصُّعد من جهة ثانية وفي ظل ما يمتلكه الغرب من قوّة عسكرية هائلة وسيطرة مؤقتة على النّظام الدّولي بالأحادية القطبية وعلى النّظام المالي العالمي يريد الالتفاف على مطالب هذه الشعوب بسّياسة اللعب بذاكرتها (إعادة برمجتها من جديد).


إنّ اِستفاقة شُعوب العالم المُتضرر من هيمنة الغرب عليها والّتي تم التعبير عنها اليوم في عديد البلدان وبخاصة في أفريقيا الّتي باتت حاجة الدُّول العُظمى بحاجة إليها وإلى مواردها الضّخمة في ظلّ ظهُور مُنافسين جُدد للغرب الاِستعماري .. فجأة إلى شعور شُعوب الدّول الغربية الاِستعمارية بالخجل من التاريخ الاِستعماري لبلدانها تكون وراء هذه الخطوة (إعادة كتابة التاريخ).


إنّ ما يمتلكه الغرب من قوّة عسكرية جبارة أظهرها لدُّول العالم من خلال ما يجري في أوكرانيا وما يجري في غزّة وعديد بلدان الاّسناد من الدّول العربية والإسلامية هو رسالة موجهة لهذه الشُّعوب الّتي ترفُض الهيمنة الغربية نتيجة تأثرها بنهب الغرب الاِستعماري لمواردها لعقود طويلة سواء في فترة الاِستعمار أو فترة استقلالها أو حتى الاِستعمار الجديد.


لذلك الغرب الاِستعماري التقليدي والجديد ينطلقان من هذين المعطيين لفرض فكرة إعادة كتابة التاريخ أو إعادة تغيير وتحريف التاريخ بما يخدم الغرب ويُحسن صُورته لدى الأجيال الجديدة في دول الجنوب.


يُراد من إعادة كتابة التاريخ أنْ تُطمس فترة الاِستعمار البغيض للدول الغربية الاِستعمارية والحديث فقط عن غرب اليوم النموذج الأوحد في التقدم الاِقتصادي والعلمي والتّقني والعسكري وكيف يتمُّ بناء علاقات معه في ظلّ النّظر إليه بصورته الحالية من اِحترام لحقوق الإنسان والحريات والدّيمقراطية فقط فيه ودعوته لها في العالم، والعمل على اِستهلاك سلعه وبضائعه المادية والثّقافية واللغوية والفكرية وتبني نموذجه في طريقة العيش كأرقى شكل مُتقدم ومُتحضر للإنسان لهذا العصر ولكل عصر.


هذا الغرب يُريد أنْ يُؤسس لعلاقات مع شُعوب الجنوب الّتي اِكتوت بنار الاِستعمار من خلال الذّاكرة الجديدة لا الذاكرة القديمة الّتي تنظُر إليه كمتوحش وسفاح وقاتل واِمبريالي واِستغلالي قتل ملايين الأبرياء في القارة السّمراء مثلاً ونهب على مدار عقود طويلة وقرون ثروات وموارد تلك البلدان الضّعيفة وتركها للفاقة والمرض والجوع ودمّر نسيجها الاِجتماعي وقطع أواصرها الجغرافية وقسم الشعب فيها إلى شعوب متناحرة ومتنازعة بفعل العرق والمذهب والدين ولعب على عناصر هويتها.


هذا الغرب يُريد أنْ يُؤسس لفكرة أنَّ الكيان الصهيوني في أرضه وأنّ لا وجود لشعبٍ فلسطيني وأنَّ يجعل من إعادة كتابة التاريخ خطوةً لتغيير المناهج الدّراسية فيما بعد الّتي ستُحتِّم على الأجيال العربية والمُسلمة القادمة أنْ تنظُر للكيان الصهيوني بالذّاكرة الجديدة بعد برمجتها غربياً الّتي يُراد فرضها علينا لا بالذّاكرة الحقيقية الأصلية، وأنْ يُنظر إلى الكيان على أنّه الدّولة الدّيمقراطية الوحيدة في المنطقة وأنّه دولة قانون ودولة تُحترم فيها حقوق الإنسان، واِبعاد كلّ التاريخ الإجرامي للكيان الصهيوني منذُ نشأته وحتّى اللحظة من قتل للفلسطينيين والعرب وتهجير لهم وعدوان على غزّة ولبنان وحروب على العرب في 1948 و1967 و1973.


إنّ الغرب يسعى لمسح الذّاكرة الّتي يمتلكها العرب والمسلمون عن الكيان الصّهيوني والّتي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر في سعيهم لتحرير فلسطين وطرد المحتل الصهيوني.

حتّى الأمريكي الّذي خاض ويخوض حرُوب مُدمرة ضدّ العرب والمُسلمين في العراق وأفغانستان وفي سوريا وليبيا والسُّودان (قصف مصنع الأدوية لأسامة بن لادن)..، يُريد أنْ يكتب تاريخ جديد يجعل من الأمريكي النُّموذج الّذي تصوره هوليود وتبعثه لنا ليخترق وعينا وعقولنا لا نموذج الإجرام والقرصنة والقتل وإشعال حروب أهلية في بلداننا واِنقلابات عسكرية دموية تمّ التخطيط لها في مقرات وكالة الاِستخبارات المركزية الأمريكية.


حتّى مع روسيا يُريد الغرب كتابة تاريخ جديد لها يطمس حقيقة تاريخ دورها المشهُود في القضاء على النّازية ودفعها تكاليف دم باهظة من دم أبنائها في سبيل ذلك لم تدفعه أمريكا الّتي حصدت كلّ مكاسب الحرب العالمية الثّانية.


يُريد الغرب أنْ يُؤسس لذاكرة في أنَّ الغرب هُو من تخلص من النازية لوحده وخلص العالم منها وبالتّالي هُو الأحقّ بقيادة العالم كما ويُحاول أنْ يُصور أعداء وخصُوم الغرب للأجيال الجديدة في بلدانه وبلدان العالم الضّعيفة على أن الروس والصينيين والكوريين الشماليين والإيرانيين أشرار وسيئين ويشكلُون خطراً على "العالم الحر" والعالم بأسره.

إنَّ إعادة كتابة التاريخ ماهو إلّا تغيير للتاريخ بتحريفه وتزويره وتزييفه لصالح الغرب وذلك في طمس التاريخ الأسود لهذا الغرب الاِستعماري في البلدان الّتي اِحتلها والجرائم الّتي قام بها ضدّ شُعوبها عبر التاريخ ومنها اِشعال الحرب الكونيتين الأولى والثّانية (مسرح الحرب أوروبا) بسبب التنافس على الموارد في البلدان المُسْتعمَرَة وبدل ذلك تلميع صُورته للأجيال القادمة وجعل الغرب النّموذج الأوحد النّاجح والمُتقدم والمثل الأعلى الّذي ينبغي للدّول والبلدان والشّعوب من العالم الاِقتداء به.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc