"نصيحة لوجه الله لأننا ضيعنا البوصلة "
مما تعلمته خلال ثلاثة أشهر الأخيرة و أنا غائب عن الصفحة بسبب طارئ نسأل الله أن ينزاح قريبا .
أن الناس خضعت لوسائل الإعلام لحد الإدمان و أخذت منها أخبار الدنيا في ميادين السياسة و الرياضة و الحروب و الدين و غيرها.
ثم بعد ذلك راحت تناقش و تحلل و تخاصم هذا و تمدح هذا و تتصارع فيما بينها وفق قاعدة بيانات غير مضمونة أصلا و لا تلتصق بالحقيقة .
و كل هذا في جهد و وقت لا يقدران بثمن و كلها تحت تأثير و ضغط و سجن هذه المخذرات الإعلامية منها التلفزيون ومواقع التواصل الإعلامية و أي وسيلة إعلامية أخرى.
فهل يستقيم ذلك ؟
تجربتي خلال 03 أشهر و عدم الإفراط في الخضوع لهذه الوسائل و على رأسها مواقع التواصل جعلتني في حل و أكثر أريحية.
و أعدت من جديد مراقبة البوصلة
فما العمل إذن ؟
كان الأجدر و الأنفع أن تتوجه إلى :
تقليب صفحات القرآن الكريم و تتلقاه بقلبك و روحك و تتزكى النفس و تتصدى للمشاكل و للحياة بشكل أفضل و أحسن
كان الأجدر التوجه لتعلم سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و معرفة كيف يتصرف البشر مع مختلف الأحداث
كان الأجدر المحافظة على العبادة و الصلاة و الأذكار كل يوم .
كان الأجدر التوجه نحو تربية الأبناء
و رقابتهم بعدما تحولوا إلى كائنات لا تحمل هوية و لا ثقافة و لا مبادئ و تاهوا في غياب الوالدين و أصبحوا يشكلون خطرا داهما .
كان الأجدر التوجه نحو رأب صدع العلاقات الأسرية و القرابة و صلة الرحم التي إهتزت و إرتجت بسبب خلافات دنياوية.
كان الأجدر التوجه نحو التعلم و القراءة
و التدرب و اكتساب الخبرات و المهارات لصلاح الدنيا و الدين .
كان الأجدر القيام بالوظائف الإدارية
و الإقتصادية و التعليمية بإتقان ليستقيم أمر البلاد و تعرف الرفاهية و الإزدهار و التقدم و الخروج من التخلف .
كان الأجدر رعاية الأبوين و الوالدين
و الإحسان لهما و الجلوس عند قدميهما .
كان الأجدر الإهتمام بالفقير و المسكين
و المحتاج الذي ضاع وسط هذه الأسعار المجنونة
كان الأجدر التوجه لتنظيف المحيط
و الشوارع و الأزقة من الأوساخ و الردوم
و جعل النظر يبعث على الفرح بدل كآبة المنظر .
كان الأجدر أن تتوجه الأنفس لإطعام الروح و النفس بالقيم و المبادئ بدل الإهتمام فقط بملئ البطون و إحتلال سوق الرتاج
و الماجيك هاوس و مشتقاتهما و الإفراط في ذلك بعيدا عن التوازن .
كان الأجدر الجلوس في البيوت و المساجد و الحدائق و صناعة خلوة لتسبيح الله و الدعاء للمستضعفين و المجاهدين و المظلومين في غزة و غيرها بدلا من اللعب و اللهو و تتبع عورات الناس
لقد ضيعنا البوصلة
و ضيعنا الإتجاه
و ضيعنا الأخلاق
و ضيعنا الوقت بما فيه كفاية
فأين تذهبون ؟
إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم .
ألا عودوا إلى رشدكم .